خلال أوّل اجتماع في الجزائر للجنة الذاكرة الجزائرية الفرنسية حول فترة الاستعمار، تمّ الاتفاق بين الجانبين الفرنسي والجزائري على استرجاع “بلد المليون شهيد” ممتلكات الأمير عبدالقادر وإنجاز “كرونولوجيا الجرائم الاستعمارية” خلال القرن الـ19، وفق ما نشره التلفزيون الحكومي الجزائري، أمس الثلاثاء 28 نوفمبر.

وجرى الاجتماع الذي ضم أعضاء اللجنة العشرة (5 جزائريين و5 فرنسيين)، الأربعاء والخميس، في قسنطينة شرق البلاد، مسقط رأس المؤرّخ بنجامان ستورا رئيس اللجنة من الجانب الفرنسي، وفق موقع سكاي نيوز عربية.

وضمّت اللجنة من الجانب الجزائري خمسة مؤرخين، هم: لحسن زغيدي، محمد القورصو، جمال يحياوي، عبدالعزيز فيلالي، وإيدير حاشي.

فيما ضمّت من الجانب الفرنسي المؤرخ بنجامان ستورا، مع عضوية المؤرّخين فلورانس أودوفيتز، جاك فريمو، جان جاك جوردي، وترامور كيمونور.

وفي باب “الممتلكات المنهوبة” أكّد التلفزيون الجزائري أنّ أعضاء اللجنة اتفقوا على “استرجاع كل الممتلكات التي ترمز إلى سيادة الدولة الخاصة بالأمير عبدالقادر وقادة المقاومة والجماجم المتبقية ومواصلة التعرّف على الرفات التي تعود إلى القرن الـ19”.

وسبق لفرنسا أن سلّمت الجزائر في 2020 رفات 24 مقاوما قُتلوا في بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر، الذي استمر 132 عاما بين 1830 و1962.

لكن الجزائر ظلت تطالب باسترجاع “الجماجم الموجودة في المتاحف” لإعادة دفنها، وفق وكالة فرانس برس.

وفي ملف الأرشيف، أكّد المصدر أنّه “تمّ الاتفاق على تسليم 2 مليون وثيقة مرقمنة خاصة بالفترة الاستعمارية”، بالإضافة إلى “29 لفّة و13 سجلا ما يشكّل 5 م طولي من الأرشيف المتبقّي الخاص بالفترة العثمانية”، أي من بداية القرن الـ16 حتى الاستعمار الفرنسي.

وفي المجال الأكاديمي اتّفق أعضاء اللجنة على “مواصلة إنجاز بيبليوغرافيا مشتركة للأبحاث والمصادر المطبوعة والمخطوطة عن القرن الـ19، وتنفيذ برنامج تبادل وتعاون علمي يشمل بعثات طلابية وبحثية جزائرية إلى فرنسا وفرنسية إلى الجزائر للإطلاع على الأرشيف”.

وتمّ الإعلان عن تشكيل اللجنة خلال زيارة ماكرون ولقائه نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون في أوت 2022، ومهمتها “النظر معا في تلك الفترة التاريخية” من بداية الاستعمار حتى نهاية حرب الاستقلال.

وسبق للجنة المشتركة أن عقدت اجتماعين، الأول عبر الفيديو في أفريل والثاني في باريس في جوان الماضيين.

والأمير عبدالقادر ابن محي الدين (1808-1883) هو بنظر الجزائريين مؤسّس الدولة الحديثة وبطل المقاومة ضدّ الاستعمار الفرنسي.

ولد في قرية القيطنة قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري في السادس من سبتمبر 1808، وهو قائد سياسي وعسكري مجاهد عرف بمحاربته للاحتلال الفرنسي للجزائر.

قاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عاما أثناء بدايات غزو فرنسا للجزائر، ويُعتبر مؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضدّ الاستعمار الفرنسي، نُفي إلى دمشق حيث تفرّغ للتصوف والفلسفة والكتابة والشعر، وتوفّي فيها في السادس والعشرين من ماي 1883.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الاستعمار الفرنسی

إقرأ أيضاً:

فرنسا.. متهم ثالث في قضية "إرهاب الدولة الإيراني"

وجّه القضاء الفرنسي أمس الخميس، الاتهام إلى شخص ثالث للاشتباه بمشاركته في مخطط أمرت به إيران لاغتيال يهود في ألمانيا وفرنسا، بحسب تأكيد مصادر مطلعة على الملف.

