المجيدي: برحيل اللواء عبدالله النسري الحالمي خسر الوطن واحداً من أبرز قياداته العسكرية المحنكة
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
عبر المناضل أحمد عبدالله المجيدي، محافظ لحج السابق، عن بالغ حزنه بوفاة الشخصية الوطنية والعسكرية الكبيرة، المغفور له بإذن الله، اللواء د. عبدالله بن أحمد النسري الحالمي، الذي وافاه الأجل في 18/11/2023، بأحد مشافي العاصمة البريطانية لندن، إثر مرض عضال ألم به، بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل الوطني المخلص.
وبعث المجيدي بهذا المصاب برقية عزاء ومواساة إلى شقيق الفقيد الأخ عبيد بن أحمد النسري الحالمي، وإلى أولاد الفقيد وجميع أفراد أسرته، وأصدقائه ومحبيه، وآل النسري كافة في حالمين.
مؤكداً أن الوطن خسر برحيله واحداً من أبرز قياداته وكوادره العسكرية المحنكة، والذي كرس معظم حياته لخدمة الوطن في أحلك الظروف والمنعطفات النضالية.
وعدد الأستاذ أحمد المجيدي مناقب الفقيد اللواء د. عبدالله النسري الحالمي ومآثره البطولية في الذود عن تراب الوطن، مشيراً إلى أنه كان أحد أبرز الثوار الذين انتفضوا في وجه المستعمر الإنجليزي في ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة، حتى نيل الاستقلال المجيد في الـ30 من نوفمبر 1967م.
وفي ختام برقيته، تضرع المناضل أحمد المجيدي إلى المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
تجدر الإشارة إلى أن الفقيد اللواء عبدالله النسري الحالمي، غادر أرض الوطن عقب حرب صيف 1994م، وأطلق نشاطه السياسي في سوريا، ثم انتقل إلى المملكة المتحدة، وسعي مع عدد من زملائه إلى تأسيس التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" في 2003، وظل رئيساً للتجمع حتى استقال في عام 2010 لأسباب صحية، واستقر في بريطانيا حتى وافته المنية في 18/11/2023.
ومن المتوقع أن يصل جثمان الفقيد النسري الحالمي إلى مطار عدن بعد منتصف الليل من يومنا هذا الأربعاء.
وبحسب اللجنة المنظمة لفعالية مراسيم التشييع، فإنه سيتم الصلاة عليه صباح غد الخميس في ساحة العروض بمديرية خورمكسر، وستشارك في مراسيم التشييع فرقة من القوات المسلحة، ويتم حمل الجثمان على عربة عسكرية إلى مقبرة أبو حرب بالعاصمة عدن، لمواراته هناك.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
أ.د بني سلامة : بلد العفو والتسامح… إلا على أحمد حسن الزعبي!
#سواليف
بلد #العفو و #التسامح… إلا على #أحمد_حسن_الزعبي!
كتب .. أ.د #محمد_تركي_بني_سلامة
في وطنٍ لطالما تغنينا بقيمه الراسخة في التسامح والعفو، وطنٍ يُعرف بإرثه الحضاري والإنساني في تجاوز الأزمات وتحقيق العدالة، نجد أنفسنا اليوم أمام مشهدٍ يحمل في طياته الكثير من الأسى والحزن. هذا المشهد يتمثل في قضية الكاتب والصحفي أحمد حسن الزعبي، الذي لم تُكتب له فرصة الاستفادة من العقوبات البديلة، تلك الفرصة التي استفاد منها 3478 محكومًا منذ بداية العام، في خطوة تهدف إلى تقليل الاكتظاظ في السجون والحد من الكلفة الاقتصادية والاجتماعية لهذه العقوبات.
مقالات ذات صلة باسل العكور يكتب .. لا خلاص ذاتيا للأقطار العربية كل على حدة.. مستقبل الأمة على المحك 2024/12/26لكن أحمد، الذي لم تُثقل جسده النحيل أعباء السجون ولم يُرهق ميزانية الدولة بـ”أكلته القليلة”، بقي مستثنى من هذه الفرصة. ووفقًا لما كتبه الصحفي نادر خطاطبة، فإن “جريمته” لم تكن سوى كلمات كتبها بحس وطني ومسؤولية أخلاقية، ولكنها وُصفت بأنها تهدد “العلاقة بين مكونات الأمة”. وهنا نطرح سؤالًا مؤلمًا: هل أصبحت الكلمة أخطر من الفساد الذي ينهش في جسد مؤسساتنا؟ وهل بات التعبير عن الرأي يُعتبر جريمة تستحق السجن وقطع الأرزاق؟
أحمد حسن الزعبي، الذي حمل بقلمه آمال الوطن وآلام المواطن، لم يكن سوى صوتٍ وطني يسعى لإصلاح ما يمكن إصلاحه في زمن يعاني فيه الوطن من أزمات متلاحقة. قرر أن يُعبّر عن هموم الناس بضمير حيّ وخلق مهني، فكان نصيبه أن يُجرّم، لا أن يُحترم. أحمد اليوم ليس مجرد فرد يعاني من سلب حريته، بل هو رمز لقضية أكبر تتعلق بحرية التعبير، وقيم المواطنة، ومكانة العدالة في مجتمعنا.
كيف لنا أن نفسر استثناء أحمد من العقوبات البديلة في وقتٍ تُقدم فيه هذه العقوبات كوسيلة للحد من الأضرار الاجتماعية والاقتصادية للسجن؟ كيف يمكن أن نبرر أن كلماته التي نُشرت بدافع وطني خالص تُعتبر تهديدًا للوحدة الوطنية، بينما تُغضّ الأطراف عن أفعالٍ تُهدد الوطن يوميًا من مكاتب الفساد ومراكز اتخاذ القرار؟
إن استثناء أحمد من هذا القرار هو رسالة واضحة لكل صاحب قلم: أن النقد البناء ليس مرحبًا به، وأن الكلمة الصادقة تُقابل بالحرمان من الحرية والرزق. ولكن، يا أصحاب القرار، هل هذا هو الوطن الذي نريده؟ هل هذا هو الإرث الذي نتركه للأجيال القادمة؟ إن هذا الوطن الذي نعرفه لا يُدار بمنطق الانتقام والثأر، بل بمنطق التسامح والعفو، وهما ليسا ضعفًا بل قوة تُظهر عدالة الدولة ورحمتها بإنسانها.
ندعوكم اليوم لمراجعة هذا القرار الجائر بحق أحمد حسن الزعبي. ليس فقط من باب العدالة، بل من باب الحفاظ على قيم الوطن ومبادئه. نحن لا نطلب المستحيل، بل نناشد تحكيم لغة العقل لا لغة الانتقام، ولغة التسامح لا لغة الثأر. هذا الوطن الذي نفتخر به كرمز للحرية والعدالة والإنسانية، يستحق أن يكون نموذجًا في إدارة الخلافات بحكمة ووعي.
إطلاق سراح أحمد ومنحه فرصة الاستفادة من العقوبات البديلة هو خطوة نحو تعزيز الثقة في عدالة الدولة وإنسانيتها. وهو تأكيد على أن هذا الوطن يظل دائمًا نموذجًا يُحتذى به في العفو والتسامح. وكما قال الصحفي نادر خطاطبة: “تخيلوا لو لم نضع للزعبي حدًا، فأي حال ستكون عليه الأمة!”، نحن نقول: تخيلوا لو وضعنا حدًا لهذا الظلم، فأي حال ستكون عليه الحرية والعدالة في هذا الوطن؟