نشرت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، مشاهد توثق جانبا من تسلييم محتجزتين روسيتين استجابة لطلب القيادة الروسية، على هامش اتفاقية الهدنة الموقعة مع إسرائيل.

وتظهر مقاطع الفيديو عناصر من الفصائل الفلسطينية تابعة لـ "كتائب القسام" وهم يرافقون المحتجزتين أثناء عملية تسليمهم لطواقم الصليب الأحمر الدولي، وسط حشد جماهيري كبير.

وأظهرت اللقطات قيام المحتشدين بوداع المحتجزتين الروسيتين، تزامنا مع أطلاق هتافات لكتائب القسام. 

والجدير ذكره، أن عملية التسليم تأتي خارج الاتفاق مع إسرائيل بشأن الدفعة السادسة اليوم الأربعاء من الإفراج أسرى إسرائيليين لدى حركة "حماس".

وقالت حماس في بيان انه "استجابة لجهود الرئيس الروسي أطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس اليوم الأربعاء سراح محتجزتين تحملان الجنسية الروسية وتم تسليمهما للصليب الأحمر قبل قليل كمقدمة لتسليمهما لممثلي الخارجية الروسية".
 

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة تل أبيب حركة حماس صفقة تبادل الأسرى قطاع غزة كتائب القسام

إقرأ أيضاً:

حرب الصورة.. كيف تقاتل حماس بالكاميرا؟

في لحظة غير متوقعة، وأمام عدسات الكاميرات، انحنى أحد الأسرى الإسرائيليين ليقبل رؤوس مقاتلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس الذين كانوا يسلمونه للصليب الأحمر. وكان هذا المشهد كفيلًا بإثارة عاصفة من الجدل، إذ التقطته وسائل الإعلام العالمية كصورة تحمل أبعادًا تتجاوز الحدث نفسه: صورة جندي مهزوم، ورمز قوة تحرص على إظهار نفسها بشكل إنساني، ورسالة مبطنة تعيد تشكيل السردية حول طبيعة الصراع.

ولم يكن هذا المشهد استثناءً، بل جاء ضمن سلسلة من المشاهد التي صممتها حركة حماس بعناية خلال عمليات تبادل الأسرى الأخيرة. ومنذ اللحظة الأولى لعمليات التسليم، ظهر المقاتلون الملثمون في أزياء عسكرية منظمة، حاملين أسلحتهم بأوضاع تعكس الانضباط، وأحيانًا يقدمون المياه والتمر للأسرى الإسرائيليين قبل إطلاق سراحهم. مشاهد كهذه لم تكن مجرد نقل للأحداث، بل كانت بمثابة رسائل إعلامية مدروسة، صُممت لتصل إلى الجماهير الفلسطينية، والعدسة الغربية، وصناع القرار في إسرائيل.

حين تتحول الصورة

في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لطالما كانت الصورة أداة قوية في يد الطرفين، رغم أن الرأي الغربي اختار أن ينظر من عدسة الميركافا الإسرائيلية. فقد احتكرت إسرائيل لعقود السردية الإعلامية العالمية، واستخدمت وسائلها لنقل صورة الإسرائيلي الضحية، والفلسطيني المعتدي. إلا أن حماس، خاصة في السنوات الأخيرة، أدركت أهمية كسر هذه الهيمنة البصرية عبر توظيف مشاهد التوثيق الميداني، وفن بناء الرموز في لحظات حساسة مثل تسليم الأسرى، وهو أمر ممتد عن صورة التغطية الحية للمعارك وصور المقاومة اليومية طوال شهور الحرب.

إعلان

إحدى أبرز المشاهد التي حفرت في الذاكرة كانت لحظة تسليم الأسرى الإسرائيليين في مخيم النصيرات بقطاع غزة، حيث ظهر مقاتلو حماس يرافقون المحتجزين بهدوء، يلبسون الزي الرسمي، ويحملون أسلحتهم بطريقة توحي بالسيطرة دون تهديد مباشر. مشهد بدا وكأنه محاكاة لعروض الجيوش النظامية في عمليات تبادل الأسرى بين الدول، في محاولة واضحة لترسيخ صورة حماس ككيان منظم له القدرة على فرض شروطه.

