6 محاور رئيسية ترسم مستقبل البورصة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
إلغاء ضريبية الأرباح الرأسمالية.. طروحات عملاقة.. وتطوير سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة أهم متطلبات سوق الأسهم
رغم استراتيجية البورصة ورؤية إدارتها الطموحة خلال السنوات القادمة من تعزيز لعمق السوق عبر طروحات من «الوزن الثقيل»، والعمل على زيادة أحجام التداولات إلا أن مجتمع سوق المال لا يزال أن سوق الأسهم فى حاجة إلى المزيد من المنتجات والبضاعة التى تسهم فى المزيد من استقطاب المستثمرين سواء من المحليين أو الأجانب.
مجتمع سوق المال حدد رؤية بعيدة المدى من أجل ما تتطلبه البورصة فى المرحلة المقبلة للعمل على اتساع السوق، وكذلك عودتها للريادة فى المنطقة كواحدة من أقدم البورصات فى العالم...متطلبات رئيسية طرحها واقترحها مشايخ صنعة سوق المال، تتمثل فى 6 محاور رئيسية، وأهمها إلغاء ضريبية الأرباح الرأسمالية، وأيضاً تقدم حزمة محفزات أكثر جاذبية، وإعادة النظر فى سوق المشروعات الصغيرة، والمتوسطة.
«لا تزال ضريبة الأرباح الرأسمالية بمثابة بعبع للمتعاملين فى سوق المال، تعمل على تطفيش المستثمرين خاصة الأجانب» بحسب قول سليمان نظمى العضو المنتدب لشركة الأهرام للسمسرة فى الأوراق المالية... وتابع قائلاً إن «ضريبية الأرباح الرأسمالية لا تزال واحدة من المعوقات التى يواجهها المستثمرون فى البورصة، مقارنة بالمحفزات التى تمنحها العديد من أسواق المنطقة التى باتت أكثر استقطاباً للمستثمرين».
ليس هذا فحسب فيما يقترحه «نظمى» ولكن أيضاً العمل على تعزيز جانب المعروض من الشركات الكبرى، ذات القيمة الكبيرة، بما يحقق أهداف الطرح، سواء بتوسيع الملكية، أو استقطاب شرائح وفئات مختلفة من السواد الأعظم للمواطنين.
يحدد أيضاً محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، العديد من المقترحات للبورصة خلال الفترة المقبلة، تتمثل فى الطروحات الجديدة المرتقبة من الحكومة ضمن برنامج طروحاتها، أو عبر الاكتتابات الخاصة بشركات القطاع الخاص، خاصة فى ظل وجود إدارة محترفة تقود البورصة خلال هذه الفترة، والفكر الاحترافى فى عملية تطوير الفكر والأساليب الترويجية والتسويقية للبورصة، بما يسهم فى زيادة اتجاه الشركات والبزنس العائلى لسوق المال التى تستحوذ نسبة كبيرة فى السوق المحلى بالتعاون مع الشركات العاملة فى المجال، بالإضافة أيضاً إلى مستجدات الأدوات المالية بتفعيل بورصة العقود والمشتقات، وسوق شهادات الكربون الذى يتطلب العديد من الندوات التى تساعد على توفير المزيد من المعلومات والتفاصيل الخاصة بهذه الشهادات.
كما يقترح الدكتور على الحداد، العضو المنتدب لشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية، أيضاً ضرورة التشديد على حسم مصير ضريبية الأرباح المالية التى تسبب إزعاجاً، وقلقاً للمستثمرين، خاصة أن التوقيت مناسب لهذا القرار فى ظل الارتفاعات التى تحققها البورصة، والمستهدفات التى تقوم بكسرها صعوداً، بالإضافة أيضاً إلى استكمال برنامج الطروحات الحكومية، بهدف تعويض الشركات الكبرى التى تم شطبها مؤخراً، التى وصلت قيمها السوقية إلى 15 مليار جنيه.
وبحسب رؤية تامر حسين، نائب رئيس مجلس إدارة شركة ايليت للاستشارات المالية، فإن البورصة تتطلب مزيداً من زيادة الوعى والثقافة المالية، خاصة أن أعداد المتعاملين فى البورصة يمثلون نسبة ضئيلة للغاية مقارنة بإجمالى أعداد السكان، والتوسع فى نشر الثقافة المالية يكون عبر تكثيف تنظيم ورش العمل، بالتعاون مع رعاة سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والعمل على استهداف الشركات العائلية، وتوضيح أهمية القيد والطرح فى البورصة، والتوسع فى مشروعاتهم الاستثمارية، بالإضافة إلى إعادة النظر فى شركات سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بتطوير هذا السوق، حيث إن بعض الشركات المقيدة فى السوق لم تشهد تداولاً على أسهمها منذ فترة طويلة.
كما يقترح محمد يونس رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للمحللين الفنيين ضرورة التوسع فى التواصل مع الجامعات للعمل على استقطاب وزيادة التوعية بين الطلاب، بما يسهم فى زيادة اعداد المستثمرين، ويسهم أيضاً فى مضاعفة أحجام التداولات، باعتبارها واحدة من أهم العوامل التى من شأنها استقطاب المستثمرين الأجانب.
