متحف المستقبل.. أعجوبة معمارية ومنارة للمبدعين ومحفز للتغيير
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
دبي: «الخليج»
نجح متحف المستقبل في استقطاب أنظار العالم منذ افتتاحه بفضل تصميمه المُبتكر والمستقبلي، وتمكّن من ترسيخ مكانته كمركز للحوارات المعرفية، ومنارة للمبدعين والمبتكرين، ومحفز حقيقي للتغيير. وفي التقرير التالي، نستعرض بعض الحقائق التي تجعل من هذه الأعجوبة المعمارية متحفاً استثنائياً بالفعل.
زهرة الشرشير
يجد الضيوف عند دخولهم منطقة الواحة في الطابق الثالث نافورة مياه من الرخام الفاخر، تضفي على المساحة أجواء من الصفاء والسكينة بإطلاق العبير الفوّاح لزهرة الشرشير من التراث البيئي الإماراتي.
استطاعت هذه الزهرة بقدرتها الفريدة على النمو والتفتح في ظروف الصحراء القاسية، إلهام عدد لانهائي من قصص الشجاعة والصبر والأمل في التراث الشعبي الإماراتي، كما تتمتع بخواص طبية علاجية وقدرة على دعم الجهاز المناعي في الجسم لتحقيق التوازن الصحي.
تجربة مميزة
تعكس المشاهد والأصوات التي ترحب بالضيوف عند دخول مختبر إعادة تأهيل الطبيعة في المتحف، الجوهر الحقيقي والمميز لغابات الأمازون المطيرة، إحدى أكثر المناطق تنوعاً حيوياً على وجه الأرض.
ويقدم المتحف تصويراً رقمياً دقيقاً لجزء حقيقي من غابات الأمازون في ليتيسيا بكولومبيا، والذي يُجسد النظام الحيوي والبيئي للمنطقة بدقة وواقعية بالغة، وإلى جانب الرحلة الواقعية الدقيقة، فإنه يدعو الزوار إلى العمل على ربط الطبيعة بالتكنولوجيا، والتعاون على تعافي كوكبنا وحمايته.
تصميم الهيكل
صُنع هيكل المتحف من الفولاذ المقاوم للصدأ رقمياً باستخدام أدوات تصميم بارامترية متطورة، تستفيد من الخوارزميات الحاسوبية في تمكين المهندسين المعماريين من تصميم بناء بأسلوب مختلف وغير تقليدي.
ويتكون الهيكل من 1,024 قطعة جرى تصنيعها عبر عملية تخصصية بمساعدة الروبوتات، وتغطي مساحة إجمالية قدرها 17,600 متراً مربعاً.
مستقبلنا اليوم
يضم معرض «مستقبلنا اليوم»، الذي يُعنى باستعراض تقنيات المستقبل القريب، نموذجاً مخصصاً للعرض من سيارة urbansphere من أودي، التي عمل المصممون والمهندسون على تصميمها بعناية لتناسب المدن الكبرى ذات الازدحام المروري الكبير في مختلف أنحاء العالم.
ويستعرض المعرض كذلك بدلة فضاء معدومة الجاذبية، في إطار التزامه بعرض أحدث الابتكارات في مجالات التصميم والتكنولوجيا ضمن مجموعة نماذجه ومعروضاته.
التصميم البيئي
حصل المتحف على الشهادة البلاتينية من نظام الريادة في الطاقة والتصميم البيئي للمباني الخضراء في عام 2023، الذي يمثل تصنيفاً عالمياً للمباني الصحية والمستدامة وعالية الكفاءة ومنخفضة التكلفة، ليصبح المتحف الوحيد الحاصل على هذه الشهادة المرموقة في منطقة الشرق الأوسط.
ويعتمد المبنى على أحدث الوسائل البيئية والمستدامة في تطبيق أنظمة توزيع الماء والعزل الحراري والتبريد بشكل فعال ومتكامل، ما يعكس التزام المتحف بالارتقاء بمعايير المباني الخضراء.
ويجري توليد أكثر من 30% من احتياجات المتحف بوساطة الطاقة الشمسية، إضافة لاستخدام مصابيح LED الموفّرة للطاقة في مختلف أرجاء المتحف، وصنع كامل السطح الخارجي للمبنى من زجاج مطوّر بالاعتماد على تقنيات مبتكرة لتحسين العزل الحراري.
محاكاة مذهلة
يوفر المتحف رحلة مشوّقة نحو المستقبل، حيث يأخذ الصاروخ الفضائي الزوار في رحلة تحاكي شعور السفر إلى ارتفاع 600 كيلومتر فوق سطح الأرض إلى محطة الفضاء المدارية «أمل»، التي تمثل تصور المتحف لمسكن البشر في الفضاء، ما يسمح لهم بالتعرف على شكل الحياة التي يمكن أن توفرها محطة فضاء ضخمة في عام 2071.
