جدة – ياسر خليل

يحتفل العالم غرة ديسمبر بيوم الإيدز ؛ بهدف رفع مستوى الوعي الصحي بمخاطر المرض ومخاطر انتقال الفيروس الشرس، وزيادة التغطية بالخدمات الوقائية والعلاجية لعدوى مرض الإيدز محليًّا وعالميًّا؛ حيث يعد الإيدز حالة مرضية يسببها فيروس يطلق عليه فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)؛ لذلك يُعتبر هذا اليوم مناسبة عالمية محلية لتفعيل وتنفيذ أنشطة لمكافحة الإيدز.

ويؤكد الأكاديمي واستشاري مكافحة العدوى الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني، أن التوجه العالمي لهذا العام ليوم الإيدز الذي يصادف اليوم الأول من ديسمبر، هو التشجيع على عمل الفحص المخبري للكشف عن الفيروس؛ إذ ينصح الخبراء بعمل فحص تحليل فيروس نقص المناعة المكتسبة حتى لو مرة في العمر، حتى وإن لم يكن الشخص من الفئات المعرضة للفيروس.
وأضاف حلواني أن هناك نسبة بسيطة من المصابين قد تصل إلى 1 % ممن أصيبوا لا يُعرف مصدر إصابتهم، إضافة إلى أن 13 % ممن تعرضوا لمصادر العدوى من المصابين قد لا يعرفون فعلًا أنهم مصابون، وتكون معرفتهم بالمرض بعد تغلغل الفيروس بهم وتأثر الجهاز المناعي لديهم بشكل كبير؛ مما يزيد من صعوبة الشفاء ويطيل من فترة العلاج.


وتابع حلواني: “أما من يتم اكتشاف الفيروس لديهم مبكرًا عن طريق تحليل الدم؛ فيسهل علاجهم ولا يلزمهم سوى المتابعة العلاجية مع طبيب الأمراض المعدية بشكل منتظم؛ للتأكد من تناغم الجسم مع العلاج المستخدم، وعمل تحليل دم بشكل دوري للتأكد من تحسن وضع الجهاز المناعي بعد العلاج، والذي يحتاج أن يستمر عليه المصاب طوال حياته، مثله مثل أي مرض مزمن”. وأشار إلى أنه عند الاستمرار على العلاج بشكل منتظم وحسب توجيهات الطبيب والخطة العلاجية الموضوعة؛ فإنه يكون من الصعب على الفيروس التضاعف؛ وبالتالي تقل نسبة وجوده في الدم لدرجة أنه قد يصل إلى نسبه لا يمكن تحديدها عند إجراء التحليل المخبري، وهذا يجعل الشخص غير مُعْدٍ للغير في حالة التعرض لدمه بالذات أو بعض سوائل جسمه.
وشدد د. حلواني على أهمية الحفاظ على سرية المرضى ممن هم في فترة العلاج، حتى يعيشوا حياة طبيعية بين أفراد المجتمع، دون أي ضغوط، ويتمتعوا بكل حقوقهم الاجتماعية والنفسية والتى كفلتها لهم الدوله.


وفي السياق يقول استشاري علاج الأورام بالاشعة الدكتور هدير مصطفى مير: “هناك علاقة بين الأيدز ونوع من أنواع السرطان الذي يعُرف باسم ساركوما كابوسي، وهو أحد أنواع السرطانات التي تتكون في بطانة الدم والأوعية اللمفاوية، فالأفراد المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، الذي يؤدي إلى الإصابة بالإيدز  أكثر عرضة لخطر الإصابة بـ(ساركوما كابوسي)، حيث يسمح تلف الجهاز المناعي الناتج عن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) للخلايا التي تأوي الفيروس الهربسي البشري 8 بأن تتزايد، فيما تتكون الآفات المميزة من خلال آليات غير معروفة”. وقال مير، إن هناك أربعة أنواع من ساركوما كابوزي تسمى الكلاسيكية ، وعلاجية المنشأ ، والأفريقية ، والمتعلقة بالإيدز ، ويعتمد النوع على المكان الذي يتطور فيه المرض ، والنوع المرتبط بالإيدز هو النوع الأكثر عدوانية لأنه ينتشر بسرعة ليشمل الفم والحلق والمعدة والأمعاء والغدد الليمفاوية والأعضاء الأخرى ، ويبدأ الورم عادة في الوجه أو الأعضاء التناسلية أو الأطراف السفلية بما في ذلك القدمين، على عكس الأنواع الأخرى من ساركوما كابوسي ، ويتطور هذا النوع دائمًا تقريبًا في شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية و HHV8 ، إذ تعمل استعادة وظائف الجهاز المناعي الطبيعية على تحسين النتائج والبقاء على قيد الحياة لمرضى ساركوما كابوسي المرتبطة بالإيدز.


