صحيفة الأيام البحرينية:
2024-10-03@04:13:47 GMT

رئاسة مجموعة العشرين

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

رئاسة مجموعة العشرين


يصادف اليوم مرور 365 يومًا على تولي الهند رئاسة مجموعة العشرين. إنها لحظة للتفكير، وإعادة الالتزام، وتجديد روح «Vasudhaiva Kutumbakam»، «أي أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد». بينما أخذنا على عاتقنا هذه المسؤولية في العام الماضي، كان المشهد العالمي يتصارع مع تحديات متعددة الأوجه: التعافي من جائحة كورونا، والتهديدات المناخية التي تلوح في الأفق، وعدم الاستقرار المالي، وضائقة الديون في الدول النامية، وكل ذلك وسط تراجع التعددية.

وفي خضمّ الصراعات والمنافسة، عانى التعاون الإنمائي اﻷمر الذي عرقل التقدم. ومن خلال توليها رئاسة مجموعة العشرين، سعت الهند إلى أن تقدم للعالم بديلاً للوضع الراهن، وهو التحول من التقدم الذي يتمحور حول الناتج المحلي الإجمالي إلى التقدم الذي يتمحور حول الإنسان. وقد هدفت الهند إلى تذكير العالم بما يوحدنا، لا ما يفرقنا. وأخيرًا، كان لا بدّ للحوار العالمي من أن يتطوّر، إذ كان لا بد من إفساح المجال لمصالح القلة أمام تطلعات الأغلبية. فتطلّب ذلك إصلاحًا جوهريًا للتعددية كما عرفناها. تحدّد هذه الكلمات الأربع - شاملة وطموحة وموجهة نحو العمل وحاسمة - رئاستنا لمجموعة العشرين، ويعدّ إعلان قادة نيودلهي (NDLD) الذي اعتمده جميع أعضاء مجموعة العشرين بالإجماع، شهادة على التزامنا بتنفيذ هذه المبادئ. لقد كانت الشمولية في صميم رئاستنا. أدى إدراج الاتحاد الأفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين إلى دمج 55 دولة أفريقية في المنتدى، مما أدى إلى توسيعه ليشمل 80% من سكان العالم. وقد أدى هذا الموقف الاستباقي إلى تعزيز حوار أكثر شمولاً حول التحديات والفرص العالمية. لقد بشرت قمة «صوت الجنوب العالمي» الأولى من نوعها والتي عقدتها الهند في نسختين، بفجر جديد للتعددية. لقد عمّمت الهند مخاوف الجنوب العالمي في الخطاب الدولي، كما بشرت بعصر حيث تأخذ البلدان النامية مكانها الصحيح في تشكيل السرد العالمي. كما غرست الشمولية النهج الهند المحلي في التعامل مع مجموعة العشرين، الأمر الذي جعل منها رئاسة شعبية تليق بأكبر ديمقراطية في العالم. ومن خلال فعاليات «Jan Bhagidari» (المشاركة الشعبية)، وصلت مجموعة العشرين إلى 1.4 مليار مواطن، بما في ذلك جميع الولايات والأقاليم الاتحادية كشركاء. وفيما يتعلق بالعناصر الموضوعية، ضمنت الهند توجيه الاهتمام الدولي نحو أهداف تنموية أوسع، بما يتماشى مع ولاية مجموعة العشرين. عند نقطة المنتصف الحاسمة لخطة 2030، قدمت الهند خطة عمل لمجموعة العشرين لعام 2023 لتسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة، متبعةً نهجًا شاملاً وموجهًا نحو العمل تجاه القضايا المترابطة، بما في ذلك الصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين وتعزيز المساواة بين الجنسين والاستدامة البيئية. ومن المجالات الرئيسة التي تدفع هذا التقدم البنية التحتية العامة الرقمية القوية (DPI). وهنا، كانت الهند حاسمة في توصياتها، بعد أن شهدت بشكل مباشر التأثير الثوري للابتكارات الرقمية مثل Aadhaar، وUPI، وDigilocker. ومن خلال مجموعة العشرين، أكملنا بنجاح إنشاء مخزن البنية التحتية العامة الرقمية، وهو خطوة مهمة في التعاون التكنولوجي العالمي. سيساعد هذا المخزن، الذي يضم أكثر من 50 مؤشرًا للبنية التحتية العامة الرقمية من 16 دولة، بلدان الجنوب العالمي على بناء واعتماد وتوسيع نطاق البنية التحتية العامة الرقمية بإطلاق العنان لقوة النمو الشامل. ومن أجل أرضنا الواحدة، قدمنا أهدافًا طموحة وشاملة لإحداث تغيير عاجل ودائم ومنصف. ويتناول إعلان «ميثاق التنمية الخضراء» تحديات الاختيار بين مكافحة الجوع وحماية الكوكب، من خلال رسم خارطة طريق شاملة حيث يكون التوظيف والنظم الإيكولوجية متكاملين، ويكون الاستهلاك واعيا بالمناخ، والإنتاج صديقا للكوكب. بالتوازي، يدعو إعلان مجموعة العشرين إلى مضاعفة طموحة لقدرة الطاقة المتجددة العالمية ثلاث مرات بحلول عام 2030. وإلى جانب إنشاء التحالف العالمي للوقود الحيوي والدفع المنسق للهيدروجين الأخضر، لا يمكن إنكار طموحات مجموعة العشرين لبناء عالم أنظف وأكثر خضرة. لطالما كانت هذه هي روح الهند، ومن خلال أنماط الحياة من أجل التنمية المستدامة (LiFE)، يمكن للعالم الاستفادة من تقاليدنا المستدامة القديمة. علاوةً على ذلك، يؤكد الإعلان التزامنا بالعدالة والمساواة المناخية، ويحثّ على تقديم دعم مالي وتكنولوجي كبير من الشمال العالمي. وللمرة الأولى، كان هناك اعتراف بالقفزة الكمية المطلوبة في حجم تمويل التنمية، والانتقال من مليارات الدولارات إلى تريليونات الدولارات. وأقرت مجموعة العشرين بأن البلدان النامية تحتاج إلى 5.9 تريليون دولار للوفاء بمساهماتها المحددة وطنيا بحلول عام 2030. ونظرًا للموارد الهائلة المطلوبة، أكدت مجموعة العشرين على أهمية وجود بنوك تنمية أفضل وأكبر وأكثر فعالية ومتعددة الأطراف. وفي الوقت نفسه، تتولى الهند دورًا قياديًا في إصلاحات الأمم المتحدة، وخاصة في إعادة هيكلة الأجهزة الرئيسة مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اﻷمر الذي من شأنه أن يضمن نظامًا عالميًا أكثر عدالة. واحتلت المساواة بين الجنسين مركز الصدارة في الإعلان، وبلغت ذروتها بتشكيل فريق عمل مكرس لتمكين المرأة في العام المقبل. إن مشروع قانون حجز المرأة في الهند لعام 2023، الذي يخصص ثلث مقاعد البرلمان الهندي والمجالس التشريعية للولاية للنساء، يجسد التزامنا بالتنمية التي تقودها المرأة. ويجسد إعلان نيودلهي روح التعاون المتجددة حول هذه الأولويات الرئيسة، مع التركيز على تماسك السياسات، والتجارة الجديرة بالثقة، والعمل المناخي الطموح. ومن دواعي الفخر أنه خلال رئاستنا، حققت مجموعة العشرين 87 نتيجة واعتمدت 118 وثيقة، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بالماضي. خلال رئاستنا لمجموعة العشرين، قادت الهند المداولات حول القضايا الجيوسياسية وتأثيرها على النمو الاقتصادي والتنمية. إن الإرهاب والقتل غير المبرر للمدنيين أمر غير مقبول، ويجب علينا أن نتصدى له بسياسة عدم التسامح مطلقا. ويجب علينا أن نجسد الإنسانية بدلاً من العداء ونكرر أن هذا ليس عصر الحرب. ويسعدني أن الهند حققت خلال رئاستنا إنجازًا استثنائيًا؛ فقد أعادت تنشيط التعددية، وعززت صوت الجنوب العالمي، ودعمت التنمية، وناضلت من أجل تمكين المرأة في كل مكان. وبينما نقوم بتسليم رئاسة مجموعة العشرين إلى البرازيل، فإننا نفعل على قناعة بأن خطواتنا الجماعية من أجل الناس والكوكب والسلام والرخاء سوف يتردد صداها لسنوات قادمة. * رئيس وزراء الهند

