عمان- بلهفة وشوق وترقب، تواصل والدة الأسير الأردني في سجون الاحتلال الإسرائيلي عبد الله البرغوثي تجوالها عبر شاشات القنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية الإخبارية، بحثا عن أخبار متعلقة بصفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والاحتلال الإسرائيلي، التي بدأت في الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.


أطول حكم

تتحدث والدة الأسير عبد الله البرغوثي للجزيرة نت، والدموع تغالبها حزنا على نجلها الذي لم تشاهده منذ سنوات طويلة، والذي اعتقل في الخامس من مارس/آذار 2003، وحكمت عليه محكمة الاحتلال العسكرية بالسجن المؤبد (67) مرة، ما يعادل (6700) سنة، وهو صاحب أطول حكم في تاريخ السجون بالعالم.

وأعربت أم عبد الله عن أمنيتها في أن يتمكن ابنها من الخروج من الأسر ليتعرف على أولاده، وإخوته، ويستطيع العيش معهم من خلال وجوده ضمن قائمة صفقة تبادل قادمة ما بين المقاومة والاحتلال.

وتضيف أم عبد الله أن ابنها الأسير صاحب معنويات عالية، ولم يؤثر الأسر فيه، فقد ألّف 10 كتب خلال فترة العزل الانفرادي التي دامت ما يقارب 10 أعوام، وخاض العديد من الإضرابات عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقاله الانفرادي.

آخر صورة للأسير عبد الله البرغوثي يتوسط أشقاءه في عام 1999 (الجزيرة) منذ 17 سنة

"خايفة أموت قبل ما أشوف ابني"، بهذه الكلمات عبّرت والدة الأسير الأردني مرعي أبو سعيدة المحكوم بالسجن المؤبد (11) مرة، وحال والدة الأسير أبو سعيدة لا يختلف كثيرا عن حال والدة الأسير عبد الله البرغوثي فالمعاناة واحدة، وأشواق اللقاء تتصاعد في الصدور للقاء قريب.

وناشدت والدة الأسير الأردني أبو سعيدة في حديثها للجزيرة نت حركة حماس أن يكون نجلها ضمن الصفقة، وأضافت مستدركة "أنا لم أشاهد ابني الأسير مرعي منذ 17 عاما، ووالده توفي ولم يره، أناشد حماس أن تفرج عن ابني وكافة الأسرى الأردنيين من سجون الاحتلال لأنه تكفي المعاناة والألم" الذي عانيناه.

وتؤكد والدة أبو سعيدة أن ثقتها كبيرة بالمقاومة للإفراج عن نجلها، وقالت "الأمل الوحيد للإفراج عن ابني، وجميع الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي هي المقاومة الفلسطينية من خلال صفقة تبادل جديدة".

وختمت حديثها والدموع تغالبها "ابني دخل في سجون الاحتلال حين كان عمره 35 عاما، والآن أصبح 54 عاما، وقد قضى في الأسر 19 عاما".

والدة الأسير مرعي أبو سعيدة تناشد حركة حماس أن يكون نجلها ضمن الصفقة (الجزيرة) حماس: سنفرج عنهم

الجزيرة نت تواصلت مع مسؤول ملف الأسرى في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) زاهر جبارين، ووضعته في صورة مناشدات أمهات وأهالي الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال، وهو بدوره أكد أنه "لن يتم إطلاق سراح جنود الاحتلال الأسرى في قطاع غزة إلا من خلال إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين، والأردنيين، وغير الأردنيين من الأسرى العرب في سجون العدو".

وقال جبارين للجزيرة نت "كل من عمل من أجل فلسطين، ويقبع حاليا في السجون الصهيونية سيتم الإفراج عنه، وسننهي هذا الملف بشكل كامل، وسيتم تبييض كافة السجون، ولا يمكن لهذا الاحتلال أن يفرض علينا أي شروط فيما يتعلق بالأسماء، والمقاومة ستقول كلمتها".

ويقبع في السجون الإسرائيلية 18 أسيرا أردنيا، حسب بيانات اللجنة الوطنية الأردنية، معظمهم فرضت عليه أحكام عالية بالسجن، وآخرون محكوم عليهم بالمؤبد مدى الحياة، أصغرهم محمد مهدي صالح الذي يبلغ من العمر حين اعتقاله 13 عاما، وعبد الله البرغوثي صاحب أطول حكم.

من جانبه، قال مقرر لجنة الأسرى الأردنيين في المعتقلات الإسرائيلية فادي فرح إنه "على مدار سنوات طويلة لا أمل للأسرى للحصول على الحرية إلا من خلال عمل مقاوم كأسر جنود صهاينة، ومبادلة أسرى أردنيين أو فلسطينيين بهم، ولن يكون هناك إفراج عن الأسرى بغير هذه الطريقة".

وأضاف فرح -الذي كان أسيرا في سجون الاحتلال- في حديثه للجزيرة نت "بخصوص الأسرى الأردنيين كانت هناك مطالبات كثيرة من أهالي الأسرى، ولم يتم تحرير الأسرى الأردنيين إلا في ظروف معينة وقليلة كالإفراج عن الأسيرة المحررة أحلام التميمي.

وناشد فرح المقاومة الإفراج عن الأسرى الأردنيين، إذ يوجد 10 أسرى أردنيين قد أتموا أكثر من 20 سنة في السجون، وقال "نترقب الإعلان عن شمولهم في الصفقة المقبلة، وأن يكونوا على رأس الأولوية بالنسبة لكتائب القسام".

وعلمت الجزيرة نت من مصادر نيابية أن عددا من النواب تواصلوا يوم أمس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لمطالبة حماس بإدراج الأسرى الأردنيين على قائمة صفقة التبادل المرتقبة مع الاحتلال، وجاء الرد من هنية إيجابيا بتأكيده على أن حماس وعدت بوضع أسماء الأسرى الأردنيين على قوائم المطالب للإفراج عنهم خلال صفقات التبادل بين الطرفين.

قائمة بأسماء وصور الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال (الجزيرة) معاناة مضاعفة

ويعيش الأسرى الأردنيون معاناة مضاعفة في سجون الاحتلال، إذ يحرمهم السجان الإسرائيلي من زيارة ذويهم وأقاربهم لسنوات، يموت فيها ذووهم، دون أن يروهم كالأسير الأردني منير مرعي الذي توفي والده ووالدته قبل أن يشاهداه.

وقامت المقاومة الفلسطينية بالعديد من صفقات التبادل مع الاحتلال الإسرائيلي، بدأت منذ عام 1948 حتى اليوم، وعددها 38 صفقة، بعضها تمت بوساطة من الصليب الأحمر الدولي، وبعضها بوساطة ألمانية، وبعضها الآخر عن طريق السلطات المصرية، وبعضها بتفاوض مباشر دون وسيط كما في حالة الأسرى الإسرائيليين لدى الأردن ومصر.

وسبق أن استردت إسرائيل عددا من عملاء الموساد المعتقلين في الأردن عام 1997 مقابل إنقاذ حياة رئيس حركة حماس سابقا خالد مشعل الذي سُمِّم في الأردن، وبموجب هذه الصفقة أُفْرِج عن مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين من سجون الاحتلال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی فی سجون الاحتلال الأسیر الأردنی للجزیرة نت حرکة حماس من خلال

إقرأ أيضاً:

سحب ترشيح آدم بولر مبعوثا لشؤون الأسرى وسط غضب إسرائيلي

أفادت وسائل إعلام عبرية، السبت، بأن الإدارة الأمريكية، قرّرت سحب ترشيح آدم بولر، لمنصب المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الأسرى في وزارة الخارجية، وذلك على خلفية المحادثات المباشرة التي أجراها مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلال الأسابيع الأخيرة، والتي أثارت استياءً واسعًا في دولة الاحتلال الإسرائيلي.  

وذكرت "القناة12" العبرية، أنّ: بولر سيواصل العمل كموظف حكومي خاص في مفاوضات الأسرى، دون أن يشغل منصب المبعوث الرئاسي، فيما أكدت صحيفة *تايمز أوف إسرائيل* أنّ: "القرار جاء نتيجة غضب إسرائيلي متزايد، عقب تسريبات عن لقاءاته مع قيادات في "حماس"، والتي نُشرت في 4 آذار/ مارس الجاري.".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي، أنّ: :بولر حاول طمأنة الجانب الإسرائيلي عبر تصريحات إعلامية، لكنه في الوقت ذاته دافع عن المحادثات مع "حماس"، ما أدى إلى تفاقم التوترات مع تل أبيب".  

وفي هذا السياق، أوضحت الصحيفة أن: "وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، مارس ضغوطًا على الإدارة الأمريكية للحد من دور بولر في ملف المفاوضات"، مشيرة إلى أن: "تعيينه مبعوثًا خاصًا في كانون الثاني/ يناير الماضي لم يتم التصديق عليه رسميًا بعد".  

وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فقد نسّق بولر محادثاته مع حركة "حماس" بالتعاون مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يبلغ بتلك التحركات بشكل كامل مسبقًا.  


تطورات الملف التفاوضي 
يأتي ذلك بعد إعلان "حماس"، أمس الجمعة، عن استعدادها للإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، وأربعة جثامين تعود لمحتجزين مزدوجي الجنسية، في خطوة وصفتها الحركة بأنها "بادرة إيجابية" لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية، من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.  

ويتزامن هذا التطور مع إعلان البيت الأبيض عن تقديم واشنطن مقترحًا جديدًا "لتضييق الفجوات" بهدف تمديد الهدنة في القطاع إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، حيث شدّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على أنّ: "على حماس الإفراج عن الرهائن فورًا أو مواجهة عواقب وخيمة".  

من جانبه، أرجأ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ردّه على المقترح، محاولًا تحميل حركة "حماس" مسؤولية التأخير، فيما زعم أنّ: "الحركة تمارس التلاعب السياسي والحرب النفسية".

مقالات مشابهة

  • حماس: الادعاءات بشأن وجود تحضيرات من المقاومة لشن هجوم على قوات الاحتلال لا أساس لها
  • حماس: ادّعاءات الاحتلال لتبرير عودته للحرب "لا أساس لها من الصحة"
  • تصاعد عمليات القمع بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو
  • خلّف 4 قتلى و25 مصابًا.. أهالي ضحايا حادث طريق «طملاي» بالمنوفية ينتظرون إنهاء تصاريح الدفن
  • ويتكوف: مقترحي لتمديد وقف إطلاق النار كان معقولا ورد حماس غير مقبول
  • المقاومة تلعب بذكاء والعدو يكرس فشله أكثر.. الهُدنة إلى أين؟
  • سحب ترشيح آدم بولر مبعوثا لشؤون الأسرى وسط غضب إسرائيلي
  • لهذه الأسباب نتنياهو خائف
  • حماس: قصف الاحتلال انقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا