الثورة نت:
2025-03-03@11:23:19 GMT

الجنوب.. استقلال ضاع ولكنه سيتعافى

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

 

 

الجنوب خاصرة اليمن الضعيفة عبر التاريخ ، وتعرض دائماً إلى غزوات خارجية منذ فجر التاريخ، وكلما وهن مركز الدولة نتيجة الصراعات ، فإن الغزاة يتمكنون من احتلاله ، والخبرة التاريخية تؤكد لنا أن الجنوب لا يتحرر من مساعدة الشمال.
وفي كل احتلال تكون هناك ذرائع ومثلاً آخر احتلال للجنوب من قبل بريطانيا بدأ باحتلال مدينة عدن في ١٩ يناير ١٨٣٩م بذريعة نهب سفينة بريطانية « داريا دولت» تتبع شركة الهند الشرقية أغرقت على شواطئها واحتلها الكابتن هنس بعد معركة غير متكافئة مع حامية عسكرية للسلطنة اللحجية ومن ثم جرت مفاوضات مع سلطان لحج الذي وافق على تأجير عدن.


احتلال اليوم من قبل وكلاء الاستعمار القديم الإقليميين ومرتزقته تم بالعديد من الذرائع واستغل المحتلون الجدد ( القضية الجنوبية ) ومن خلال وهم استعادة الدولة الجنوبية تم تجييش أبناء الجنوب وصاروا أدوات بيد الناهب الدولي.
ومن المفارقات أن الجنوب الذي قام باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بعد الاستقلال في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م جنوب قادم بفعل رياح حركات التحرر التي اجتاحت العالم بعد الحرب العالمية الثانية وبفعل انتشار حركات التحرر العربية في أكثر من قطر عربي انطلقت ثورة ١٤ اكتوبر ١٩٦٣م بفعل دعم الشمال اليمني وثورة ٢٣ يوليو الناصرية بحكم صراعه مع الاستعمار ، لقد كان الشمال مؤخرة وقاعدة إسناد ودعم مادي وعسكري للمقاتلين.
بينما احتلال اليوم يتميز بكونه احتلالاً مباشراً، بدأ باحتلال العقول خلال العقود الماضية وتغيبها من قبل وكلائه الداخليين الذين حكموا البلد بعد حرب ١٩٩٤م. فهؤلاء الوكلاء هم من خلقوا القضية الجنوبية وكثيراً من القضايا، وذلك بسبب فساد نظام الحكم المدعوم من قبل قوى الهيمنة العالمية، حيث جرى تزييف الوعي وغزو العقول، ولا أبالغ لو قلت إن تحرير الجنوب اليوم أعقد من تحريره بالأمس ويحتاج إلى جهد شاق ومضاعف ، والجنوب في حقيقة الأمر ليس محتلاً من العام ٢٠١٥م ، بل واقع تحت الاحتلال منذ ٧/٧/١٩٩٤م، لقد احتلته عصابة من وكلاء الاستعمار ومنذ ذلك اليوم المشؤوم أضحى اليمن واقعاً تحت الهيمنة الغربية الاستعمار بشكله الجديد ، التبعية الاقتصادية والسياسية.
وإذا كانت ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م قد حررت مركز القرار من الوصاية والارتهان وتسير سلطة صنعاء في طريق فك التبعية من خلال الانتصار على العدوان، فإنه لن يكتمل تحرير القرار وفك التبعية إلاّ بتحرير الأرض اليمنية كلها من شرقها إلى غربها وحتى جنوبها وتحرير جزره المحتلة.
ومن محاسن طوفان الأقصى أنها أجلت الصورة الحقيقية للصراع ، ولقد أحدث الطوفان عصفاً ذهنياً لكثير من المغرر بهم ، وأخذت الصورة تتضح أكثر فأكثر عن طبيعة الصراع في المنطقة ، وصحيح أن أحدث الطوقان فرزاً حقيقياً وواضحاً في المنطقة ، لكن يمكن الجزم بأن أغلبية الناس داخل الشعوب العربية تناصر غزة والقضية الفلسطينية ، وإن كان هناك عدد من الأنظمة العربية ظهرت خيانتها للقضية الفلسطينية.
وأغلبية شعبنا في الجنوب مع القضية الفلسطينية، بينما قيادات المرتزقة بمختلف مسمياتها ضد القضية الفلسطينية ، ولقد باتت في محل استهجان واحتقار الشارع.
إن الخلاص من المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة ستكون له ارتدادات عميقة على صعيد تعافي الوضع في المنطقة برمتها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نائب: بيان الخارجية بشأن قرار نتنياهو يؤكد التزام مصر الثابت بدعم القضية الفلسطينية

أشاد النائب الدكتور حسين خضير، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية، الذي أدان قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن هذا القرار يمثل استمرارًا للانتهاكات الجسيمة التي تستهدف الشعب الفلسطيني الأعزل.

وأكد "خضير"، في تصريح صحفي له اليوم، أن هذه السياسات العقابية لا تمثل فقط انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار، بل تشكل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر فرض العقاب الجماعي على المدنيين.

وأشار رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ إلى أن استخدام الحصار والتجويع كأدوات للضغط السياسي، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، يعد تجاوزًا صارخًا لكل المبادئ الإنسانية والأخلاقية، مشددًا على أن هذه الممارسات غير المبررة تمثل تحديًا للضمير العالمي، الذي يجب أن يتحرك بشكل عاجل لوقف هذه الانتهاكات وضمان وصول المساعدات لمستحقيها دون قيود أو شروط.

وطالب الدكتور حسين خضير المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، والضغط الفوري على إسرائيل لإلغاء هذه الإجراءات غير المشروعة، مؤكدًا أن مصر ستظل ثابتة في دعمها للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

مقالات مشابهة

  • فتح: إسرائيل تواصل تنفيذ مخططات التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • نائب: بيان الخارجية بشأن قرار نتنياهو يؤكد التزام مصر الثابت بدعم القضية الفلسطينية
  • مصابو غزة من القاهرة: الرئيس السيسي رجل عظيم وقف ضد تصفية القضية الفلسطينية
  • متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
  • شيخ الأزهر: القضية الفلسطينية كادت أن تنسى والكيان تعرض للهزيمة من وجهة نظري
  • باحث: القضية الفلسطينية تتجه إلى منطقة ضبابية
  • "فتح": الحكومة الإسرائيلية الحالية "حكومة حرب" تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • إسكات التاريخ.. القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية المصرية
  • أستاذ علوم سياسية: مصر لعبت دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية