صحيفة الاتحاد:
2025-04-26@08:03:13 GMT

«قبل الطوفان».. جرس إنذار فني لإنقاذ البيئة

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

علي عبد الرحمن (القاهرة)
«يظهر هذا الفيلم الوثائقي القوة التي نمتلكها نحن الأفراد لبناء مستقبل أفضل لكوكبنا»، تلك المقولة التي اختتم بها الممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو، نهاية أحداث فيلمه «قبل الطوفان».
ويعتبر دي كابريو، واحداً من أهم الفنانين المعروف بنشاطه البيئي، وسفير الأمم المتحدة للسلام، وأنشأ مؤسسة خاصة العام 1998، عقب اجتماعه مع نائب الرئيس الأميركي الأسبق آل غور، هدفها المساعدة على استعادة التوازن البيئي حول العالم، والحد من العواقب البيولوجية بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، وساهمت مؤسسته على مدار ربع قرن في تمويل أكثر من 200 مشروع بيئي حول العالم، بجانب مشاركته بالعديد من الأفلام الوثائقية التي تناقش قضايا البيئة والمناخ، ودوره الفعال للمساعدة في إخماد حرائق غابات الأمازون بقيمة 5 ملايين دولار، وإسهاماته الضخمة في محاربة الصيد الجائر لنمور النيبال وإنقاذ آخر المحميات البرية على سطح الأرض.

ويتناول الفيلم على مدار 96 دقيقة، التأثير البيئي البالغ في التدهور المناخي، والاحتباس الحراري، وانبعاثات الكربون، وساهم في إنتاجه المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، ورجل الأعمال الأسترالي جميس باكر، وأنتج العام 2016، وعرض للمرة الأولى بمهرجان «تورنتو الدولي السينمائي» بنسخته الـ41، ولأهمية الفيلم في التوعية البيئية عرض في 171 دولة، و45 لغة مختلفة.
ويجسد دي كابريو، خلال أحداث الفيلم شخصية الدليل والمشاهد، ويسافر إلى العديد من المناطق حول العالم بصحبة الاختصاصيين بالمجال البيئي والمناخي، ويناقش تلك التأثيرات مع القادة السياسيين، لتقديم حلول جذرية لقضية تدهور المناخ والتي تتطلب تدخلاً وتكاتفاً سريعاً من كافة دول العالم من أجل الأجيال القادمة.

وتتناول أحداث الفيلم زيارة موقع إحدى شركات النفط بمقاطعة «ألبرتا» الكندية، والتي تقوم بإنتاج أكثر 350 غالوناً من النفط الخام، وتسبب تلك الكمية الكبيرة انبعاثات الغازات الدفيئة، وناقش ظاهرة الإدمان المفرط في استخراج البترول الخام بتلك المقاطعة.
ومن كندا إلى ولاية نيفاد الأميركية، يجول البطل بمصنع «الجيجاوات»، الذي ينتج نوعاً مبتكراً من البطاريات باستخدام الطاقة المستدامة، وناقش الرؤية المستقبلية للطاقة المستدامة، والحلول في جعل تكلفتها تنافسية مقارنة بالطاقة التقليدية، ووضع ميزانية لإنشاء 100 مصنع من البطاريات لتوفير الطاقة للعالم.
كما يتفقد في رحلة مع عالم الأحياء الأميركي «جيرمي جاكسون»، الشعب المرجانية بمنطقة الكاريبي وتحديداً جزر البهاما، ويرصد خلال رحلته تأثر الشعاب المرجانية من الكميات الهائلة من انبعاثات الكربون بسبب المصائد المتعلقة بها، بجانب رصد السلوك البشري في الصيد المفرط وممارساته غير السليمة، بجانب مصادر التلوث البري والبحري، ووضع حلول لتلك البيئة التي يعتمد عليها أكثر من مليار شخص حول العالم في غذائهم.

