النزعة الطائفية عند البعض من البشر
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
لم أر في حياتي حقداً مثل حقد هؤلاء المنافقين في (الشرعية) والانتقالي وحزب الإصلاح الذين قاموا ببناء الفلل والقصور وأسسوا البنوك الإسلامية لنهب تبرعات فلسطين وتأسيس الجمعيات الخيرية في العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الأخرى من التبرعات الشعبية الواسعة للشعب اليمني لفلسطين فكانت كل مساجد الله تقام فيها حملات جمع التبرعات اليومية لأجل فلسطين ونحن نعرف أن تلك التبرعات وما تم جمعه من أموال لأجل فلسطين كانت تذهب إلى جيوب قيادات أحزاب دينية وسياسية ورجال دين ومشايخ قبائل مارسوا تجارة جمع التبرعات باسم فلسطين وعملوا لأنفسهم ثروة من بعد فلسطين، هؤلاء السرق والمطبلون هؤلاء المرتزقة الذين عملوا على خلق النزعات الطائفية والمناطقية في اليمن وقاموا باجتياح عسكري واحتلال الجنوب في حرب صيف ١٩٩٤م نهبوا كل شيء في الجنوب وحولوا كل ممتلكات القطاع الخاص ومؤسسات الدولة إلى ملكيات خاصة لهم ولأحزابهم هم اليوم شركاء مع المجلس الانتقالي في بيع الجنوب وجسر عبور لتحقيق الأطماع السعودية الإماراتية في اليمن.
باعوا وطنهم بالريال السعودي والدرهم الإماراتي هم من باعوا فلسطين في كل المراحل في اليمن وهنا أنا أطالب اليوم من حكومة صنعاء وانصار الله بتشكيل لجنة تحقيق أهلية وشعبية أو حكومية للتحقيق في مصير الأموال التي تم جمعها في اليمن وذهبت إلى خزائن البنوك بأسماء جمعيات وهمية وأفراد من قيادات أحزاب معروفة استغلت وكرست كل أعمالها ونشاطها في جمع التبرعات ومعهم مشائخ القبائل و إعادة تلك الأموال المنهوبة التي هي حق الفلسطينيين و إرسالها لإعادة إعمار غزة اليوم.
هؤلاء اليوم سارقو التبرعات في اليمن كشفوا عن حقدهم بمجرد انتصار المقاومة الإسلامية في فلسطين وفي غزة ومساندة اليمن لها باستهداف الكيان الصهيوني وتقديم لهم الدعم والمساندة، وبمجرد شكر زعماء المقاومة الإسلامية الفلسطينية لليمن جن جنونهم، فشنوا حملات الحقد والكراهية على الفصائل الوطنية والمقاومة الإسلامية وعلى أنصار الله في اليمن، لأن قادة حركات المقاومة في غزة شكروا أنصار الله والسيد عبدالملك الحوثي قائد الثورة في اليمن على دورهم البطولي في نصرة غزة ومواقفهم المشرفة إلى جانب قضية فلسطين ومساندة الشعب الفلسطيني واستهداف الكيان الصهيوني ومنع مرور البواخر والسفن الصهيونية في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر.
الف مبروك على النصر للمقاومة الإسلامية الفلسطينية في غزة وألف تحية وسلام لقائد الثورة في اليمن السيد عبدالملك الحوثي الذي رفع رؤوسنا وأعلن المشاركة اليمنية العلنية في المواجهة مع الكيان الصهيوني واستهداف عمق الكيان الصهيوني بالطائرات المسيرة والصواريخ وإغلاق البحر الأحمر أمام سفن الكيان الصهيوني، ومنع سفن الكيان الصهيوني من الإبحار والمرور في البحر الأحمر لعدم احترامها لقرار اليمن بإغلاق البحر الأحمر أمام سفن الكيان الصهيوني ويعد ذلك بمفهوم القوانين الدولية انتهاكاً للسيادة الوطنية اليمنية واستهداف البعض منها في البحر العربي لأنها كانت تحمل معدات عسكرية للكيان الصهيوني لقتل وارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وضرب المقاومة الوطنية والإسلامية في فلسطين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
احترسوا من المحتالين
الاحتيال أنواع، والمحتالون كذلك أنواع، فهناك المحتال الغبي الذي ينكشف أمره قبل أن ينطق، وهناك المحتال الذكي الذي تصدّق كذبته دون أن تشك فـيها، فهو يبيعك الوهم، وأنت تضحك، يروّج لبضاعة رخيصة مثلا، وكأنها من أرقى الماركات العالمية، ويبيع لك منتجا رديئا على أنه أعظم اختراع بشري، أو يوهمك بأنه يعرف أسرة محتاجة، ويستدر عاطفتك لتحوّل الأموال إليها، ثم تكتشف الفخ، ولكن بعد فوات الأوان، وهناك من يدّعي الفقر لدرجة أنه لا يأكل إلا وجبة فـي الأسبوع، ثم تكتشف أنه يملك من المال أكثر مما تملك.
