سارع سكان في جنوب لبنان، كانوا قد فروا من القتال في مناطقهم الشهر الماضي، للعودة إلى منازلهم لتفقد الأضرار مستغلين هدنة مؤقتة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وهي هدنة يأملون أنها ستنهي معها أسوأ اشتباكات عبر الحدود فيما يقرب من 20 عاماً.

ويحث مفاوضون إسرائيل وحماس على تمديد هدنة استمرت لستة أيام في صراع تسبب في موجات صدمة في المنطقة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وانتشر للحدود اللبنانية الإسرائيلية بتبادل لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.


وفي المنطقة التي تبعد نحو مئتي كيلومتر عن قطاع غزة في جنوب لبنان، شعر سكان في مناطق تظهر عليها آثار القصف الإسرائيلي بالارتياح لتمكنهم من العودة لمنازلهم منذ الجمعة عندما بدأ سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

بعد سريان الهدنة في #غزة.. الهدوء الحذر يسود قرى جنوب #لبنان https://t.co/rPv2sdpmj9

— 24.ae (@20fourMedia) November 24, 2023 وقال مبدّا سلوم وهو أحد سكان بلدة يارون وكان قد فر شمالاً مع أسرته للعاصمة بيروت "كتير مبسوطين إنه رجعنا على الضيعة... نأمل إنه تصبح هذه الهدنة هدنة دائمة إن شاء الله".
والاشتباكات التي شنت خلالها إسرائيل ضربات جوية وقصفا مدفعياً وأطلق حزب الله صواريخ وقذائف على مواقع إسرائيلية على الحدود شكلت أسوأ موجة عنف على الحدود اللبنانية منذ أن خاض الحزب حرباً مع إسرائيل في 2006.
واستغلت كثير من الأسر التوقف المؤقت في القتال للعودة لجمع متعلقاتهم من منازلهم وتفقد الخسائر. والمدارس وأغلب المتاجر مغلقة في المنطقة.
واضطر نحو 55 ألفاً للفرار من أنحاء الجنوب اللبناني حتى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) وفقاً لأرقام الأمم المتحدة. كما فر الكثيرون من منازلهم في شمال إسرائيل.
وتهدمت أجزاء ضخمة من الجدران وتهشمت النوافذ وتناثرت الأطباق المكسورة والأثاث المحطم في غرفة المعيشة بمنزل أمل جابر وهي من سكان إحدى القرى لكنها قالت "الله يحمي هالشباب ويوفقهم ويرد عنهم إن شاء الله، مش مهم الحجر المهم البشر".
وقتلت الهجمات الإسرائيلية نحو مئة في لبنان 80 منهم من مقاتلي حزب الله منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وقال قاسم جابر مختار رئيس بلدية محيبيب إنه على الرغم من عدم مقتل أي شخص في البلدة بسبب القصف الإسرائيلي فإن المنازل أصابها الضرر ولم يتمكن المزارعون من قطاف الزيتون وفاتهم أيضاً زراعة محاصيل الموسم المقبل.
