أكدت د. ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن مصر من الدول المهددة بالمخاطر الناتجة عن تأثيرات التغيرات المناخية، وأن تأثيرات التغيرات المناخية بمصر تشمل ارتفاعاً فى درجات الحرارة وزيادة معدلات التصحر وتأثر الأمن الغذائى والمائى وتدهور الصحة العامة.. وإلى نص الحوار: 

تأثيرات تغير المناخ بمصر تشمل ارتفاع منسوب مياه البحر وزيادة معدلات التصحر

ما مدى تأثر مصر بالتغيرات المناخية؟

- تأثيرات ظاهرة التغيرات المناخية لها مخاطر على حياة البشرية والتنوع البيولوجى من ارتفاع متوسط درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية وارتفاع مستوى سطح البحر وشدة الأحداث الجامحة والتى تؤدى إلى زيادة معدلات التصحر، وتأثر كل من جودة الأراضى وتدهور الإنتاج الزراعى والأمن الغذائى والموارد المائية، وزيادة معدلات شح المياه، وتدهور الصحة العامة والسياحة البيئية، وتأثر المدن والمجتمعات العمرانية.

كل تلك التحديات تدفع إلى ضرورة العمل لتعزيز التكيف وخطوات الاستدامة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى بل والتصدى لمخاطره بكل السبل المتاحة، إذ تؤثر ظاهرة التغيرات المناخية على الحالة الاقتصادية والاجتماعية للبشر على كوكب الأرض.

وماذا عن تأثير ارتفاع درجات الحرارة على مصر خاصة فى فصل الصيف؟

- تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على الأنظمة الحيوية الطبيعية، مما يؤدى إلى تغير فى أنواع الطقس؛ كأنماط الرياح وكمية الأمطار وأنواعها، إضافة إلى زيادة احتمالية الأحداث المناخية شديدة الوطأة؛ مما يؤدى إلى عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التأثير ولا يمكن التنبؤ بها. ووفقاً للتقارير الدولية الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ، خاصة التقرير التقييمى السادس والصادر فى مارس 2023: «يؤثر تغير المناخ الذى يسببه الإنسان بالفعل على العديد من الظواهر المناخية المتطرفة فى كل منطقة فى جميع أنحاء العالم. وقد أدى ذلك إلى انتشار الآثار السلبية والخسائر والأضرار ذات الصلة بالطبيعة والناس».

هل الزيادة السكانية لها تأثير على التغير المناخى؟

- تؤدى الزيادة السكانية المطّردة وما يتبعها من تغيير فى أنماط الاستهلاك المختلفة؛ مثل استهلاك الطاقة واستخدام المياه، إلى حدوث مجموعة من الضغوط على الموارد الطبيعية وغير الطبيعية بشكل مباشر تتمثل فى إهدار الموارد وعدم استغلالها بطريقة مستدامة، أو بشكل غير مباشر من خلال الإنفاق على الاحتياجات غير الضرورية، الأمر الذى يشكل عبئاً على الدولة لتنفيذ رؤيتها وتحقيق التنمية المستدامة.

وماذا عن حجم الانبعاثات فى مصر والعالم؟

- تتأثر مصر بظاهرة التغيرات المناخية تأثراً واضحاً؛ على الرغم من أنها من أقل دول العالم إسهاماً فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى عالمياً؛ حيث بلغت الانبعاثات 325614 جيجا ثانى أكسيد الكربون المكافئ سنة 2015، أى ما يعادل 0٫6 فى المائة من انبعاثات العالم، ووفقاً لتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية، فمصر من أكثر الدول المهددة بالمخاطر الناتجة عن تأثيرات التغيرات المناخية، والتى تتطلب التعامل وفقاً للمعايير والأهداف والسياسات والجهود الملائمة وطنياً لتقليل وطأة تأثيرات هذه الظاهرة، وبما يتماشى مع رؤية 2030 فى مجالات البيئة والصحة والطاقة وغيرها ووفق الخطط الاستراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ماذا فعلت مصر لخفض الانبعاثات؟

- قدمت مصر فى يوليو 2022 المساهمات الوطنية المحدّثة الأولى 2030، حيث يتماشى تحديث المساهمات المُحددة وطنياً مع سياسات التنمية وتغير المناخ بمصر، حيث اشتمل التقرير على أهداف كَمّية لقطاع الطاقة، مثل: توليد ونقل وتوزيع الكهرباء، والبترول والغاز والنقل، بالإضافة لتحديد أهداف غير كَمّية من خلال مجموعة سياسات وإجراءات، فى قطاع الصناعة والمبانى والمدن الخضراء، والسياحة وإدارة المخلفات، كما يتناول تقرير المساهمات الوطنية مجموعة من الأهداف لتفعيل تدابير التكيف فى قطاعات الموارد المائية والرى والزراعة والمناطق الساحلية والتنمية العمرانية والسياحة، وإنشاء نظام إنذار مبكر وزيادة القدرة على التكيف فى المناطق الأكثر ضعفاً وتهميشاً.

