الثورة نت:
2025-02-08@23:24:58 GMT

ثقافة المقاطعة

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

 

بالأمس القريب كنت في إحدى البقالات الكبيرة في العاصمة صنعاء، لفتت انتباهي إحدى الأمهات وهي تُقلب إحدى الماركات المعروضة داخل البقالة، وإذا بابنتها الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها 6سنوات تنهرها وتقول “لا يا أمي هذه مقاطعة”، موقف عظيم له دلالاته الواضحة على مدى تجذر ثقافة المقاطعة الفاعلة حتى في أعماق الأطفال نتيجة اتساع الوعي بالأضرار التي يتكبدها الشعب الفلسطيني وكل العرب والمسلمين نتيجة الهجمة الإمبريالية الشرسة التي تتزعمها أمريكا، والتي لم تكن كارثة غزة إلا صورة مصغرة من صور الاستهداف المباشر للعرب والمسلمين.


كلام الطفلة جعلني أفكر في تلك الدول التي تدعي أنها عربية وأمرت بمنع دخول المنتجات الفلسطينية إلى أراضيها إلا إذا كانت ممهورة بختم بلد المنشأ، وبلد المنشأ طبعاً دولة الكيان الصهيوني الغاصب، بينما كُنا قبل سنوات نعهد أن منتجات البرتقال وزيت الزيتون والفراولة وغيرها من المنتجات التي تزخر بها الأراضي الفلسطينية تصلنا تحت يافطة دولة فلسطين، إلا أن من بدأو يتصهينون لم يرق لهم هذا الاسم ولم يجدوا رغبة في التعاطي معه نتيجة التوجسات المسبقة، أما من حماس أو الجهاد وفي فترة من الفترات حتى فتح كانت مرفوضة في عدد من الدول العربية رغم أنها تواجه أشرس عدو في مدن وقرى لبنان، لكن دخول السعودية كطرف في القضية اللبنانية اختزل ذلك العداء الدفين في حزب الله والمقاومة الإسلامية، ما أثار إعجابي جداً من كلام الطفلة أن ثقافة المقاطعة لكل ما هو أمريكي وصهيوني بدأت تتجذر بشكل أساسي وبدأ الجميع يُدرك أهمية الحرب الاقتصادية ودورها في إخضاع دول الهيمنة الغربية وكسر هاماتها وحَملها تسلم بحقوق العرب والمسلمين وفي المقدمة حق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على جميع الأراضي التي استولت عليها دولة الكيان الصهيوني بمساعدة بريطانيا ثم أمريكا وبعد ذلك كل دول أوروبا، إذا فالمقاطعة الاقتصادية لا تقل شأناً عن صولة المدافع والدبابات ولها دورها الكبير في دفع دولة العدو الصهيوني إلى التسليم ومغادرة الأراضي المحتلة إلى غير رجعة، وإذا ما تجذرت هذه الفكرة في النفوس وأصبحت المقاطعة بدوافع ذاتية من كل عربي ومسلم فإنها ستؤثر كلياً على القضية ومساراتها المختلفة وتضع لها ألف حساب قبل أن تفكر أمريكا أو غيرها في اتخاذ خطوات جديدة لقهر إرادة الأمة العربية والإسلامية، والتي يعتقد أنها مُعدة سلفاً ويتم اللجوء إليها عند الحاجة فقط، أما فكرة الهيمنة والسيطرة على كل ما هو عربي ومسلم فإنها موجودة مُنذ سنوات ولا تحتاج أمريكا إلا للعودة إلى الأرشيف الخاص بحلقات التآمر لكي تنفذ كل خطوة في موعدها وأوانها وهذا ما حدث بالنسبة لطوفان الأقصى.
ومن الغريب جداً أن تلك المشاهد الغاية في البشاعة والإجرام لأشلاء الأطفال لم تهز ضمائر بعض القادة وحتى المواطنين في بعض الدول العربية ولا زالوا يصرون على التعاطي مع منتجات أمريكا وأوروبا والكيان الصهيوني ويتقبلونها بصدور رحبة غير مُدركين أنهم بذلك يقدمون دعماً مباشراً لدولة الكيان الصهيوني تمكنها من السيطرة والاستحكام في مسار القضية الفلسطينية، إلا أننا نستبشر خيراً في بلادنا اليمن أن الجهات المعنية بدأت توزع منشورات خاصة تُحدد فيها نوع البضاعة المطلوب مقاطعتها، حتى وصل الأمر إلى إتقان الأطفال لمفهوم المقاطعة وهي المقدمة الحقيقية للانتصار الكبير على هذه المؤامرة الحقيرة استناداً إلى مشهد لمسته بنفسي عام 2001م عندما كُنا في بيروت مجموعة من الصحفيين وكنا في زيارة لبوابة فاطمة التي تفصل لبنان عن الأراضي المحتلة فقد طلب أحد الزملاء من صاحب الدكان قارورة كاكولا وإذا بالطفلة ابنة صاحب الدكان تقول “أنت تتسلى بهذا المشروب ولا تُدرك أنك إنما تُسهم في توفير مادة لقتل فلسطيني رجل أو طفل أو امرأة”، كُلنا استغربنا لكلام الطفلة لكننا لم نأخذه على محمل الجد كما هو حالنا اليوم ونحن نشاهد في بلادنا بالذات اليمن صرخات المطالبة تتعالى وتدعو إلى مقاطعة المنتجات الصهيونية والأمريكية والأوروبية بعد أن اتسع نطاق التوعية ووصل إلى كل بيت عبر الإذاعات والتلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، هذا يعني أن هذه هي البداية الصحيحة لاستكمال مقومات النصر ودخول المعركة ببسالة وإن شاء الله هذه الطفلة التي سمعتها تتحدث عن مقاطعة البضائع الغربية المنتجة في الدول التي تساعد دولة الكيان الصهيوني ستصل حتى إلى مناهج الدراسة وتصبح قاعدة يلتزم بها الجميع، وهذه هي البوابة الأولى للفوز وتحقيق النصر إن شاء الله، والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: دولة الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي عاقبها ترامب؟

فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات تستهدف الأفراد الذين يساعدون في تحقيقات للمحكمة الجنائية الدولية تتعلق بمواطني الولايات المتحدة أو حلفاء لها مثل إسرائيل، ليكرر بذلك إجراء سبق أن اتخذه خلال ولايته الأولى.
وأعلن البيت الأبيض أن ترامب وقّع أمس الخميس أمرا تنفيذيا لفرض عقوبات على الجنائية الدولية، منتقدا إصدارها أوامر اعتقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

ويتيح ذلك فرض عقوبات مالية وعقوبات على التأشيرات تستهدف الأفراد الذين يساعدون في التحقيقات فضلا عن استهداف أفراد أسرهم.

متى أُسست المحكمة ولماذا؟

أُسست المحكمة عام 2002 لمحاكمة المتورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية وجريمة شن عمل عدائي؛ عندما تكون الدول الأعضاء غير راغبة أو غير قادرة على القيام بذلك بنفسها.

ويمكنها نظر القضايا المتعلقة بجرائم يرتكبها مواطنو الدول الأعضاء أو على أراضي الدول الأعضاء من قبل أطراف أخرى، في حين يبلغ عدد الدول الأعضاء 125 دولة. وتبلغ ميزانية المحكمة لعام 2025 نحو 195 مليون يورو (202 مليون دولار).

ما الذي تحقق فيه؟

تجري المحكمة الجنائية الدولية، بحسب موقعها الإلكتروني، تحقيقات تتعلق بمناطق مختلفة مثل الأراضي الفلسطينية وأوكرانيا ودول أفريقية مثل أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وفنزويلا في أميركا اللاتينية وميانمار والفلبين في آسيا.

إعلان

وتقول المحكمة إن هناك 32 قضية أمامها، بعضها يضم أكثر من مشتبه به واحد، في حين أصدر قضاة المحكمة ما لا يقل عن 60 مذكرة اعتقال.

