قدم الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حلقة خاصة تحت عنوان "حوار الأجيال" مع عدد من الشباب للمناقشة في أمور الدين.

 

وسألت سها عادل، خريجة كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، والمُذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الأربعاء: هل الخطأ الواقع من النبي آدم عليه السلام، غريزة إنسانية أم الله سبحانه وتعالى جعل العصمة للأنبياء، أم أرد الله سبحانه وتعالى أن يحدث ذلك ليتعلم بني آدم مما حدث".

دعاء سورة الواقعة المُجرب لفك الكرب وزيادة الرزق ويقضي الحوائج ويمنع الفقر ماذا يحدث لمن يقرأ سورة البقرة 40 يوما؟ 16 أمرا عجيبا سيغير حياتك


وأجاب الشيخ خالد الجندي، قائلًا: "نحن لا ننفي الطبيعة البشرية عن آدم، لأن أي نبي لابد أن تكون له طبيعة بشرية، وآدم عليه السلام عندما فعل هذه الخطئية هل كان نبيًا أم لم يبعث بالنبوة بعد، فإن كان قد قبل النبوة فلا يوجد مشاكل، والأرجح أنه كانت قبل النبوة".

 

وتابع: "لأن التكليف الإلهي لأدم بدأ بعد نزوله للأرض، وأصلًا آدم عمل الخطيئة ناسيًا، ورفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما أكره عليه، وهذا ليس بخطأ وإن كان الفعل مخالف"، مستشهدت بقول الله سبحانه وتعالى: "رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا". 


وأضاف: "الفعل الخطأ له تبعات، يرفع عنه الإثم بالنسيان لكن له تبعات".


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي خالد الجندي حوار الأجيال

إقرأ أيضاً:

فتاوى

• بعض المحلات التجارية الكبيرة كمحلات الأثاث تفتح خدمة الدفع بالتقسيط، للذين معهم حساب في مصرف البنك الإسلامي، وتقوم بإجراءات البيع والتقسيط داخل المحل دون الحاجة لذهاب الزبون إلى البنك الإسلامي من أجل الإسراع في المعاملة، هل يصح مثل هذا التعاقد؟

الأصل أن المعاملات المالية المقدمة من المصارف الإسلامية عندنا في سلطنة عمان موافقة للشريعة، وذلك بسبب النظام التشريعي الذي تعمل به هذه المصارف الإسلامية ونظام الحوكمة الذي تخضع له، فالأصل في المعاملات المقدمة من المصارف الإسلامية عندنا الصحة، إلا إذا وُجدت ريبة، فحينئذ يُسأل عن محل هذه الريبة وعن سبب الاستشكال في أي جزء من المعاملة، حيث يرى المتعامل أن هناك ما يدعوه إلى الارتياب.

هذا من باب التقعيد، كيف يمكن لنا أن نُكيف هذه المعاملة؟ إذ لم يُذكر هو التفاصيل، والظاهر أنها معاملة مرابحة، فهذا البائع اتفق مع المصرف الإسلامي أنه في حالة رغبة أحد ما أن يشتري سلعة وكان يريد أن يشتريها بالتقسيط، فإن المصرف الإسلامي يمول مرابحة، ويكون المصرف قد فوض البائع في إتمام هذه المعاملة بالشراء له هو، أي للمصرف أولًا، أن يشتري المصرف، وإن كان ذلك من خلال المتمول أو المشتري، وكيلا عن المصرف، ثم تؤول الملكية بعد ذلك للمتمول نفسه.

ملكية المبيع (السلعة) غالبًا في المنقولات تكون على جهة المرابحة، فالمصرف يشتري نقدًا من البائع، ثم يبيع السلعة بنسبة المرابحة للمتمول أو راغب الشراء، ويدفع هذا على أقساط، وهذا لا إشكال فيه، فالمعاملة بناءً على هذا تكون صحيحة.

ولا يُعترض على هذا أن تملّك المصرف كان تملّكًا لحظيًا، إذ لا يُشترط أن تطول مدة تملك المشتري الأول قبل أن يبيعها للآخر، واليوم نحن نعلم أن الوسائل الحديثة تعين على إنجاز معاملات مالية كبيرة في "ضغطة زر" كما يُقال، فهذا أيضًا ليس بوجه اعتراض،

فتكييف المعاملة -فيما يظهر- هو من هذا الباب، وحكمها هو الذي تقدم، والله تعالى أعلم.