والرجل البالغ من العمر 38 عاماً تم استجوابه في بادئ الأمر في الربيع الماضي، حين كان محتجزاً لدى الشرطة، لكنه نفى بشدة هذه الاتّهامات، وفقاً لأحد هذه المصادر.
ولم تتم ملاحقته في هذه القضية يومها بل أعيد إلى السجن، حيث أودع الحبس على ذمة التحقيق بتهمة تهريب مخدرات.
والخميس، وجه إليه قاضي تحقيق متخصص بقضايا مكافحة الإرهاب تهمة التآمر الإرهابي الإجرامي، بحسب ما أفاد مكتب المدّعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب.
وسرعان ما قرر قاض آخر خلال جلسة استماع عقدت خلف أبواب مغلقة إيداعه الحبس الاحتياطي على ذمة هذه القضية الجديدة.
وبعد الجلسة، رفض محامي الدفاع عن المتهم الرد على أسئلة الصحافيين.
وكان القضاء الفرنسي وجّه في مطلع مايو (أيار) إلى رجل وزوجته تهمة المشاركة في مخطط أمرت به إيران لاغتيال يهود في ألمانيا وفرنسا، بحسب ما قالت مصادر أمنية وقضائية مطلع سبتمبر (أيلول) الجاري.
وهذه القضية التي تعرف باسم "ماركو بولو" وكان موقع "ميديا بارت" الفرنسي أول من كشف عنها، تؤشر إلى عودة "إرهاب الدولة الإيراني" في أوروبا، وفقاً لمذكرة صادرة عن المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسية في مطلع مايو (أيار). 
وقالت المديرية، إنه "منذ عام 2015، عادت الأجهزة الإيرانية الى ممارسة اغتيالات محددة"، موضحة أن "التهديد تفاقم...في سياق الحرب بين إسرائيل وحماس".
واعتبرت المديرية أن المخطط الإيراني يهدف إلى "ضرب أشخاص مدنيين مستهدفين" من أجل "زيادة شعور انعدام الأمن في صفوف معارضي" النظام الإيراني وداخل "المجتمع اليهودي/الإسرائيلي".
ويتهم القضاء الفرنسي إيران بتجنيد أفراد عصابات في أوروبا، وخصوصاً تجار مخدرات، لتنفيذ هذه الاغتيالات.
والأهداف، التي كان المتهمون يعتزمون ضربها هي، وفقاً للائحة الاتهامية: موظف سابق في شركة أمنية إسرائيلية يعيش في باريس و3 من زملائه السابقين في منطقة باريس، بالإضافة إلى 3 إسرائيليين ألمان في مدينتي ميونخ وبرلين.
كما يتهم المحقّقون هذه الخلية بالوقوف خلف أربعة حرائق طالت شركات تقع في جنوب فرنسا، و"تخص مواطنين إسرائيليين".

مقالات مشابهة

  • محادثات أنبوب الغاز الجزائري النيجيري تترقب تطورًا جديدًا
  • طبيب إسباني في فرنسا يزيل ورم مريض بالصين
  • زغيدي: الجزائر استرجعت أزيد من مليوني وثيقة تاريخية من فرنسا
  • زغيدي: الجزائر إسترجعت أزيد من مليوني وثيقة تاريخية من فرنسا
  • غباء دولة.. القرار الجزائري بفرض التأشيرة على المغاربة سيطال مواطنين جزائريين أيضاً
  • قبيل الذكرى 70 لانطلاق ثورتها.. الجزائر تسترجع نحو مليوني وثيقة تاريخية من فرنسا
  • فرنسا.. متهم ثالث في قضية "إرهاب الدولة الإيراني"
  • البوليساريو على شفا حفرة بسبب تهديدات نقص التمويل الجزائري
  • صفقة بقيمة 842 مليار.. الجزائر تقاضي نائبة فرنسية على خلفية تصريح وضع الكابرانات في ورطة مع الشعب
  • الإعلام الجزائري يطالب بطرد سفير الإمارات