مريم المهيري في حوار مع «الاتحاد»: «COP28» محطة لانطلاق الإمارات نحو المزيد من الإنجازات
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
شروق عوض (دبي)
أكدت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28 تعكس المكانة العالمية المتميزة للدولة في مجال العمل المناخي العالمي، وتقديراً لمساهماتها في قيادة الجهود العالمية للتصدي للتغير المناخي والحد من تأثيراته وتداعياته، مشيرة إلى أن الإمارات تمتلك واحدة من التجارب الاستثنائية في التصدي للتغير المناخي على المستويين المحلي والعالمي، إضافة إلى مختلف القطاعات.
وقالت معالي مريم المهيري في حوار مع «الاتحاد»: إن COP28 سيكون فرصة لعرض هذه التجربة ومحطة للانطلاق نحو تحقيق المزيد من الإنجازات في مجال العمل المناخي والتي ستكون مصدر فخر لنا وللأجيال القادمة، لافتة إلى أن دولة الإمارات تحظى بسجل حافل بالإنجازات في العمل المناخي العالمي من أجل المساهمة في الحد من ارتفاع حرارة الأرض والإبقاء عليها في حدود 1.5 درجة مئوية، منها أن الإمارات من أولى دول المنطقة التي توقع على اتفاق باريس للمناخ وتقدم المساهمات المحددة وطنياً، بالإضافة إلى أنها أولى دول المنطقة التي تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وخطة تنفيذ هذا الهدف والمتمثلة في استراتيجية الإمارات للحياد المناخي التي تم إطلاقها مؤخراً وتقضي بخفض الانبعاثات تدريجياً وصولاً إلى صافي صفر انبعاثات عام 2050.
فرصة مهمة
وبيّنت معاليها أن استضافة المؤتمر تعد فرصة مهمة للإمارات ولكل الدول والمنظمات المشاركة للانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ على أرض الواقع، ومن أجل تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، لابد من وجود خطوات عملية نقوم بها جميعاً من خلال التعاون المشترك.
وأكدت أن الإمارات من خلال المؤتمر تدعو إلى ضرورة تحقيق تحول عادل ومنصف للطاقة من أجل استبدال أنظمة الطاقة التقليدية بأنظمة نظيفة ومتجددة، ولتحقيق ذلك لابد أن يكون هناك منظومة واضحة لتمويل الأنشطة والمشروعات المناخية من أجل التخفيف من حجم الانبعاثات، وكذلك التكيف مع التغيرات المناخية بما يضمن النمو الاقتصادي المستدام في دول العالم، وخصوصاً دول العالم النامي، كذلك هناك حاجة ضرورية لتبادل الخبرات والتقنيات والتكنولوجيا التي تمكن هذه الدول من تنفيذ مشروعاتها وجني ثمارها خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي يدعو إلى المضي قدماً في تنفيذ تلك التوجهات، لأن المزيد من ضياع الوقت يعني المزيد من الخسائر والأضرار.
دور محوري
وأشارت معاليها إلى وجوب الاستفادة من مؤتمر الأطراف COP28 ولعب دور محوري في دعم الجهود العالمية لتعزيز الأمن الغذائي المستدام، حيث تتسبب نظم الغذاء التقليدية وحدها بحوالي ثلث الانبعاثات العالمية كل عام، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة بناء نظم مستدامة تقلل البصمة الكربونية للقطاع واستهلاك المياه، مع عدم وجود حاجة إلى الأراضي الزراعية لإنتاج العديد من المحاصيل. وذكرت معاليها أنه ضمن هذا الشأن، فإن الإمارات تسعى إلى حشد الدول وتشجيعها على التوقيع على «إعلان الإمارات حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي» في ضوء «برنامج مؤتمر الأطراف COP28 للنظم الغذائية والزراعة» الذي تشرفت بالإعلان عنه خلال قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية في روما، ويرتكز البرنامج على أربع ركائز هي، حشد جهود القيادات الوطنية على مستوى الدول، وإشراك الجهات المعنية غير الحكومية، وتوسيع نطاق الابتكار، وتوفير التمويل اللازم.