مقولات ملهمة
تعرض واجهة المتحف، المزينة بنقوش بديعة بالخط العربي الأصيل، مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله"، المنقوشة بخط صممه الفنان الإماراتي مطر بن لاحج.
وتحتفي المقولات بالعصر الذهبي للحضارة العربية في العلوم والرياضيات والجغرافيا، وتتضمن قول سموه: «لن نعيش مئات السنين ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين».
الري الذاتي
يقف مبنى المتحف على تلة خضراء خلّابة تحتضن طيفاً واسعاً من أنواع الأشجار والنباتات، لتمنح الزوار لمحة عن التنوع الحيوي والتراث البيئي للإمارات.
وتضم الحدائق التي تزين التلة الخضراء الواسعة، التي يقع عليها المتحف، شجر الغاف والسدر والنخيل والقرط المنتشرة في البيئة المحلية، كما يعالج التنسيق المُبتكر للنباتات الطبيعية التحديات التي تفرضها درجات الحرارة العالية في الصيف، بالاعتماد على نظام ذكي للري الموجه وعالي الكفاءة.
المحطة المدارية
يقع محاكي محطة الفضاء المدارية «أمل»، في وسط طابق «مستقبلنا اليوم»، ويقدم للزوار سيناريوهات مختلفة لما يمكن أن يحدث على متن المحطة، التي تمثل محطة فضائية تستخدم الطاقة الشمسية في تزويد الأرض بالطاقة بحلول عام 2071 وفق تصور المتحف.
المستقبل الواعد
يحاكي الفراغ في وسط مبنى المتحف المستقبل الواعد والآفاق المعرفية غير المكتشفة، ويؤكد على الدور الذي يلعبه رواد الابتكار والإبداع في اكتشاف المجهول، وتسمح منصة المشاهدة للزوار بالتمتع بإطلالات عبر الفراغ على نصف منحنى البنى وعلى مشاهد الإمارة الآسرة.
ويعكس التصميم الرمزي للفراغ الإمكانات اللامتناهية والآفاق الغامضة غير المكتشفة بعد، ويحتفي بالأفراد الساعين إلى دخول عوالم جديدة والارتقاء بآفاق المعارف، الذين يلعبون دوراً محورياً في تعزيز الابتكار وروح المغامرة والاكتشاف.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات متحف المستقبل الإمارات
إقرأ أيضاً:
لليوم الثانى على التوالى.. مشاريع تخرج وروبوتات ضمن ملتقى الصعيد للمبدعين بجامعة أسوان
تتواصل فعاليات ملتقى "الصعيد في قلب الحدث" بجامعة أسوان، بالتزامن مع مؤتمر شباب الباحثين، تحت رعاية الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور محمد عبد العزيز مهلل، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، وبحضور الدكتور أشرف إمام، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبمشاركة سبع جامعات من جنوب الصعيد، وبرعاية وزارة التعليم العالي، وبشراكات مع مؤسسات علمية كبرى.
وشهد الملتقى تفقد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، والمهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، للمعارض العلمية التي ضمت مشروعات تخرج وأبحاث متنوعة قدمها طلاب وباحثون من مختلف الجامعات.
وأوضح الدكتور ممدوح عبد الآخر، وكيل كلية الهندسة للدراسات العليا والمشرف على طلاب فرع IEEE بأسوان، أن الفعاليات شملت مشاركة واسعة من الطلاب والباحثين، حيث تم عرض 32 مشروع تخرج بمشاركة 64 طالبًا، إلى جانب 52 مشروعًا ما قبل التخرج، و42 مشروعًا من المدارس الفنية، كما شاركت 11 جامعة في مسابقة الجامعات التكنولوجية، بالإضافة إلى 42 مشروع روبوتات، و10 مشاريع ضمن مسابقة "ساجيتي".
كما ناقشت الفعاليات موضوعات حيوية مثل تمكين المرأة في مواجهة التغير المناخي، والابتكار الاجتماعي، واختيار المتطوعين في البرامج الدولية.
وأكدت الدكتورة سامية حشمت، أستاذ مساعد بكلية الهندسة والمشرف العلمي للمعهد القومي للاتصالات بأسوان، أن فرع المعهد يساهم بفاعلية في تدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل الرقمي، لا سيما في مجالات مثل الأمن السيبراني والبرامج التقنية المتقدمة.
من جانبه، أشار الدكتور محمود صابر، مدير حاضنة النيل، إلى أن الملتقى يعكس دور جامعة أسوان في تحويل الصعيد إلى محور حيوي في الابتكار والبحث العلمي، مشددًا على أهمية استمرار هذه الفعاليات في دعم طاقات الشباب وتعزيز قدراتهم.