بين الدراسة والوظيفة.. مختصون لـ«البلاد»: تأجيل الزواج بعد الثلاثين بين السلب والإيجاب
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
جدة – ياسر خليل
يرى بعض الشباب والشابات أن فكرة تأجيل الزواج إلى سن متأخر أي بعد الثلاثين لظروف إكمال الدراسة أو التمسك بالوظيفة ،قرار يحمل بعض الإيجابيات والسلبيات، ولكن في نفس الوقت يرون أن هناك انعكاسات عديدة تترتب على الزواج المتأخر.
“البلاد” طرحت القضية على طاولة المختصين لرصد أبعاد قرار الشباب والشابات في الزواج بعد الثلاثين، إذ يقول الأخصائي الاجتماعي صالح هليّل: “يعتبر قرار تأجيل الزواج إلى سن متأخر قرارًا إيجابيًا في بعض النواحي، حيث يمنح الشباب والشابات الوقت الكافي للتركيز على أنفسهم وتحقيق أهدافهم الشخصية، سواء كانت أكاديمية أو مهنية أو شخصية، ففي سن العشرينات، يكون الشباب والشابات عادةً في مرحلة التكوين والبحث عن أنفسهم، وقد لا يكونوا مستعدين بعد للالتزام بالزواج”.
وتابع هليّل: “تأخير الزواج يزيد من فرص اختيار شريك حياة مناسب، حيث يكون الشباب والشابات قد اكتسبوا المزيد من الخبرة والنضج في التعامل مع الآخرين، مما يساعدهم على فهم أنفسهم واحتياجاتهم بشكل أفضل ، كما يحسن فرص الاستقرار الأسري، حيث يكون الشباب والشابات قد اكتسبوا المهارات والقدرات اللازمة لتأسيس أسرة ناجحة”.
وينصح هليّل الأشخاص الذين يفكرون في تأجيل الزواج إلى سن متأخر، بالقول: “تأكد من أنك مستعد بالفعل للزواج، ومتفهم للمسؤولية التي يتطلبها هذا القرار، والبحث عن شريك حياة مناسب، والحرص على أن يكون هذا الشخص يشاركك نفس القيم والأهداف، والاستعداد للتحدّيات التي قد تواجهك في الزواج، خاصةً إذا حدث تأخر في الإنجاب”.
وفي السياق ذاته، تأخذ الأخصائية الاجتماعية جانب انعكاسات الزواج المتأخر على الطرفين، قائلة: “للزواج المتأخر انعكاسات إيجابية وسلبية على الطرفين، فمن الناحية الإيجابية نجد النضج العاطفي والعقلي، إذ يكون الزوجان في سن متأخر أكثر نضجًا عاطفيًا وعقليًا، مما يساعدهم على فهم أنفسهم واحتياجاتهم بشكل أفضل، وفهم شريك حياتهم بشكل أعمق، مما يؤدي إلى علاقات أكثر استقرارًا وسعادة، وايضاً الاستعداد للالتزام بمعنى يكون الزوجان في سن متأخر أكثر استعدادًا للالتزام بالزواج، حيث يكونان قد اكتسبا الخبرة الكافية في الحياة، وفهما متطلبات الزواج ومسؤولياته، وأيضًا من الجوانب الإيجابية التوافق بين الزوجين، فالزوجان يكونان في سن متأخر أكثر توافقًا بين بعضهما البعض، حيث يكونان قد اكتسبا المزيد من الخبرة في الحياة، وتعرفا على أنفسهم وعلى شريك حياتهم بشكل أفضل”.
وتضيف غيداء: “أما من الناحية السلبية فنجد الجانب الصحي المتعلق بالخصوبة، إذ قد تنخفض الخصوبة لدى النساء بعد سن الثلاثين، كما قد تواجه النساء صعوبة في الحمل والإنجاب بعد سن الأربعين، وأيضًا العزلة الاجتماعية، فقد يجد الزوجان في سن متأخر صعوبة في إقامة علاقات اجتماعية مع أقرانهم الذين قد يكونون متزوجين ولديهم أطفال”.
وتؤكد غيداء أن الزواج المتأخر يعتبر خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يرغبون في التركيز على تحقيق أهدافهم الشخصية قبل الزواج، أو الذين يبحثون عن شريك حياة أكثر نضجًا وتوافقًا.
