ألقى سامح شكري، وزير الخارجية، كلمة مصر أمام جلسة مجلس الأمن الوزارية حول الوضع في قطاع غزة.

 

وإلى نص الكلمة
ــــــــ
السيد وانج يي وزير خارجية الصين رئيس مجلس الأمن،
السادة أعضاء المجلس،
أتوجه بالشكر لجمهورية الصين الشعبية، الرئيس الحالي لمجلس الأمن، على جهودها الحثيثة لقيادة المجلس في هذا الظرف الدقيق، ولمواقفها الداعمة لوقف الحرب الجارية على الأض الفلسطينية، كذلك أتوجه بالشكر للسكرتير العام.

السادة الحضور،
على الرغم مما تم الإشارة إليه خلال مناقشات اليوم فإن مصر منذ بداية هذا الصراع في 7 أكتوبر، قد أكدت على أعلى مستوى إدانة استهداف المدنيين من أي جانب إدانة مطلقة غير مشروطة، ومع ذلك فقد وصل التدمير الذي يشهده قطاع غزة، حداً غير مسبوق، حيث بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين ما يزيد عن ١٥٠٠٠ مدني، منهم ستة آلاف طفل و٤ آلاف امرأة... تم  تدمير أكثر من نصف المساكن بالقطاع، واستهداف المنظومة الصحية بالكامل، وبلغت اعداد النازحين حوالي ثلثي سكان القطاع... كما يتزامن كل ذلك مع استمرار حالة الحصار والتجويع 
وغلق المعابر االسرائيلية وتعطيل النفاذ الإنساني... انتهاكات جسيمة وواضحة للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني... مأساة إنسانية بكل معاني الكلمة، لا يمكن تبريرها تحت اي ذريعة... 
وعلي الرغم من ذلك، لازلنا نفاجأ بأن دولا عن الشرعية الدولي، نصبت نفسها مدافعة عن الشرعية الدولية وحقوق الإنسان، تمتنع عن توصيف ذلك بأنه مخالفة للقانون الدولي االنساني، وتكتفي بالمطالبة بأن يتم احترام هذا القانون، رغم عدم الاكتراث بنداءاتها... 
لا يمكن ان ينطبق مفهوم "الدفاع عن النفس" على المخالفات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني... اي دفاع عن النفس هذا الذي يسمح لقوة احتلال بقمع وتدمير حياة الشعب الذي تحتله؟!... ووفقاً ألية قوانين دولية تتم شرعية الدفاع عن النفس في مواجهة شعب يطالب القانون الدولي دولة االحتلال باحترام آدميته واحتياجاته الأساسية.
السيد الرئيس، 
رغم تحذيراتنا وتحذيرات دول العالم أجمع من مخاطر استهداف المدنيين في قطاع غزة، فإن النهج اإلسرائيلي على مدار أكثر من خمسين يوما،ً لا يمكن تفسيره إلا بكونه سياسة متعمدة لجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة، من خلال استهداف المنشآت المدنية والطبية والمساكن، ودفع سكان الشمال الي النزوح جنوباً في قطاع يعاني من كثافة سكانية عالية ومن حصار قاس منذ سنوات... 
إن سياسة التهجير القسري والنقل الجماعي التي رفضها العالم ويعتبرها انتهاكاً للقانون الدولي، مازالت هدفاً لإسرائيل... ليس فقط من خلال التصريحات والدعوات التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين... وإنما من خلال خلق واقع مرير علي الأرض يستهدف طرد سكان غزة الفلسطينيين من أرضهم، وتصفية قضيتهم من خلال عزل الشعب عن أرضه والاستحواذ عليها...
يحدث ذلك دون ان ينهض المجتمع الدولي للحيلولة دونه... وكما تقاعس في السابق مراراً وتكراراً عن مواجهة الضم والهدم والاستيطان والقتل خارج القانون... ممارسات غير شرعية سكت عنها المجتمع الدولي، فتم تكريسها وتمادت وأمعنت فيها دولة الاحتلال.... 
السيد الرئيس،
الا يخفي عليكم، ان ما يحدث بغزة أمام أعين العالم، يقابله في الضفة الغربية سياسة شبيهة طاردة لسكانها من أبناء الشعب الفلسطيني.... سواء من خلال إطلاق العنان لعنف المستوطنين، او من خلال عمليات الهدم والطرد والاقتحامات العسكرية لمدن الضفة... فضلاً عن التهام الأرض من خلال عمليات استيطان ممنهجة تكرس الاحتلال غير الشرعي...
وتؤكد مصر مجدداً أمام مجلسكم الموقر، رفضها الكامل ألية نوايا او خطط او محاولات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال نقل الشعب الفلسطيني من أرضه المحتلة منذ عام ١٩٦7 ... وتحذر من تأثير هذا التوجه على السالم في المنطقة بأسرها... وتدعو المجتمع الدولي للوقوف بقوة أمام جميع الممارسات التي قد تؤدي الي ذلك...
