حذرت دراسة حديثة من استمرار الوضع الراهن في اليمن القائم على "اللاحرب واللاسلم" –حسب وصفها- من استفحال الصراع الاقتصادي لدى أطراف النزاع في اليمن، ما سينعكس على تضخم الأسعار وانهيار أكثر لقيمة الريال وصعوبات في تقديم الخدمات الحكومية العامة، وازدياد معاناة المواطنين.

 

وأشارت دارسة صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، بعنوان "حالة اللاحرب واللاسلم في اليمن: من المستفيد وما تداعياتها؟"، إلى أن الصراع في اليمن دخل طوراً جديداً منذ عام ونصف، وبالأخص منذ التوقيع على الهدنة المؤقتة في أبريل 2022، وانتهت في الثاني من أكتوبر 2022، وحينها لم يتم الاتفاق على هدنة جديدة وإنما توافق الجميع ضمنياً على إبقاء الوضع "على ما هو عليه" فلا حرب مشتعلة في الجبهات ولا سلام قائم لإنهاء الحرب.

 

ولفتت إلى أنه وفي ظل هذا الوضع، ستواصل جميع الأطراف اليمنية سعيها نحو تعزيز سيطرتها على الموارد، أو منع الأطراف الأخرى من الحصول عليها. وسيسود جوٌ من التنافس المحموم على السيطرة الاقتصادية، فيما تحافظ القوى العسكرية على نفوذها في مناطق سيطرتها، حسب تأكيد الدراسة.

 

وقالت "منذ مطلع عام 2020 أصبح جلياً بأن التحالف العربي وصل إلى قناعة بأن الحسم العسكري في اليمن خيار يصعب تحقيقه، وذلك بعد خمس سنوات من الحرب تسببت في زيادة الأعباء الإنسانية والسياسية في البلاد، وباتت أطراف الصراع منهكة إثر الخسائر البشرية والاقتصادية، بالإضافة الى التطورات الإقليمية وسعي السعودية إلى تهدئة الأوضاع على المستوى الإقليمي والتقارب السعودي الإيراني".

 

وبحسب الدراسة فقد شهدت هذه الفترة تعثرًا في تقدم التحالف المناهض للحوثيين، حيث نشط المجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز سيطرته على جنوب اليمن، وتشكلت قوات درع الوطن والمجلس الوطني الحضرمي لمواجهة تلك الجهود. بالإضافة إلى ذلك، زادت جماعة الحوثيين الحرب الاقتصادية ضد الحكومة اليمنية، وسعت لضمان مصادر إيرادات لحكومتها.

 

وأوضحت الدراسة أنه وفي خضم هذه الحالة التي يستفيد منها جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية وإن تفاوتت نسب الاستفادة من طرفٍ إلى آخر، ما عدا الحكومة المعترف بها دولياً التي تستنزف اقتصادياً وسياسياً بيد أن المؤشرات تدل على استمرار الوضع كما هو عليه، وتوقعت الدراسة أن يتطور إلى الإعلان عن هدنة رسمية، تتضمن حلولاً جزئية لبعض القضايا مثل فتح المطارات والطرق والموانئ وتقاسم رواتب الموظفين، أمَّا القضايا الخلافية الأكثر إشكالية فسوف يجري تأجيلها إلى جولة مفاوضات لاحقة بحسب الدراسة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: صنعاء اليمن المجلس الرئاسي مليشيا الحوثي الحرب في اليمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

دراسة بحثية تكشف عن تقنية جديدة لمراقبة جودة الموز

توصلت دراسة بحثية حديثة أعدتها الدكتورة مي بنت خلفان الدايرية من كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس إلى أن تحليل الأبعاد الكسورية عبر نظام الرؤية الآلية يوفر دقة عالية في الكشف عن كدمات ثمار الموز، مما يفتح المجال لتحسين مراقبة الجودة أثناء مراحل النقل والتخزين.

وأظهرت الدراسة أن تخزين الموز في درجات حرارة غير مناسبة بعد تعرضه للضرر يؤدي إلى تفاقم المشكلة، ما يقلل من جاذبيته للمستهلكين.

