لقد أشعلت دماء الأطفال والنساء والشيوخ  فى فلسطين نار الخجل بقلوب كل أحرار العالم وأيقظت ضمائرهم،التى غيرت بوصلة الدعم اللامحدود من حكومات الغرب والولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو في قتل الفلسطنيين وتدمير منازلهم والقضاء على كل مظاهر الحياة فى مناطق غزة.

ورغم التضحيات والدماء التي قدمها الشعب الفلسطيني فى غزة نتيجة لهذه الحرب الشعواء والقتل العشوائي وقتل الأطفال والنساء؛ فإن هناك مكاسب قد تحققت للشعب الفلسطيني جراء الصمود فى هذه الحرب، منها:

1-إحباط مخطط التهجير القسري من قطاع غزة

سعت إسرائيل للاستفادة من الحرب علي قطاع غزة باحياء مخططها القديم وهو تفريغ فطاع غزة وبناء مستوطنات جديدة واتساع رقعة إسرائيل جغرافيا من خلال التهجير القسري إلى مصر،وحاولت إسرائيل وحلفائها من الولايات المتحدة ودول الغرب الضغط على مصر للقبول بخطة التهجير تحت مبرر انساني،إلا أن الرفض المصري والدعم للشعب الفلسطيني وحثه على رفض المخطط والصمود الذى تحقق ادي إلى احباط هذه المخطط  من التهجير باتجاه مصر.

فقامت الحكومة الإسرائيلية واجهزتها الاستخباراتية فى التفكير بتهجير الفلطسينين إلى الدول الغربية بحيث تقبل كل دولة ما لايقل عن 10 الاف فلسطيني،ولكن صمود الشعب الفلسطيني في غزة أحبط المخطط الحالي 

2-    إحياء القضية الفلسطينية شعبيا فى العالم 

بعد أن كادت تموت فعليا جراء المماطلات الإسرائيلية والتخاذل الدولي، على مستوى الأجيال الشابة فى العالم التي لعبت أدوات السويشال الميديا وبعض قنوات الأعلام الغربية من بث لقطات القتل والدمار الذى قامت به إسرائيل فى تثبيت فكرة أن إسرائيل دولة محتلة لشعب مضطهد  فى فلسطين، ويجب مناصرته في الحصول على حقوقه فى الحياة والحرية وإقامة دولته،ومن ثم الضغط على حكوماته  فى هذا المسار العادل،وحفرت القضية الفلسطينية فى الذاكرة الجماعية لشعوب العالم.

ولقد رأينا تاثير ذلك فى المظاهرات الضخمة التي شهدتها دول العالم الكبري التى أيدت حكوماتها ودعمت إسرائيل منذ اللحظة الأولي وبررت أفعالها الإجرامية على عقاب الشعب الفلسطيني الأعزل بأكمله اطفال ونساء وشيوخ على عملية طوفان الأقصي، ولم يجول فى خاطرها أن شعوبها سوف تتحرك فى أتجاه معاكس لما تفعله،فبدأ هذا الدعم يتقلص ويأخذ منحي ضغط على إسرائيل فيما يتعلق بإقامة الدولة ووقف نزيف الدماء.

وكانت شعوب العالم ومظاهراتها فى لندن وباريس والولايات المتحدة والعديد من عواصم العالم عامل ضاغط رئيسي على هذه الحكومات وعلي إسرائيل ،كما أن الأغنية السويدية" تحيا فلسطين وتسقط الصيهونية "أصبحت الأكثر انتشارلدي كافة المراحل العمرية في المجتمعات الغربية،وهذا يدلل على الانعكاس الحقيقي لإحياء القضية الفلسطينية فى ضمير شعوب العلم الغربي  .

3-    التغيير المستقبلي  لموقف أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة

لقد شحذت الحرب وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني همم الدول الكبري صاحبة الفيتو في مجلس الأمن فى تبني القضية الفلسطينية وعلى رأسهم الصين التى أعلنت بأنها ستتبني خلال رئاستها مجلس الأمن أول ديسمبر أي بعد يومين،إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967،وعاصمتها القدس الشرقية،والمضي مع روسيا والدول العربية ودول البريكس  فى تحقيق تقدم ملموس فى هذه القضية لانهاء هذا الصراع وتحقيق الإستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.

