فتاوى تشغل الأذهان | هل الخطأ الواقع من النبي آدم غريزة؟ هل يأثم تارك سنّة المغرب أم يجوز قضاؤها؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
فتاوى تشغل الأذهانحلق اللحية حلال أم حرام؟هل الخطأ الواقع من النبي آدم عليه السلام غريزة إنسانية؟كيف تصلي سنة المغرب وهل يأثم تاركها أم يجوز قضاؤها؟
نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في التقرير التالي:
في البداية.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، اليوم الأربعاء: "اللحية مسألة من ضمن مليون و200 مسألة فقهية حولها خلاف، والفقهاء لهم فيها ثلاث أقوال".
وتابع: "بعض الفقهاء قالوا إنها واجبة هل هى قصيرة ام طويلة، هناك خلاف كبير، وبعضهم قال إنها من قبل السنن الموكدة وبعضهم قال هى من قبيل العادات، والأمر على السعة ما دام هناك خلاف الامر يختار ما يناسبه".
فيما قدم الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حلقة خاصة تحت عنوان "حوار الأجيال" مع عدد من الشباب للمناقشة في أمور الدين.
وسألت سها عادل، خريجة كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، والمُذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الأربعاء: هل الخطأ الواقع من النبي آدم عليه السلام، غريزة إنسانية أم الله سبحانه وتعالى جعل العصمة للأنبياء، أم أرد الله سبحانه وتعالى أن يحدث ذلك ليتعلم بني آدم مما حدث".
وأجاب الشيخ خالد الجندي، قائلًا: "نحن لا ننفي الطبيعة البشرية عن آدم، لأن أي نبي لابد أن تكون له طبيعة بشرية، وآدم عليه السلام عندما فعل هذه الخطئية هل كان نبيًا أم لم يبعث بالنبوة بعد، فإن كان قد قبل النبوة فلا يوجد مشاكل، والأرجح أنه كانت قبل النبوة".
وتابع: "لأن التكليف الإلهي لأدم بدأ بعد نزوله للأرض، وأصلًا آدم عمل الخطيئة ناسيًا، ورفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما أكره عليه، وهذا ليس بخطأ وإن كان الفعل مخالف"، مستشهدت بقول الله سبحانه وتعالى: “رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا”، مضيفا: "الفعل الخطأ له تبعات، يرفع عنه الاثم بالنسيان لكن له تبعات".
كيف تصلي سنة المغرب ؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء، حيث ورد في السؤال: هل من السُنة أن يصلي المسلم قبل المغرب ركعتين بعد الأذان وقبل الفريضة؟، حيث إن صلاة ركعتين قبل المغرب أمر مشروع، ولكنها سنة غير مؤكَّدة، فمَن شاء صلاها ومَن شاء تركها، ولا يَعتِب أحد على أحد؛ فمِن القواعد الفقهية المقررة: أنه لا يُنكَر المُختَلَف فيه.
روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: "كَانَ المُؤَذِّنُ إِذَا أَذَّنَ قَامَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ، حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وآله وسلم وَهُمْ كَذَلِكَ، يُصَلُّونَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ المَغْرِبِ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ شَيْءٌ، قَالَ عُثْمَانُ بْنُ جَبَلَةَ وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ: لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلَّا قَلِيلٌ".
وفي رواية لمسلم يقول أنس رضي الله عنه: "فيَجِيء الرَّجُلُ الْغَرِيبُ لِيَدْخُلَ الْمَسْجِدَ فَيَحْسِبُ أَنَّ الصَّلَاةَ قَدْ صُلِّيَتْ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ يُصَلِّيهِمَا".
وروى الجماعة إلا أبا داود عن عبد الله بن مُغَفَّل المُزَنِّي رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ. بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ. بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ لِمَنْ شَاءَ».
قال الإمام ابن حَجَرٍ العَسقَلانيُّ في "الفَتح" (2/ 108-109، ط. دار المعرفة) [قال القرطبي وغيره: ظاهر حديث أنس رضي الله تعالى عنه أنَّ الركعتين بعد المغرب وقبل صلاة المغرب كان أمرًا أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه عليه، وعملوا به، حتى كانوا يستبقون إليه، وهذا يدل على الاستحباب، وكأن أصله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ»، وأما كونه صلى الله عليه وآله وسلم لم يصلهما فلا ينفي الاستحباب، بل يدل على أنهما ليستا من الرواتب، وإلى استحبابهما ذهب أحمد، وإسحاق، وأصحاب الحديث.
