«قبل الطوفان».. جرس إنذار فني لإنقاذ البيئة
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
علي عبد الرحمن (القاهرة)
«يظهر هذا الفيلم الوثائقي القوة التي نمتلكها نحن الأفراد لبناء مستقبل أفضل لكوكبنا»، تلك المقولة التي اختتم بها الممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو، نهاية أحداث فيلمه «قبل الطوفان».
ويعتبر دي كابريو، واحداً من أهم الفنانين المعروف بنشاطه البيئي، وسفير الأمم المتحدة للسلام، وأنشأ مؤسسة خاصة العام 1998، عقب اجتماعه مع نائب الرئيس الأميركي الأسبق آل غور، هدفها المساعدة على استعادة التوازن البيئي حول العالم، والحد من العواقب البيولوجية بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، وساهمت مؤسسته على مدار ربع قرن في تمويل أكثر من 200 مشروع بيئي حول العالم، بجانب مشاركته بالعديد من الأفلام الوثائقية التي تناقش قضايا البيئة والمناخ، ودوره الفعال للمساعدة في إخماد حرائق غابات الأمازون بقيمة 5 ملايين دولار، وإسهاماته الضخمة في محاربة الصيد الجائر لنمور النيبال وإنقاذ آخر المحميات البرية على سطح الأرض.
ويتناول الفيلم على مدار 96 دقيقة، التأثير البيئي البالغ في التدهور المناخي، والاحتباس الحراري، وانبعاثات الكربون، وساهم في إنتاجه المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، ورجل الأعمال الأسترالي جميس باكر، وأنتج العام 2016، وعرض للمرة الأولى بمهرجان «تورنتو الدولي السينمائي» بنسخته الـ41، ولأهمية الفيلم في التوعية البيئية عرض في 171 دولة، و45 لغة مختلفة.
ويجسد دي كابريو، خلال أحداث الفيلم شخصية الدليل والمشاهد، ويسافر إلى العديد من المناطق حول العالم بصحبة الاختصاصيين بالمجال البيئي والمناخي، ويناقش تلك التأثيرات مع القادة السياسيين، لتقديم حلول جذرية لقضية تدهور المناخ والتي تتطلب تدخلاً وتكاتفاً سريعاً من كافة دول العالم من أجل الأجيال القادمة.
وتتناول أحداث الفيلم زيارة موقع إحدى شركات النفط بمقاطعة «ألبرتا» الكندية، والتي تقوم بإنتاج أكثر 350 غالوناً من النفط الخام، وتسبب تلك الكمية الكبيرة انبعاثات الغازات الدفيئة، وناقش ظاهرة الإدمان المفرط في استخراج البترول الخام بتلك المقاطعة.
ومن كندا إلى ولاية نيفاد الأميركية، يجول البطل بمصنع «الجيجاوات»، الذي ينتج نوعاً مبتكراً من البطاريات باستخدام الطاقة المستدامة، وناقش الرؤية المستقبلية للطاقة المستدامة، والحلول في جعل تكلفتها تنافسية مقارنة بالطاقة التقليدية، ووضع ميزانية لإنشاء 100 مصنع من البطاريات لتوفير الطاقة للعالم.
كما يتفقد في رحلة مع عالم الأحياء الأميركي «جيرمي جاكسون»، الشعب المرجانية بمنطقة الكاريبي وتحديداً جزر البهاما، ويرصد خلال رحلته تأثر الشعاب المرجانية من الكميات الهائلة من انبعاثات الكربون بسبب المصائد المتعلقة بها، بجانب رصد السلوك البشري في الصيد المفرط وممارساته غير السليمة، بجانب مصادر التلوث البري والبحري، ووضع حلول لتلك البيئة التي يعتمد عليها أكثر من مليار شخص حول العالم في غذائهم.
ويواصل رحلته إلى القطب الشمالي، ويسلط الضوء على تأثيرات تغير المناخ وخصوصاً على الأنهار الجليدية، ويتوقع علماء البيئة أن سرعة ذوبان الجليد تؤدي إلى العديد من الأضرار بالأنماط المناخية حول العالم، ومنها كوارث الفيضانات، والجفاف.
وفي محاولة لتسليط الضوء على خطر انبعاثات الكربون وتأثيرها المدمر للكوكب، يدق جرس إنذار بسبب السلوكيات الخاطئة للمزارعين بجزيرة «سومطرة» الإندونيسية، الذين يقومون بإحراق الغابات المطيرة عمداً لإقامة مزارع لاستخراج زيت النخيل، ويرصد خلال رحلته الأضرار البيئية والمناخية جراء تلك السلوكيات الخاطئة.
وتناول أحداث الفيلم حرمان أكثر من 300 مليون نسمة بالهند من الطاقة والإضاءة، وبحث السبل والآليات في تحسين أوضاعهم باستخدام الطاقة المتجددة، وتكاتف الدول مع بعضها من أجل إثناء الهند عن إنشاء محطات لإنتاج الكهرباء تعمل بالطاقة التقليدية مثل الفحم، وخصوصاً أنها ثالث أكبر مصدر لإطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حول العالم.
ولم يغفل العمل قضية ارتفاع مستوى سطح البحر، وتفقد الجزر الجنوبية بالمحيط الهادئ، والتي يواجه سكانها مستقبلاً غامضاً، والتحذير من مخاطر الاحتباس الحراري التي ينتج عنها ذوبان الكتل الجليدية.
وفي ختام الفيلم الوثائقي يلتقي بطل العمل مع العديد من الشخصيات البارزة التي لها دور فعال في قضايا البيئة والمناخ على رأسهم الرئيس الأميركي الأسبق بارك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة الأسبق بان كي مون، لوضع حلول للحد من ظاهرة التغير المناخي.