أخبار ذات صلة «أبوظبي الأول» يصدر تقريره المناخي «COP28» ينطلق غداً في «إكسبو دبي» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

ويواصل رحلته إلى القطب الشمالي، ويسلط الضوء على تأثيرات تغير المناخ وخصوصاً على الأنهار الجليدية، ويتوقع علماء البيئة أن سرعة ذوبان الجليد تؤدي إلى العديد من الأضرار بالأنماط المناخية حول العالم، ومنها كوارث الفيضانات، والجفاف.
وفي محاولة لتسليط الضوء على خطر انبعاثات الكربون وتأثيرها المدمر للكوكب، يدق جرس إنذار بسبب السلوكيات الخاطئة للمزارعين بجزيرة «سومطرة» الإندونيسية، الذين يقومون بإحراق الغابات المطيرة عمداً لإقامة مزارع لاستخراج زيت النخيل، ويرصد خلال رحلته الأضرار البيئية والمناخية جراء تلك السلوكيات الخاطئة.

وتناول أحداث الفيلم حرمان أكثر من 300 مليون نسمة بالهند من الطاقة والإضاءة، وبحث السبل والآليات في تحسين أوضاعهم باستخدام الطاقة المتجددة، وتكاتف الدول مع بعضها من أجل إثناء الهند عن إنشاء محطات لإنتاج الكهرباء تعمل بالطاقة التقليدية مثل الفحم، وخصوصاً أنها ثالث أكبر مصدر لإطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حول العالم.
ولم يغفل العمل قضية ارتفاع مستوى سطح البحر، وتفقد الجزر الجنوبية بالمحيط الهادئ، والتي يواجه سكانها مستقبلاً غامضاً، والتحذير من مخاطر الاحتباس الحراري التي ينتج عنها ذوبان الكتل الجليدية.

وفي ختام الفيلم الوثائقي يلتقي بطل العمل مع العديد من الشخصيات البارزة التي لها دور فعال في قضايا البيئة والمناخ على رأسهم الرئيس الأميركي الأسبق بارك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة الأسبق بان كي مون، لوضع حلول للحد من ظاهرة التغير المناخي.
وأوضح الخبير البيئي، الدكتور حسام أبو بكر لـ «الاتحاد»، أن الفيلم ناقش علاقة الإنسان والبيئة والسلوكيات الخاطئة في التسبب في الكوارث البيئية والتدهور المناخي، واستطاع بطل العمل إيصال رسالته بالشكل الذي ينبغي، ويجب أن نعرف الكثير بشأن البيئة وتغير المناخ وتأثير ذلك على حياتنا، وكيفية الحفاظ على مواردنا الطبيعية، ويجب على صناع السينما الاهتمام أكثر بإنتاج أفلام من شأنها التوعية الصحيحة بالبيئة وزيادة الوعي لدى الجمهور وهذا هو دور السينما الحقيقي بجانب الترفية، ومن حق الأجيال القادمة أن تعيش مستقبلاً أفضل في عالم خال من التلوث.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المناخ أزمة المناخ التغير المناخي تغير المناخ هيئة البيئة البيئة الأفلام الوثائقية ليوناردو دي كابريو الوعي البيئي حول العالم

إقرأ أيضاً:

لا بنزين ولا هيدروجين.. اليابان تكشف عن الموتوسيكل الأكثر إثارة وزيرو انبعاثات

شهد معرض EICMA 2024 في ميلانو إطلاقًا مبهرًا من شركة هوندا مع تقديمها لدراجتين ناريتين كهربائيتين جديدتين تحت اسمي "EV Fun Concept" و"EV Urban Concept"، وذلك في خطوة تهدف إلى تحقيق هدفها الطموح بأن تصبح خالية من الكربون وتحقيق ثورة في أساليب النقل الحضري.