كما تعمل مصر والدول العربية بالضغط على الولايات المتحدة والدول الغربية المؤيدة لإسرائيل بتغير موقفها فى الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطينية وإدخالها إلى الأمم المتحدة وهو الأمر الذى بات  غير مستحيلا.

4-الاتجاه لتوحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية وتحقيق المصالحة 

فرضت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، المسار الإجباري لتوحيد الصفوف الفلسطينية وانهاء الانقسام الداخلي وتحقيق ذلك من أجل المصلحة السياسية لكل الساسة الفلسطينين والفصائل،من أجل تحقيق الاستقرار الداخلي والعمل علي السير فى مشروع إقامة الدولة الفلسطينية تحت اجماع وطني موحد.

                

 

 

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

عمرو موسى: مصر تتبنى القضية الفلسطينية منذ بدايتها.. وأمريكا تستطيع ردع إسرائيل

قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن السياسة الأمريكية واحدة لكن إدارة الأمور يمكن أن تختلف، «كان واضح لدى بعض الرؤساء مثل كنيدي ونيكسون وريجان وكلينتون وأوباما ضرورة إحداث شيء من التوازن».

وأضاف «موسى»، خلال لقاء خاص مع الإعلامية أمل الحناوي ببرنامج «عن قرب»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»: «هناك أوراق يمكن أن تستخدمها الدول العربية أو فلسطين للضغط على واشنطن أو تل أبيب لوقف العدوان على غزة سياسيا ودبلوماسيا».

وتابع: «من أول ظهور القضية الفلسطينية في السنوات الأولى من القرن الماضي والأخيرة للقرن الذي يسبقه، مصر تبنت القضية الفلسطينية، ولولا الموقف المصري سواء في الأربعينيات بإنشاء الجامعة العربية والموقف الواضح السياسي وحتى الفني والأدبي مرورا بالخمسينيات والستينيات، وبعد الهزيمة في 67 والرئيس السادات وحتى الآن».

وأشار إلى أن الحكومة القائمة الآن في إسرائيل غير مستعدة لا لدولة فلسطينية ولا لدولة واحدة يعيش داخلها الشعبان، موضحا  أن إسرائيل تريد استمرار الاحتلال دون ان يسمى احتلالا، وأن تكون حرة في أن تزيل ما تزيله وتخرب وتطرد وهذه النقطة سوف تؤدي إلى انفجار الشرق الأوسط بأكمله.

وتابع: «الدولة الوحيدة التي تتعامل مع إسرائيل والتي تسيطر عليها هي الولايات المتحدة الأمريكية وليس من المصلحة أن تسوء العلاقات بين مصر وأمريكا، لأنه لابد أن يستمر الحديث في هذا الشأن، بضرورة الحديث عن إنهاء  السياسة الإسرائيلية الحالية».

مقالات مشابهة

  • عمرو موسى: إسرائيل تريد القضاء على الشعب الفلسطيني وتريد من يساعدها بذلك
  • عمرو موسى: مصر تتبنى القضية الفلسطينية منذ بدايتها.. وأمريكا تستطيع ردع إسرائيل
  • مناصرو فلسطين في بريطانيا يتظاهرون بلندن دعما لغزة ومطالبة بوقف الحرب
  • أبناء ذمار يؤكدون ثبات الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني وينددون بالصمت الدولي
  • القضية الفلسطينية في ضوء الانتخابات البريطانية
  • الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل
  • رئيس البرلمان العربي يؤكد مواصلة التحرك مع جميع البرلمانات
  • البرلمان العربي يؤكد استمراره في دعم القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الكل في وضع سيىء والحل الوحيد هو تطبيق القانون الدولي
  • بولتيكو: "كوربين" سيقود انتفاضة "يسار بريطانيا" ضد حزب العمال لدعم القضية الفلسطينية