السيد الرئيس، 
"اليوم الحالي" ام "اليوم التالي"؟... جدل يتزايد الحديث فيه رغم ان الإجابة واضحة استناداً للمنطق السليم وللشرعية الدولية.... وهي ضرورة وقف تلك الحرب اللعينة، وحفظ الأرواح، وحماية المدنيين من ويلاتها، قبل أن نفكر في ملامح اليوم التالي.
تعمل مصر حالياً على تفعيل قرار مجلس الأمن بشأن الهدن الإنسانية، ونجحت بالتعاون مع الشقيقة قطر ومع الولايات المتحدة في تفعيل صفقة تبادل سجناء ورهائن تتضمن أيضاً نفاذاً للمساعدات لغزة جنوباً وشمالاً... وستستمر مصر في جهودها لإطالة زمن الهدنة والعمل على التوصل لوقف إطلاق النار، ووقف الحرب والدمار... وندعو مجلس الأمن لدعم تلك الجهود...
ولدعم جهود محاسبة المسئولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين، أيا كانوا... 
لقد طالبت مصر منذ اليوم الاول بضرورة إطلاق سراح الرهائن المدنيين، وأدانت أي تعرض للابرياء... لكننا نتساءل عن موقف المجتمع الدولي ومجلسكم الموقر إزاء السجناء الفلسطينيين من الاطفال والنساء الذي عانوا لسنوات الحبس في ظروف قاسية دون توجيه اتهامات او الخضوع لمحاكمة... أليس هؤلاء أيضاً رهائن لدي دولة الاحتلال؟!...
نعمل كذلك بالتوازي مع شركائنا باللجنة التي تم تشكيلها خالل القمة العربية الإسلامية التي عقدت بالرياض، من أجل النفاذ الإنساني لقطاع غزة. وقمنا في هذا الصدد بتقديم مشروع قرار لمجلسكم الموقر للنظر فيه... وهو مشروع غير مسيس يركز فقط علي الجانب الإنساني وعلي إنقاذ اثنين ونصف مليون بريء هم أهل غزة... وندعوكم للتعاطي معه بالايجابية والمسئولية التي ترتقي للمأساة الإنسانية غير المسبوقة... وبما يؤدي لزيادة ملموسة لحجم المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، فما تم توفيره حتى الآن والذي أسهمت مصر
بـ7٠ % منه منفردة، فإنه لا يكفي لاحتياجات مليوني ونصف فلسطيني... وندعوكم ايضاً لتفادي ازدواجية المعايير، وان تتم ترجمة تصريحاتكم المتعاطفة مع اهل غزة الي واقع... بل ونري أن أي محاولة لتعطيل مشروع القرار هو بمثابة مباركة للحصار وتجويع الاطفال والنساء... وتركهم بلا مأوي او حد ادني من الرعاية الصحية في ظروف في منتهي القسوة مع دخول فصل الشتاء... 
أما عن "اليوم التالي"... ورغم ان ملامحه لم تتضح بعد نظراً للغموض المتزايد لاهداف الحرب الحالية.... إلا أننا لا نري بديلاً عن العمل على معالجة جذور الصراع والمسببات الحقيقية للمآسي التي نشهدها اليوم... معالجة القضية الفلسطينية بشكل كامل يفضي إلى إنهاء الاحتلال... فبدون ذلك، فان نتائج جهودنا جميعاً ستظل مؤقتة، وستتكرر جوالات العنف، ولن يتحقق الأمن والاستقرار الذي تنشده المنطقة بما في ذلك اسرائيل ذاتها.
يجب ان نتفق جميعاً ان عهد اللغو بلا طائل يجب ان ينتهي، وعلينا التكاتف من أجل إنفاذ الحل الوحيد المتفق عليه دولياً.... وهو حل الدولتين... إنفاذه وإنقاذه وليس فقط دعمه بالتصريحات... وأن يتواكب مع ذلك اعتراف من لم يفعل من الدول الأعضاء بالامم المتحدة بالدولة الفلسطينية... كما أدعو مجلسكم الموقر لقبول عضوية دولة فلسطين الكاملة للامم المتحدة... فهو أمر من صميم صلاحيات مجلسكم وفقاً لميثاق الأمم المتحدة... 
ختاما،ً
أتوجه لجميع الأطراف المهتمة باليوم التالي... نعم لقد حان الوقت للعمل الجاد، ونحن على استعداد للتعاون مع الجميع بلا استثناء لصياغة الإطار السياسي والخطوات اللازمة لانهاء المرحلة الانتقالية التي بدأت مع أوسلو، والبدء في تنفيذ حل الدولتين من خلال تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة المتواصلة الأراضي على خطوط الرابع من يونيو لعام ،١٩٦7 وعاصمتها القدس الشرقية... 
هذا هو "اليوم التالي" الذي يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه، ويوفر للشعب الإسرائيلي الامان، 
ويتيح لكافة شعوب المنطقة الأمن والاستقرار والتعايش المشترك والتعاون من أجل التنمية والازدهار، وبما يتسق مع قيمنا الإنسانية المشتركة... 
وشكراً

