نشرت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" مقال رأي لجوش بول، الذي كان حتى وقت قريب مديرا لقسم الشؤون السياسية-العسكرية في وزارة الخارجية والمسؤول عن نقل الأسلحة الأمريكية، قال فيه إن أمريكا لديها سبع طرق لكي تدفع  إسرائيل وقف إطلاق النار.

ونقل بداية ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش الذي وصف قتل المدنيين في غزة بأنه "لا يقارن وغير مسبوق في أي نزاع".






وقال إن الولايات المتحدة وفرت القنابل والذخائر والمقذوفات التي تسببت بالوفيات و "قد استقلت من وظيفتي في القسم بوزارة الخارجية المسؤول عن عمليات النقل هذه قبل شهر، وعندما بات واضحا ما سيتكشف في غزة ولغياب أي تغير في السياسة، حيث لم تكن هناك أي شهية". وتعتبر الهدنة الحالية خطوة مهمة، سمحت بتبادل الرهائن وتوزيع الإغاثة الإنسانية، ولكنها ستنتهي يوم الخميس، حيث حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت جنوده للتحضير لشهرين من القتال الكثيف.

وفي الوقت نفسه، لم يتغير الدعم الأمريكي للأهداف العسكرية الإسرائيلية التي لا يمكن تحقيقها، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وحان الوقت لكي تنضم الولايات المتحدة لهذه الدعوات ولكن كيف؟ ويجيب الكاتب أن الولايات المتحدة لديها عبر التزامها "الصارم" بأمن الاحتلال  مجموعة من أداوت التأثير على صناعة القرارات العسكرية الإسرائيلية، وهي في وضع لمنح محفزات من أجل وقف إطلاق النار. وعرض الكاتب سبع طرق تتمكن من خلالها الولايات المتحدة  دفع إسرائيل باتجاه وقف إطلاق النار بدون أن تتأثر المعالم الأساسية للأمن القومي لدولة الاحتلال.




أولا: تقدم الولايات المتحدة أكثر من 3.8 مليار دولار في الدعم العسكري لتل أبيب. وأقسمت إدارة بايدن بأنها لن تفرض شروطا على هذه المساعدة التي تأتي من تمويل يخصصه الكونغرس، إلا أن كل الدعم الأجنبي يخرج بشروط، وهناك مساحة ضمن القوانين والسياسات القائمة تمنع نقل الأسلحة الأمريكية لوحدات متورطة بشكل صارخ في انتهاكات حقوق إنسان، أو لاستخدامها من أجل التسبب بوفيات كبيرة بين المدنيين، ويجب علينا التمسك بهذه القوانين والسياسات مع إسرائيل والشركاء الآخرين.

ثانيا: يطبق قانون المخصصات السنوية وبشكل دائم الشروط على الدول التي تتلقى مساعدة المنح العسكرية، أي أموال دافعي  الضريبة للمعدات العسكرية. وفي الوقت الذي ينظر فيه الكونغرس لمطلب إضافي طارئ من بايدن، فيمكن للمشرعين، نظريا، إضافة  نفس الشروط  لإسرائيل. ويمكن أن يشمل هذا عدم تمويل للأسلحة الفتاكة وتوفيرها إلا بعد الإتفاق على وقف إطلاق النار، وكذا إنشاء آلية مناسبة للإغاثة الإنسانية. واقترح السناتور المستقل عن فيرمونت، بيرني ساندرز قبل فترة نفس الفكرة، وفي غياب التحرك من الكونغرس، فإن الإدارة تستطيع إلغاء الإتفاق الذي يسمح لمنح المساعدة العسكرية المقدمة لإسرائيل، مراكمة الفائدة بالمصرف الفدرالي الإحتياطي في نيويورك، أي الفائدة التي تستخدمها تل أبيب لدفع ديونها للولايات المتحدة.




ثالثا: وكمزود رئيسي للسلاح إلى إسرائيل، يمكن للولايات المتحدة تقنين تدفق الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل حاليا بكميات كبيرة من خلال قنابل الغارات الجوية والقصف المدفعي. ويمكنها الحد من قدرة الاحتلال على استخدام الإحتياطي الأمريكي من الأسلحة في "إسرائيل"، وربما الإفراج عن هذه الأسلحة بناء على مبررات تتعلق بالحالة. وتستطيع الولايات المتحدة تعليق الموافقة أو تأخير شحن الأسلحة التي طلبتها تل أبيب من خلال إجراءات شراء منظمة أو صفقات أجنبية، والتي توافق عليها عادة وزارة الخارجية. وهو ما فعلته إدارة بايدن في 2021 مع السعودية حيث علقت تسليم الأسلحة بسبب الحرب في اليمن وأنه "يجب وقف الحرب"، ويمكن للكونغرس التحرك من خلال شطب إسرائيل من قائمة ناتو+ 5 للدول المؤهلة للنظر السريع في صفقات الأسلحة.