وروى عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما رأيت أحدًا يصليهما على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن الخلفاء الأربعة، وجماعة من الصحابة، أنهم كانوا لا يصلونهما، وهو قول مالك والشافعي، وادَّعى بعض المالكية نسخهما فقال: إنما كان ذلك في أول الأمر؛ حيث نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس؛ فبين لهم بذلك وقت الجواز، ثم ندب إلى المبادرة إلى المغرب في أول وقتها، فلو استمرت المواظبة على الاشتغال بغيرها لكان ذلك ذريعة إلى مخالفة إدراك أول وقتها، وتعقب بأنَّ دعوى النسخ لا دليل عليها، والمنقول عن ابن عمر رضي الله عنه رواه أبو داود من طريق طاوس عنه، ورواية أنس رضي الله عنه المُثْبَتَة مُقَدَّمة على نفيه، والمنقول عن الخلفاء الأربعة رواه محمد بن نصر وغيره من طريق إبراهيم النخعي عنهم، وهو منقطع، ولو ثبت لم يكن فيه دليل على النسخ ولا الكراهة.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه سُئِل عن الركعتين قبل المغرب فقال: "كنا نفعلهما على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم"، قيل له: فما يمنعك الآن؟ قال: "الشغل". فلعل غيره أيضًا منعه الشغل، وقد روى محمد بن نصر وغيره من طرق قوية عن عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبي بن كعب وأبي الدرداء وأبي موسى رضي الله عنهم وغيرهم أنهم كانوا يواظبون عليهما، وأما قول أبي بكر بن العربي: اختلف فيها الصحابة ولم يفعلها أحد بعدهم؛ فمردودٌ بقول محمد بن نصر، وقد روينا عن جماعة من الصحابة والتابعين أنهم كانوا يصلون الركعتين قبل المغرب؛ ثم أخرج ذلك بأسانيد متعددة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن بريدة ويحيى بن عقيل والأعرج وعامر بن عبد الله بن الزبير وعراك بن مالك، ومن طريق الحسن البصري أنه سُئِل عنهما فقال: حسنتين والله لمن أراد الله بهما، وعن سعيد بن المسيب أنه كان يقول: حقٌّ على كل مؤمن إذا أذن المؤذن أن يركع ركعتين، وعن مالك قول آخر باستحبابهما، وعند الشافعية وجه رجَّحه النووي ومن تبعه، وقال في "شرح مسلم": قول من قال إن فعلهما يؤدي إلى تأخير المغرب عن أول وقتها خيال فاسد منابذ للسنة، ومع ذلك فزمنهما زمن يسير لا تتأخر به الصلاة عن أول وقتها، قلت: ومجموع الأدلة يرشد إلى استحباب تخفيفهما كما في ركعتي الفجر، قيل: والحكمة في الندب إليهما رجاء إجابة الدعاء؛ لأن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرَدّ، وكلَّما كان الوقت أشرف كان ثواب العبادة فيه أكثر] اهـ.
وشددت عليه: فصلاة ركعتين قبل المغرب أمرٌ مشروعٌ، ولكنها سنة غير مؤكَّدة، وعلى كلٍّ: فالأمرُ كما سبق يظهر منه الخلاف القائم بين العلماء في مشروعيتها، وهذا يجعل الأمر فيه سعة: فمَن شاء صلاها ومَن شاء تركها، ولا يَعتِب هذا على ذاك، ولا يَعتِب ذاك على هذا؛ فمِن القواعد الفقهية المقررة: "لا يُنكَر المُختَلَف فيه".
ولا يَصح أن تكون هذه المسألة وأمثالها من مسائل الفروع الفقهية سببًا للشقاق بين المصلين في المسجد الواحد، ومدعاةً لتفريق كلمتهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان دار الإفتاء لعلهم يفقهون صلى الله علیه وآله وسلم ى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه أول وقتها أ ذ ان ی ن ة المغرب عبد الله ى الله ع ه وآله
إقرأ أيضاً:
فتاوى الهروب أمام الغزاة
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لماذا يُطلب من العرب مغادرة ارضهم المغتصبة ؟. وكيف انفرد الالباني وسالم الطويل بهذه الفتاوى الانهزامية في مخالفة صريحة للدين والأعراف والمبادئ الوطنية ؟. لماذا تنطلق هذه الفتاوى من اشخاص رأس مالهم الفتنة، ولا شغل لهم سوى تخويف الناس وحثهم على التنازل عن بيوتهم واموالهم، ومغادرة مدنهم ومزارعهم نحو المنافي البعيدة ؟.
وهل تقتصر فتاوى الألباني والطويل على رقعة الشرق الاوسط ام تتمدد شرقا وغربا لتشمل العراق والكويت وليبيا والجزائر ؟. وهل كان يتعين على المجاهد الليبي الكبير عمر المختار ان يلوذ بالفرار امام جيوش الدوتشي (موسوليني) ويترك بنغازي في قبضة الطليان ؟. وهل كان يتعين على رجال المقاومة الشعبية الجزائرية التنازل عن ارضهم لجيوش الافرنج، والخروج من ديارهم الى الصحراء الكبرى ؟. .
وقياساً على هذا النهج الانهزامي الذي ابتكره سالم الطويل كان يتعين على اهل الكويت الانتشار في ارض الله الواسعة هربا من زحف الفيالق العراقية التي تحركت جنوبا صوب رأس الخفجي، وكان يتعين على العراقيين انفسهم الهروب أمام جيوش التحالف العربي الامريكي بقيادة شوارسكوف. وربما تسري فتوى الألباني على سكان كييف في اوكرانيا بوجوب الافلات من مخالب الدب الروسي الذي ابتلع شبه جزيرة (القرم). .
لكن السؤال الأهم هو لماذا جاءت هذه الفتاوى متناقضة تماما مع فتاوى الارهاب والتطرف التي كان يطلقها العرعور في الدعوة للقتال في سوريا والعراق دعماً للدواعش ؟. وبماذا نعلل فتاوى (الجهاد) في كشمير والصومال ؟. وما الى ذلك من تناقضات ومواقف متأرجحة لا تعرف الثبات على قاعدة فقهية رصينة. .
والاغرب من ذلك كله ان موجة الفتاوى الانهزامية خرجت وانتشرت من دون ان تعترض عليها قيادات اركان الجيوش العربية في المنطقة، ومن دون ان يحتج عليها اصحاب النياشين والاوسمة والميداليات الحربية. .
ثم ماذا لو سمع قادة طالبان في كابل بهذه الباقة من الفتاوى الانهزامية ؟. وما الذي سيفعلونه في مواجهة طائرات الأباتشي المضادة للمدافع الجبلية ؟. .
كلمة اخيرة: تذكروا ان الله يعطي أصعب المعارك لأقوى جنوده، فلا تستسلموا. .