وأضاف أنه نتيجة للقصف ونزوح السكان "من الطبيعي الناس لم تتمكن من النزول على أرضها، هناك موسم الزيتون، راح (فاتهم) موسم الزيتون... كان الفلاح يريد أن يزرع مؤنته (ما يكفيه) من قمح (و) من علف من أي شيء، ما كان قادر ينزل الفلاح (لزراعة أرضه). طبعا فيه خسارة بهذا الموضوع".
وعلق على لهفة السكان على العودة بمجرد سريان الهدنة بقوله "الناس مشتاقة لبيوتها.. لأرضها".
وحفت لافتات صفراء الطرق في محيبيب وقرى أخرى حدادا على مقاتلي حزب الله الذين لاقوا حتفهم في القتال.
وقال عبد المنعم شقير، رئيس بلدية بلدة ميس الجبل التي تبعد ميلاً عن الحدود، إن كثيرين من الناس عادوا إلى منازلهم مع دخول وقف إطلاق النار يومه الخامس.
وعلى بعد عشرين كيلومتراً إلى الغرب، في قرية ياطر، قالت مزارعة في الخمسينيات من عمرها تدعى فاطمة كريم إنها تحمد الله على الهدوء.
وأوضحت فاطمة "بدنا (نريد) نفلح الأرض ونزرع قبل موسم الشتاء، ورح نضل (سنظل مقيمين هنا) لنسمع (حتى نسمع) أول قذيفة، إذا ما سقطت علينا رح نرجع نهرب، نحن هون حياتنا وعيشتنا وزراعتنا وحقولنا، نحن بس نطلع (ننظر) من بيتنا كأن روحنا بتطلع، رح نستفيد من الهدنة لآخر لحظة، وياريت بيصير فيه وقف إطلاق نار دائم".
وقال حسن فضل الله، وهو سياسي كبير في حزب الله، أمس الثلاثاء إن الجماعة بدأت دفع تعويضات للأشخاص الذين تكبدوا خسائر في الضربات الإسرائيلية.
وأضاف فضل الله، نقلا عن مسح أجراه حزب الله للأضرار الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية، أن 37 مبنى سكنيا دُمرت بالكامل والتهمت النيران 11 مبنى آخر. وطالت أضرار متفاونة 1500 منزل آخر في أنحاء من الجنوب.
وفي قرية علما الشعب، قال ميلاد عيد، وهو صاحب فندق محلي، إن نحو نصف الأراضي الزراعية وبساتين اللوز والأفوكادو والزيتون احترقت، بالإضافة إلى ثمانية منازل وخزان مياه.
وأضاف "إذا استمر الهدوء لمدة أطول، فيمكننا في الواقع إصلاح كل هذا".
ومضى يقول إن مسؤولين من الحكومة اللبنانية ومن مؤسسة "جهاد البناء" التابعة لحزب الله وبعض المنظمات غير الحكومية زاروا المنطقة لتقييم الأضرار.
وأضاف "نريد فقط أن تنتهي... نريد تمديد الهدنة للوصول إلى هدوء كامل. التمديد ممكن".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