رابعا: تمنح الدبلوماسية الأمريكية درع حماية لدولة الاحتلال في الشرق الأوسط، وركزت الجهود الأمريكية في المنطقة على دمج تل أبيب في العالم العربي، وهناك دعوات متزايدة بالمنطقة، بمن فيها السعودية إلى أن التطبيع يحتاج قبل ذلك عملية سلمية ناجحة مع الفلسطينيين. ويجب على الولايات المتحدة المصادقة على هذه الدعوات وتقديم الدعم الدبلوماسي لدعوات القادة العرب ومنظمة التعاون الإسلامي لوقف إطلاق النار. ويترافق هذا مع توقف الولايات المتحدة استخدام الفيتو في الأمم المتحدة والإمتناع عن التصويت، والتعبير عن القلق من أفعال إسرائيل في الأراضي المحتلة، وهو ما قد يقنع إسرائيل التحرك نحو وقف إطلاق النار وأن الغطاء الدبلوماسي قد اختفى من خلال تكرار الإمتناع عن التصويت.




خامسا: ربما عبرت الولايات المتحدة في غياب وقف إطلاق النار أنها قد تلجأ إلأى استخدام المنهج الذي استخدمته في أوكرانيا وجهود محاسبة روسيا على جرائم الحرب. وفي الوقت الحالي لا تسهل الولايات المتحدة عمل الجنائية الدولية ولكنها تعرقله. وربما اختار المسؤولون الإسرائيليون تغير مسارهم لو علموا أن هناك تداعيات لاستمرار قصف غزة، وامكانية تحميل صناع القرار الإسرائيلي والقوات المسلحة المسؤولية.  والخطر هنا، بالطبع هي أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها محاسبة بالتورط في جرائم حرب محتملة، نظرا لتقديمها السلاح إلى تل أبيب.

سادسا: وفي الوقت الحالي تدير الولايات المتحدة حوارا عسكريا- عسكريا مع إسرائيل، وفي إطار هذا، يمكن للمسؤولين الدفاعيين الأمريكيين التأكيد لنظرائهم الإسرائيليين المخاطر طويلة الأمد والثمن الإسرائيلي للنهج الذي تنتهجه إسرائيل في غزة، وفيما يتعلق بأمن الضفة الغربية واستعداد الدون هناك عدة أسباب تدعو للإعتقاد أن العمليات يدفعها تحالف بنيامين نتنياهو أكثر من الجيشل العربية للحوار مع الاحتلال. كل هذا يعتمد على الدور الذي يلعبه العسكريون في عمليات غزة، ذلك أ أو متعلقة باستراتيجية عسكرية. ويمكن للولايات المتحدة أن تعبر عبر عدة قنوات عن قلقها وتقدم النصيحة للمسؤولين العسكريين والتعبير بطريقة غير علنية عن عدم رضاها من أفعال تل أبيب. ويمكن أن تقرن الكلمات بتأجيل أو إلغاء برامج تعاون مثل المناورات المشتركة.



سابعا:  هناك خطوات دبلوماسية أخرى، يمكن للولايات المتحدة الضغط على تل أبيب كي توافق على وقف إطلاق النار، من خلال إلغاء  البرنامج الذي يسمح للإسرائيليين  الدخول للولايات المتحدة بدون تأشيرة. وبدأت الإدارة العمل بالبرنامج في أيلول/سبتمبر. وربما أعلن بايدن عن مراجعة للسياسة بشأن الحفاظ على قرار دونالد ترامب، ضم مرتفعات الجولان السورية إلى الأراضي المحتلة. مما سيرسل رسالة إلى تل أبيب أن طريقة تنفيذها للحرب الحالية لن تكون بدون تداعيات على العلاقات الثنائية.

وفي النهاية، فتطبيق أي من الخطوات يحتاج لأمر ليس موجودا في واشنطن حاليا، الشجاعة السياسية، فلم يدع سوى 45 عضوا في الكونغرس منهم عضوان في مجلس الشيوخ لوقف إطلاق النار، لكن المد يتحول ويتعلق الأمر بعدد القتلى الفلسطينيين الكافي لدفع موجة حيوية داخل الكونغرس من الداعين لوقف إطلاق النار. وأدوات التأثير موجودة هناك لكي تستخدمها الولايات المتحدة والضغط على تل أبيب وإنهاء الحرب الدموية هذه والذي لا معنى لها، هذا إن كانت مستعدة لاستخدامها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الاحتلال تل أبيب تل أبيب امريكا غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة للولایات المتحدة لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار وفی الوقت تل أبیب من خلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

القناة “12” الإسرائيلية: اقتراح مصري جديد لوقف إطلاق النار في غزة

#سواليف

ذكرت القناة “12” الإسرائيلية أن #مصر قدمت مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار لمدة 50 يوما في قطاع #غزة.

