د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للدراسات والابحاث حول الصحراء

التوجه المغربي نحو عمقه الإفريقي يعرف تحولات كبيرة، حيث إن الهندسة السياسية والاستراتيجية لبلادنا تراهن على مد جسور التواصل مع الأشقاء الأفارقة في إطار خطة رابح- رابح من خلال عدد هائل من المشاريع التنموية الكبرى.

إن المغرب يقدم للسوق الإفريقية الواعدة تجربته ونموذجه الاقتصادي الذي يتكيف جيدا مع السياق الإفريقي، كما أن الرؤية المغربية لإفريقيا تقوم على إرساء البعد التضامني مع الدول الإفريقية التي يمكن أن تصنع نفسها بنفسها.

هكذا أصبح المغرب ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا والشريك الاقتصادي الأول في غربها وذلك بفضل استقرار المغرب السياسي والأمني والاقتصادي مقارنة مع جيرانه من دول شمال إفريقيا.

إن هذا التوجه يعكس الرؤية السديدة لملك البلاد الذي يراهن على تطوير البنية التحتية والمرافق الضرورية للصحراء المغربية من أجل أن تصبح أرضا للفرص الواعدة وجسرا حقيقيا للتبادل بين إفريقيا وأوربا وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، وهذا ما يجسد الطموح المغربي من أجل تطوير اقتصاد المناطق الجنوبية للملكة من أجل خلق فرص الشغل والاستثمار.

لقد أكد العاهل المغربي في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء على ضرورة أن تشكل الصحراء المغربية صلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، ترسيخا لدور المغرب التاريخي ونظرا لطبيعة العلاقة مابين المغرب والدول الإفريقية خاصة دول غرب إفريقيا.

في هذا الإطار تحدث عن مشروع خط الغاز نيجيريا- المغرب، والذي يعتبر أكبر برنامج استثماري على المستوى القاري، حيث أكد ملك البلاد أن هذا المشروع يهدف إلى الاندماج الجهوي والإقلاع الاقتصادي المشترك، وتشجيع دينامية التنمية على الساحل الأطلسي إضافة إلى أنه سيشكل مصدرا مضمونا لتزويد الدول الأوربية بالطاقة.

إن مشروع خط الغاز نيجيريا- المغرب، هو أكبر من مشروع ثنائي، إنه لدول غرب إفريقيا كلها، من حيث آثاره الاقتصادية بالنسبة لكل البلدان التي سيمر عبرها هذا الأنبوب، والذي سينطلق بطول 5560كلم من نيجيريا ثم بقية دول غرب إفريقيا ليمتد إلى المغرب على البحر الأبيض المتوسط ثم أوربا، حيث سينقل نحو 30بليون متر مكعب من الغاز سنويا، وسيوفر عائدات مالية مهمة للدول المصدرة وسيؤمن وصول الغاز إلى الدول الأوربية، لاسيما أن تأمين إمدادات النفط والغاز أحد أهم العناصر الجوهرية على مستوى العالم مما يحتاج إلى تكاثف وتنسيق دولي للحفاظ على انسيابية وتدفق هذه الإمدادات.

وقد أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي من خلال مقال نشر على منصة الطاقة المتخصصة بعنوان » المغرب نحو مستقبل مستدام…استراتيجيات التنمية وتحول الطاقة في وجه التحديات العالمية »، أن نقل الغاز الطبيعي عبر خط نيجيريا/ المغرب ليس إلا مرحلة أولى ستتبعها مرحلة أخرى تهم نقل الهيدروجين الأخضر.

إنه من المنتظر أن تكون سنة 2024بداية أشغال البنى التحتية لهذا المشروع العملاق كما أكد ذلك وزير النفط في نيجيريا إكبيريكبي إيكبو، بحر هذا الأسبوع، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق مع مجموعة من الدول التي سيمر المشروع من أراضيها قبل الوصول إلى المملكة المغربية، مذكرا كذلك بتطوير مصنع للأسمدة في نيجيريا والذي يشرف عليه المكتب الشريف للفوسفاط.

إن هذا المشروع يأتي تدعيما لشراكة جنوب/ جنوب ضمن رؤية بعيدة المدى ترسيخا لدور المغرب الحضاري والتاريخي.

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

المغرب يطلق أكبر خطة لتطوير النقل السككي..يربط 43 مدينة و12 مطارًا دوليًا

أعلن المغرب عن مخطط واسع وطموح لتطوير شبكة النقل السككي في البلاد، الذي يهدف إلى ربط 43 مدينة مغربية بالنقل السككي بحلول عام 2040، مقارنة بـ 23 مدينة فقط في الوقت الراهن.

ويُتوقع أن يسهم هذا المخطط في ربط 87% من سكان المملكة بالشبكة السككية، مقابل 51% حاليًا، مما سيساعد في تسهيل التنقل المحلي والدولي بشكل كبير.

ويتضمن المشروع كذلك ربط 12 مطارًا دوليًا و12 ميناءً بالنقل السككي، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز التكامل بين مختلف وسائل النقل، مقارنة بمطار واحد و6 موانئ في الوقت الحالي.

وأوضح وزير النقل واللوجيستيك، عبد الصمد قيوح، أن الاستثمارات المخصصة للبنية التحتية السككية والرفع من جودة الخدمات ستصل إلى 96 مليار درهم حتى عام 2030، وهو مبلغ ضخم يعكس الأهمية التي توليها الحكومة لهذا القطاع الاستراتيجي.

وأضاف قيوح أن هذا المخطط سيعزز من قدرة الشبكة على استيعاب حركة النقل المتزايدة، ويشجع على الاستثمار في البنية التحتية، مما سيسهم في تحسين تنافسية الاقتصاد الوطني.

ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في خلق حوالي 300 ألف فرصة عمل جديدة، وهو ما سيعزز من سوق العمل ويشجع على التدريب المهني والتخصص في قطاع النقل.

كما سيكون له دور كبير في تسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر مختلف أنحاء المملكة.

وسيتم تنفيذ هذا المشروع على عدة مراحل تشمل تحديث وتوسيع شبكات السكك الحديدية الحالية، إضافة إلى تطوير تقنيات النقل الذكية، وإنشاء مراكز لوجيستية ومحطات جديدة.

كما ستشمل الخطة تطوير أسطول القطارات وتحسين كفاءة النقل بالشبكة عبر تقنيات حديثة تضمن تقديم خدمة أسرع وأكثر أمانًا.

 

مقالات مشابهة

  • مخطط استراتيجي يضع المغرب ضمن الدول المصدرة للقطارات بحلول 2040
  • بمشاركة منتخب مصر.. كاف يعلن موعد قرعة كأس أمم إفريقيا 2025
  • المغرب يطلق أكبر خطة لتطوير النقل السككي..يربط 43 مدينة و12 مطارًا دوليًا
  • مسرح محمد الخامس يفتح أبوابه لقرعة كأس أمم إفريقيا 2025 وسط حضور أسطوري
  • رسميا.. “الكاف” يعلن موعد ومكان إقامة قرعة كأس إفريقيا “المغرب 2025”
  • المغرب يبدأ العد التنازلي لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025
  • شوبير يعلن موعد قرعة كأس أمم إفريقيا المغرب 2025
  • مسرح محمد الخامس بالرباط يحتضن قرعة كأس إفريقيا المغرب 2025
  • نائب رئيس نيجيريا يتحدث عن خط الغاز مع المغرب في منتدى دافوس
  • تحليل: الربط البحري بين المغرب وغرب إفريقيا.. خطوة أولى للاتصال بأوروبا