الهدنة وما بعدها.. الآثار والتبعات
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
بعد سريان الهدنة وعودة النازحين، أثار الدمار الكبير الذي لحق بأحياء مدينة غزة التي شهدت أشرس المعارك البرية والغارات الجوية والقصف المستمر لأكثر من ٥٠ يوما من تاريخ العدوان الذي خلف ضحايا ما بين شهيد وجريح حوالي عشرين ألف نسمة، دون من لا يزالون موجودين تحت الأنقاض وتعثر إنقاذهم للأسف الشديد.
الآن الهدنة المعلنة بين قوات المقاومة في حماس والعدو الصهيوني من تعتقدوا المستفيد منها وماهي آثارها الإيجابية والسلبية على المقاومة؟.
لا شك أن العدو سيستفيد منها في بعض النقاط العامة في تنفيذ مخططه الخبيث الذي يهدف إلى تهجير بقية سكان شمال غزة، لأن اتفاق الهدنة ينص على أنه لا يسمح بعودة الناس إلى منازلهم في الشمال ويسمح بحركة الناس باتجاه الجنوب وليس العكس لم ينص الاتفاق على مغادرة قوات الاحتلال المرافق الصحية في الشمال وإعادة تأهيلها، الشيء الآخر ستتم مراقبة الأماكن التي سيتم إخراج الأسرى منها ومهاجمتها بعد انتهاء الهدنة.
تخفيف الضغط الدولي على الاحتلال وحلفائه في ما يخص الموضوع الإنساني رغم أن كميات الإغاثة التي أعلن أنها سوف تدخل بموجب اتفاق الهدنة لا تلبي احتياجات سكان غزة.
وسيسمح لقوات الاحتلال بتقييم حملتها العسكرية ومعرفة أين أخطأت وأين أصابت وترتيب الأوضاع عسكريا ودولياً وإعادة تمركزها، وتعد -كما يقال- استراحة محارب والاستعداد لما بعد الهدنة.
أما المقاومة فلن تستطيع إعادة تسليح نفسها أو وصول الدعم لها من خارج القطاع كون الحصار المطبق عليها يشل حركة فكرة الإسناد التسليحي للمقاومة لأنها محاصرة في الشمال.
ربما تكون هناك محاولة لزرع أجهزة تعقب للمقاومة أثناء تبادل الأسرى عبر موظفي المنظمات الدولية وهذا في حد ذاته يضع قوات المقاومة في خطر ويكشف تحركاتها وسهولة الوصول إلى أسرار الأنفاق ومخابئ التخزين للأسلحة الصاروخية التي كبدت العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
لكن من ناحية ثانية، يرى محللون أن العدو يخشى الهدنة لأنها ستسمح للصحفيين والقنوات الإعلامية بالتجول في غزة ومشاهدة آثار المجازر الجماعية وسيظهر للعالم حجم وهول المجازر والدمار الذي خلفه العدوان البربري الإسرائيلي عبر الغارات والمدفعية والصواريخ والذي عمد العدوان إلى هدم المجمعات السكنية وتدمير المستشفيات والتجويع المتعمد كإبادة جماعية لأبناء غزة من المدنيين واغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، مرتكباً جرائم حرب ومنتهكاً القوانين الدولية في ظل صمت مطبق من العالم وبدعم مباشر وصريح لإسرائيل من أمريكا وبريطانيا ومنع وتدمير كل مناحي الحياة في غزة.
وهذا بلا شك من شأنه تأليب العالم ضد الكيان الصهيوني، ما سينعكس على اللعين “النتن ياهو” وحكومته المجرمة سلباً في الحملة الانتخابية داخل الكيان الإسرائيلي.
هذه بعض النقاط المستفادة لكلا الطرفين من التبادل والإفراج عن الأسرى والذي قضى بعضهم في سجون العدو عشرات السنين من رجال ونساء فلسطين مقابل اطلاق بعض أسرى العدو لدى المقاومة أثناء عملية طوفان الأقصى وهم في احسن حال نتيجة التعامل الإنساني لرجال المقاومة عكس الوضع الذي يعيشه اسرى فلسطين في سجون العدو، وهذا يحسب للمقاومة هذا العمل .