مكانة عالمية
وحول سؤال عن كيفية تشكيل استضافة مؤتمر الأطراف «COP28» إضافة للدولة في مجالي تغير المناخ والأمن الغذائي والنظم الغذائية، وأهم الملفات التي تطرحها الوزارة بخصوصهما أمام المؤتمر، قالت معاليها: «إن الاستضافة تمثل إضافة قوية للإمارات وتعزيزاً لمكانتها العالمية المتميزة في مجال العمل المناخي العالمي، ومساهماتها الملموسة في قيادة الجهود العالمية للتصدي للتغير المناخي والحد من تأثيراته وتداعياته، فضلاً عن إبراز دور الإمارات في مد جسور الحوار والتعاون، ودفع الجهود العالمية لضمان توفير التمويل المناخي للدول النامية، خاصة دول الجنوب العالمي».
حماية الكوكب
وأضافت: «كما تبعث الاستضافة برسالة قوية من الإمارات إلى العالم مفادها أنه علينا الالتفاف حول هدف واحد وهو حماية كوكبنا الذي نعيش عليه والحفاظ عليه للأجيال القادمة من خلال تبني خطوات جادة والانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ على أرض الواقع للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض»، مؤكدة أن المؤتمر فرصة للتواصل مع مختلف الجهات السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية حول العالم بما يعود بالنفع والفائدة على الدولة من خلال فتح آفاق جديدة من التعاون والشراكة مع مختلف المنظمات العالمية والدول والحكومات والمنظمات غير الحكومية بما يحقق كافة الأهداف المشتركة، خاصة في مشاريع التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية مثل مشاريع إزالة والحد من انبعاثات الكربون، ومشاريع الطاقة المتجددة، والزراعة ونظم الغذاء الحديثة وغيرها من مشاريع إعادة التدوير بما يساهم في الجهود الوطنية لتعزيز الاقتصاد الدائري.
التمويل المستدام
ولفتت معاليها إلى أن ملف التمويل المستدام سيكون حاضراً بقوة على الساحة خلال COP28 الذي سيكون من ضمن مهامه أيضاً التركيز على حث الدول المتقدمة على الالتزام بتعهداتها، بهدف مواجهة التغير المناخي وتنفيذ استثمارات لمشاريع مواجهة والتكيف مع التغيرات المناخية. كما أن تحقيق هذا الالتزام يعكس توحيد جهود البلدان لتحقيق الأهداف المشتركة والتزام المجتمع الدولي بالإنصاف وعدم ترك أحداً خلف الركب.
وبيّنت معاليها أن إجمالي متطلبات الاستثمار السنوي للدول النامية يبلغ 2.4 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2030، نصفها من التمويل الخارجي، والباقي من مصادر عامة وخاصة في تلك البلدان من أجل مساعدتها على التحول لنظم طاقة خضراء، بالطبع هناك حاجة ملحة لعمل كافة الأطراف من خلال إعادة تشكيل النظام المالي لكبرى المؤسسات المالية العالمية لسد فجوة تمويل تلك المشاريع، ونعلم أنه لن تستطيع تلك المؤسسات وحدها تمويل هذا المبلغ، إذ ينبغي أن يكون هناك دور رئيس للقطاع الخاص للاستثمار من خلال منح الحكومات المزيد من التسهيلات والحد من المخاطر التي يمكن أن تواجه الشركات.
مضاعفة العمل
أكد تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن دول العالم فشلت في تنفيذ تعهداتها بخفض الانبعاثات ومواجهة تغير المناخ، وحذرت من أن الوضع الحالي ما زال ينذر بارتفاع درجات الحرارة في العالم نحو 3 درجات مئوية في هذا القرن، ما تعليقكم على هذا التقرير، وأهم جهود الإمارات بشأن الحد من تداعيات تغير المناخ؟ قالت معالي مريم المهيري: «لا شك أن العالم بحاجة إلى مضاعفة العمل من أجل الوصول إلى خفض حرارة الأرض والإبقاء على أمل الحد من هذا الارتفاع بحلول عام 2030، وأذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد ذكر في تصريح سابق له أن عصر الاحتباس الحراري انتهى وبدأ عهد«الغليان الحراري العالمي»، وقال إنه:«لا مزيد من التردد. لا مزيد من الأعذار. لا مزيد من انتظار الآخرين للتحرك أولاً». وهذا بالفعل ما تعمل وتتحرك وفقاً له دولة الإمارات، فهي تمتلك دائماً زمام المبادرة وسبّاقة إلى العمل المناخي».
