يتقدمهم صاحب أطول حكم بالعالم.. أهالي الأسرى الأردنيين بإسرائيل ينتظرون إطلاق سراحهم
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
عمان- بلهفة وشوق وترقب، تواصل والدة الأسير الأردني في سجون الاحتلال الإسرائيلي عبد الله البرغوثي تجوالها عبر شاشات القنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية الإخبارية، بحثا عن أخبار متعلقة بصفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والاحتلال الإسرائيلي، التي بدأت في الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
أطول حكم
تتحدث والدة الأسير عبد الله البرغوثي للجزيرة نت، والدموع تغالبها حزنا على نجلها الذي لم تشاهده منذ سنوات طويلة، والذي اعتقل في الخامس من مارس/آذار 2003، وحكمت عليه محكمة الاحتلال العسكرية بالسجن المؤبد (67) مرة، ما يعادل (6700) سنة، وهو صاحب أطول حكم في تاريخ السجون بالعالم.
وأعربت أم عبد الله عن أمنيتها في أن يتمكن ابنها من الخروج من الأسر ليتعرف على أولاده، وإخوته، ويستطيع العيش معهم من خلال وجوده ضمن قائمة صفقة تبادل قادمة ما بين المقاومة والاحتلال.
وتضيف أم عبد الله أن ابنها الأسير صاحب معنويات عالية، ولم يؤثر الأسر فيه، فقد ألّف 10 كتب خلال فترة العزل الانفرادي التي دامت ما يقارب 10 أعوام، وخاض العديد من الإضرابات عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقاله الانفرادي.
"خايفة أموت قبل ما أشوف ابني"، بهذه الكلمات عبّرت والدة الأسير الأردني مرعي أبو سعيدة المحكوم بالسجن المؤبد (11) مرة، وحال والدة الأسير أبو سعيدة لا يختلف كثيرا عن حال والدة الأسير عبد الله البرغوثي فالمعاناة واحدة، وأشواق اللقاء تتصاعد في الصدور للقاء قريب.
وناشدت والدة الأسير الأردني أبو سعيدة في حديثها للجزيرة نت حركة حماس أن يكون نجلها ضمن الصفقة، وأضافت مستدركة "أنا لم أشاهد ابني الأسير مرعي منذ 17 عاما، ووالده توفي ولم يره، أناشد حماس أن تفرج عن ابني وكافة الأسرى الأردنيين من سجون الاحتلال لأنه تكفي المعاناة والألم" الذي عانيناه.
وتؤكد والدة أبو سعيدة أن ثقتها كبيرة بالمقاومة للإفراج عن نجلها، وقالت "الأمل الوحيد للإفراج عن ابني، وجميع الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي هي المقاومة الفلسطينية من خلال صفقة تبادل جديدة".
وختمت حديثها والدموع تغالبها "ابني دخل في سجون الاحتلال حين كان عمره 35 عاما، والآن أصبح 54 عاما، وقد قضى في الأسر 19 عاما".
الجزيرة نت تواصلت مع مسؤول ملف الأسرى في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) زاهر جبارين، ووضعته في صورة مناشدات أمهات وأهالي الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال، وهو بدوره أكد أنه "لن يتم إطلاق سراح جنود الاحتلال الأسرى في قطاع غزة إلا من خلال إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين، والأردنيين، وغير الأردنيين من الأسرى العرب في سجون العدو".
وقال جبارين للجزيرة نت "كل من عمل من أجل فلسطين، ويقبع حاليا في السجون الصهيونية سيتم الإفراج عنه، وسننهي هذا الملف بشكل كامل، وسيتم تبييض كافة السجون، ولا يمكن لهذا الاحتلال أن يفرض علينا أي شروط فيما يتعلق بالأسماء، والمقاومة ستقول كلمتها".
ويقبع في السجون الإسرائيلية 18 أسيرا أردنيا، حسب بيانات اللجنة الوطنية الأردنية، معظمهم فرضت عليه أحكام عالية بالسجن، وآخرون محكوم عليهم بالمؤبد مدى الحياة، أصغرهم محمد مهدي صالح الذي يبلغ من العمر حين اعتقاله 13 عاما، وعبد الله البرغوثي صاحب أطول حكم.
من جانبه، قال مقرر لجنة الأسرى الأردنيين في المعتقلات الإسرائيلية فادي فرح إنه "على مدار سنوات طويلة لا أمل للأسرى للحصول على الحرية إلا من خلال عمل مقاوم كأسر جنود صهاينة، ومبادلة أسرى أردنيين أو فلسطينيين بهم، ولن يكون هناك إفراج عن الأسرى بغير هذه الطريقة".
وأضاف فرح -الذي كان أسيرا في سجون الاحتلال- في حديثه للجزيرة نت "بخصوص الأسرى الأردنيين كانت هناك مطالبات كثيرة من أهالي الأسرى، ولم يتم تحرير الأسرى الأردنيين إلا في ظروف معينة وقليلة كالإفراج عن الأسيرة المحررة أحلام التميمي.
