حمص-سانا

من حمص إلى غزة عبرت ألحان وأغاني وأشعار ورسوم شباب موهوبين جمعتهم فعالية ثقافية فنية منوعة في قاعة المركز الثقافي بحمص بعنوان “طوفان الأقصى”، وتضمنت الفعالية التي نظمتها مؤسسة ” صباء.. بيت الفن والأدب” بالتعاون مع رابطة “مستقبلنا كاتب” ومديرية ثقافة حمص تضامناً مع الشعب العربي الفلسطيني نصوص شعر وفقرات غنائية ومعرضاً للرسم عبر الشباب الموهوبون فيها عن وقوفهم الى جانب أشقائهم في فلسطين وعن حزنهم لما يتعرض له أهل غزة من إجرام صهيوني يندى له جبين الإنسانية.

وقدم الشباب الشعراء جودي زين وحسام محمد وشهد ناصر وحسين شنو مجموعة من الخواطر الشعرية التي تعبر عن تعاطفهم مع غزة وشجبهم لما تتعرض له من عدوان، مؤكدين أن سورية ستبقى داعمة لكل فلسطيني مقاوم.

وتخلل الشعر فقرات غنائية من التراثين الفلسطيني والسوري، حيث غنى كل من نور عباس وجورج سنونو يرافقهما على أنغام آلة العود العازف الموهوب بلال المصري أغاني “يا مهيرتي خلف الجبل” و “جفرا” و “علي الكوفية” وغيرها من الأغاني الوطنية التي تحث على معاني البطولة والانتصار.

وواكب الفعاليات التي قدمت لها مندوبة “صباء” في حمص ميس البياع معرض للرسم شارك فيه أكثر من عشرين شاباً وشابة بلوحات تجسد معاني الوفاء للشعب الفلسطيني، حيث رسمت أمال جحجاح لوحة بالرصاص عبرت فيها عن أيام قصف العدوان الإسرائيلي على غزة من خلال فتاتين فلسطينيتين استشهدت عائلتهما بالكامل، فيما اختار الشاب حمزة حمود صورة لفتاة فلسطينية منكوبة ومثله فعل الشاب محمد زينو الذي رسم الطفل الفلسطيني الشهيد “يوسف” وفي لوحة ثانية رسم ساعة حمص الجديدة في تأكيد تلاحم المشاعر بين البلدين الشقيقين.

المنسق العام لمؤسسة صباء بيت الفن محمد الخضر أوضح في حديث مع سانا أن المؤسسة سعت من خلال الفعالية إلى تكريس هدفها وهو دعم الشباب الموهوبين ليكون لهم أثر في الواقع من خلال قصصهم وأشعارهم وأغانيهم ورسوماتهم، لافتاً إلى أن المؤسسة تدعم هؤلاء الشباب من خلال إعداد دورات أدبية بإشراف مختصين وطباعة أعمالهم، وأضاف: إن المؤسسة التي أشهرت منذ سنتين وأصبح لها فروع في عدة محافظات تسعى إلى إحداث فرع لها في حمص ويجري التحضير حالياً لرسم جدارية مقابل جامعة البعث حول طوفان الأقصى.

من جهته لفت مؤسس فريق رابطة “مستقبلنا كاتب” زاهر العليوي إلى أن الفعالية تأتي ضمن أهداف الرابطة وهي تنمية مواهب الشباب بالعزف والغناء والأدب وتكريس القيم الوطنية والإنسانية في أعمالهم.

ووصف كل من مدير المنتدى الثقافي الفلسطيني أحمد سالم والكاتبين الفلسطينيين علي الخليلي وكامل بشتاوي الفعالية التي حضروها بأنها أثلجت الصدور لما قدمه الشباب من أعمال أدبية وفنية تحاكي وجع الشعب الفلسطيني وتبشر بمستقبل واعد لشباب تعقد الأمة عليهم أحلامها وطموحاتها.

حنان سويد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

معركة طوفان الأقصى.. معجزة غزة وأهلها

بعد 471 يوما تصل بنا معركة طوفان الأقصى إلى صفقة تبادل مع العدو الصهيوني على ثلاث مراحل، يوقف خلالها العدو إجرامه وحرب إبادته مقابل الحصول على أسراه مع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجونه، وهو ما قوبل برفض واسع من التيار اليميني الصهيوني، كان أبرز من عبر عنه وزير ما يسمى بالأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، الذي استقال من الحكومة.