وشدد د. مير على ضرورة توعية شباب المجتمع بخطورة المرض الذي ينتقل عبر عوامل محددة وهي : “الممارسات الجنسية غير الشرعية ، نقل الدم الملوث أو أي من مشتقاته من شخص مصاب بالفيروس إلى شخص سليم ، من الأم المصابة إلى الجنين أو الطفل أثناء فترة الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية ، وعند التعرض للوخز بالإبر أو الأدوات الحادة الملوثة بفيروس الإيدز أو مشاركة الإبر أو الحقن مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية”.


وتتطرق الاخصائية الاجتماعية حصة الفريح للجانب الاجتماعي لمريض الإيدز، قائلة: “بعد معرفة مريض الإيدز بإصابته، يمكنه العيش بسعادة والاستمتاع بحقوقه الاجتماعية، إذ يجب عليه الحصول على العلاج اللازم والرعاية الصحية المناسبة، والاستفادة من الدعم النفسي والمعلومات المهمة للتعامل مع المرض”.


وأكدت أنه ينبغي عليه الاهتمام بصحته العامة والحفاظ على نمط حياة صحي، كما يجب أن يكون على دراية بحقوقه الاجتماعية والقانونية والسعي للحصول على الدعم اللازم، مع الاستمرار في التواصل الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة التي تساعده على الشعور بالانتماء والسعادة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: فیروس نقص المناعة البشریة الجهاز المناعی

إقرأ أيضاً:

تحرير الجيش السوداني للخرطوم يُثير تفاعل اليمنيين.. أما آن لقيادات الشرعية مغادرة فنادق الرياض؟

لاقت سيطرة الجيش السواني على العاصمة طرابلس وظهور رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في القصر الرئاسي، تفاعلا واسعا بين أوساط اليمنيين، الذي يشهد بلدهم صراعا منذ زهاء عقد، خاصة وقيادات الدولة في الحكومة الشرعية مقيمين في العاصمة السعودية الرياض وعواصم الشتات بالخارج.

 

وتداول رواد التواصل الاجتماعي صورة للفريق البرهان وهو في القصر الرئاسي، بعد دحر قوات الدعم السريع، مذكرين بواقع الحال في اليمن وانتكاس كل جبهات الشرعية، بينما قيادات دولتهم غادرت البلاد منذ اندلاع الحرب قبل عشر سنوات ولا يزالون يتنقلون بين الرياض وبعض العواصم العربية والأوروبية، في الوقت الذي لا تزال جماعة الحوثي هي الطرف المسيطر واللاعب الأقوى على الأرض.

 

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، المدعومة إماراتيا والتي نفذت انقلابا على الدولة وخلّفت آلاف القتلى ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

 

والأربعاء، ظهر البرهان، في القصر الرئاسي في العاصمة، وأعلن الخرطوم "حرة" بعد طرد قوات "الدعم السريع". وقال: "انتهى الأمر.. الخرطوم حرة".

 

ما بين انتصار الجيش السوداني واستعادة عاصمته، تمنى يمنيون أن يكون لهم قيادات مدنية وعسكرية يعملون من الداخل كالسودان ويحسمون المعركة وينهون حالة التمزق والتشرذم الحاصلة في البلاد منذ عشر سنوات.

 

وفي السياق قال الكاتب عامر الدميني، إن "البرهان رجع للقصر الجمهوري في الخرطوم بعد تحريره من انقلاب الدعم السريع، وقيادته للجيش والشعب لهزيمة المليشيا والانتصار للوطن".

 

وأضاف "رئيسنا عبدربه منصور هادي جلس ثمان سنوات يعد برفع العلم في مران، ثم جاء بعده مجلس الثمانية وقالوا إنهم سيقضون على الانقلاب في صنعاء ويحررون اليمن، ومعهم كانت نفس شعارات الداعمين لهم من السعودية والإمارات.

 

 

وتساءل: ماذا حدث؟ لم نرفع العلم في مران، وضيعنا العلم في عدن، وتحكمت المليشيا بنا شمالا وجنوبا، وتمزقت أوصال البلاد، وتدهورت حياة الناس، وعشنا حروب ومؤامرات وتمزيق من الصديق والعدو.