وتعد الهدنة فترة ليبكي الأب ابنه والأم أطفالها والصديق صديقه والزوج زوجته.
وتعني الهدنة أن تُرى آثار الحرب وأن تستيقظ كل معاني الفقد والدمار فليست الهدنة لتضميد الجراح بل لتعميق الجراح، الهدنة ليست عودة للم الشمل بل للم الأشلاء.
اللهم صبرًا لقلوب إخواننا في غزة يا الله.
قد يقول الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين في العالم إن لليمن الفضل بعد الله في الضغط لفرض الهدنة بتدخلها عسكرياً مما قلب المعادلة العسكرية على الأرض داخل الأراضي المحتلة وأربك مخططات العدو وعكر صفو هجومه الهمجي على غزة والمقاومة، ما جعل قوات المقاومة في وضع أفضل حالاً لو كانوا بمفردهم وأخر التحرك البري وأعطى للمجاهدين معنويات دفعت نحو تحقيق تلك الضربات الموجعة وتكبيد جيش العدو الخسائر الفادحة في قواته ومدرعاته، وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى، وكذا الإعلان عن إغلاق مياه البحر الأحمر وباب المندب في وجه الملاحة البحرية الإسرائيلية، الأمر الذي جعل كيان العدو وأمريكا في حالة من الذعر وكبده خسائر مالية لم يحسب لها حساباً، وما احتجاز السفينة جالكسي الإسرائيلية سوى رسالة واضحة للغرب باتساع رقعة المواجهة في باب المندب وما سوف يخلفه ذلك من آثار عليهم في الطاقة والبضائع وخسائر شركات الشحن والتأمين وقد يستمر ذلك أثناء الهدنة وبعدها حتى تخضع إسرائيل وتوقف عدوانها على أبناء غزة وترفع الحصار.. هكذا هو القرار المعلن من القيادة اليمنية.
تلك قراءتي المتواضعة للمشهد الحاصل نتيجة إعلان الهدنة بين مجاهدي حماس والعدو الإسرائيلي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
روج لقطع على فيسبوك.. عقوبات رادعة للمتورطين في جرائم تجارة الآثار
قررت النيابة العامة بالجيزة، إحالة شخص لقيامه بالترويج لبيع قطع أثرية مزعومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمحاكمة الجنائية.
وأكدت معلومات وتحريات قطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قيام أحد الأفراد بإنشاء حساب على موقع التواصل الاجتماعي، والترويج من خلاله لبيع قطع أثرية، بهدف استغلال المواطنين والنصب عليهم.
عقب تقنين الإجراءات القانونية اللازمة، نجحت أجهزة الأمن في تحديد هوية المتهم، حيث تبين أنه عامل، مقيم بدائرة قسم شرطة ثالث أكتوبر، وتم ضبطه وبحوزته الأدوات المستخدمة في نشاطه غير المشروع.
بمواجهة المتهم بما أسفرت عنه التحريات، أقر بارتكابه الواقعة بهدف الاحتيال على المواطنين وتحقيق أرباح مادية بطرق غير مشروعة.
عقوبة بيع الاثارجاء قانون حماية الآثار متسقًا مع أحكام الدستور والقانون والاتفاقيات والمواثيق الدولية بغية الحماية القانونية لأثار مصر، وللحد من انتشار الظواهر الكارثية والأفعال غير المشروعة التى تتعرض لها من سرقة واتجار وتخريب وتدمير، والتى يمارسها بعض الأفراد ومافيا سرقة الآثار للاستيلاء والإضرار بآخر ما تركته لنا الحضارة المصرية القديمة.
عقوبات سرقة أو بيع الآثاروحسب المادة 42 مكرر "2" من قانون حماية الآثار: "يعاقب بالسجن المشدد، وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه، ولا تزيد على عشرة ملايين جنيه كل من حاز أو أحرز أو باع أثرًا أو جزءًا من أثر خارج جمهورية مصر العربية، ما لم يكن بحوزته مستند رسمى يفيد خروجه من مصر بطريقة مشروعة، ويحكم فضلًا عن ذلك بمصادرة الأثر محل الجريمة".