مع ترقب تمديدها.. ما هي رهانات الهدنة بالنسبة لحماس وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
لم يتبق سوى ساعات قليلة قبل على نهاية التمديد الأول للهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحركة حماس، وسط مؤشرات تبدو متضاربة نوعا ما بين خياري التهدئة مجددا أو العودة إلى القتال. فماذا حملت هذه الهدنة وما هي مبررات تمديدها المحتمل بالنسبة للجانبين؟
أطلقت حركة حماس في قطاع غزة حتى الأربعاء سراح 60 امرأة وطفلاً كانوا رهائن لديها بعضهم مزدوجو الجنسية بموجب اتفاق هدنة مع إسرائيل ينص أيضاً على وقف لإطلاق النار وإطلاق معتقلين من سجون إسرائيلية.
كما أفرجت حماس عن 23 رهينة لديها من خارج إطار الاتفاق، غالبيتهم عمال تايلانديون.
وتمّ الاتفاق على هدنة لأربعة أيام بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة قبل أن يتم تمديدها يومين إضافيين. وتجري مفاوضات لتمديد إضافي.
ويصل وزير الخارجية الأمربكي أنتوني بلينكن الخميس إلى إسرائيل للضغط في اتجاه تمديد الهدنة أيضاً.
فماذا حملت هذه الهدنة وما هي مبررات تمديدها المحتمل بالنسبة للجانبين؟
كم عدد الرهائن الذين لا زالوا محتجزين؟تقول السلطات الإسرائيلية إن حماس أخذت 240 رهينة إبان هجومها غير المسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل، ومن بين هؤلاء وبحسب تقديرات وكالة فرانس برس لا يزال هناك 130 محتجزين في قطاع غزة بينهم على الأقل 36 من النساء والأطفال.
شاهد: طوابير على أكياس الدقيق.. معاناة متجددة لسكان غزة رغم الهدنةشاهد: رغم تأخر الموسم.. مزارعون في غزة يستغلون الهدنة لقطف ما تبقى من محصول الزيتونوأعلنت حركة حماس قبل أسابيع إن ستين رهينة قتلوا جراء القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة ردا على هجوم حماس الدامي، والذي أودى بحياة قرابة 15 ألف شخص، وفق حكومة حماس.
ويمكن أن تكون جثامين قتلى يحتفظ بها الجانبان جزءا من المفاوضات في مرحلة معينة.
وقتل في إسرائيل في هجوم حماس 1200 شخص معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الإسرائيلية.
يحيى السنوار.. رجل حماس العنيد الذي تلاعب بإسرائيل ووضع خطة خداع استراتيجية لـ"طوفان الأقصى"ما الفائدة من الهدنة بالنسبة لحماس؟كلما طال أمد وقف إطلاق النار، كلما أتيحت الفرصة لحماس لإعادة ترتيب وضعها بعد القصف المدمر على القطاع والهجوم البري الإسرائيلي الذي بدأ في 27 تشرين الأول/أكتوبر، ولإعادة تجهيز مقاتليها.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب لوكالة فرانس برس الأربعاء: "هذه الهدنة تلبي الاحتياجات الإنسانية وأيضا احتياجات تكتيكية وميدانية".
هذه الهدنة تلبي احتياجات إنسانية وأيضاً احتياجات تكتيكية وميدانية لحماس داود شهاب رئيس الدائرة الإعلامية في حركة الجهاد الإسلاميوأضاف: "الهدف الأساسي إعطاء شعبنا فرصة لالتقاط الأنفاس وتطبيب الجراح والعودة الى مساكنهم لتفقدها وإمكانية البحث عن الشهداء وانتشالهم من تحت الأنقاض ودفنهم". وكذلك "الضغط من أجل أكبر كمّ من المساعدات الى قطاع غزة لا سيما الجزء الشمال منه وإن كان هذا لم يتحقّق بالشكل المطلوب".
وبموجب الهدنة، دخلت كميات كبيرة من المساعدات الى قطاع غزة الذي فرضت عليه إسرائيل حصاراً مطبقاً منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، ومنعت عنه الماء والكهرباء والوقود. وتسمح هذه المساعدات لسكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون والذين نزح منهم 1,7 مليون، بالتقاط أنفاسهم.
دخول كميات كبيرة من المساعدات إلى قطاع غزة سمح للسكان بالتقاط أنفاسهمويرى محللون أن الهدنة بمثابة "هدية" لحماس التي سبق أن قالت إن قبول إسرائيل بالتفاوض معها حول الرهائن والأسرى هو "انتصار". وبعد أن أعلنت إسرائيل تصميمها على القضاء على حماس، كل زمن تنجح فيه الحركة الفلسطينية بالبقاء والاستمرار في حكم غزة هو بالنسبة إليها "انتصار".
إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن كان سبباً في ازدياد شعبية حماس في الضفة الغربيةوكان إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن سبباً في ازدياد شعبية حماس في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، والتي تشكل معقل حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطينية محمود عباس.
ويتحدّر معظم المعتقلين الخارجين من سجون إسرائيل من الضفة الغربية.
ما هو الدور الذي تلعبه الجماعات الفلسطينية الأخرى؟مساء الثلاثاء، للمرة الأولى، شاركت حركة الجهاد الإسلامي إلى جانب حماس في تسليم دفعة الرهائن الخامسة إلى الصليب الأحمر الدولي، وفق ما رصد صحافيو وكالة فرانس برس، ما يؤكد أن حركة الجهاد تحتجز أيضاً رهائن.
وقال الجهاد الإسلامي أكثر من مرة إنه يقاتل الجيش الإسرائيلي الى جانب حركة حماس.
وأشار متحدث باسم حركة حماس الأربعاء إلى أن بعض الرهائن المتبقين محتجزون لدى حركة الجهاد الإسلامي وجماعات أخرى لم تحددها. لكن أشارت مصادر إلى احتمال أن يكون البعض يريد مبادلة الرهائن بالمال.
تتعرض حكومة نتانياهو إلى ضغوط داخلية لضمان عودة جميع الرهائن.وكلما طال أمد الهدنة، زاد عدد الرهائن المفرج عنهم.ما الذي تحققه الهدنة للحكومة الإسرائيلية؟تتعرض حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى ضغوط داخلية لضمان عودة جميع الرهائن.وكلما طال أمد الهدنة، زاد عدد الرهائن المفرج عنهم.
في الوقت ذاته، يؤدي تمديد الهدنة الى تبدّد الزخم العسكري ضد حركة حماس التي تريد إسرائيل "سحقها" في حين تتصاعد الضغوط الدبلوماسية ضد استئناف العمليات العسكرية وما يرتبط بها من عواقب إنسانية مدمرة.
إلى متى يمكن أن يستمر تمديد التهدئة؟يشمل اتفاق التهدئة الحالي النساء والأطفال الرهائن فقط مقابل سجينات فلسطينيات وأطفال تقل أعمارهم عن 19 عاماً. ومع تناقص أعداد الرهائن من النساء والأطفال، يسلّط الضوء الآن نحو الرجال الأكبر سناً، وربما الجثامين.
ولعل أكثر ما سيكون صعباً في مسألة الرهائن يتمثل في مبادلة جنود الجيش الإسرائيلي والرجال ممن هم في عمر القتال في إسرائيل (يعدون في الاحتياط حتى سن الأربعين).
وبحسب تقديرات وكالة فرانس برس، هناك 11 جندياً وجندية (7 جنود و4 جنديات) على الأقل محتجزون لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بالإضافة إلى 40 عنصر احتياط.
ماذا حدث في عمليات تبادل الجنود السابقة؟يعتبر الجنود الإسرائيليون العنصر الأكثر قيمة بالنسبة إلى الفلسطينيين في مفاوضاتهم مع إسرائيل. عندما أطلق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في العام 2011 بعد احتجازه لخمس سنوات لدى حماس، أطلق في المقابل سراح 1027 معتقلاً فلسطينياً.
وأدى الجدل الناتج عن تلك الصفقة إلى إنشاء لجنة إسرائيلية مسؤولة عن وضع الخطوط الحمراء لهذا النوع من المفاوضات.
حينها، كان يحيى السنوار من بين المفرج عنهم قبل أن يصبح في العام 2017 زعيماً لحركة حماس في قطاع غزة واليوم هو المتهم الأول من إسرائيل بالتخطيط لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وسبق ذلك أن أطلق سراح 20 معتقلاً فلسطينياً مقابل شريط فيديو لحماس تثبت من خلاله أن شاليط على قيد الحياة.
وإلى جانب رهائن السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تحتجز حماس منذ تسع سنوات جثامين الجنديين أورون شاؤول وهدار غولدن اللذين قتلا في حرب بين الجانبين في العام 2014.
ولم تؤكد حماس مقتلهما على الإطلاق.
ماذا بعد الهدنة؟تؤكد إسرائيل باستمرار أن الحرب "لم تنته" وأنها ستستأنف فور انتهاء الهدنة. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مجدداً الثلاثاء "تحرير كل الرهائن"، فيما أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أنّ "الجيش الإسرائيلي مستعدّ لاستئناف القتال"، مؤكداً الاستفادة من الهدنة الموقتة "لتعزيز استعداداتنا".
وقال القيادي في حركة حماس باسم نعيم لفرانس برس الأربعاء إن لحماس "هدفان أساسيان: الأول إنهاء هذه الحرب (...)، والثاني الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وخصوصاً أصحاب الأحكام العالية والأسرى القدامى والأسرى المرضى".
وأشار الى أن تحقيق ذلك سيدفع حماس إلى القبول ب"اتفاق شامل على قاعدة الكل بالكل: كل ما لدينا من أسرى مقابل ما لدى العدو من أسرى في سجونه وإنهاء الحرب".
ولكنه أضاف أن "المقاومة الفلسطينية لا تخشى أبداً عودة القتال مرة أخرى وهي قادرة على الصمود ".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: رغم تأخر الموسم.. مزارعون في غزة يستغلون الهدنة لقطف ما تبقى من محصول الزيتون فيديو: عناق ودموع فرحة وأهازيج.. الأهالي يستقبلون الأسرى المحررين من سجون إسرائيل فيديو: فلسطينيون يستقبلون أحباءهم الذين أفرجت عنهم إسرائيل ضمن الاتفاق مع حماس أسرى قطاع غزة طوفان الأقصى حركة حماس هدنة الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: العربية أسرى قطاع غزة طوفان الأقصى حركة حماس هدنة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل حركة حماس روسيا أوكرانيا الشرق الأوسط طوفان الأقصى البيئة قطر الأمم المتحدة العربية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل حركة حماس روسيا أوكرانيا من تشرین الأول أکتوبر حرکة الجهاد الإسلامی وکالة فرانس برس یعرض الآن Next فی قطاع غزة هذه الهدنة حرکة حماس حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترقب لتسليم 6 رهائن إسرائيليين في غزة مقابل الإفراج عن 602 أسير فلسطيني في الدفعة السابعة من التبادل
تتجه الأنظار إلى قطاع غزة اليوم السبت مع بدء الاستعدادات لتسليم ستة رهائن إسرائيليين محتجزين لدى حركة حماس، في إطار الدفعة السابعة من اتفاق وقف إطلاق النار. وتشهد منطقتا رفح والنصيرات انتشارًا مكثفًا لمقاتلي القسام، تمهيدًا لعملية التسليم التي ستجري عبر الصليب الأحمر الدولي وسط إجراءات أمنية مشددة.
في السياق ذاته، أعلن المتحدث العسكري باسم القسام، أبو عبيدة، أسماء الرهائن الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم، وهم إيليا كوهن، عمر شيم توف، عومر فنكرت، تال شوهام، أفيرا منغستو، وهشام السيد.
التزامن مع ذلك، تستعد إسرائيل لإطلاق سراح 602 من الأسرى الفلسطينيين في سجونها ، حيث تضم هذه الدفعة 50 أسيرًا محكومًا بالمؤبد، و60 آخرين يقضون أحكامًا عالية.
كما يشمل الإفراج 47 أسيرًا من محرري صفقة "شاليط" الذين أعاد الجيش اعتقالهم، بالإضافة إلى 445 أسيرًا من قطاع غزة تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر الماضي.
في تطور آخر، أعلنت إسرائيل أنها تسلمت جثمان الإسرائيلية شيري بيباس، التي كانت محتجزة في قطاع غزة. من جهتها، نفت حركة حماس مسؤوليتها عن وفاتها، مؤكدة التزامها بتسليم الجثث وفقًا للاتفاق المبرم.
في الوقت ذاته، تحقق السلطات الإسرائيلية في هوية الجثث التي تم تسليمها، بعدما ادعت استلام جثمان لمواطنة فلسطينية بالخطأ في وقت سابق من يوم الخميس.
فيما يتعلق بالمفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل تطالب بالإفراج عن 22 أسيرًا من الأحياء، وسط جهود أميركية مكثفة للتوصل إلى اتفاق جديد خلال الأسبوعين المقبلين.
وفي هذا السياق، عقد المبعوث الأميركي لقاءات مع وزير الخارجية القطري لمناقشة تفاصيل المرحلة المقبلة، في وقت تواصل فيه حماس الضغط باتجاه تنفيذ المرحلة الثانية وفقًا للاتفاق المبرم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وزير الدفاع الإسرائيلي يزور مخيم طولكرم ويتعهد بتصعيد العمليات العسكرية في الضفة الغربية مقتل مواطن جراء استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارته في عيتا الشعب جنوبي لبنان لقطات جوية تُظهر حجم الدمار في جباليا بشمال غزة بعد 16 شهراً من العمليات العسكرية الإسرائيلية قطاع غزةمحادثات - مفاوضاتحركة حماسإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق سراح