على مدى أسبوع كامل من كل عام يقف الشعب اليمني بكل إجلال أمام محطة الشهداء والتي يعزز من خلالها عشق الشهادة والاستشهاد، فيأخذ الدروس والعبر من شخصيات الشهداء العظام، ومن حضرتهم يأخذ المواقف العظيمة ويتسلح بسلاح الشهادة و يعرف أهمية الجهاد في سبيل الله .
فالجهاد في سبيل الله كان وما يزال هو الحل الوحيد لدفع شر أشد الناس عداوة للذين آمنوا _اليهود والذين أشركوا _ وتحت هذا العنوان العظيم والكبير والشامل كتب الله القتال على الأمة الإسلامية وإنْ كَرِهَتْ ذلك، إلا أنَّ فيه الكثير من الخير والعزة والحرية والنصر والظفر والوحدة والأخوة التي فقدتها الأمة عندما تخلت عن الجهاد في سبيل الله، وفي الجهاد يتجسد الصبر والثبات والعنفوان ويظهر بأس الله وتنكيله على سواعد «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا».
ولعظمة الجهاد كحل وحيد لكف بأس الذين كفروا أمر الله نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) بذلك مع تحريض المؤمنين، قال تعالى : «فَقَٰتِل فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفسَكَ وَحَرِّضِ ٱلمُؤمِنِينَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأسا وَأَشَدُّ تَنكِيلا» .
يعتبر القتال مع أعداء الله هو سنام الجهاد والجهاد يحتاج إلى التضحية بالمال والنفس ولهذا كره الناس القتال فدخل الله في صفقة بيع وشراء مع المؤمنين بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقْتَلون لِيُحَطِمَ كل معاني الخوف من غرائزهم ويمحو قضية الموت من قلوبهم ويطمئنهم بأبلغ الجمل والكلمات «بل أحياء عند ربهم يرزقون»، بما توحي إليه من معان وحقائق أنهم أحياء يرزقون، ونهانا عن القول أو حتى الظن والحسبان النفسي بأنهم أموات، في دلالة واضحة على أن الله يريد من الأمة أن تمثل عزته وقوته حينما تقاتل عدوها تقاتله بدون أن تحسب للموت أي حساب لأنه قد أُلْغِىَ الموت تماماً من قائمتهم، وبهذا تكون الأمة جاهزة وشغوفه للقتال والاستشهاد في سبيل الله تعالى وبمعنويات عالية وعوامل نفسية كفيلة بأن تخضع العدو وتركعه وتذله وتجعله يتقهقر ويتراجع وينهزم ويتغير واقع الأمة من الذل إلى العز، وتحقق الحرية وتشعر بالكرامة وتقف شامخة كشموخ الشعب اليمني حينما تعرَّف أبناؤه على عظمة الجهاد وفضل الشهادة في سبيل الله فتقافزوا إلى ميادين القتال بكل بسالة لأخذ وسام الشهادة فحققوا الانتصارات المتتالية منذ نشأة المشروع القرآني الذي أرشدهم إليه السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه…
لقد تحرك الشهداء الأبرار تحت عنوان الجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين وتحريرهم من الشر الأمريكي الإسرائيلي اليهودي، ولعظمة هذا المشروع أرخصوا له حياتهم وقدموا له أرواحهم، فكان عطاؤهم عظيماً وليس له نظير.. وبدمائهم تحرر الشعب وتكونت دولة وجيش استشهادي يهدد العدو الصهيوأمريكي قولا وفعلا ويضع تهديداتهم تحت قدميه…
إن الإنجازات العظيمة التي وصل إليها الشعب اليمني هي بفضل من الله أولاً وبفضل دماء الشهداء الطاهرة، وإن الاستمرار لتحقيق الأهداف والعناوين المثلى هي أمانة في أعناق من ينتظر بأن يتسلحوا بثقافة الشهادة وحب الاستشهاد في سبيل الله وأن لا يبدلوا تبديلا، كما وصفهم الله في القرآن الكريم: {مِّنَ ٱلمُؤمِنِينَ رِجَال صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَّن قَضَىٰ نَحبَهُ وَمِنهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبدِيلا}.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قيادة وكوادر مستشفى القدس العسكري تزور مقام الشهيد القائد
الثورة نت/..
زار مدير مستشفى القدس العسكري العميد الدكتور عبدالكريم القدمي ومعه نوابه وعدد من كوادر المستشفى اليوم، مقام الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي في مران، وجرف سلمان وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد القائد.
وخلال الزيارة قرأ الزائرون الفاتحة إلى روح الشهيد القائد، مؤكدين أنه حمل هم الأمة وصدح بالحق في زمن الخضوع والإذلال وانطلق متوكلا على الله، بالمشروع القرآني للانتصار لقضايا الأمة ومواجهة قوى الاستكبار والطغيان العالمي.
وأوضح مدير المستشفى، أن ما يعيشه الوطن اليوم من نصر وعزة وتمكين هو بتأييد من الله وثمرة من ثمار المشروع القرآني للشهيد القائد، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تأتي لاستذكار البدايات والانطلاقة المباركة للمسيرة القرآنية وعظمة ما قدمه الشهيد القائد في سبيل الله ومن أجل إخراج الأمة من حالة الذل والهوان والنهوض لمواجهة أعدائها.
وذكر أن رؤية ومشروع الشهيد القائد الذي انطلق من جرف سلمان يدوي اليوم صداه في أسماع العالم وكيف أن صدق القول السديد يترجم اليوم في نصرة ومساندة الأشقاء في غزة وخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
إلى ذلك زارت قيادة وكواد المستشفى جامع الإمام الهادي الذي يمثل منارة دينية وعلمية ومعلما بارزا في محافظة صعدة والوطن بشكل عام.