وقال متسائلاً إنه «هل من المعقول أن يضخ المستثمرين الأجانب أموالهم فى سوق لا يتجاوز تداولات اليومية 100 مليون دولار». ..كما شدد أيضاً «يونس» على استقرار رئيس البورصة فى منصبه لفترة 4 سنوات كما كان متبع، حتى يتمكن من تحقيق مستهدفاته.
وكان أحمد الشيخ، رئيس البورصة، قد أشار مسبقاً إلى أن استراتيجية البورصة خلال الفترة القادمة تتضمن العديد والعديد من المحاور ومنها إطلاق مؤشر إسلامى متوافق مع الشريعة الإسلامية يتضمن أسهم الشركات التى تتلاءم أنشطتها وأوضاعها المالية والمحاسبية مع أحكام الشريعة، والعمل أيضاً على تفعيل العديد من المنتجات المالية، بما يحقق عمقاً فى سوق المال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البورصة السنوات القادمة سوق المشروعات الصغیرة سوق المال العدید من فى سوق
إقرأ أيضاً:
فيلم انفلوانزا الثراء: تراجيديا التخلص من المال تدفع إلى هجرة معاكسة
عبر تاريخ السينما، كانت هناك الكثير من الأفلام التي عالجت موضوع الجائحات والعوارض التي تضرب المجتمعات البشرية، بما في ذلك الأوبئة والفيروسات والأمراض، وكل ذلك في سياق سينما الخيال العلمي، مما عمّق هذا النوع من الأفلام وجعل له مميزاته التي ميّزته عن سواه من الأنواع الفيلمية.
لكن القصة ما لبثت أن اكتسبت شكلًا آخر منذ تفشي جائحة كوفيد-19 قبل ثلاث سنوات، حيث صار موضوع إنفلونزا كورونا واقعيًا ومعاشًا، وليس فيه مبالغات سوى ربطه، مثلًا، بإنفلونزا أخرى كانت قد ضربت البشرية عبر التاريخ، ومنها تلك التي ظهرت في أمريكا بين الأعوام 1918-1920، وأدت إلى إصابة وموت أكثر من نصف مليون إنسان، بينما ظهرت ما عُرف بالإنفلونزا الإسبانية في الفترة نفسها تقريبًا، والتي أدت إلى وفاة أكثر من 20 مليون إنسان.
وقد استوحت السينما هذه الجائحة من خلال سلسلة أفلام، نذكر منها: فيلم التفشي (1995)، فيلم العدوى (2011)، فيلم الحرب العالمية زد (2013)، فيلم بعد 28 يومًا (2002)، فيلم 12 قردًا (1995)، فيلم الموت الأسود (2010)، فيلم فلو (2013)، فيلم العدوى (2019)، فيلم العمى (2008)، فيلم صندوق العصافير (2018)، فيلم الناقل (2009)، فيلم أرض الزومبي (2009)، فيلم الحجر (2008)، وأفلام أخرى.
في هذا الفيلم للمخرجة غالدر غازتيلو-أوروتيا، هناك استمرارية على نفس وتيرة أفلام الجوائح، ولكن من خلال مقاربة أخرى مختلفة، إذ إنها تحاكي موضوع الإنفلونزا التي صارت تستهدف الأثرياء فقط، مما يثير حالة من الذعر بينهم، فيسعون للتخلص من أموالهم أو مناقلتها تفاديًا للكارثة التي تنتظرهم. وتفترض قصة الفيلم أن أعراض الإصابة بالوباء تتجلى من خلال نصوع الأسنان وصدور شعاع منها، وهو دليل على إصابة الشخص.
هذا الواقع سوف تواجهه شخصية إعلامية وسينمائية، وهي لورا—تؤدي الدور الممثلة ماري إليزابيث وينستيد—الغارقة في عوالم هوليوود، حتى تتصدع حياتها الزوجية وتنقطع عن ابنتها الوحيدة. وخلال ذلك، تتم مكافأتها بأموال ضخمة، لكن وقع الجائحة، وموت تسعة من أغنى 400 شخص في قائمة فوربس لأغنياء العالم في غضون أيام، وظهور الأعراض فقط في أسنانهم، التي تصبح بيضاء بشكل غير طبيعي، يجعل لورا تتجه إلى لندن لملاقاة ابنتها، ثم الانتقال سريعًا، هربًا من لندن إلى برشلونة، حيث تلاحقها السلطات على أمل حجرها، لكونها من ضمن قائمة الأثرياء المتوقع إصابتهم بالوباء.
يشغل هذا التحول قرابة نصف الزمن الفيلمي، ليتسارع إيقاع الأحداث بشكل متلاحق، وتلامس لورا مشكلاتها الشخصية ملامسة سطحية، فضلًا عن عدم إشباع الثيمات الأساسية في الفيلم، ومنها عدم تفسير الجائحة، ولماذا تفشت، ولماذا تستهدف الأثرياء تحديدًا، وهي أسئلة طرحها العديد من النقاد، ومن بينهم الناقد ماثيو تيرنر في موقع نيردلي، الذي يقول في مقالته عن الفيلم:
"إن أقوى عنصرٍ في هذا الفيلم هو إحساسه بالأجواء وتجسيد الشخصيات التي تمر بحالة الذعر، بالتزامن مع الامتداد المتزايد للوباء، الذي يستهدف إفساد الثروات بين أيدي الأغنياء، حيث القوة المُفسدة للثروة."
