منطقة الظفرة.. مشاريع من المستقبل
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
تشهد منطقة الظفرة مجموعة ضخمة من مشروعات «مستدامة» ترسم نهضة تنموية شاملة في مختلف المجالات، ومنها الطاقة الشمسية والنظيفة، والطاقة النووية، بخلاف مشاريع الإسكان والبنية التحتية، تساهم بشكل فعال في الارتقاء بمستوى عيش المواطنين، وتحقيق أعلى مستويات الرفاهية لهم.
«شمس».. تضيء أبوظبي
تعد محطة «شمس» أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية المركزة قيد التشغيل في العالم، وتمتد على مساحة 2,5 كيلومتر مربع بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ميجاواط، ضمن حقل شمسي مؤلف من 768 مصفوفة من عاكسات القطع المكافئ لتجميع الطاقة الشمسية وتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة والمتجددة.
وتقوم المحطة بتوليد الطاقة الكهربائية من حرارة الشمس وليس ضوء الشمس خلافاً لتكنولوجيا الألواح الكهروضوئية الشمسية، وتعتمد في آلية تشغيلها على نظم المجمعات الشمسية المكونة من مرايا خاصة على شكل قطع مكافئ تقوم بتجميع وتركيز أشعة الشمس على أنبوب مركزي ينقل الحرارة إلى مواقع تسخين تعمل على توليد البخار الذي يتولى تشغيل التوربينات التقليدية لتوليد الكهرباء في نهاية المطاف.
وتساهم محطة «شمس» بشكل فاعل في تحقيق هدف أبوظبي الرامي إلى توفير 30% من احتياجات الطاقة في الإمارة عبر مصادر متجددة بحلول عام 2030، كما تسهم في تنويع مصادر الطاقة وتقليل البصمة الكربونية للدولة وتفادي إطلاق 175 ألف طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل زراعة 1,5 مليون شجرة أو إزالة 15 ألف سيارة من طرقات أبوظبي.
براكة توفر 25% احتياجات الدولة من الكهرباء
تقع محطة براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، وتطل على الخليج العربي وتبعد نحو 53 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس. وتوفر مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة (APR1400) في محطة براكة 25 % احتياجات الدولة من الكهرباء.
ويؤدي المشروع دوراً أساسياً في تنويع مصادر الطاقة في الدولة وسيوفر كمية كبيرة من الطاقة للمنازل والشركات والمنشآت الحكومية مع تقليلها للبصمة الكربونية في الدولة. وبعد التشغيل التام للمحطة، من المتوقع أن تحدّ محطة براكة من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 22 مليون طن سنوياً والتي تعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرقات.
الإسكان أولوية
يمثل قطاع الإسكان أحد أهم الأولويات لدى المواطن، وشهد نمواً وتطوراً كبيراً، حيث انتشرت المساكن الحديثة للمواطنين في كافة المدن، كما شيدت مساكن عصرية متنوعة منها مرابع الظفرة ومرابع غياثي ومرابع السلع، كما وضعت حكومة أبوظبي إمكانيات ضخمة واستثمارات كبيرة في مجال إسكان المواطنين لتهيئة البيئة المناسبة لتطور المجتمع وضمان تمتع أبنائه بعوائد مسيرة النماء والتطور.
مخزن الخير
تستوعب الظفرة مشروع مخزن الخير (الخزان الاستراتيجي للمياه العذبة في ليوا)، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في المنطقة بسعة 26 مليون متر مكعب من المياه الجوفية المخزنة في طبقة المياه الجوفية الضحلة شمال غرب ليوا، والتي تعتبر احتياطياً استراتيجياً لتزويد مدينة أبوظبي بـ 180 ألف متر مكعب / يوم (40 مليون جالون/ يوم) لمدة 90 يوماً. ويتم استخدام نظام الذكاء الاصطناعي المطور للتحكم في الاختيار التلقائي لضخ الآبار لكل حوض بناءً على مستويات الملوحة والتي يتم حسابها بناءً على مدخلات النماذج العددية وقياسات المستشعرات. ويستخدم الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في إدارة مخزن الخير.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منطقة الظفرة الإمارات الظفرة الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية الطاقة النظيفة الطاقة النووية محطة براكة للطاقة النووية محطة براكة محطات براكة الاستدامة منطقة الظفرة
إقرأ أيضاً:
محطة الضبعة النووية وآمال مصر فى الحصول على طاقة نظيفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استكمالاً للمقالين السابقين عن ضرورة البحث عن مصادر نظيفة للطاقة بدلاً من الوقود الأحفورى (الفحم والنفط والغاز) الذى تنتج عنه الغازات الدفيئة التى تسبب الاحتباس الحراري، نعرض فى هذا المقال محاولات مصر للحصول على مصادر للطاقة النظيفة مثل محطات توليد الطاقة من الخلايا الشمسية، والطاقة المتجددة من توربينات الرياح، وبناء محطة الضبعة النووية للحصول على الكهرباء.
وفى هذا الشأن، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يوم 19 نوفمبر الحالي، الاحتفالية التى أقامتها هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، بمناسبة العيد السنوى الرابع ليوم الطاقة النووية، وهو اليوم الذى يوافق توقيع الاتفاقية الحكومية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية روسيا الاتحادية بشأن التعاون على بناء وتشغيل أول محطة نووية على الأراضى المصرية .
حيث قام الشريك الروسى شركة Atom Story Export بتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الرابعة. ومن المخطط أن يتم تشغيل المفاعل النووى الأول لإنتاج الكهرباء بقدرة 1200 ميجا وات فى 2028 بإذن الله تعالى. ولمصر تاريخ طويل مع استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، حيث أنشأت سنة 1957 مؤسسة الطاقة الذرية المصرية، وبدأت قى تشغيل مفاعل أنشاص للأبحاث سنة 1961. وفى مطلع ثمانينيات القرن الماضي، بدأت مصر إجراءات لبناء محطة للطاقة النووية ولكن كارثة تشيرنوبل فى أوكرانيا سنة 1986 عطلت تنفيذ المشروع. وفى سنة 2008، عادت مصر وقررت إحياء مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية لإنتاج الكهرباء، إلا أن المشروع توقف بسبب أحداث يناير سنة 2011 وماتبعها من عدم استقرار.
وفى العام 2015، قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوقيع مذكرة تفاهم مع الجانب الروسى لتنفيذ المشروع. وفى سنة 2017، أبرم البلدان عقود إنشاء أربعة مفاعلات بطاقة 1200 ميجاوات لكل منها (4800 ميجاوات).
وفى شهر يوليو سنة 2022، بدأ تدشين المشروع وصب البلاطة الخرسانية للمحطة الأولى، معلنة بدء العمل فى محطة الضبعة النووية بمحافظة مرسى مطروح، المطلة على سواحل البحر المتوسط.
محاولات مصر المشروعة للحصول على المحطات النووية للأغراض السلمية ليست مستغربة رغم تكلفتها المبدئية الكبيرة، حيث إن التكلفة على المدى الطويل ستكون أقل من إنشاء المحطات التى تولد الكهرباء باستخدام الغاز الطبيعى أو النفط أو الفحم. بالإضافة إلى أن كمية الوقود النووى المطلوبة لتوليد كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية أقل بكثير من كمية الفحم أو البترول اللازمة لتوليد نفس الكمية. وتشغل المحطات النووية لتوليد الطاقة مساحات صغيرة من الأرض مقارنة بمحطات التوليد التى تعتمد على الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. ولا خوف من حدوث انفجار أو تسرب نووي، حيث أصبحت محطات الطاقة النووية آمنة وخاصة النوع الذى تعاقدت عليه مصر مع الشركة الروسية.
وعالمياً، يزداد الإقبال على إنشاء المحطات النووية حيث تُعتبر الطاقة النووية هى المنقذ للتقليل من الاعتماد على النفط والفحم والغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية. ولذا تنتشر المحطات النووية فى معظم دول العالم، فعلى سبيل المثال؛ الصين يعمل بها 11 مفاعلاً نووياً، وتقوم بإنشاء 24 مفاعلاً، وتخطط لإنشاء 115 آخرين. وفرنسا بها 59 مفاعلاً وتقوم بإنشاء مفاعل، وتخطط لإنشاء مفاعلين. والهند بها 17 مفاعلاً وتقوم بإنشاء 6، وتخطط لإنشاء 38. واليابان بها 53 وتقوم بإنشاء 2 وتخطط لإنشاء 14. والولايات المتحدة الأمريكية بها 104 مفاعلات وتقوم بإنشاء مفاعل، وتخطط لإنشاء 31. وفى منطقتنا العربية، قامت المملكة العربية السعودية بإنشاء هيئة تعنى بالطاقة النووية باسم مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وأعلنت أنها ستمتلك 16 مفاعلاً نووياً بحلول عام 2030. وكذلك تخطط الإمارات العربية المتحدة لإنشاء أول محطة نووية، وكذلك الكويت فمن المتوقع أن يتم إنشاء أول مفاعل نووى كويتى عام 2025.
كما يزداد استخدام الطاقة النووية فى مجالات سلمية عديدة، أبرزها توليد الكهرباء والطب (علاج الأورام) والصناعة والزراعة وغيرها، لذا فإن دخول مصر عصر المحطات النووية يحقق حلماً طال انتظاره ويسهم فى التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
*رئيس جامعة حورس