وأوضح الخبير البيئي، الدكتور حسام أبو بكر لـ «الاتحاد»، أن الفيلم ناقش علاقة الإنسان والبيئة والسلوكيات الخاطئة في التسبب في الكوارث البيئية والتدهور المناخي، واستطاع بطل العمل إيصال رسالته بالشكل الذي ينبغي، ويجب أن نعرف الكثير بشأن البيئة وتغير المناخ وتأثير ذلك على حياتنا، وكيفية الحفاظ على مواردنا الطبيعية، ويجب على صناع السينما الاهتمام أكثر بإنتاج أفلام من شأنها التوعية الصحيحة بالبيئة وزيادة الوعي لدى الجمهور وهذا هو دور السينما الحقيقي بجانب الترفية، ومن حق الأجيال القادمة أن تعيش مستقبلاً أفضل في عالم خال من التلوث.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المناخ أزمة المناخ التغير المناخي تغير المناخ هيئة البيئة البيئة الأفلام الوثائقية ليوناردو دي كابريو الوعي البيئي حول العالم
إقرأ أيضاً:
في إياب ثمن نهائي يوروبا ليغ.. يونايتد لإنقاذ موسمه.. ومباراة مصيرية لمدرب توتنهام
البلاد- جدة
يلتقي مانشستر يونايتد الإنجليزي مع ضيفه ريال سوسيداد الإسباني الليلة في إياب الدور ثمن النهائي لمسابقة “يوروبا ليغ”، باحثًا عن عدم التفريط بفرصته الوحيدة لإنقاذ موسمه.
وفي ظل تقهقره في المركز الرابع عشر في الدوري الممتاز وخروجه من الدور الخامس لمسابقة الكأس المحلية، سيكون لقب “يوروبا ليغ” الفرصة الوحيدة ليونايتد؛ من أجل المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل.
ويبدو فريق المدرب البرتغالي روبن أموريم في وضع جيد لحسم بطاقته إلى ربع نهائي المسابقة القارية، بعد تعادله ذهابًا في الباسك 1-1.
وعلى الرغم من توالي إخفاقات يونايتد منذ تولي أموريم المهام الفنية، واحتلاله للمركز الـ 14 في الدوري، أصرّ راتكليف على أنه سيحافظ على ثقته في مدرب سبورتينغ السابق.
الإعلان عن بناء ملعب جديد، لا يعني أن النادي في وضع مالي ممتاز، بل على العكس؛ إذ أعلن الشهر الماضي أنه يخطط لإلغاء ما يصل إلى 200 وظيفة إضافية في إطار” خطة تحوُّل” أُطلقت في 2024 بعد وصول راتكليف إلى تحسين وضعه المالي، الذي يتكبد خسائر منذ خمسة أعوام.
وسرّح” الشياطين الحمر” نحو 250 موظفًا العام الماضي، ضمن موجة أولى من تدابير خفض التكاليف منذ استحواذ الملياردير البريطاني على حصة من أسهم النادي، كما رفع أسعار التذاكر رغم معارضة مشجعيه.
وزعم راتكليف في سلسلة من المقابلات الإعلامية أن النادي سيُفلس ماليًا إذا لم تتخذ هذه الخطوات.
تكبد العملاق الإنجليزي خسائر تراكمية بلغت 410 ملايين جنيه إسترليني في السنوات السبع الماضية، بعد سلسلة من الأخطاء الباهظة في سوق الانتقالات والتعيينات الإدارية.
ومع ذلك، لم يغب الفريق عن كرة القدم الأوروبية كليًا إلا مرة واحدة خلال الأعوام الـ 35 الماضية، ويأمل أن يواصل على هذا المنوال من خلال خشبة خلاصه الوحيدة؛ أي “يوروبا ليغ”.
وتقام المباراة النهائية في الباسك، على أرض أتلتيك بلباو، الجار اللدود لسوسييداد، ما يجعل الأخير متحفزًا جدًا لمحاولة تعقيد حياة أموريم ولاعبيه وإنقاذ موسمه أيضًا؛ كون فريق المدرب إيمانول ألغاسيل يحتل المركز الحادي عشر في الدوري الإسباني، وقد خسر مباراة ذهاب نصف نهائي الكأس المحلية على أرضه 0-1 أمام ريال مدريد.
بلباو مطالب بالتعويض
وعلى غرار سوسييداد، سيقدم بلباو كل ما لديه؛ كي يصل إلى النهائي لكن عليه تعويض خسارته القاتلة ذهابًا في العاصمة الإيطالية أمام روما 1-2، على غرار ممثل إنجلترا الآخر توتنهام الذي سقط ذهابًا في هولندا أمام ألكمار 0-1.
وفي ظل تقهقره محليًا، تتحدث تقارير بريطانية عن أن مصير المدرب الأسترالي أنج بوستيكوجلو مع سبيرز مرتبط بالتأهل إلى ربع نهائي المسابقة القارية.
وفي المواجهات الأخرى، تبدو بطاقات ربع النهائي في متناول لاتسيو الإيطالي وأينتراخت فرانكفورت الألماني وليون الفرنسي ورينجرز الإسكتلندي وبودو جليمت النرويجي؛ إذ فاز الأول ذهابًا خارج الديار على فيكتوريا بلزن التشيكي 2-1 رغم النقص العددي في صفوفه، والثاني على مضيفه أياكس الهولندي 2-1، والثالث على مضيفه أف سي أس بي الروماني 3-1، والرابع على أرض فنربخشه التركي 3-1، والخامس على ضيفه أولمبياكوس اليوناني 3-0.