• في قوله تعالى: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" لماذا جاء الفعل "يقول" منصوبًا، وما أثره على معنى الآية؟

والحقيقة أن هذه هي قراءة الجمهور، كل القراء قرأوا الفعل "يقول" بالنصب إلا نافعًا، نافع قرأ بالرفع، قال: "حتى يقول الرسول"، وسنأتي إلى توجيه هذه القراءة، وأكثر القراء ما عدا نافعا كما تقدم، إنما قالوا بالنصب لأن الفعل هنا منصوب عند البصريين بأن المضمرة، بعد "حتى"، وعند الكوفيين لم يقدروا أن المضمر هنا، البصريون يقولون: "حتى أن يقول الرسول" وحتى هذه أولاً يعني لنبين الفارق بين القراءتين، "حتى يقول الرسول"، الآن وجه النصب هو موافق لما عليه الجمهور، وجه النصب، وهي قراءة الجمهور، وهي أيضًا وجه صحيح شهير في "حتى"، أي أن تنصب الفعل بعدها، أن تنصب الفعل المضارع بعدها، ولكن هناك حالات يرتفع فيها الفعل بعد "حتى"، يرتفع فيها الفعل بعد "حتى"، وهذا في هذه الآية الكريمة على قراءة نافع "حتى يقول الرسول" والذين آمنوا معه: "متى نصر الله"، فإن دخل إن كان ما بعد "حتى" يدل على الاستقبال، فحقه النصب، إذا كان ما بعد "حتى" الفعل الذي يأتي بعد "حتى" يدل على الاستقبال، فحق هذا الفعل النصب.

وإذا كان الفعل بعدها يدل على حدث حالي حاضر، فإن حقه الرفع، وفي الصورتين، هناك أحوال يجب فيها النصب، وأحوال يجب فيها الرفع، وأحوال يجوز فيها النصب، وأحوال يجوز فيها الرفع في الحالتين، بمعنى إذا كان الاستقبال حقيقيًا، إذا كان الزمن المستقبل حقيقيًا، باعتبار زمن ما يأتي بعد "حتى" بالنظر إلى زمن التكلم، هو زمن المستقبل، لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى، هنا يصرحون بأنهم لا يبرحون عاكفين على ما اتخذوه من عجل حتى يرجع إليهم موسى عليه السلام، أي إلى أن يرجع إليهم موسى، الزمن هنا حقيقي، ولكن قد يكون الزمن الاستقبال فيه باعتبار الحدث، لننظر في هذه الآية الكريمة من سورة البقرة التي يسأل عنها السائل: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم" الآن، الحديث عن من خلَّا قبلنا مستهم البأس، حدث في الماضي مستهم البأس والضراء، وزلزلوا حتى يقول الرسول، هذا ليس بزمن حقيقي، ليس باستقبال حقيقي، لأن الحدث كله كان في الماضي، فإذا كان الحدث في الماضي، فالاستقبال هنا باعتبار ما كان قبل "حتى" ما أصابهم من بأساء وضراء، والزلزلة بالنظر إلى قولهم ذلك الحدث متأخر، وما جاء للحديث عن قول الرسول والمؤمنين هو المتأخر، ولذلك هنا جاز أن ينصب، إذن فالنصب هنا ليس واجبًا، وإنما هو وجه من الوجوه، كما جاز أن يرفع، فيرفع الفعل بعد "حتى" إذا كان دالا على الحال، على الوقت الحاضر.

في العربية يضربون مثلًا يقولون: "سرت حتى أدخل القرية"، بمعنى أنه يدخل لحظتها تلك حينما يتكلم هو يدخل القرية، لو قال: "سرت حتى أدخلها"، فهذا يعني أنه سائر، ولما يدخلها بعد، لكن "سرت حتى أدخل القرية"، فهذا يعني أنه يدخلها، أو أنه دخلها في تلك اللحظة، فإذا نظرنا إلى هذا الحدث في هذه الآية الكريمة، فإن الحدث كله كان في الماضي، وإنما هذا القول جاء متأخرًا عما تقدمه فقط، وإلا فالحدث كله حدث في الماضي، ولذلك جاز أن ينصب الفعل.

وقيل، وهذا القول ذهب إليه ابن عاشور، وهو يتخرج على أن يكون على قراءة نافع، أن يكون الرفع واجبًا، إذا نظر إلى المخاطب وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن هذه الآية تتحدث عن أمم سابقة، وفيها عبرة وعظة للمخاطبين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين معه، لكن هذا القول لم يصدر منه بعد عليه الصلاة والسلام، فإذا نظر إلى أن الرسول هنا يقصد به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا يعني أنه مستقبل حقيقي، ولكن بالنظر إلى أنه من باب الحكاية لا من حيث الحدث الحقيقي، أنه من حيث الحكاية، فهنا يكون الرفع أيضًا، ولذلك فالآية بالقراءتين تتسع لهذه الوجوه كلها أن يكون القول لم يحصل بعد، إما على جهة الحقيقة، أو على جهة الحكاية، وفي حالة الحكاية أن يكون هذا مقصودًا به الأمم السابقة، أي رسل الأنبياء المتحدث عنهم أو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلأن هذا الوضع ليس هو باستقبال حقيقي، وإنما هو حال يعني اعتباري فالـ"حال" الاعتبارية سوغت الرفع.

