كيف تحل عليك بركة الاستغفار؟.. داعية يكشف شيئا يسير نتائجه عجيبة وكثيرة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
كيف تحل عليك بركة الاستغفار؟ سؤال أجاب عنه الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي الأستاذ بجامعة قناة السويس، من خلال البث المباشر عبر صفحة صدى البلد بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
كيف تحل عليك بركة الاستغفار؟وقال في بيان الاستغفار، إنه قد جاء رجل إلى الحسن البصري رحمه الله يشكو الجدب فقال له: استغفر الله، وجاءه رجل ثانٍ يشكو الفقر، فقال: استغفر الله، وجاءه ثالث يشكو العقم، فقال: استغفر الله، ثم تلا قوله تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً ﴾ [نوح 10-12]".
وقال داود هذه بركة الاستغفار، إن سيدنا نوح عليه السلام، يؤكد لنا أن الحق سبحانه وتعالى كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا كالمطر، مبينًا أن المال هو كل ما يتملك وليس فقط الأوراق التي نتعامل بها،
وأوضح أن الذنوب أكبر عائق وأكبر حجاب يمنع فضل الله سبحانه وتعالى، والذي يزيلها هو الاستغفار، شيء يستطيعه كل الناس، من أيسر أسباب الاستغفار، والذي يستطيعه الكل سواء غني أم فقير، عالم أم جاهل، ورغم أنه شيء يسير فله نتائج عجيبة.
ماذا يفعل الله معك وأنت تعصيه؟ماذا يفعل الله معك وأنت تعصيه؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي، والأستاذ بجامعة قناة السويس، قائلا: لا يوجد ذنب يبعدك عن الله تبارك وتعالى، موضحا أنه بمجرد النية والتوكل على الله سبحانه وتعالى هذا له معنى، بل وأنت في المعصية الله يتلطف بك.
واستدل بقوله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، فرغم أنهم عصاة لم يناديهم سوى بالعباد، مبينا أنه من رحمة الله بك وأنت في المعصية يسترك، وأنت على المعصية الله يرزقك، ويتولاك ويناديك.
الفرق بين حسنا وإحساناأفاد الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي الأستاذ بجامعة قناة السويس، بأن القرآن الكريم كتاب أُحكِمت آياته، فكل حركة وحرف وكلمة وآية وسورة إنما هي متصلة بالحِكم الربانية التي يعرف منها المقصود من هذا الكلام أو الحرف أو الحركة.
وأضاف «داود» خلال تقديمه برنامج «روائع البيان القرآني» على «صدى البلد»، أنه مِن اللافت للانتباه أن آيات القرآن الكريم حينما عبرت عن الإحسان للوالدين قالت: «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً» تكررت كثيرًا في القرآن الكريم إلا في موضع واحد، يقول الله عز وجل «وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حُسْناً» (العنكبوت : 8)، ولم يقل إِحْسَاناً، فهل بينهما فرق؟.
وأجاب قائلاً: «نعم كل السياقات التي ورد فيها قول الله -عز وجل- «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»، إنما كانت سياقات تُعبر عن أهل الإيمان، ويُبين الله عز وجل الإحسان الذي ينبغي أن يكون بالوالدين، فجاء التعبير على هذا النحو «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاستغفار الدكتور محمد داود إ ح س انا
إقرأ أيضاً:
سلامة داود: الأزهر الشريف كان ولا يزال وسيظل يجمع شمل الأمة ويقاوم تفرقها
أكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، أن الأزهر الشريف كان ولا يزال وسيظل يعمل على جمع شمل الأمة ويقف بقوة ليقاوم تفرقها.
وقال رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته اليوم الجمعة في الاحتفالية التي ينظمها الأزهر الشريف بمناسبة ذكرى مرور (1085) على تأسيس الأزهر المعمور، إننا من رحاب الجامع الأزهر، قلعة العلم، وحصن الدين، وعرين العربية، نحتفل اليوم بمرور ألف وخمسة وثمانين عامًا مضت من عمر الزمن على تأسيس الجامع الأزهر الشريف، الذي يدل اسمه (الجامع) على أنه محراب عبادة ومنارة علم، والعلم عبادة، كما يدل اسمه (الجامع) على أنه يجمع شمل الأمة ويقاوم تفرقها وتشتتها لتعود كما أراد الله تعالى لها في قوله جل وعلا: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾(الأنبياء 92)، وتلك هي الغايةُ النبيلةُ.
وثمن رئيس جامعة الأزهر السعي الموَفَّق الدؤوب الذي يقوم به فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف حفظه الله تعالى، في الحوار الإسلامي الإسلامي الذي يسعى إلى نبذ الفرقة والتعصب والاجتماع على الثوابت والأصول المشتركة التي اتفقت عليها الأمة على اختلاف مذاهبها.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن العالم الإسلامي لم يجن من الفرقة إلا الضعف والوهن؛ ولم تكن الأمة أحوج إلى الاتحاد واجتماع الكلمة ولمِّ الشمل منها الآن بعد ما تداعت عليها الأمم.