الطاقة المتجددة
وذكرت معالي مريم المهيري بأنه على الرغم من وفرة ثروة دولة الإمارات النفطية، إلا أنها في طليعة دول العالم في العمل المناخي من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة، فالإمارات استثمرت 50 مليار دولار في مشاريع الطاقة المتجددة في أكثر من 70 دولة وخصصت 50 مليار دولار إضافية على مدى العقد المقبل. وأشارت معاليها إلى أن رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 أعلنت مؤخراً عن مبادرة تمويل إماراتية بقيمة (4.5 مليار دولار أميركي) للمساعدة في تحفيز قدرات أفريقيا في مجال الطاقة النظيفة، وتقوم مؤسسات دولة الإمارات بتنفيذ العديد من المشروعات والاستثمارات ذات الصلة في العديد من الدول النامية حول العالم لمساعدتها على الإيفاء بالتزاماتها المناخية والبيئية، ودعم نموها الاقتصادي المستدام.
وفي مجال الأمن الغذائي المستدام، أطلقت الإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية مبادرة«الابتكار الزراعي من أجل المناخ» بهدف تطوير برامج لتسريع تبني الابتكارات الزراعية من خلال تحفيز استثمارات النظم الزراعية والغذائية الذكية مناخياً. كما تهدف المبادرة إلى زيادة الإنتاج الزراعي باستخدام مصادر أقل، وبشكل يقلل البصمة الكربونية لأنشطة الزراعة والغذاء التي تتسبب بأكثر من ثلث الانبعاثات الكربونية العالمية.
وخلال عامين فقط، نجحت المبادرة في زيادة تعهد الدول المشاركة إلى استثمار 13 مليار دولار في أنظمة الزراعة الذكية مناخياً، بالإضافة إلى نمو عدد الشركاء إلى حوالي 500 شريك ما بين الحكومات وسباقات الابتكار وشركاء المعرفة حول العالم. كما أطلقت الإمارات «تحالف القرم من أجل المناخ» بالتعاون مع جمهورية إندونيسيا للتوسع في زراعة أشجار القرم التي تعد مخزناً طبيعياً للكربون وتحسن من النظم البيئية الساحلية. وتتعهد الإمارات بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030. ونحن ندعو العالم للمشاركة في هذا التحالف.
كما أن الإمارات عدلت استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، ومن بين أهم تلك التعديلات عزم الإمارات على زيادة استثماراتها في مجال الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ذلك بالإضافة إلى إطلاق استراتيجية للهيدروجين نأمل من خلالها دعم الصناعات المحلية منخفضة الانبعاثات، وتعزيز وتحقيق الريادة عالمياً في مجال إنتاج الهيدروجين حتى عام 2031.
النظم الغذائية
وحول أهداف إعلان الإمارات عن النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي ضمن برنامج COP28 للنظم الغذائية والزراعة، قالت معاليها:«تعتبر النظم الغذائية والزراعة ثاني أهم القطاعات، بعد الطاقة، في جهود مكافحة التغير المناخي لثلاثة أسباب رئيسية: أولاً، لأن الغذاء يشكل ضرورة أساسية تؤثر في حياة الناس جميعاً أينما كانوا. وثانياً، لأن قدرتنا على إنتاج غذاءٍ كافٍ أصبحت مهددة على نحو متزايد بسبب الظواهر المناخية المتطرفة وهذا ما ينطبق بشكل خاص على مليارات البشر المعرضين لمخاطر تغير المناخ حول العالم. وثالثاً، لأن النظم الغذائية والزراعة مسؤولة عن ثلث (33%) إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة، وبالتالي فهي تؤثر وتتأثر بالمشكلة في آن معاً. وتابعت معاليها: «من الضروري إحداث تكيف وتحويل للنظم الغذائية العالمية استجابة لتغير المناخ، وتبني نظم حديثة ومبتكرة ومستدامة من شأنها المساهمة في تقليل الانبعاثات لهذا القطاع الحيوي واستهلاك المياه، مع عدم وجود حاجة إلى الأراضي الزراعية لإنتاج العديد من المحاصيل. الأمر الذي يساهم بدوره في تحقيق الأمن الغذائي المستدام والقضاء على الجوع حول العالم»، مشيرة إلى أهمية الدور والمساعي التي تقوم بها دولة الإمارات خلال المؤتمر لحشد الدول وتشجيعها على التوقيع على الإعلان المشار إليه أعلاه.