بينما تكمن المشكلة الرئيسية في الفيلم في أن الفيروس نفسه غير معروف بشكل كافٍ، ولا يوجد توضيح دقيق لكيفية تطوره أو كيفية انتقاله، وبما أن لورا أصبحت من أغنى أغنياء البلاد، كان من المفترض أن تكون مريضة، لكنها، وكما يبدو، مستثناة من الإصابة، ولهذا تمضي في قيادة المغامرة إلى النهاية.
على أن المسار السردي للفيلم ما يلبث أن يتشعب، فلا تبقى مشكلة لورا هي الثروة التي صارت في يدها، ولا كيفية التخلص منها لغرض النجاة بنفسها، بل شبكة من الاعتبارات، منها: إنقاذ طفلتها، والهدنة في نزاعها مع طليقها، وهكذا وصولًا إلى عمليات نزوح مكاني متتالية.
تعمد المخرجة في معالجتها الفيلمية إلى مقاربة أرادت من خلالها التأكيد على أن الجائحة والوباء بإمكانهما أن يكونا سببًا في توحيد البشرية، إذ إنهما لا يفرقان بين لون وعرق وقومية، ولهذا، سرعان ما نجدها مع حشد من الهاربين من الوباء على الساحل الليبي. وهنا، سوف تجد لورا وابنتها وأمها جميعًا وسط أفواج من المهاجرين واللاجئين من مختلف الأعراق، وهو تحول استثنائي ملفت للنظر، بحيث إن الخطوط السردية تتجه نحو ذلك النوع من المعاناة ومواجهة مخاطر الجوع والابتزاز وغير ذلك من أشكال التحديات.
يقول الناقد السينمائي في موقع كات ذي تايك بهذا الصدد:
"إن الفيلم يلامس بشكل عميق وحشية مخيمات اللاجئين ومدى فظاعة وصعوبة حياة طالبي اللجوء. مع أنه ليس بالأمر الجديد على صعيد السينما، إلا أن التحول يكمن في رؤية عائلة بيضاء تمر بمحنة التشرد، ومشاركة اللاجئين مكابداتهم. لكنها معالجة افتراضية ليست مضمونة النتائج، كمن يخلط الماء بالزيت، أي مراعاة قدر من المجازفة في اعتماد تلك الخلطة الاستثنائية."
واقعيًا، نحن أمام تمدد جغرافي ملفت للنظر ومربك في بعض الأحيان، لرحلة تمتد من لندن إلى تنزانيا، وذلك في سياق إنقاذ الذات، وتحول المال إلى وسيلة غير مرغوبة في سياق سردي، وبثّ للحبكات الثانوية، أفضى إلى أن ذلك المال غير المرغوب فيه كان مطلوبًا وأساسيًا لتغطية تكاليف الرحلات الجوية من مناطق العدوى—مما أدى، بلا شك، إلى أحد أكثر مشاهد الفيلم طرافة، حيث يتشاجر المليونيرات بشراسة في ملعب غولف مليء بطائرات الهليكوبتر حول من يمكنه الصعود إلى الطائرة—بينما تبقى كيفية انتقال الفيروس، وكيفية استجابة الناس له بأي طريقة أخرى غير الخوف، غامضة طوال الوقت.
وما دمنا بصدد البناء الدرامي والتوظيف السردي، فكما ذكرنا من قبل، فإن نقطة التحول ما تلبث أن تقع في منتصف الزمن الفيلمي، إذ تتغير أحداث إنفلونزا الأغنياء فجأةً، وتتحول إلى قصة هروب عكسي: فجأةً، هناك أوروبيون بيض أثرياء يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب متهالكة. وجهتهم: أفريقيا. هناك بؤرٌ للأمل، حيث لا يتفشى الوباء، وهنا تقع المفارقة الساخرة.
هذه المفارقة عمّقتها المشاهد التي يظهر فيها أولئك المهاجرون قدرًا من البساطة والاندفاع في مساعدة نظرائهم من البيض الأوروبيين، ومن ذلك تقاسم الماء والطعام معهم، وهم المترفون الذين لم يسبق لهم أن عاشوا محنة التشرد عن الأوطان والبحث عن اللجوء في أرض أخرى، وما تنطوي عليه من مخاطر. كل ذلك كان الوباء سببًا رئيسيًا فيه، وغطاءً غلّف أحداث الفيلم في إطار تباينت فيه مستويات الإقناع في السرد الفيلمي.
-------------
إخراج: غالدر غازتيلو-أوروتيا
سيناريو: ديفيد ديسولا، سام شتينر
مدير التصوير: جون دومينغيز
تمثيل: ماري إليزابيث وينستيد في دور لورا، توني في دور راف سبال.