وعن سؤالنا حول حديث البعض عن فشل الزواج في العشرينات، خصوصاً بعد إنجاب الأطفال، كما أن البعض يرى أن الزواج قبل الثلاثين تكثر فيه الخلافات والمشاجرات بين الطرفين لكون المرحلة جديدة ومتعمقة بالمسؤوليات، تقول الأخصائية الاجتماعية رغدة وهيب: “تكثر الخلافات والمشاجرات بين الزوجين في بداية الزواج، بغض النظر عن العمر، وذلك لأن الزواج هو مرحلة جديدة ومختلفة، تتطلب من الزوجين التأقلم مع بعضهما البعض وتعلم كيفية التعامل مع المشكلات المختلفة. فإن الخلافات والمشاجرات لا تعني بالضرورة أن الزواج فاشل، حيث يمكن أن تكون هذه الخلافات فرصة للتعلم والنمو”.
وتشير رغدة إلى أن هناك آراء متنوعة بشأن نجاح الزواج في العشرينات وقبل الثلاثين، مضيفة: “بعض الأشخاص يرون أن الزواج في سن مبكرة يمكن أن يكون تحديًا بسبب النضج العاطفي والمسؤوليات المتزايدة. وقد يكون هناك صعوبة في التكيف مع المتطلبات والتحديات الجديدة للحياة الزوجية والأبوة والأمومة، ويجب أن نلاحظ أن نجاح الزواج ليس مرتبطًا فقط بالعمر، بل يعتمد على العوامل العديدة مثل التوافق والتفاهم والاحترام المتبادل بين الشريكين. وبغض النظر عن العمر ويمكن للزواج أن يكون ناجحًا إذا تم بناءه على أسس صحيحة وتعاون بين الطرفين. وقد يكون هناك زيادة في الخلافات والمشاجرات في المراحل الأولى من الزواج بغض النظر عن العمر. وتكون هذه الفترة مليئة بالتحولات والتكيف مع المسؤوليات الجديدة، مما يستغرق الأمر بعض الوقت للشريكين للتكيف والتعود على بعضهما البعض”.
وخلصت رغدة إلى القول: “لا يمكن التعميم على نجاح أو فشل الزواج بناءً على العمر فقط، إذ يجب أن يتم تقييم كل حالة على حدة وفقًا للظروف الفردية والعلاقة بين الشريكين، والاتصال المفتوح والتواصل الجيد يمكن أن يساعد في تجاوز التحديات وبناء علاقة زوجية صحية ومستدامة”.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: تأجيل الزواج الشباب والشابات أن الزواج حیث یکون قرار ا
إقرأ أيضاً:
الصفدي: الأردن لن يكون وطنا بديلا لأحد وفلسطين للفلسطينيين
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن "الأردن لن يكون وطنا بديلا لأحد"، وأن فلسطين للفلسطينيين مشددا على ضرورة ضمان ثبات وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني.
وقال الصفدي خلال تصريحات صحفية: "لن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام إلا إذا كانت هناك رؤية سياسية واضحة".
وأكد الصفدي على أن الأردن "لن يكون وطنا بديلا لأحد"، مشددا على أن "فلسطين للفلسطينيين والأردن للأردنيين".
وأضاف: "هذا موقف ثابت راسخ لا يمكن أن يُفرض غيره علينا، مشيرا إلى أن "هناك في إسرائيل من يريد أن يفرض حلا أو يطرح سياقات نرفضها".
وأوضح أن "التحدي الحالي، هو ضمان ثبات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية للشعب الفلسطيني الذي عاني كارثة حقيقة على مدى أكثر من عام".
وتابع قائلا: "لا يجوز السماح بتفجر الأوضاع في الضفة الغربية، ونعمل مع الأشقاء في المنطقة وشركائنا بالمجتمع الدولي من أجل الحؤول دون ذلك، وأن يكون هناك أفق حقيقي".
وشدد الصفدي على "ضرورة وقف الإجراءات الأحادية التي تدفع باتجاه التأزيم ووقف الخطوات التي تقوض حل الدولتين، وتأخذ الضفة باتجاه التصعيد والمواجهة"، مضيفا أن "من الواجب أن تتوقف الحربان، وأن نتجه نحو العمل الجماعي على العودة لإيجاد جهد حقيقي يعالج جذور الصراع؛ وهو الاحتلال، وحل يضمن الأمن والاستقرار للجميع".
واختتم قائلا: "بعد هذه التحديات، نذهب إلى عملية سياسية شاملة مرتكزة إلى وحدة الضفة الغربية وغزة، وتأخذنا إلى حل حقيقي على أساس تجسيد حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة حرة ذات سيادة على التراب الوطني على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة"، مؤكدا أن "خطر تفجر الأوضاع في الضفة الغربية هو خطر على أمن المنطقة برمتها وقد يدفع إلى تأزيم إقليمي".