AP: حماس حركة فلسطينية متجذرة والقضاء عليها ليس أمرا سهلا
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
قالت وكالة اسوشييتد برس إنه منذ السابع من أكتوبر الماضي، شبه القادة الإسرائيليون حركة حماس بتنظيم الدولة، في كل خطاب وبيان عام تقريبًا مقارنين مهمتهم في هزيمة حماس بالحملة التي تقودها الولايات المتحدة لهزيمة "داعش" في العراق وسوريا.
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد الهجوم مباشرة أن “حماس هي داعش”.
لكن تقول الوكالة أنه من نواحٍ عديدة، تخطئ هذه المقارنات الهدف من خلال تجاهل الأصول المحلية وكون حماس حركة فلسطينية خالصة وقاعدة الدعم لحركة حماس في المجتمع الفلسطيني متجذرة ، وخطئة ايضاً بافتراض إمكانية القضاء على هذه الحركة المتجذرة بعمق.
وتقول الوكالة إنه ربما تكون هذه الحسابات الخاطئة قد أدت بالفعل إلى توقعات غير واقعية في "إسرائيل" لتحقيق النصر، كما أنها تعقد الجهود الناشئة التي تبذلها الولايات المتحدة والوسطاء الدوليون الآخرون لإنهاء الحرب، التي دمرت غزة وشردت أكثر من ثلاثة أرباع سكانها وقتلت أكثر من 13300 فلسطيني، وفقًا للسلطات الصحية المحلية.
وتقول الوكالة إن حماس هي حركة فلسطينية خالصة. وأعضاؤها فلسطينيون وتركز أيديولوجيتها، على تحرير ما تقول إنها أرض محتلة من خلال تدمير إسرائيل. ورغم أن إسرائيل وحلفائها الغربيين تصنفها جماعة إرهابية، إلا أن هجماتها القاتلة تركزت على أهداف إسرائيلية.
وبحسب الوكالة بخلال حكمها لغزة الذي دام 16 عاماً، تمكنت حماس من بناء نظام حكم لا يضم جناحها العسكري فحسب، بل يضم أيضاً عشرات الآلاف من المعلمين وموظفي الخدمة المدنية وأفراد الشرطة. وتتمتع المجموعة أيضًا بدعم كبير داخل الضفة الغربية وقيادة في المنفى منتشرة في جميع أنحاء العالم العربي.
وأعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هزيمة تنظيم الدولة في العراق عام 2017 وفي سوريا بعد ذلك بعامين، على الرغم من أن التنظيم لا يزال لديه آلاف المقاتلين في خلايا نائمة في كلا البلدين.
في حين تقول الوكالة إن القضاء على حماس قد يكون مهمة أصعب بكثير. لقد تراجعت إسرائيل بالفعل عن تعهداتها الأولية بمحو حماس من على وجه الأرض. ولكن نظراً لجذور حماس العميقة، فحتى أهدافها الحالية المتمثلة في تدمير قدرات حماس العسكرية والحكمية في غزة قد تظل طموحة للغاية.
وقال مايكل ميلشتين، الخبير في الشؤون الفلسطينية في جامعة تل أبيب والرئيس السابق للمكتب الفلسطيني في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، إن المقارنات بين حماس وتنظيم الدولة تعمل في سياق محدود ولكنها بخلاف ذلك مضللة.
وتأسست حماس خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي في أواخر الثمانينيات ونجا بعض كبار قادتها من عدة محاولات اغتيال، وخاضت أربع حروب سابقة مع إسرائيل منذ عام 2008.
وفي حين يدعي الاحتلال الإسرائيلي أنه ألحق أضراراَ جسيمة بالحركة خلال الحرب الأخيرة، يبدو أن الكثير من قوتها القتالية وشبكة الأنفاق لا تزال سليمة. وتحتفظ قيادتها المنفية بعلاقات عمل مع دول رئيسية مثل مصر وقطر.
وقال ناثان براون، الخبير في شؤون حماس، إنه لا يرى "أي طريقة" يمكن من خلالها القضاء على حماس. وقال: “من خلال الحديث المستمر بهذه الطريقة، فإن القيادة الإسرائيلية لا تضع التوقعات فحسب، بل أعتقد في الحقيقة أنها تحفر نفسها في حفرة”. وعرضت "إسرائيل" مطالبها الأمنية لغزة ما بعد الحرب لكنها لم تقدم أي خطة بشأن من قد يدير القطاع.
وقال براون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، إنه بعد حرب مؤلمة، قد تضطر حماس إلى إعادة اختراع نفسها، ربما من خلال السيطرة على لجان السكان المحليين أو العودة إلى كونها جماعة مسلحة سرية. لكنه قال إنها ستحافظ على نوع ما من الوجود، بينما ستبقى نشطة في الضفة الغربية وستستمر في كونها لاعبا إقليميا وقال: "حماس ستكون هناك".