موتوسيكل EV Fun Concept: أداء رياضي مع زيرو انبعاثات

تُعدّ دراجة EV Fun Concept أول طراز رياضي كهربائي من هوندا، وتُقدم أداءً عالياً في فئة الدراجات النارية الكهربائية. 

تتسم الدراجة بتصميم رياضي بسيط وخطوط انسيابية مع ذراع تأرجح مُعلّق من جانب واحد فقط، مما يعزز من جمال التصميم وكفاءة الأداء. 

يحقق طراز EV Fun تصنيفات أداء قريبة من الدراجات النارية متوسطة الوزن حتى 650 سي سي، مما يعكس قدرة هوندا على تقديم تجربة قيادة مثيرة دون إنتاج أي انبعاثات كربونية.

تتميز الدراجة بنظام بطارية دائم يوفر توزيعاً مثالياً للكتلة، مما يُحسن من التحكم في القيادة. 

كما تدعم الدراجة تقنية الشحن السريع (CCS2)، مما يُمكّن المستخدمين من شحن الدراجة بسهولة في محطات الشحن العامة. 

بفضل الشحن السريع، يمكن للركاب الاستمتاع بشحن أسرع وزيادة المدى البالغ 62 ميلاً، مما يجعلها مثالية للقيادة اليومية في المدن.

من ناحية أخرى، تقدم هوندا طراز EV Urban Concept، وهو سكوتر كهربائي يركز على تلبية احتياجات النقل في المناطق الحضرية المزدحمة. 

يجمع هذا السكوتر بين التصميم البسيط والأبعاد الصغيرة ليكون مثاليًا للتنقل في المدن.

يقدم التصميم تفاعلًا مثاليًا بين البشر والتكنولوجيا، حيث يوفر سهولة في الاستخدام ويجمع بين التقنيات الحديثة لتقديم تجربة تنقل سلسة وآمنة.

يتمتع السكوتر بقدرة على ربط الهواتف الذكية بالدراجة، مما يتيح للمستخدمين الوصول إلى معلومات حيوية مثل حالة المحرك وحالة البطارية وقراءات التشخيص، مما يعزز من السلامة العامة للمستخدمين ويساعدهم في مراقبة الدراجة بشكل أفضل.

تُبرهن هوندا من خلال هذين الطرازين على التزامها العميق بتطوير وسائل النقل المستدامة والمتطورة. 

مع استمرار تزايد الطلب على حلول النقل الصديقة للبيئة، تواصل الشركة العمل على تزويد أسواق النقل الحضري بحلول مبتكرة تساهم في تحسين جودة الحياة وتخفيف الازدحام، مع تقليل انبعاثات الكربون.

طباعة شارك موتوسيكل كهربا موتوسيكل ياباني EV Fun Concept دراجة نارية يابانية بنزين أسعار البنزين الهيدروجين

مقالات مشابهة

  • دراسة: المغاربة من بين أكثر الشعوب تدينا على مستوى العالم
  • تفاصيل موافقة مجلس النواب على اتفاقية انبعاثات غاز الميثان
  • لا بنزين ولا هيدروجين.. اليابان تكشف عن الموتوسيكل الأكثر إثارة وزيرو انبعاثات
  • بوتين: الوضع الاقتصادي في العالم أصبح أكثر تعقيدا
  • تغير المناخ يعصف بأولويات الأمن العالمي.. تحذيرات من تداعيات بيئية تهدد جاهزية الجيوش حول العالم.. وخبراء يدعون إلى استراتيجيات جديدة للتعامل مع تحديات البيئة
  • بينهم نجم عربي.. قائمة أكثر 10 لاعبين شعبية في العالم على إنستغرام
  • الأمن البيئي يستعرض تقنياته الحديثة في حماية البيئة وتنميتها خلال معرض “بيئتنا كنز” بتبوك
  • ما حدث يُعد إنذار للفوضى التي قد تحدث عند وقوع الزلزال الكبير المتوقع في إسطنبول
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مخالفين لنظام البيئة
  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