وأشارت معاليها إلى العديد من المبادرات المتعلقة بالعمل المناخي، ستطلقها الوزارة في «COP28»، وستشمل العديد من القطاعات كالتغير المناخي والتنوع البيولوجي ونظم الغذاء الحديثة وغيرها، مشيرة إلى توقعها بحدوث نتائج إيجابية من المؤتمر أهمها تمهيد الطريق أمام إحداث تحول عادل ومنصف للطاقة في العالم، وإحداث التوازن في الاستثمارات التي ينبغي أن تعطي أولوية أكثر للبلدان المتأثرة بالتغيرات المناخية من خلال التمويل والحصول على التكنولوجيا اللازمة، بالإضافة إلى التوقع بأن يكون هناك استجابة جيدة لدعوة الإمارات نحو تبني نظم غذاء وزراعة حديثة وهو ما نهدف من خلاله إلى التكيف مع آثار التغيرات المناخية بإتاحة إنتاج وافر ومستدام من الغذاء الصحي والحد من الانبعاثات التي تتسبب بها نظم الغذاء التقليدية، والمساهمة بذلك في القضاء على الجوع في العالم.
مبادرات الوزارة
أكدت معاليها أن المؤتمر سيشكل علامة فارقة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، من خلال إتاحة المزيد من التعاون والشراكات من أجل اتخاذ خطوات فعلية وملموسة على أرض الواقع في كافة مجالات العمال المناخي والبيئي وتشكيل فرص لتحقيق فوائد سياسية واقتصادية للدولة والمنطقة والعالم، مشيرة إلى أملها بأن تكلل بالنجاح المفاوضات المعنية بشأن صندوق الخسائر والأضرار للتفاهم حول بعض الأمور الفنية العالقة لتحديد مصادر أموال الصندوق وكيفية توزيعها، وغيرها من الأمور التشغيلية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كوب 28 الاستدامة التغير المناخي مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ مريم المهيري النظم الغذائیة والزراعة التغیرات المناخیة مؤتمر الأطراف COP28 الجهود العالمیة العمل المناخی دولة الإمارات بالإضافة إلى مریم المهیری تغیر المناخ حرارة الأرض ملیار دولار أن الإمارات معالیها إلى نظم الغذاء معالی مریم حول العالم دول العالم مشیرة إلى بحلول عام العدید من المزید من والحد من من خلال فی مجال الحد من إلى أن من أجل
إقرأ أيضاً:
القطاع العقاري في سلطنة عمان يتوقع المزيد من التحفيز العام الجاري
شهد القطاع العقاري في سلطنة عمان نموًا ملحوظًا خلال عام 2024، حيث تجاوزت قيمة التداول العقاري 3.3 مليار ريال عماني، مسجلة زيادة بنسبة 29.5% مقارنة بالعام السابق. ويرجع هذا النمو إلى عدة عوامل رئيسية، من بينها الاستقرار الاقتصادي والمالي الذي تشهده البلاد، إضافة إلى الدور الكبير الذي لعبه القطاع المصرفي في توفير حلول تمويلية متنوعة، مما ساعد على تحفيز حركة التداول العقاري.
ويتوقع أن تبدأ مشاريع المدن المستقبلية في التأثير بشكل فعلي على التداول العقاري في 2025، مع الانتهاء من الإجراءات القانونية المرتبطة بها.
كما يُنتظر أن يساهم إصدار قانون التطوير العقاري في تعزيز استقرار السوق، حيث سيوفر هذا القانون إطارًا حوكميًا متينًا يساعد على التغلب على التحديات الحالية ويعزز الثقة في القطاع العقاري.
استقرار ومحفزات
وقال علي بن سالم العيسائي أمين السجل العقاري بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني: إن القطاع العقاري في سلطنة عمان شهد زيادة ملحوظة في حجم التداول العقاري، ليصل إلى 3.3 مليار ريال عماني بنهاية 2024. وأضاف العيسائي أن هذا النمو يعود إلى عدة عوامل، أبرزها الاستقرار الاقتصادي والمالي الذي تعيشه السلطنة، بما في ذلك إعادة تصنيفها الائتماني إلى BB+، فضلا عن انخفاض الدين العام وتحقيق فائض مالي في عام 2024.
وأشار العيسائي إلى أن القطاع المصرفي كان له دور بارز في تحفيز حركة السوق العقاري، من خلال تقديم حلول تمويلية مرنة ومتنوعة، مما ساهم في تسهيل الوصول إلى التمويل للمستثمرين والمشترين على حد سواء. وأكد أن تبسيط الإجراءات وسهولة نقل العقارات بين الملاك كانت من العوامل التي أسهمت في تعزيز النشاط في السوق العقاري.