د. ياسمين فؤاد: حريصون على الاستفادة من الصناديق والتسهيلات الدولية لتمويل المشروعات المختلفة بما يحقق تقليل الانبعاثات 

كما حرصت مصر على الاستفادة من الصناديق والتسهيلات الدولية لتمويل المشروعات المختلفة بما يحقق تقليل الانبعاثات والتكيف مع آثار التغيرات المناخية مع أهمية نقل التكنولوجيا وبناء القدرات، ومن تلك الصناديق التمويلية المتخصصة صندوق المناخ الأخضر، كما تعمل على تنفيذ مشروعات التكيف كبرنامج بناء مرونة نظم الأمن الغذائى بما يعود بالفائدة على منطقة جنوب مصر.

ارتفاعات الحرارة

انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى لها آثارها على زيادة معدلات درجات الحرارة ومتوسطاتها، حيث تتعدد مصادر انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى مثل حرق الوقود الأحفورى وانبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون. وانبعاث غاز الميثان من تراكم المخلفات الحيوانية ومن مدافن القمامة، وكذا غاز أكسيد النيتروز من صناعة الأسمدة وغيرها من المجموعات الغازية مثل هيدروفلوروكربون من صناعة التبريد وبيروفلوروكربون من صناعة الألومنيوم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتباس الحراري التغيرات المناخية ياسمين فؤاد وزيرة البيئة التغیرات المناخیة درجات الحرارة

إقرأ أيضاً:

البرلمان الأوروبي يدعم خفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول 2040

أيد البرلمان الأوروبي اليوم الخميس هدف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 90% بحلول 2040 مقارنة بمستويات 1990، وهو ما يتوافق بصورة كبيرة مع الموقف الذي اتفقت عليه دول الاتحاد الأوروبي في وقت سابق.
ووافق النواب على سلسلة من إجراءات التوافقية، تتضمن فقرة تنص على أنه ابتداء من عام 2036 يمكن للاتحاد الأوروبي الاستعانة بمصادر خارجية لتحقيق نسبة 5% من الهدف عن طريق شهادات المناخ أو أرصدة الكربون- التي تم شراؤها من دول غير عضوة بالاتحاد الأوروبي.
وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت في البداية أن تبلغ النسبة 3%.
كما أيد البرلمان إرجاء تضمين أنواع الوقود، مثل الغاز أو البنزين في نظام مبادلة الانبعاثات بالاتحاد الأوروبي حتى عام 2028، وذلك ضمن جهود تجنب الزيادة الحادة في أسعار التدفئة والوقود.
كما طالب النواب المفوضية الأوروبية بمراجعة التقدم نحو تحقيق أهداف المناخ المؤقتة كل عامين، مع الأخذ في الاعتبار أحدث البيانات العلمية والتطورات التكنولوجية والميزة التنافسية العالمية للاتحاد الأوروبي.

أخبار ذات صلة البرلمان الأوروبي يرفض مشروع قانون لمراقبة الغابات المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا يعلن الاستعداد القصوى لمواجهة التغيرات المناخية
  • 540 ألف حالة وفاة.. النظم الصحية في مرمى نيران التغيرات المناخية
  • وزير البيئة: خطة شاملة لتطوير مركز التميز للتغيرات المناخية
  • وزيرة البيئة تبحث خطة تطوير مركز دراسات التغيرات المناخية والتنمية المستدامة
  • العالم استنفد تقريبا ميزانية الكربون: بلغت انبعاثات الوقود الأحفوري مستوى قياسي
  • البرلمان الأوروبي يدعم خفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول 2040
  • كوب الحقيقة: دول تتعهد بمواجهة التضليل المناخي في قمة الأمم المتحدة للمناخ
  • خطر يهدد الحياة.. كيف تواجه النباتات تغير المناخ؟
  • «بيئة إسكندرية جديدة» تنظم ورشة تدريبية حول التغيرات المناخية و تأثيرها على البيئة
  • سياسات المناخ العالمية في انهيار.. معالجة الانبعاثات لا تكفي