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخارجية سامح شكرى وزير الخارجية مجلس الأمن الصين الشعبية وقف الحرب المجتمع الدولی للقانون الدولی الیوم التالی فی قطاع غزة مجلس الأمن من خلال

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يناقش تعزيز التعاون مع المسئول الأممي لقطاع الأمن والسلام

الثورة نت/..
التقى وزير الخارجية والمغتربين جمال عامر، اليوم الاثنين ، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقطاع الأمن والسلام للأمم المتحدة، مانويل أنطونيو، والوفد المرافق له.
وفي اللقاء الذي حضره وكيل وزارة الخارجية والمغتربين لقطاع التعاون الدولي السفير إسماعيل المتوكل، ومدير مكتب الأمن والسلام للأمم المتحدة بصنعاء سينيو كوفي، استمع الوزير عامر، إلى تقرير بشأن الإجراءات التي سيقوم بها قطاع الأمن والسلامة لتخفيض النفقات اللوجستية والأمنية التي تقوم بها الأمم المتحدة في كافة مقارها ومكاتبها حول العالم بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها.
وتطرق وزير الخارجية إلى قيام الأمم المتحدة ومنظماتها وبرامجها بتقليص المساعدات الإنسانية المقدمة إلى اليمن بشكل مبالغ فيه وصل إلى ما يقارب 80 بالمائة عما كانت عليه في العام 2024م، في أحد أشكال التصعيد ضد الجمهورية اليمنية، بما في ذلك تعليق العمل الإنساني بمحافظة صعدة على خلفية موقف اليمن من دعم وإسناد قطاع غزة.
من جانبه أعرب رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقطاع الأمن والسلام عن تقديره للدعم الذي تقدمه حكومة الجمهورية اليمنية للأمم المتحدة، خاصة في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها الأمم المتحدة واضطرارها إلى تقليص الكثير من نفقاتها وإنهاء عقود العديد من موظفيها في كثير من دول العالم.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يلتقي مستشار الأمن القومي الأمريكي
  • وزير الخارجية يثمن الطفرة التي تشهدها العلاقات المصرية الإيرلندية
  • وزير الخارجية يعلن اعتماد إعلان القاهرة بشأن الاجتماع الوزاري الثاني لـ«عملية الخرطوم»
  • بث مباشر.. كلمة وزير الخارجية خلال الاجتماع الوزاري الثاني لـ«عملية الخرطوم»
  • بث مباشر.. كلمة وزير الخارجية خلال الاجتماع الوزاري الثاني لعملية الخرطوم
  • وزير الخارجية يُشيد بالتعاون المتنامي بين مصر والمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة
  • وزير الخارجية الهولندي يستدعي السفير الإسرائيلي بشأن غزة
  • مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعًا حول عمليات حفظ السلام
  • وزير الخارجية يناقش سبل تعزيز التعاون المشترك مع المسئول الأممي لقطاع الأمن والسلام
  • وزير الخارجية يناقش تعزيز التعاون مع المسئول الأممي لقطاع الأمن والسلام