مدن المستقبل
وأوضح العيسائي أن تأثيرمشاريع المدن المستقبلية على حجم التداول العقاري في 2024 كان محدودًا. ويرجع ذلك إلى عدم البدء في إصدار سندات الملكية للملاك في هذه المشاريع بعد. ومع ذلك، يتوقع العيسائي أن تبدأ هذه المشاريع في التأثير بشكل فعلي على السوق العقاري في 2025، مع استكمال إجراءات التملك وطرح العقارات بشكل رسمي في السوق.
وأضاف العيسائي أن قانون التطوير العقاري المرتقب في عام 2025 سيكون له دور كبير في توفير بيئة استثمارية محفزة. هذا القانون سيعزز من الثقة في السوق العقاري ويسهم في تسهيل العملية الاستثمارية. كما أكد أن الوزارة استفادت من الخبرات السابقة في تنفيذ المشاريع، مما سيعزز من قدرتها على إدارة وتنفيذ مشاريع المدن المستقبلية بكفاءة أكبر، ويضمن استدامة نمو القطاع العقاري.
ومع استمرار استقرار أسعار النفط والتعافي الاقتصادي من المتوقع أن يواصل القطاع العقاري نموه خلال السنوات المقبلة. ويُتوقع أن تساهم المشاريع الجديدة، مثل المدن المستقبلية، في تعزيز هذا النمو بشكل ملحوظ، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني ويزيد من جاذبية السوق العقاري العماني للمستثمرين المحليين والدوليين.
ثقة المستثمرين
من جهته أكد يونس بن خصيب الحراصي رئيس مجلس إدارة الجمعية العقارية العُمانية، أن النمو الملحوظ في حجم التداول العقاري خلال العام الماضي يعد مؤشرًا قويًا على الحراك النشط الذي يشهده القطاع العقاري العماني، مشيرًا إلى أن هذا الارتفاع يعكس ثقة المستثمرين في السوق وقدرته على الحفاظ على مستويات تداول جيدة. وأضاف الحراصي: إن الإصلاحات والإجراءات التنظيمية التي تم تطبيقها قد أسهمت بشكل إيجابي في تحفيز النشاط العقاري، مما أدى إلى زيادة الإقبال على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
وأشار إلى أن الزخم الإيجابي في السوق العقاري يواصل تصاعده، خاصة مع إعلان البنك المركزي العماني عن تحديث جملة من الإجراءات الرقابية التي تهدف إلى تعزيز التمويل والإقراض السكني للعمانيين، حيث تم تخصيص أربعة مليارات وخمسمائة مليون ريال عماني لدى المصارف المرخصة لتمويل طلبات القروض السكنية والبناء. وعبّر الحراصي عن تطلعه إلى أن تترجم المؤسسات المصرفية والتمويلية هذه التوجهات بشكل سريع وفاعل لتعزيز قدرة المواطنين على تملك العقارات، مما سيدعم حركة السوق العقاري ويدفعه نحو مستويات أعلى من التداول.
فرص استثمارية جديدة
وأضاف الحراصي: إن السوق العقاري في سلطنة عمان لا يزال يشهد فرصًا استثمارية كبيرة، خاصة في ظل الإعلان عن مشاريع تطويرية جديدة. وأكد أهمية توفير حلول تمويلية مبتكرة وتنافسية تلبي احتياجات كافة الأطراف المعنية، سواء كانوا أفرادًا، أو شركات تطوير عقاري، أو صناديق استثمارية. كما شدد على ضرورة تسريع إجراءات منح الأراضي السكنية، وتقديم الدعم للمستحقين الراغبين في امتلاك وحدات سكنية ضمن المشاريع التطويرية، مثل مشاريع «مبادرة الأحياء» و«المخططات السكنية المتكاملة» ومشروع «مدينة السلطان هيثم» وغيرها.
التسويق المحلي والدولي
وأوضح الحراصي أن تسهيل الإجراءات واعتماد حلول مرنة وسريعة سيكون له تأثير إيجابي كبير في تعزيز إقبال المواطنين والمستثمرين على القطاع العقاري، مما سيعزز من استدامة النمو في السوق. وأضاف: إن تكثيف عمليات التسويق على المستويين المحلي والدولي سيكون حيويًا في وضع السوق العقاري العماني ضمن خارطة أسواق العقارات الجذابة للمستثمرين. وأكد أن التعاون مع مختلف الأطراف المعنية في حملات تسويقية متكاملة سيسهم في جذب المزيد من الاستثمارات.