حصدت هذه الدراسة جائزة "أفضل ورقة بحثية منشورة" ضمن الجائزة الوطنية للبحث العلمي في دورتها الحادية عشرة لعام 2024، وذلك في فئة الباحثين الشباب بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وركزت على تطبيق تقنية الرؤية الآلية كأداة غير مدمرة للكشف الموضوعي عن الأضرار في الفواكه والخضروات الطازجة، حيث تتيح هذه التقنية تحليل الصور لاستخراج البيانات وإنشاء نماذج تصنيفية تُستخدم في الزراعة وإدارة سلسلة التوريد وتحسين تجربة المستهلك.

أكدت الدكتورة مي الدايرية، أن الدراسة يمكن أن تُحدث تحولًا جوهريًا في أساليب مراقبة الجودة بالقطاع الزراعي، وتعزز كفاءة سلسلة التوريد، وتدفع عجلة الابتكار التقني، فضلاً عن مساهمتها في تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.

وأضافت: إن البحث لا يقتصر على معالجة التحديات العملية الحالية، بل يمهد أيضًا لتطورات مستقبلية في التقنيات والممارسات الزراعية.

تناولت الدراسة تحليل كدمات الموز الناتجة عن التعامل غير المناسب أثناء النقل والتخزين، باستخدام نظام الرؤية الآلية لتقييم الأضرار بدقة.

وجرى اختبار محاكاة تأثير السقوط عبر قياس البعد الكسوري، وتغير اللون البني، والفروق اللونية بعد 48 ساعة من حدوث التأثير،كما أُجريت تحليلات تقليدية شملت قياس مساحة الكدمات وحجمها ومدى تعرض الثمار للتلف، إلى جانب دراسة تأثير ارتفاعات السقوط، أوزان الكرة، ودرجات حرارة التخزين على الخصائص الرئيسية للجودة مثل الوزن، الصلابة، اللون، نسبة السكر، والحموضة.

وأثبتت الدراسة، أن درجة حرارة التخزين المثلى للموز هي (13 درجة مئوية)، حيث إنها تقلل من تفاقم الضرر وتحافظ على التغيرات الفسيولوجية والكيميائية للفاكهة خلال فترة التخزين.

خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات أبرزها استخدام تقنيات حديثة، مثل تحليل الأبعاد الكسورية، لتقييم الكدمات بدقة، وتوظيف الرؤية الآلية لمراقبة جودة الموز خلال سلسلة التوريد، واختيار درجات حرارة تخزين مناسبة للحد من التغيرات اللونية والفيزيائية، مما يسهم في تحسين جودة المنتج وتقليل الفاقد الاقتصادي لدى المزارعين والتجار.

شارك في إعداد هذه الدراسة فريق بحثي يضم الدكتورة مي بنت خلفان الدايرية، جامعة السلطان قابوس، كلية العلوم الزراعية والبحرية، والدكتور بانكاج باثيري، والأستاذ الدكتور راشد بن عبدالله اليحيائي، والدكتور هيمانثا جايوسوريا، والدكتور زاهر بن حميد العطابي.

مقالات مشابهة

  • دراسة: تناول الجوز بديلا عن الوجبات الخفيفة يعزز صحة القلب
  • غارات أمريكية مستمرة على اليمن.. والحوثيون يرفضون التهدئة
  • هل اقترب الحسم العسكري في السودان؟
  • دراسة بحثية تكشف عن تقنية جديدة لمراقبة جودة الموز
  • محيط خصرك في منتصف العمر يهدد صحة دماغك في المستقبل!
  • ما العلاقة بين دهون البطن وذاكرة الانسان.. دراسة حديثة تكشف الاسرار
  • استدراج ترامب لينطح جبال اليمن: من المستفيد ولماذا؟
  • دراسة تكشف تأثير تقليل استخدام الهواتف الذكية على نشاط الدماغ
  • دراسة حديثة تربط بين الطقس الحار وأمراض القلب
  • عشرات الشهداء بالضربات الأميركية على اليمن والحوثيون يتوعدون