والحقيقة أن هذه المعركة أكدت مجموعة من الحقائق، ورسخت مفاهيم جديدة، لم يكن لبشر أن يتخيلها، ومن هذه الحقائق والمفاهيم:

أولا: ما يمكن أن نطلق عليه بكل ثقة "معجزة غزة" التي وقفت بأهلها ومجاهديها صامدة راسخة قوية في وجه أكبر حملة إبادة، استخدم خلالها العدو أعتى سلاحه، وسلاح حلفائه.

إنها المعجزة التي صنعها رجال غزة ونساؤها وأطفالها وشيوخها وطواقمها الصحية وأبطال دفاعها المدني، وصحفيوها، ورجال الإغاثة فيها.. لقد كان المواطن العادي في قلب المعركة، وهدفها الأساسي من جانب، وبطلها الأول من جانب آخر.

سقطت كل مزاعم الاحتلال التي أطلقها بكل ثقة مع بداية المعركة من أنه سيقضي على المقاومة، وأنه سيزيل حماس وحكمها، وبات الحديث المتكرر عن اليوم التالي وبالا على الاحتلال؛ لأن اليوم التالي ظهرت ملامحه في طريقة تسليم كتائب القسام للأسرى الصهاينة وسط حشد جماهيري مهيب، كما ظهرت في المعركة أكاذيب الاحتلال وانكشفت أوهامه
ثانيا: لقد فشل الاحتلال فشلا عسكريا غير مسبوق، فلقد حشد كل قوات الاحتياط لديه، وجنّد كل ألوية النخبة، وحشر دباباته وطائراته، واستنفر حلفاءه، وتلقى إمدادات لا حصر لها، وإسنادا بلا حدود، ومع ذلك فشل في القضاء على حماس، وفي إنهاء حكمها، وفي انتشال أسراه، وفي فرض إراداته، وفي إجبار غزة على الاستسلام، كما فشلت مشاريعه السياسية كلها؛ الاستيطان في الشمال، وفصل القطاع إلى جزأين، وتهجير المواطنين، وفي مشروع الفقاعات الإنسانية، وفي جلب قوات دولية، وفي إنشاء حكم العشائر، لقد انتهى عدوانه وبقيت المقاومة وغزة وأهلها ومبادؤها وأفكارها الوطنية الراسخة.

ثالثا: ظلت المقاومة في الميدان حتى اللحظة الأخيرة، ضربت العدو بكل قوة، وواصلت المعركة في بيت حانون التي جرفها العدو وحولها إلى أكوام متجاورة من الركام، وهو ما لا يمكن أن نجد له تفسيرا إلا أن هؤلاء المقاتلين قد نسجت عقيدتهم في رحاب المساجد، وعبر صفحات كتاب الله الكريم، على يد أئمة وقادة كانوا السابقين للتضحية والفداء، بدءا من أحمد ياسين، وليس انتهاء بهنية والعاروري والسنوار، الذين ضربوا رواية الأعداء في صميمها، والتي اعتمدت دائما على فكرة أن الجنود يضحون، والقادة في رغد من العيش. لقد كان أولئك القادة قدوة لمن معهم من المقاومين، حيث استشهدوا في ميدان المواجهة، حاملين لواء المقاومة سواء في الديبلوماسية أو التخطيط أو الإعداد أو الاشتباك المباشر، ومع ذلك ورغم اغتيال الاحتلال لقيادات المقاومة إلا أنها ظلت صامدة وقادرة على المواجهة والسيطرة على الميدان، وهو ما يشير إلى قدراتها وصلابتها، وتحديها.

رابعا: سقطت كل مزاعم الاحتلال التي أطلقها بكل ثقة مع بداية المعركة من أنه سيقضي على المقاومة، وأنه سيزيل حماس وحكمها، وبات الحديث المتكرر عن اليوم التالي وبالا على الاحتلال؛ لأن اليوم التالي ظهرت ملامحه في طريقة تسليم كتائب القسام للأسرى الصهاينة وسط حشد جماهيري مهيب، كما ظهرت في المعركة أكاذيب الاحتلال وانكشفت أوهامه، فبينما تحدث الاحتلال عن خروج قادة المقاومة من غزة، كان قائد حماس يحيى السنوار في جبهة القتال مع المجاهدين، ليستشهد مقبلا غير مدبر في مشهد يلخص بطولات شعبنا على مدار عقود من الصراع، لم يعرف فيها الاستسلام، إما النصر وإما الشهادة.