التوقعات المستقبلية
وأشار إلى أن تكامل هذه الجهود سيضمن استمرار نمو وتطور السوق العقاري العماني، مدعومًا بثقة المستثمرين، ودعم المؤسسات التمويلية، والتوسع في المشاريع الإسكانية والتنموية. وأضاف: إن العمل المستمر على تحسين بيئة الاستثمار العقاري وتقديم حلول تمويلية مرنة سيمكن القطاع من تحقيق مزيد من الاستقرار والنمو المستدام في السنوات القادمة.
تحسن السوق العقاري العماني
أكد عبدالله بن علي الجهوري نائب رئيس الجمعية العقارية العمانية أن تحقيق السوق العقاري رقما قياسيا في قيمة التداول العقاري خلال عام 2024 يعد مؤشرًا إيجابيًا على تحسن القطاع العقاري في سلطنة عمان. وقال: إن هذا التحسن يعود إلى الجهود المتميزة التي تبذلها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، من خلال طرح مشاريع المدن المتكاملة وتنفيذ حزمة من التعديلات التشريعية التي تدعم أهداف «رؤية عمان 2040». وأضاف الجهوري أن هذه المشاريع والتعديلات التشريعية قد أسهمت في غرس الثقة لدى المستثمرين والقطاع العقاري، مما أدى إلى زيادة التداولات العقارية والنشاط الملحوظ في تنوع المشاريع وطرق تسويقها.
وأوضح الجهوري أن الجمعية العقارية العمانية تتعاون مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني من خلال اجتماعات مستمرة حول الاستثمار في القطاع العقاري، حيث لوحظ اهتمام الوزارة الكبير بتوفير البيانات والمؤشرات المطلوبة من قبل القطاع العقاري، سواء كانت هذه البيانات متعلقة بالتقارير والإحصائيات أو البيانات غير المعالجة. وأكد أن الجمعية تتوقع أن تشهد الفترة القادمة نقلة نوعية في مستوى تقديم البيانات والإحصاءات، مما سيعزز من عملية اتخاذ القرارات الاستثمارية في القطاع العقاري.
التوقعات المستقبلية
كما أضاف الجهوري: إن التحسن في السوق العقاري من المتوقع أن يستمر ويستقر في مستويات جيدة خلال العام الجاري، وذلك بدعم من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في طرح المزيد من المشاريع العقارية. وأكد على أهمية استمرار الوزارة في تقديم تسهيلات للمطورين العقاريين وتحفيز قطاع البنوك والتمويل لتقديم حلول تمويلية مناسبة. كما أشار إلى ضرورة مراجعة الرسوم الحالية وطرق تقييم الأراضي المتبعة لفرض الرسوم، ودعا الوزارة إلى التنسيق مع الجهات المعنية لاستقطاب مقيمين من جنسيات قادرة على دعم القوة الشرائية في السوق العقاري من خلال شراء المنتجات العقارية المختلفة.
الاستثمارات الأجنبية ودورها في النمو
وأوضح الجهوري أن ارتفاع قيمة التداول العقاري سيعزز من جذب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق العقاري العماني، ويسهم في زيادة الثقة في السوق. وأضاف: إنه من أجل الحفاظ على استدامة هذا النمو، يجب تخفيض الرسوم وإلغاء ضريبة القيمة المضافة على البيع الأول في القطاع السكني، أسوة بالدول المجاورة. كما شدد على أهمية تحسين طرق عرض البيانات على الموقع الإلكتروني للوزارة، مثل توفير خارطة تفاعلية لكل محافظة أو ولاية تظهر فيها بيانات الشراء والبيع والهبة والمشاريع التطويرية المختلفة. وأشار إلى ضرورة نشر معلومات حول الأراضي الموزعة على المواطنين، وأراضي الانتفاع المقدمة من الجهات الحكومية، بالإضافة إلى تحديث بيانات المشاريع التنموية الكبرى مثل «مدينة السلطان هيثم» و«مبادرة الأحياء» والمخططات السكنية المتكاملة، التي تلعب دورًا مهمًا في تحفيز السوق العقاري.