وناشد فرح المقاومة الإفراج عن الأسرى الأردنيين، إذ يوجد 10 أسرى أردنيين قد أتموا أكثر من 20 سنة في السجون، وقال "نترقب الإعلان عن شمولهم في الصفقة المقبلة، وأن يكونوا على رأس الأولوية بالنسبة لكتائب القسام".
وعلمت الجزيرة نت من مصادر نيابية أن عددا من النواب تواصلوا يوم أمس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لمطالبة حماس بإدراج الأسرى الأردنيين على قائمة صفقة التبادل المرتقبة مع الاحتلال، وجاء الرد من هنية إيجابيا بتأكيده على أن حماس وعدت بوضع أسماء الأسرى الأردنيين على قوائم المطالب للإفراج عنهم خلال صفقات التبادل بين الطرفين.
ويعيش الأسرى الأردنيون معاناة مضاعفة في سجون الاحتلال، إذ يحرمهم السجان الإسرائيلي من زيارة ذويهم وأقاربهم لسنوات، يموت فيها ذووهم، دون أن يروهم كالأسير الأردني منير مرعي الذي توفي والده ووالدته قبل أن يشاهداه.
وقامت المقاومة الفلسطينية بالعديد من صفقات التبادل مع الاحتلال الإسرائيلي، بدأت منذ عام 1948 حتى اليوم، وعددها 38 صفقة، بعضها تمت بوساطة من الصليب الأحمر الدولي، وبعضها بوساطة ألمانية، وبعضها الآخر عن طريق السلطات المصرية، وبعضها بتفاوض مباشر دون وسيط كما في حالة الأسرى الإسرائيليين لدى الأردن ومصر.
وسبق أن استردت إسرائيل عددا من عملاء الموساد المعتقلين في الأردن عام 1997 مقابل إنقاذ حياة رئيس حركة حماس سابقا خالد مشعل الذي سُمِّم في الأردن، وبموجب هذه الصفقة أُفْرِج عن مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين من سجون الاحتلال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی فی سجون الاحتلال الأسیر الأردنی للجزیرة نت حرکة حماس من خلال
إقرأ أيضاً:
أهالي أسرى إسرائيليين ينظمون وقفة على حدود غزة.. طالبوا بصفقة شاملة
نظّمت عائلات عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، الأحد، وقفة احتجاجية عند السياج الحدودي مع القطاع قرب مستوطنة "نير عوز"، حيث رفعوا صور أبنائهم وطالبوا بإطلاق سراحهم، عبر وقف الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وتضمنت الوقفة رفع صور الأسرى وتوجيه رسائل مباشرة إلى الجهات الرسمية الإسرائيلية بما في ذلك حكومة بنيامين نتنياهو، إلى جانب انتقادات لقيادة الحكومة، خاصة في ما يتعلق بإقالة رئيس الشاباك، رونين بار، والتعامل مع ملف التفاوض.
وفي ذات السياق حث منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو على التوصل إلى صفقة لإعادة المحتجزين من غزة حتى وإن كان ذلك يعني إنهاء الحرب.
وقال المنتدى في بيان: "ليس لدى نتنياهو خطة. الليلة، سمعنا حديثا لا نهاية له عن ما لا يجب فعله. نود أن نسمع من رئيس وزرائنا ما الذي يجب أن يُفعل".
وأضاف: "هناك حل واحد واضح، قابل للتحقيق، وهو مطالَب بتحقيقه الآن: التوصل إلى صفقة تعيد الجميع إلى الوطن - حتى وإن كان ذلك يعني وقف القتال".
وكان نتنياهو هدد، في كلمة مسجلة السبت، بزيادة الضغط والعدوان على غزة، تحت ذريعة القضاء على حركة حماس، وتحقيق "النصر".
وقال نتنياهو إن الحرب على غزة لن تنتهي قبل القضاء على حركة حماس، مؤكدا أنه "أوعز للجيش بزيادة الهجمات والضغط على حماس، وقال: "نحن في حرب الانبعاث الدائرة في سبع جبهات، ولهذه الحرب هنالك أثمان باهظة جدا، ولا مبرر أمامنا إلا مواصلة القتال على وجودنا حتى النصر".
وخلال الوقفة على حدود غزة ألقى آباء وأمهات وأزواج أسرى إسرائيليين كلمات أمام الحاضرين، مطالبين الحكومة الإسرائيلية باتخاذ خطوات فورية للتوصل إلى صفقة شاملة. وقالت إحدى المشاركات: "جئنا إلى النقطة التي خُطف منها أبناؤنا، لنطالب بإعادتهم إلى منازلهم"، بحسب موقع "عرب48".
ووجّه عدد من المتحدثين انتقادات لنتنياهو، متهمين إياه بـ"إطالة أمد الحرب على حساب الأسرى وعائلاتهم"، ومطالبين باستقالته. وشدد المشاركون أن "الاستمرار في التصعيد العسكري يهدد حياة الأسرى ويؤخر فرص الإفراج عنهم".
وأكدت عائلات الأسرى أن التحرك سيستمر خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع تعثّر المفاوضات وتصاعد الضغوط الشعبية، للمطالبة بإبرام اتفاق شامل يعيد جميع المحتجزين، حتى لو كان ذلك مقابل إنهاء حرب الإبادة المتواصلة على القطاع.