وأكد رئيس الجامعة أن الأزهر الشريف نسب شريف يعود في نبعته المباركة إلى أم أبيها السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي تسميته (الأزهر) جمال من الزهر؛ لأنه يتفتح عن العلوم كما تتفتح الأزهار عن أكمامها، وفي تسميته (الأزهر) بصيغة اسم التفضيل دلالة على أنه يعيش مع أشرف العلوم وأعلاها، والأزهر المعمور لا يرضى لمن ينتسب إليه إلا أن يكون هو الأزهر والأنور والأبهر والأقدر، فلا يرضي لمن ينتسب إليه أن يكون تابعًا لغيره في مضغ العلوم والمعارف؛ بل يتمثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير من اليد السفلى»، واليد العليا هي اليد التي تملك قوة العلم وتنتج العلم، واليد السفلى هي اليد التي تستورد العلم وتعيش عالة على ما أنتجته عقول الآخرين؛ لذا عاش الأزهر الشريف هذه القرون الطويلة وهو ينتج المعرفة.
وأوضح رئيس الجامعة أن البعثات التي أرسلها محمد علي باشا إلى أوروبا كانت من النابهين من أبناء الأزهر الذين قامت على أكتافهم في مصرنا الحبيبةِ كلياتُ الطب والهندسة وغيرها من كليات العلوم التطبيقية؛ فكانت النهضة الحديثة في مصر على أيدي علماء الأزهر، لافتا إلى أن الأزهر الشريف بماضيه وحاضره كالشمس من اقترب منها ذاب فيها، فما من بلد في الدنيا إلا وللأزهر الشريف عليه يد بيضاء في نشر العلم والوسطية والاعتدال.
ودلل رئيس جامعة الأزهر على قيمة ومكانة الأزهر المعمور بالطلاب الوافدين في رحابه وهم اليوم نحو ستين ألف طالبٍ وافد من نحو مائة وثلاثين دولة يحملون مشاعل النور والإسلام والوسطية إلى بلادهم، وهم سفراء للأزهر الشريف جامعًا وجامعةً في دول العالم، موضحًا أن الأزهر الشريف جهزهم وصنعهم على عينه؛ فله الفضل عليهم بحق الأستاذية والتعليم والرعاية، وما قطعوا بلدًا أو نشروا علمًا إلا وكان للأزهر الشريف نصيبٌ من أجره وثوابه؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا»؛ وقد جهزهم الأزهر الشريف للأمة كلِها وللعالم كلِّه هداةً مهديين؛ فإذا نشروا علمه في البلاد كان لهم فضلٌ عليه أيضًا؛ لقول علمائنا: «ما من أحد إلا وللشافعي عليه فضل إلا البيهقي فإن له الفضل على الشافعي لنشره مذهبه»؛ وهذه هي رحم العلم بين الأستاذ وتلميذه.
وقال رئيس جامعة الأزهر: لقد أدركنا من علمائه مَن يستنكف أن يتكلم في درسه ومحاضرته بكلمة عامية واحدة، فإذا اضطُرَّ إلى نطقها قال: أقولها بالعامية وأستغفر الله؛ حرصًا منه على نشر اللسان العربي المبين الذي نزل به القرآن الكريم وتكلم به سيد السادات -صلى الله عليه وسلم- وحرصًا منه على تقويم اللسان وتنشئة الجيل على حب العربية، وأدركنا من علمائنا من كان يقول لنا: في البحث العلمي لا تكرر من سبقك، بل ابحث عن رَوْضٍ أُنُفٍ، والروض الأنف الحديقة الغناء التي لم تطأها قدمٌ، أي: ابحث عن موضوع لم يدرسه أحد قبلك لتقف على ثغرة ليس عليها مرابط، وهي كلمة جليلة قالها شيخنا المحمود الدكتور محمود توفيق، عضو هيئة كبار العلماء الذي فقده الأزهر الأسبوع الماضي ونعاه إمامُه الأكبر حفظه الله، كلمةٌ جليلة تربط البحث العلمي بالدفاع عن ثغور الأمة، والمرابطة عليها؛ لأن حماية الفكر من حماية الوطن.
وقال رئيس الجامعة: لقد تعلمنا من علمائك أيها الأزهر المعمور أنه لا يخلو كتاب من فائدة، وأنه لا يغني كتاب عن كتاب، وأن يجعل الكاتب كتابه يغني عن غيره ولا يغني عنه غيرُه، تعلمنا من علمائك أن نضحي من أجل العلم بأوقاتنا وأقواتنا وشرخ شبابنا وزهرة أعمارنا وماء عيوننا، حتى قال أحدهم لتلميذه يومًا: «بع الجبة والقفطان واشتر اللسان» يقصد معجم لسان العرب، الذي ينمي الثروةَ اللغويةَ والمحصولَ اللغويَّ لمن يقرؤه.
وختم رئيس الجامعة كلمته ناصحًا طلاب العلم في الأزهر الشريف بقراءة تراجم سير علماء الأزهر والاقتطاف من أزاهيرها والتأسي بهم في علو الهمة وغزارة العلم ومكارم الأخلاق، قائلًا لهم: تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح وإني لأرجو أن يوفَّقَ بعضَ أولي العزائم الصادقة إلى جمع هذه الشمائل والمكارم من سيرهم وحُسْنِ عرضها وتجليتها وكشفِ جوانبها المضيئة؛ لتكون نبراسًا يضيء لنا وللأجيال القادمة؛ فإن الأخلاق تعدي، وإن التأسي بالتجارب الرائدة والنماذج المشرقة هو خير باعث على النهضة والتقدم.