الدكتور بنطلحة يكتب: المغرب في اتجاه عمقه الإفريقي
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للدراسات والابحاث حول الصحراء
التوجه المغربي نحو عمقه الإفريقي يعرف تحولات كبيرة، حيث إن الهندسة السياسية والاستراتيجية لبلادنا تراهن على مد جسور التواصل مع الأشقاء الأفارقة في إطار خطة رابح- رابح من خلال عدد هائل من المشاريع التنموية الكبرى.
إن المغرب يقدم للسوق الإفريقية الواعدة تجربته ونموذجه الاقتصادي الذي يتكيف جيدا مع السياق الإفريقي، كما أن الرؤية المغربية لإفريقيا تقوم على إرساء البعد التضامني مع الدول الإفريقية التي يمكن أن تصنع نفسها بنفسها.
إن هذا التوجه يعكس الرؤية السديدة لملك البلاد الذي يراهن على تطوير البنية التحتية والمرافق الضرورية للصحراء المغربية من أجل أن تصبح أرضا للفرص الواعدة وجسرا حقيقيا للتبادل بين إفريقيا وأوربا وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، وهذا ما يجسد الطموح المغربي من أجل تطوير اقتصاد المناطق الجنوبية للملكة من أجل خلق فرص الشغل والاستثمار.
لقد أكد العاهل المغربي في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء على ضرورة أن تشكل الصحراء المغربية صلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، ترسيخا لدور المغرب التاريخي ونظرا لطبيعة العلاقة مابين المغرب والدول الإفريقية خاصة دول غرب إفريقيا.
في هذا الإطار تحدث عن مشروع خط الغاز نيجيريا- المغرب، والذي يعتبر أكبر برنامج استثماري على المستوى القاري، حيث أكد ملك البلاد أن هذا المشروع يهدف إلى الاندماج الجهوي والإقلاع الاقتصادي المشترك، وتشجيع دينامية التنمية على الساحل الأطلسي إضافة إلى أنه سيشكل مصدرا مضمونا لتزويد الدول الأوربية بالطاقة.
إن مشروع خط الغاز نيجيريا- المغرب، هو أكبر من مشروع ثنائي، إنه لدول غرب إفريقيا كلها، من حيث آثاره الاقتصادية بالنسبة لكل البلدان التي سيمر عبرها هذا الأنبوب، والذي سينطلق بطول 5560كلم من نيجيريا ثم بقية دول غرب إفريقيا ليمتد إلى المغرب على البحر الأبيض المتوسط ثم أوربا، حيث سينقل نحو 30بليون متر مكعب من الغاز سنويا، وسيوفر عائدات مالية مهمة للدول المصدرة وسيؤمن وصول الغاز إلى الدول الأوربية، لاسيما أن تأمين إمدادات النفط والغاز أحد أهم العناصر الجوهرية على مستوى العالم مما يحتاج إلى تكاثف وتنسيق دولي للحفاظ على انسيابية وتدفق هذه الإمدادات.
وقد أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي من خلال مقال نشر على منصة الطاقة المتخصصة بعنوان » المغرب نحو مستقبل مستدام…استراتيجيات التنمية وتحول الطاقة في وجه التحديات العالمية »، أن نقل الغاز الطبيعي عبر خط نيجيريا/ المغرب ليس إلا مرحلة أولى ستتبعها مرحلة أخرى تهم نقل الهيدروجين الأخضر.
إنه من المنتظر أن تكون سنة 2024بداية أشغال البنى التحتية لهذا المشروع العملاق كما أكد ذلك وزير النفط في نيجيريا إكبيريكبي إيكبو، بحر هذا الأسبوع، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق مع مجموعة من الدول التي سيمر المشروع من أراضيها قبل الوصول إلى المملكة المغربية، مذكرا كذلك بتطوير مصنع للأسمدة في نيجيريا والذي يشرف عليه المكتب الشريف للفوسفاط.
إن هذا المشروع يأتي تدعيما لشراكة جنوب/ جنوب ضمن رؤية بعيدة المدى ترسيخا لدور المغرب الحضاري والتاريخي.
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
«أدنوك للغاز» تتوقع الاستحواذ على حصة «أدنوك» في «الرويس للغاز المسال»
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت «أدنوك للغاز بي إل سي»، اليوم، توقعها الاستحواذ على حصة «أدنوك» في مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال، البالغة 60%، بسعر التكلفة خلال النصف الثاني من عام 2028.
وتتوقع الشركة أن تقوم «أدنوك» بنقل حصتها البالغة 60% من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال إلى «أدنوك للغاز» بسعر التكلفة، والمقدر بقيمة 18 مليار درهم «5 مليارات دولار»، وذلك خلال النصف الثاني من عام 2028.
وتقوم «أدنوك للغاز» في الوقت الحالي، بالإنابة عن «أدنوك»، بإدارة أعمال تصميم وبناء المشروع والتسويق للغاز الطبيعي المسال الذي سيتم إنتاجه، ولقد تم بالفعل الالتزام ببيع أكثر من 7 ملايين طن متري سنوياً من السعة الإنتاجية للمشروع والمقدرة بـ 9.6 مليون طن متري لعملاء دوليين.
وقال الدكتور أحمد العبري، الرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك للغاز»، إن هذا الاستثمار يعتبر عنصراً أساسياً في خطط الشركة للنمو عالمياً وتعزيز مكانتها كمورد للغاز الطبيعي المسال في الأسواق العالمية، مشيراً إلى أنه خلال السنوات الخمس المقبلة، تخطط الشركة لاستثمار 55 مليار درهم '15 مليار دولار' في نفقات رأسمالية لمشاريع نمو ستمكنها من اغتنام الفرص التي ستخلقها الزيادة المتوقعة محلياً وعالمياً على طلب الغاز منخفض الكربون الذي تنتجه الشركة.
أخبار ذات صلة "أدنوك للغاز" تتوقع الاستحواذ على حصة "أدنوك" في "الرويس للغاز المسال"وسيساهم المشروع في زيادة قدرة الشركة الإجمالية على إنتاج الغاز الطبيعي المسال حالياً من منشأتها في جزيرة داس، والمقدرة بـ 6 ملايين طن، إلى أكثر من الضعف لتصل إلى أكثر من 15 مليون طن متري سنوياً.
وسيضم المشروع خطين لتسييل الغاز الطبيعي المسال، يعملان بالطاقة الكهربائية، تبلغ قدرة معالجة كل منهما 4.8 مليون طن متري سنوياً، وهو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبمجرد اكتمال المشروع، ستكون المنشأة واحدة من أقل منشآت الغاز الطبيعي المسال من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية في العالم.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أول خط لمعالجة الغاز في النصف الثاني من عام 2028، على أن يتبعه الخط الثاني في بداية عام 2029، فيما ستكون المنشأة قادرة خلال عام واحد على إنتاج ما يكفي من الغاز الطبيعي المسال لتزويد كل منزل في منطقة لندن الكبرى بالطاقة لأكثر من عامين.
كما سيوظف المشروع أدوات الذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات لتعزيز السلامة وخفض الانبعاثات ورفع الكفاءة. وأعلنت «أدنوك» في يونيو الماضي، عن قرار الاستثمار النهائي بشأن مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال، كما أعلنت عن عقدٍ للهندسة والمشتريات والبناء بقيمة تزيد على 20 مليار درهم «5.5 مليار دولار». وتم الإعلان في يوليو من هذا العام، عن انضمام كل من شركات «بي بي»، و«ميتسوي وشركاه»، و«شل»، و«توتال إنيرجيز»، لتصبح شركاء في المشروع، وتحصل كل منها على حصة 10%.