 

واعتبر الدميني ذلك درسا قدمه السودان على طريق النضال والتحرر الوطني ووضع يده في عين المتآمر الخارجي، وفي حلق المنقلب الداخلي.

 

وقال "نسأل الله أن يفرحنا بعودة بلدنا ويكرمنا بانتصار على كل أعداء اليمن الداخليين والخارجيين". مردفا "لن يحدث هذا إلا بقرار وطني خالص، وإيمان حقيقي بمقتضيات المعركة، والتخلص من وهم دعم الشقيق، وخيانة القريب".

 

الإعلامية شيماء أمين الشرعبي، كتبت "نشعر بالخزي من قادة طُردوا حتى من الفنادق، ثقيلين علينا وعلى المتحكم بهم".

 

 

وقالت مخاطبة قيادات الحكومة المقيمين في الرياض والخارج "تعلموا قليل من السودان".

 

الناشط الإعلامي أسامة المحويتي علق بالقول "الدول تتحرر ثم تنتظر الدعم والمشاريع، في اليمن نريد الدعم أولًا، ويكون كاش، ما لم فلن نتحرر"، في إشارة إلى فساد قيادات الدولة.

 

وقال "لم يتبق من مليشيات دوناك الناس في العالم، إلا حفتر في ليبيا والانتقالي في اليمن، تحسس ذيلك يا عيدروس، ولا تأمن مكر عيال مسعدة وطارق، فلو اتخذ القرار، لن يكلفهم الوضع سوى ساعات لحسم المعركة، ولن تجد مليشياتكم منفذًا للهروب سوى البحر".


 

 

وأضاف المحويتي "هذا ليس تهديدًا، بل تحليل واستقراء، وكمان تنبيه عشان تتعلموا السباحة وتخزنوا تيوبات وقوارب سريعة ومرنة في سواحل عدن".

 

وزاد "الشعوب تطلب من السعودية مشاريع ودعم وتنمية بعد أن تتحرر وتستعيد دولتها، نحن في اليمن نسعى لنفس المطالب + مطلب واحد، وهو: يحررونا ويسلموا لنا البلاد مقرطسة جاهزة".

 

وختم المحويتي منشوره بالقول "نحن حالة فريدة ونادرة وغريبة في التاريخ والعالم".

 

الكاتب الصحفي شاكر أحمد خالد هو أيضا قال "أي عروبي سيطير فرحا بتحرر بلد آخر من مشاريع التقسيم والفوضى والدمار".


 

 

وأضاف "ما رأيكم لو كان هذا القطر هو السودان الطيب أهله، السودان المعلم والمربي الفاضل الذي درس أجيال أبجديات التعليم ومدارس الأخلاق الحميدة".

 

في حين قال الإعلامي بشير الحارثي: متى سنرى قائد يمني يستعيد البلاد مثلما فعل السودانيون؟

 

وأضاف "البرهان في القصر الجمهوري بالخرطوم يكتب التاريخ بأبهى صور العزة والكرامة والوطنية، قائد جسور يستعيد سيادة بلاده رغم التحديات، ليؤكد أن إرادة الشعوب لا تُهزم".

 

 

وتابع "مبروك للسودان هذا الإنجاز وعقبى لليمن فمصير الشعوب الحرة أن تنتصر على مشاريع التدمير والخراب".


مقالات مشابهة

  • لبن وعسل وكركم.. مشروب ذهبي لتقوية المناعة وتقليل الالتهابات
  • المشروب الذهبي.. علاج طبيعي للالتهابات وتحسين المناعة
  • مهام الحركة الجماهيرية بعد انسحاب الدعم السريع من العاصمة
  • الجزائر تتضامن مع ميانمار إثر الزلزال الذي ضرب البلاد 
  • بعد حرب مروّعة .. إثيوبيا: ارتفاع حاد في معدلات الإيدز
  • جون أفريك: الإمارات والصين وروسيا وإيران.. من يزوّد السودان بالأسلحة؟
  • تحرير الجيش السوداني للخرطوم يُثير تفاعل اليمنيين.. أما آن لقيادات الشرعية مغادرة فنادق الرياض؟
  • وزير الصحة اليمني يعلن عن رصد 277 حالة شلل أطفال في البلاد
  • داء السكري بين الحقيقة والأسطورة: ما الذي يسبب هذا المرض حقًا؟
  • مشاهد مؤثرة توثق تحرير معتقلين في الخرطوم من قبضة الدعم السريع (شاهد)