مفاجأة استخباراتية عن حزب الله.. صحيفة تعلنها!

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن مخاوف سكان منطقة شمال إسرائيل من العودة إلى مُستوطناتهم المُحاذية للحدود مع لبنان لاسيما بعد إنتهاء مهلة وقف إطلاق النار القائم بين البلدين والمُحددة لغاية 18 شباط 2025.   وفي التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24"، دعا موشيه دافيدوفيتش، رئيس مجلس منتدى بلدات خط المواجهة مع لبنان، الجيش الإسرائيلي إلى البقاء في جنوب لبنان، وأضاف: "لا يمكننا أن نطلب من السكان العودة إلى منازلهم بأمان وذلك في أعقاب نشاط حزب الله".   وأكد دافيدوفيتش أن المطلوب هو حفاظ إسرائيل على تفوقها العسكري، وقال: "لا نستطيع الطلب من السكان العودة إلى منازلهم بأمان، فبعد عام و 4 أشهر من الإجلاء والنزوح، يفقد الكثيرون الثقة. كيف يمكننا أن نتحدث عن العودة إلى الشمال في ظل الوضع الهش واستمرار حزب الله في اختبار صبرنا وجمع المعلومات الاستخباراتية وتحليل سلوك قواتنا على الأرض؟".   وأوضح دافيدوفيتش أنه ما من أحد يستطيع أن يحدد ما إذا كانت الأمور التي تحصل هي مجرد استفزاز أو تحضيرٍ لـ"هجوم"، وقال: "يجب على الجيش الإسرائيلي أن يضع خطة واضحة وسياسية جديدة أساسها الرد على أي انتهاك من قبل حزب الله بردّ حاسم، وآمل أن يكون هذا بالضبط ما نراه الآن".   بدورها، قالت قيادة "القتال من أجل الشمال" التي تمثل مئات عائلات السكان والنازحين من شمال إسرائيل إنه "إذا سمحت إسرائيل لطائرة من دون طيار استخباراتية لحزب الله من الدخول إلى أجوائها ومن دون رد مناسب، فسيكون ذلك بمثابة أمر خطير قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وبالتالي سيساهم ذلك في مزيدٍ من الانتهاكات والتضييق من قبل الحزب".   وأكملت: "إن الأمر يتطلب ردا غير متناسب يوضح للحزب أن المساس بأمن دولة إسرائيل لن يمر دون أن يلاحظه أحد. لا يجب أن نعود إلى سياسة الاحتواء التي طبقناها قبل أحداث 7 تشرين الأول 2023".   أيضاً، تشير يائيل معاد، وهي من سكان مُستوطنة يفتاح في الجليل الأعلى، إلى إطلاق حزب الله للطائرة من دون طيار، الخميس، وتعرب عن إحباطها من الوضع، وتقول: "أتوقع أن أرى رداً ساحقاً في جنوب لبنان. إن السماح للمدنيين اللبنانيين بالاقتراب من دبابات الجيش الإسرائيلي يشكل هزيمة في حد ذاته، وإذا لم يخشوا الوصول إلى هذه النقطة، فإن هذا يشكل فشلاً، والجيش يسمح بذلك".   وأكملت: "يجب على سكان جنوب لبنان أن يخافوا حتى الإقتراب من الدبابة الإسرائيلية، وإذا لم يخافوا فهذه علامة على أن قدرتنا على الردع قد تعرضت للتقويض".   وأردفت: "الشيء نفسه ينطبق على الطائرة من دون طيار، وحقيقة أنه تم إطلاقها وتمكنها من الصعود إلى الهواء يكشف أن الأمور غير جيدة. ينبغي على حزب الله أن يخاف حتى من محاولة إطلاق طائرته، والوضع الحالي يعزز شعوراً لدى التنظيم بأنه قادر على التصرُّف من دون خوف. إن الحزب يدرس استجابتنا التي ظهرت على أنها غير كافية".   من ناحيته، حذر آفي ناديف، نائب رئيس مجلس المطلة وأحد سكان المستوطنة، من "سياسة ضبط النفس التي تعتمدها إسرائيل" خصوصاً إزاء الأحداث الأخيرة التي شهدها جنوب لبنان، وقال: "إذا استمرت الأمور على ما هو عليه، فإننا سنجد أنفسنا نعود إلى الوضع الذي شهدناه في السادس من تشرين الأول 2023. ما يحصل هو انتهاك صارخ ولا يوجد أي إشارة إلى التزام حزب الله بالقرار 1701"، كما يزعم.   وتابع: "لا ينبغي على إسرائيل أن تبقى صامتة، بل يجبُ أن تردّ وتضرب الحديد وهو ساخن. لا أسمع من المطلة أن الأرض في لبنان تحترق ولا أسمع عن إصابات في صفوف حزب الله. ما يحدث في جنوب لبنان هو نشاط يهددنا بكل ما للكلمة من معنى، وهذا يذكرنا باستفزازات حزب الله قبل 6 تشرين الأول 2023 ويطرح سؤالاً أساسياً وهو: كيف يمكن لسكان الشمال العودة إلى هنا؟". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • حزب الله كان يستعدّ لـغزو إسرائيل.. اكتشفوا آخر تقرير!
  • مفاجأة استخباراتية عن حزب الله.. صحيفة تعلنها!
  • سموتريتش: مقتنع باستئناف القتال بعد المرحلة الأولى من الهدنة في مارس
  • إسرائيل تقصف شرقي لبنان والمنطقة الحدودية مع سوريا
  • خبراء يحذرون.. هذا ما قد يسببه احتلال إسرائيل للبنان وسوريا
  • الصحة العالمية: ندعو إسرائيل إلى التراجع عن حظر أونروا
  • إسرائيل تشن غارات على شرقي لبنان والمنطقة الحدودية مع سوريا | فيديو
  • إسرائيل تنفذ عملية نسف وهدم في بلدة جنوب لبنان
  • مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