وحكايات النصب، والاحتيال كثيرة، وحيلهم لا تعد، ولا تحصى يستطيع الكاتب أن يؤلف عنها مجلدات، كما فعل الجاحظ فـي كتابه «البخلاء»، وتتعدد وسائل التحايل، من الاتصال الهاتفـي بالضحية، إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إلى اللقاء المباشر، ويجد المرء نفسه محاطا بأقنعة مزيفة، يلبسها المحتال فـي كل عملية، ويقع الكثيرون ضحايا لمثل هؤلاء، مهما كانوا محتاطين، وحذرين، فكم من تاجر حصيف أودع أمواله فـي محفظة مالية، أو تشارك فـي مجموعة مالية، طمعا فـي مزيد من الأموال فأصبح لا يملك من المال إلا اسمه، وكم من شخص وجد نفسه ضحية لوافد استطاع إقناعه بالثراء دون أن يدفع، أو يفعل شيئا، وما على الكفـيل إلا منح تفويض بالتوقيع للوافد، حتى وجد هذا المسكين نفسه وجها لوجه مع السجن، بينما طار الوافد إلى بلده فـي أقرب طائرة، وكم من امرأة وقعت ضحية لاحتيال إلكتروني بعد عملية شراء منتج باهظ الثمن، تبيّن فـيما بعد أنه مجرد بضاعة رخيصة، لا تساوي شيئا، والأمثلة على مثل هذا الاحتيالات كثيرة، وعديدة.
وهناك أخطر أنواع الاحتيال، وهو الاحتيال الاجتماعي، أو استدرار العواطف، وهو ما تعاني منه بشكل خاص، الجمعيات الخيرية، وينم عن أنانية مفرطة لدى البعض، بمحاولتهم أخذ ما لا يستحقونه، غير مبالين بالمحتاجين الفعليين، حيث يدّعون الفقر، والحاجة، ويظهرون فـي وسائل التواصل فـي نوبة بكاء هستيرية، لا يجدون مأوى، ولا بطانية، ولا ثلاجة، ولا حاجة من متاع الدنيا، ويقوم البعض بالتعاطف معهم، وصب الاتهامات على الدولة، واتهامها بالتقصير، وتنهال التبرعات المادية، والعينية من أصحاب القلوب البيضاء، ثم تتكشف اللعبة بعد فترة، لتجد أن صاحب الاستغاثة، ما هو إلا محتال بارع فـي التمثيل، وأن ما ادّعاه مجانب للصواب، ويبدأ الناس بالندم، ويعرفون أنهم وقعوا ضحية احتيال، ويكتشفون كم كانوا طيبين أكثر من اللازم، فـي تصديق كل شيء، دون تحري أو تقصي.
والخطير فـي هذا النوع من الاحتيال هو فقدان الثقة فـي الآخرين، واعتبار كل من هو بحاجة حقيقية، إنما هو مشروع محتال، ولذلك يضيع وسط هذه الفوضى المحتاجون الفعليون، وكم من متباكٍ ظهرت حقيقته ولم يعاقب، رغم أن ما فعله هو نوع من التكسّب غير المشروع، أو الاحتيال الذي اتخذه البعض سلوكا وطريقا لكسب المال، ولو أن كل من ثبت احتياله بهذه الطريقة، عوقب بما يستحق، لقلّت أعداد المحتالين بشكل كبير، ولكن تساهل الناس، والجمعيات الخيرية مع مثل هؤلاء شجعهم على التمادي، والاستمرار فـي النصب والاحتيال على الآخرين.
إن تعدد طرق الاحتيال وكثرة المحتالين يتطلب منا الانتباه والحذر والوعي قدر الإمكان، ورغم النداءات والتحذيرات التي تصدر من شرطة عمان السلطانية، والجهات المعنية حول هذا الأمر، إلا أن ضحايا الاحتيال فـي ازدياد كما أن عدد المحتالين وطرقهم الملتوية فـي ارتفاع، معركة طويلة لا ينجو منها إلا القليل الذين يتعاملون مع العالم بارتياب وحذر شديدين، فكونوا منهم.