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا التحتیة العامة الرقمیة رئاسة مجموعة العشرین مجموعة العشرین إلى الجنوب العالمی ومن خلال من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

خبير بمركز الأهرام: إسرائيل تسعى لاستعادة الردع الذي فقدته بالهجوم على لبنان

قال الدكتور محمد عز العرب، الخبير بمركز الأهرام للدرسات الاستراتيجية، إن المنطقة تتجه إلى عدم الاستقرار الممتد، والتصعيد الإقليمي الذي سبق أن حذرت منه القاهرة مرارًا وتكرارًا، سواء خلال تصريحات ولقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي، أو تحركات وزير الخارجية بدر عبد العاطي خلال الآونة الأخيرة واجتماعاته مع عدد من المسؤولين والمختصين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

إسرائيل تأخذ المنطقة إلى حرب إقليمية

 وأضاف «عز العرب» خلال مداخلة هاتفية مع قناة القاهرة الإخبارية، أن إسرائيل أخذت مسار التحول من حرب في الإقليم إلى حرب إقليمية، إذ تحارب على أكثر من جبهة في نفس الوقت، أو كما تقول وسائل الإعلام العبرية: «حرب بين الحروب».

وتابع الخبير بمركز الأهرام للدراسات: "انتقلت بؤرة التفاعلات الإقليمية من غزة بدرجة أساسية إلى لبنان، والأهداف الحاكمة لحكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، تهدف إلى القضاء على ما يزعم أنه مصادر التهديد الذي تمثله حركة حماس، وحزب الله اللبناني، وإخماد المقاومة في الضفة الغربية».

محاولة استعادة صورة إسرائيل ما قبل 7 أكتوبر

وأوضح: بالتالي إسرائيل تحاول من خلال حرب لبنان استعادة الردع الاستراتيجي المفقود، الذي كانت تمتلكه ضد هذه الأطراف قبل هجمات السابع من أكتوبر، الذي فقدت فيه المسلمات التي ترى بأن إسرائيل لديها جيش لا يقهر، وتحاول الآن من الخلال الحرب بلبنان استعادة هيبتها».

مقالات مشابهة

  • الإجتياح البريّ للبنان... ما الذي ينتظر الجيش الإسرائيليّ؟
  • خبير استراتيجي: إسرائيل تريد استعادة الردع الذي فقدته بالهجوم على لبنان
  • الشاعر المفكر الذي غادرعلى أجنحة الهوية
  • خبير بمركز الأهرام: إسرائيل تسعى لاستعادة الردع الذي فقدته بالهجوم على لبنان
  • «حل سلمي» للسودان… «أولوية مصرية» خلال رئاسة «الأمن الأفريقي» .. وفد من المجلس يزور بورتسودان للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب
  • هيئة رئاسة مجلس الوزراء تناقش مستوى الأداء الحكومي خلال الأسابيع الماضية
  • رئيس “COP28”: أدعو قادة العالم إلى تنفيذ "اتفاق الإمارات" التاريخي والاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • رئاسة الوزراء تناقش مستوى الأداء الحكومي خلال الأسابيع الماضية
  • مصر تتولى رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي خلال شهر أكتوبر 2024
  • مصر تتولى رئاسة مجلس السلم والأمن الإفريقي خلال شهر أكتوبر