من باب الإضافة التي لا بد منها لأجل أن نفهم، توجيه حتى في هذه الآية الكريمة، حتى من حيث، من حيث الوجوه الإعرابية التي تأتي عليها، تأتي عاطفة، وهذا هو الأكثر فيها، وفي هذه الحالة، يعني تدل على ما تدل عليه "إلى"، أو كما يقول النحاة، مرادفة لـ "إلى" كما في قوله تعالى: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى، أي إلى أن يرجع إلينا موسى، إذن تأتي عاطفة؟ نعم، مثل ذلك في قوله تعالى: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، أي لكي لا تكون فتنة، سنأتي إلى معانيها الآن.

وجوه الإعراب التي ذكرناها، قلنا إنها تأتي عاطفة، يمكن أن تكون "إلى" جارة بمعنى حرف الجر "إلى"، وأن تكون عاطفة، وأن تكون ابتدائية، استشهد لها ابن هشام بهذه الآية الكريمة من سورة البقرة على قراءة الرفع، فيكون توجيه الكلام كالتالي: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقولوا الرسولُ لسنا به"، ويرى ابن مالك هنا أن "حتى" جارة، ولكن ابن هشام يرى أن هذا مخالف لما عليه الجمهور، فـ "حتى" هنا ابتدائية والجملة بعدها مستأنفة.

فالحاصل أن لهذه ثلاثة وجوه إعرابية تأتي عليها، وهذه الوجوه الإعرابية لها معانٍ، أي "حتى" تأتي على ثلاثة معانٍ: المعنى الأول هو معنى "إلى" الغائية كما في قوله: حتى يرجع إلينا موسى، المعنى الثاني هو معنى التعليم كما في قوله: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، والمعنى الثالث هو معنى الاستثناء كما في قوله: لا أفعل حتى تفعل، أي إلا أن تفعل، وعد من هذا الباب، كما قال بعض المفسرين أو بعض علماء اللغة، من هذا الباب قول الله تعالى: (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر).

وفي التعليل أيضًا ذكروا مثالًا، وهو قول الله تعالى: فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، هذه فيها وجهان: قيل بأنها للتعليم، أي قاتلوا التي تبغي لكي تفيء إلى أمر الله، وقيل بأنها بمعنى إلغاء الغاية، أي إلى أن تفيء، أي إلى أمر الله، وهذا أيضًا دليل على اتساع المعاني، ولهذا استعملت "حتى" في هذه السياقات لتتسع لكل هذه المعاني، إذ يتبين أن هذه المعاني صحيحة ومقبولة، وأن القول يتجه إليها، ولذلك قال بها عدد من المفسرين، ويصعب الاعتراض، يمكن أن يترجح قول على آخر بناء على قواعد اللغة والسياق القرآني، ولكن يبقى أن القول المرجوح مقبول، ليس ببعيد أو متعثر، فيتجه القول إلى أنه لا حاجة إلى الترجيح، لأن معاني القرآن الكريم تتسع، لأن ألفاظ القرآن الكريم تتسع لكل هذه المعاني، وهي فيما يظهر مقصودة، والله تعالى أعلم.

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: الله أوقف الشمس عن الغروب لهذا النبي ليفتح بيت المقدس «فيديو»
  • ما علاج قسوة القلب؟.. علي جمعة يقدم الروشتة الشرعية
  • فتاوى
  • مش مجرد كلمات.. خالد الجندي: 3 مفاتيح لتحقيق التوبة النصوح
  • الجندي يشرح السمعيات وخصوصيات النبي والشفاعة في درس جوهرة التوحيد بالجامع الأزهر
  • 10 كلمات طيبات أوصانا النبي بترديدهم.. علي جمعة يكشف عنهم
  • علي جمعة: الرحمة خُلق الانبياء والقسوة طريق الضلال والهلاك
  • خالد الجندي: 3 أنواع لشحن الطاعة والعبادة طول السنة
  • خالد الجندي يحدد علامات حسن الخلق وكيفية تحقيقها
  • يجوز في حالات.. خالد الجندي يكشف حكم العمل وقت صلاة الجمعة