التحدي الذي يواجه الدبلوماسية الأمريكية؟
وبحسب الوكالة فقد أدت الأهداف "الطموحة" لإسرائيل ضد حماس إلى تعقيد مهمة الولايات المتحدة التي تعمل مع وسطاء قطريين ومصريين لإنهاء الحرب.
ومن المتوقع أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمناقشة، من بين أمور أخرى، مبادئ غزة ما بعد الحرب.
وفي الوقت الراهن، تظل "إسرائيل" ملتزمة بأهدافها إذ تعهد نتنياهو بضرب حماس "بالقوة الكاملة" لإسرائيل بمجرد انتهاء وقف إطلاق النار. وهذا يعني توسيع الهجوم البري الإسرائيلي على جنوب غزة ـ حيث تتركز الغالبية العظمى من سكان القطاع الآن ـ مما يمهد الساحة لعملية معقدة ودموية.
والولايات المتحدة، التي دعمت في البداية حرب إسرائيل في غزة، تضغط الآن على إسرائيل لتجنب سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين أو النزوح الجماعي إذا استؤنف القتال.
لكن مع تمتع الحرب بدعم واسع النطاق بين الجمهور الإسرائيلي، يواجه بلينكن مهمة صعبة. ورغم أن الجهود الدبلوماسية تركز على تمديد وقف إطلاق النار، فإن أي صيغة لإنهاء الحرب لابد أن تسمح لإسرائيل بـ "إعلان النصر"، حتى لو ظلت حماس على حالها.
ويقول ميلشتين إن الإطاحة بحكومة حماس وتدمير جيشها لا يزالان هدفين ممكنين. لكنه يعتقد أن هناك وعيا متزايدا بين صناع القرار الإسرائيليين بأنه “لا يمكننا حقا أن نجعل هذه المنظمة تختفي”.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة حماس غزة حماس غزة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة من خلال
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يزعم نجاح حركة حماس بإدخال أموال إلى غزة
زعم المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" آفي أشكنازي، أن الضائقة الاقتصادية التي عانت منها حركة حماس في غزة في أثناء الحرب دفعتها إلى البحث عن "حلول إبداعية"، قائلا؛ إن الجيش أصبح مقتنعا بشكل متزايد بأنها نجحت أيضا في تهريب الأموال إلى قطاع غزة من خلال شحنات إنسانية.
وزعم أشكنازي أنه من "خلال إدخال المساعدات الإنسانية، عملت حماس على بيع المنتجات بأسعار باهظة للمواطنين في غزة، وحصلت على مبالغ كبيرة من المال، ولكن الجيش مقتنع بشكل متزايد بأن حماس لم تكتف ببيع البضائع، بل نجحت أيضا في تهريب شحنات نقدية داخل المنتجات".
إظهار أخبار متعلقة
ونقل عن مصادر من الجيش زعم التقرير أن "الشاحنات خضعت لتفتيش شامل ولم يتم العثور على أي عمليات تهريب أموال، وفي الأسابيع الأخيرة، وبعد توقف المساعدات الإنسانية، وجدت حماس نفسها في ضائقة مالية، وتواجه صعوبات في دفع الرواتب لأعضائها، وإحدى الطرق التي تحاول بها حماس ملء خزائنها النقدية الفارغة، هي تهريب الأموال والمخدرات باستخدام الطائرات بدون طيار".
وأضاف أنه "في الآونة الأخيرة، رصد الجيش زيادة في محاولات التهريب على طول المحور "H"، ما يعني أن التهريب يخرج من الحدود المصرية إلى داخل إسرائيل باستخدام طائرات بدون طيار".
وزعم أن "الذين جمعوا الطائرات بدون طيار مع الشحنات هم من البدو من الشتات في النقب الغربي، ويتم نقل الشحنة إلى منطقة كرم أبو سالم، ومن هناك، باستخدام طائرات بدون طيار، تصل الشحنات إلى القطاع".
وأكد أنه "في فرقة غزة، وفي الفرقة الحمراء على الحدود المصرية، وفي سلاح الجو، تجري عمليات كثيرة لإحباط تهريب الطائرات بدون طيار بالأموال والمخدرات التي تتاجر بها حماس وتجلبها نقدا، لمواصلة عملياتها الاقتصادية في غزة"، على حد زعمه.
ومنذ 2 آذار/ مارس الماضي، أغلقت "إسرائيل" معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
إظهار أخبار متعلقة
وترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي مطلق منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ومطلع الشهر الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.