"اليوم التالي للطوفان" لافتة حملها أحد مقاتلي حماس أثناء تسليم إسرائيليين في خان يونس (الفرنسية)

وفي مشاهد أخرى، اختارت حماس توثيق اللحظات الإنسانية، مثل تقديم الطعام والماء للأسرى قبل تسليمهم، وإظهارهم يمشون بحرية دون قيود. وهذه الصور استهدفت توجيه رسائل مزدوجة: إلى الداخل الفلسطيني لتأكيد "أخلاقية المقاومة"، وإلى الخارج لنفي اتهامات الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة إظهارها كمنظمة إرهابية.

سردية إسرائيل

على الجانب الآخر، أثارت هذه الصور غضبًا واسعًا في إسرائيل، فقد سارع الإعلام الإسرائيلي إلى وصفها بأنها "إذلال" للأسرى، وسعى لتقديمها كدليل على "وحشية" حماس رغم أن الصور لم تتضمن أي مشاهد عنف.

ولكن المعضلة التي تواجهها إسرائيل ليست فقط في الصور ذاتها، بل في تأثيرها على جمهورها الداخلي. إذ إن مشاهد الأسرى وهم يتصرفون بطمأنينة بين أيدي مقاتلي حماس تقوض سردية "الجيش الإسرائيلي الذي لا يُهزم"، وأن "حماس إرهابية"، وتطرح تساؤلات عن مدى قدرة حكومة نتنياهو على استعادة الأسرى بالقوة.

من البندقية إلى الكاميرا

تدرك حماس أن الصراع مع إسرائيل ليس عسكريًا فقط، بل هو صراع على الوعي والرأي العام. ولهذا السبب تعتمد بشكل متزايد على الصور والرموز في توجيه رسائلها. فبينما تعتمد إسرائيل على الترسانة العسكرية والدعم الدبلوماسي الغربي والإمساك بتلابيب الإعلام، فإن حركة حماس تراهن على مشاهد تصنعها بعناية لتكون أكثر تأثيرًا من أي بيان سياسي.

وقد يبدو المشهد الذي قبّل فيه أحد الأسرى رؤوس مقاتلي حماس لحظة عابرة، لكنه في عالم الإعلام الحربي يعادل نصرًا إستراتيجيًا. لأن المعركة اليوم لم تعد تُحسم فقط في ميادين القتال، بل أيضًا في مساحات الإنترنت وشاشات الأخبار. وهكذا تواصل حماس اللعب بذكاء في ميدان الصورة لتبارز جيش نتنياهو، ليس بالبندقية وحدها، بل بالكاميرا أيضًا.

مقالات مشابهة

  • كتائب القسام تشيع 40 شهيدًا من مجاهديها ارتقوا خلال معركة “طوفان الأقصى”
  • بالفيديو .. ‏القسام تشيّع 50 من شهدائها بمخيم الشاطئ في جنازة كبيرة
  • بالفيديو .. مخرج إيطالي يرد على فيديو ترمب ورؤيته لقطاع غزة
  • سفارة فلسطين بالقاهرة تنشر رابط التسجيل لطلب مساعدات للمواطنين القادمين من غزة
  • حرب الصورة.. كيف تقاتل حماس بالكاميرا؟
  • بالفيديو.. الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين و"القسام" تسلم جثامين 4 إسرائيليين
  • إسرائيل تبدأ عملية التعرف على جثث أسرى استعادتهم من غزة
  • ماذا نعرف عن عملية التبادل الجديدة بين إسرائيل وحماس؟
  • بلا مراسم..حماس تسلم إسرائيل جثث 4 محتجزين في غزة الليلة
  • الأمم المتحدة: استجابة مصر للأزمات بالسودان وغزة تجسد التزام القيادة بتقديم الدعم