كم عدد الذين أدانتهم؟

أصدر قضاة المحكمة 11 حكما بالإدانة و4 أحكام بالبراءة، في حين احتُجز 21 شخصا في مركز الاحتجاز التابع للمحكمة بلاهاي ومثلوا أمام المحكمة، ولا يزال 31 متهما فارا. كما أسقطت التهم عن 7 أشخاص بسبب وفاتهم.

ومن بين الإدانات الـ11، كانت 6 فقط منها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينما كانت الإدانات الأخرى تتعلق بارتكاب جرائم مثل التأثير على الشهود.

وجميع الأشخاص الستة المدانون من قادة المليشيات الأفريقية في دول جمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي وأوغندا.

وتراوح الأحكام بين 9 أعوام و30 عاما في السجن، وأقصى عقوبة سجن ممكنة هي السجن مدى الحياة، وفق رويترز.

من على قائمة مذكرات الاعتقال؟

أصدرت الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، المتهم بالمسؤولية الجنائية عن أعمال تشمل القتل والاضطهاد واستخدام التجويع سلاح حرب في غزة، في حين رفض نتنياهو القرار ووصفه بأنه "معاد للسامية".
كذلك أصدرت مذكرة اعتقال بحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت ومحمد دياب المصري المعروف بمحمد الضيف القائد العام لكتائب القسّام الذي أعلنت الكتائب لاحقا استشهاده.

وقد رفض نتنياهو القرار ووصفه بأنه "معاد للسامية"، ووصف الاتهامات بأنها سخيفة وكاذبة، في حين شنت إسرائيل حملات عدة على المحكمة.
وتضم القائمة كذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتهم بارتكاب جريمة حرب تتمثل في نقل مئات الأطفال من أوكرانيا بشكل غير قانوني، في حين نفت موسكو مرارا الاتهامات.

وفي الأشهر الماضية، طلب المدّعي العام للمحكمة إصدار أوامر اعتقال لقادة كبار من أفغانستان وميانمار، لكن القضاة لم يوافقوا عليها رسميا.

ما الدول التي ليست أعضاء فيها؟

رغم أن المحكمة تحظى بدعم العديد من أعضاء الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن دولا أخرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا ليست أعضاء بها وترى أن المحكمة "يمكن أن تُستغل في ملاحقات قضائية بدوافع سياسية".
ورغم أن ميانمار ليست عضوا في المحكمة، قال القضاة في عامي 2018 و2019 إن المحكمة لديها سلطة قضائية لنظر الجرائم المزعومة عبر الحدود والتي وقع بعضها في الجارة بنغلاديش العضو في المحكمة الجنائية الدولية، مثل الترحيل والاضطهاد.

إعلان

وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة ولا تعترف بسلطتها القضائية لكن تم قبول الأراضي الفلسطينية كدولة عضو في المحكمة في عام 2015.
ويعني هذا، إلى جانب حكم أصدره قضاة، أن المحكمة يمكنها النظر في جرائم الحرب في قطاع غزة الذي تعرض لحرب إسرائيلية -بدعم عسكري أميركي- منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة.

مقالات مشابهة

  • البخيتي: النظام السعودي تجاوز التطبيع إلى التحالف العسكري والاقتصادي مع الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني يطلق النار على عائلات فلسطينية نازحة في مخيم الفارعة ويقتحم عزون
  • حماس: تدهور صحة الأسرى المحررين تكشف الأوضاع المأساوية التي يعيشونها داخل سجون العدو الصهيوني.
  • محلل: الدعم الصهيوني لأكراد سوريا يتحول لأوكرانيا بأوامر أمريكا
  • مسؤول: وزير خارجية أمريكا سيقوم بأول جولة في الشرق الأوسط منتصف فبراير.. ما الدول التي سيزورها؟
  • ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي عاقبها ترامب؟
  • مصطفى بكري: يجب اتحاد الدول العربية لإجهاض المخطط الصهيوني في المنطقة
  • الكيان الصهيوني يقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • بكري: يجب اتحاد الدول العربية لإجهاض المخطط الصهيوني من المنطقة
  • برلماني عن مُخطط تهجير الفلسطينيين: الكيان الصهيوني اعتاد على أسلوب البلطجة