التوجه نحو الاستدامة والنمو المستمر
وأشار الجهوري إلى أهمية تطوير قدرات المطورين العقاريين وتنويع مشاريعهم والتسويق لها بطرق مبتكرة خارج سلطنة عمان. وأضاف: إن تحسين بيئة الاستثمار العقاري من خلال توفير حلول تمويلية مرنة، إضافة إلى توفير بيانات دقيقة وشفافة، سيعزز من استدامة النمو في السوق العقاري العماني.
المبادرات الحكومية
أوضح نادر بن خليفة البوسعيدي عضو مجلس إدارة الجمعية العقارية العمانية أن الارتفاع الكبير في قيمة التداول العقاري بنسبة تجاوزت 29% خلال عام 2024 يعود بشكل رئيسي إلى المبادرات الحكومية الفعّالة، التي ساهمت بشكل كبير في تحفيز القطاع العقاري. وقال البوسعيدي: إن من أبرز هذه المبادرات كانت تلك التي أطلقتها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، بالتعاون مع المطورين العقاريين. حيث تم الإعلان عن العديد من المشاريع الكبرى، مثل مشروع «مدينة السلطان هيثم»، الذي جذب العديد من المطورين العقاريين وأدى إلى إقبال كبير من المواطنين على شراء الوحدات السكنية في المدينة، إضافة إلى توافد المقيمين وغير العمانيين لشراء وحدات في المشروع.
وأضاف: إن هذا التطوير العقاري لم يقتصر فقط على محافظة مسقط، بل امتد ليشمل مختلف المحافظات من خلال إطلاق مبادرة الأحياء والمخططات السكنية المتكاملة، التي تضم حزمًا متنوعة من المشاريع التي تلبي احتياجات مختلف فئات المجتمع.
التسهيلات المصرفية وزيادة الطلب
أشار البوسعيدي إلى أن التسهيلات المصرفية كانت من العوامل الرئيسية التي ساهمت في تسجيل هذه الزيادة في قيمة التداول العقاري، حيث تم تقليل نسبة الفائدة وتقديم خيارات متنوعة للقروض الإسكانية، مما ساعد المواطنين على الحصول على تمويلات لشراء أو بناء المنازل. وأضاف: إن تعاون المصارف مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني لتقديم الأولوية للمواطنين الراغبين في البناء أو الشراء السكني كان له دور كبير في تحفيز السوق.
وأكد أن ارتفاع الطلب المحلي على العقارات السكنية كان عاملًا مهمًا آخر، حيث أدى هذا الطلب المتزايد إلى زيادة عمليات الشراء وبناء الوحدات السكنية، مما ساهم في تحسن قيمة التداول العقاري بشكل كبير.
الاستمرار في النمو وتحقيق الاستدامة
فيما يتعلق بالحفاظ على قيمة التداول العقاري في مستويات مرتفعة، أكد البوسعيدي أن ذلك يتطلب تعزيز التسويق المستمر للمشاريع العقارية، واستقطاب المواطنين والمقيمين من داخل وخارج سلطنة عمان. وأوضح أن تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، سواء القطاع المصرفي أو المطورين العقاريين، أمر أساسي لاستمرار هذا النمو، خاصة من خلال تقديم تسهيلات وخيارات تمويلية أفضل للراغبين في امتلاك المنازل.
كما أكد على أهمية تشجيع الحكومة لشركات التمويل العقاري لتمويل المشاريع وتطوير النظام الإسكاني، مما يسهم في دعم المنظومة الإسكانية في البلاد.
الثقة في الاستثمارات الأجنبية
وأوضح البوسعيدي أن مشاريع مثل «مدينة السلطان هيثم» قد أسهمت بشكل كبير في جذب المطورين العقاريين من الخارج، وهو ما يعزز ثقة المستثمرين في القطاع العقاري العماني. كما أشار إلى أن سلطنة عمان تعتبر بيئة آمنة ومستقرة للاستثمار، مما يجعلها وجهة جاذبة للمستثمرين الراغبين في الإقامة أو الاستثمار في السوق العقاري.
التواصل مع القطاع الخاص والمستثمرين
في الختام، أكد البوسعيدي على أهمية تواصل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مع القطاع الخاص والاستماع إلى احتياجاته، بما في ذلك تيسير إجراءات التملك وتقديم القروض الإسكانية بشكل مرن. كما أشار إلى أهمية مشاركة الجمعية العقارية العمانية في المناقشات والخطط المستقبلية التي تهدف إلى تسهيل النمو المستدام في القطاع العقاري في سلطنة عمان.