ونقلت القناة عن مصادر مطلعة على #المفاوضات الجارية قولها إن الاقتراح يشمل إطلاق سراح خمسة #رهائن #إسرائيليين #محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، مقابل الإفراج عن عدد من #الأسرى_الفلسطينيين من #السجون_الإسرائيلية.

كما يتضمن المقترح المصري تفعيل آلية عاجلة لإدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما في ذلك الغذاء والمعدات الطبية والاحتياجات الأساسية الأخرى، لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.

مقالات ذات صلة أمانة عمّان تعلن الطوارئ المتوسطة 2025/03/29

يأتي هذا المقترح في إطار الجهود الدولية والمحلية الرامية للتوصل إلى تهدئة مستدامة وتحسين الوضع الإنساني المتدهور في غزة.

وذكرت القناة “12” مساء الخميس، أن قطر والولايات المتحدة تعملان على مقترح ينص على أن تفرج “حماس” عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، مقابل أن تصدر دعوة علنية وواضحة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب للبدء في مفاوضات مباشرة لوقف النار.

ويحاول الوسطاء التوصل إلى نتيجة قبيل دخول العيد يومه الأول، الذي من المتوقع أن يكون الأحد أو الاثنين، وسط تفاؤل يسود بإمكانية نجاح تحقيق هدنة العيد.

ونفى ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يكون تلقى مثل هذا المقترح، فيما لم تعلّق حركة “حماس” عليه.

وأكدت مصادر قيادية في “حماس” في وقت سابق أن الحركة تعمل مع الوسطاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، على بلورة مقترح متفق عليه لتهدئة طويلة الأمد.

وأشارت المصادر إلى أن المشكلة كانت تكمن في المقترحات السابقة التي اقتصرت على هدنة مؤقتة (40 يوماً) مقابل الإفراج عن مختطفين إسرائيليين دون ضمانات حقيقية للشعب الفلسطيني.

وأبلغت “حماس” الوسطاء أنها لا تمانع في عدد المفرج عنهم من الجانبين، لكنها تشترط ضمانات واضحة لوقف إطلاق النار والانتقال إلى مفاوضات حول تحسين الوضع الإنساني وإعادة إعمار غزة، بما يشمل إدخال معدات ثقيلة ومواد بناء حيوية، وتتواصل الاتصالات بوتيرة متسارعة لحلحلة الأزمة.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت قد استأنفت عملياتها العسكرية في قطاع غزة بعد نحو شهرين من وقف إطلاق النار المؤقت، وقد بررت القيادة الإسرائيلية هذا القرار برفض “حماس” قبول الخطة الأمريكية لتمديد وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

وأكد المسؤولون الإسرائيليون مرارا أنهم لن يقبلوا باستمرار وجود “حماس” في غزة بأي شكل، وفي المقابل، تتهم الحركة إسرائيل بعدم الالتزام بالاتفاقيات السابقة ورفض التفاوض حول إنهاء الحرب وسحب قواتها من القطاع.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتجه لإغلاق إذاعة الجيش وتطرح مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل توسع عملياتها البرية.. مقترح مصري لوقف إطلاق النار خلال عيد الفطر
  • حزب الله يؤكد أنه لا يمكن أن يقبل أن تواصل إسرائيل استباحة لبنان
  • حماس تعلن موافقتها على المفترح المصري لوقف إطلاق النار
  • حماس توافق على مقترح وقف إطلاق النار الذي تلقته قبل يومين
  • القناة “12” الإسرائيلية: اقتراح مصري جديد لوقف إطلاق النار في غزة
  • جنبلاط يتهم الولايات المتحدة بالضغط على لبنان للتطبيع مع إسرائيل
  • الأمم المتحدة: ما تقوم به إسرائيل استخفاف قاس بالحياة البشرية في قطاع غزة
  • حماس: المحادثات مع الوسطاء من أجل هدنة في غزة تتكثّف الأمم المتحدة: ما تقوم به إسرائيل استخفاف قاس بالحياة البشرية في قطاع غزة
  • الأمم المتحدة: إجراءات إسرائيل في غزة تحمل بصمات "جرائم وحشية"