أثبتت المعركة أن القتل والخراب والتدمير الذي قام عليه الاحتلال وواصله خلال 471 يوما لن ينتج إلا أجيالا جديدة من المؤمنين بالمقاومة، وسيكون كل الأطفال والفتيان الذين عاشوا ملحمة العبور والصمود جنودا مستقبليين في معركة التحرير والعودة، وهو ما أكده العدو بتأكيده أكثر من مرة أن حماس نجحت في تجنيد مزيد من المقاومين أثناء المعركة
خامسا: لقد مثّل تشوق النازحين للعودة إلى بيوتهم رغم تدميرها وتمسكهم بها؛ دليلا على حجم ارتباط الفلسطيني بأرضه، وهو ما يمثل صورة مصغرة للعودة الكبرى عما قريب، وظني أن العالم كله سيفاجأ يوم 25 كانون الثاني/ يناير بموكب العودة الكبير من الجنوب إلى الشمال، لأناس يرون في ذرات تراب الأرض التي عاشوا عليها مقدسا عظيما.

كما أثبتت غزة برجالها وعشائرها ومكوناتها السياسية؛ وطنيتها البالغة وإيمانها العميق بالتحرير، حيث رفضت كل مشاريع التعاون مع الاحتلال، وأفشلت مؤامرته السياسية، واعترف الاحتلال أكثر من مرة بأن كل مخططاته لإيجاد بديل داخلي أو خارجي باءت بفشل ذريع.

سادسا: على الصعيد الصهيوني الداخلي ستفجر هذه المعركة مع انتهائها مزيدا من الصراعات الداخلية في الكيان، وما الانتقادات الواسعة من أطياف سياسية كبيرة إلا بداية الاعتراف بالفشل الكبير، الذي سيقود إلى مزيد من الشقاقات والخلافات العسكرية والسياسية والأمنية، وقد تجلت بدايات ذلك في هجوم وزير المالية سموتريتش على رئيس أركان قوات الاحتلال، ومطالبته إياه بالاستقالة، وهو سرعان ما تحقق باستقالته، وإعلان عدد من المسؤولين نيتهم الاستقالة قريبا، على رأسهم رئيس الشاباك.

كما نجحت معركة الطوفان في إظهار صورة الاحتلال الحقيقية، وها هم قادته مطلوبون للمحكمة الدولية، وجنوده مطاردون في العديد من دول العالم، كما جرى في البرازيل والأرجنتين وغيرهما، وهو ما يمثل بداية عزل هذا الكيان دوليا، فمن ذا الذي يجرؤ اليوم على الجلوس علنا مع نتنياهو وهو المجرم المتهم بالإبادة؟

لا يعني ما سبق أن غزة وأهلها العظماء الكرام لم يدفعوا ثمنا غير مسبوق سواء على صعيد فاتورة الدم، أو فاتورة المعاناة اليومية غير المسبوقة التي طالت كل المواطنين دون استثناء، حيث فقد الغزيون بيوتهم، وعانوا من جوع وبرد على مدار أيام الحرب كلها، وافتقدوا احتياجات الحياة التي لا يمكن أن يستغني عنها إنسان، من أدوات نظافة أو مياه أو أحذية أو ملابس أو دواء، وغير ذلك، كما تعطلت المدارس ومؤسسات التعليم المختلفة، ودُمرت كل وسائل الإنتاج والصناعة، وتم تجريف المزارع، والحقول، وبيوت الزراعة البلاستيكية، ومع ذلك كله أثبتت المعركة أن القتل والخراب والتدمير الذي قام عليه الاحتلال وواصله خلال 471 يوما لن ينتج إلا أجيالا جديدة من المؤمنين بالمقاومة، وسيكون كل الأطفال والفتيان الذين عاشوا ملحمة العبور والصمود جنودا مستقبليين في معركة التحرير والعودة، وهو ما أكده العدو بتأكيده أكثر من مرة أن حماس نجحت في تجنيد مزيد من المقاومين أثناء المعركة.

مقالات مشابهة

  • فعالية ثقافية في تعز بذكرى الشهيد القائد
  • مكتب الأوقاف بإب ينظم فعالية ثقافية إحياءً بذكرى سنوية الشهيد القائد
  • مسير وتطبيق عملي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية جبن بالضالع
  • فعالية ثقافية لمكتب الأوقاف في إب بالذكرى السنوية للشهيد القائد
  • فعالية ثقافية في صنعاء الجديدة بالذكرى السنوية للشهيد القائد
  • فعالية ثقافية بصنعاء الجديدة بذكرى سنوية الشهيد القائد
  • الخثلان يوضح حكم الألفاظ التي يفهم منها الاستدعاء بالجن … فيديو
  • حماس تنعى القياديين “روحي مشتهى” و”سامي عودة” اللذين ارتقيا خلال معركة طوفان الأقصى
  • معركة طوفان الأقصى.. معجزة غزة وأهلها
  • ما أبرز الإنجازات والمكتسبات التي حققها طوفان الأقصى للقضية الفلسطينية؟