لجريدة عمان:
2025-04-17@02:46:21 GMT

عقدة غزة..

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

وافقت إسرائيل وحماس على إيقاف القتال يوم الجمعة 24 نوفمبر، بعد قرابة خمسين يوما من الحرب في غزة. وقد تطلب وقف إطلاق النار من حماس إطلاق سراح عشرات الرهائن وإطلاق إسرائيل سراح سجناء فلسطينيين، ومع ذلك تعهد مسؤولون إسرائيليون بمواصلة القتال في غزة الأمر الذي يثير تساؤلات عما سيحدث لغزة بعد الحرب، فثمة رؤى متنافسة بشأن غزة توضح أنه ما من سياسة واضحة للمنطقة عندما تنتهي الحرب.

وعليه، فلا بد من التوفيق بين مختلف وجهات النظر في إسرائيل والولايات المتحدة والمنطقة من أجل المضي قدما.

لقد توجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى شمال إسرائيل في 28 نوفمبر وتحدث إلى قوات الجيش الإسرائيلي. وأعلن قائلا «إننا نستعد لمواصلة عملية تفكيك حماس وسيستغرق الأمر وقتا، فالأهداف معقدة، لكنها مبررة إلى أبعد الحدود». وزار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع في 25 نوفمبر وقال للجنود: «قدرتنا على إعادة المجموعة الأولى من الرهائن إلى الوطن هي نتيجة للضغط العسكري. وفور فرض الضغط العسكري، فإنهم [أي حماس] يريدون فترة راحة، وعندما تزيدون من الضغط، فإنهم يريدون فترة راحة أخرى». وقد كان الإطار الزمني لمواصلة العمليات محض أيام، بما يعني أنه لم يكن من المتوقع أن يستمر وقف القتال طويلا: «وأي مفاوضات أخرى [مع حماس] ستعقد في ظل استمرار القتال».

في الوقت الراهن، لدى إسرائيل ثلاث فرق من الجنود في غزة، تتمركز فرقة المدرعات السادسة والثلاثون وسط قطاع غزة، عازلة مدينة غزة عن جنوب غزة. وتعمل وحدات أخرى على طول الساحل وشمال مدينة غزة، فهي جوهريا تطوق المدينة، وقد تم طرد حماس من العديد من الأحياء، وتكبدت خسائر، رغم أن العدد الدقيق غير واضح.

لقد مرت إسرائيل بهذا من قبل، ففي حين أن إسرائيل كانت تدير قطاع غزة بعد حرب عام 1967، فقد قامت بإخلاء المنطقة من المجتمعات اليهودية في عام 2005، ووصلت حماس إلى السلطة خلال العامين التاليين، وطردت السلطة الفلسطينية المدعومة من الولايات المتحدة من غزة. وفي أعقاب هذه الهزيمة، استثمرت واشنطن في قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. ومع ذلك، واجهت السلطة الفلسطينية تحديات عديدة في السيطرة على الضفة الغربية على مدى السنوات الـ 16 الماضية. وخلال العام الماضي، تمكنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المدعومة من إيران من زعزعة استقرار مدينة جنين في شمال الضفة الغربية، وكثيرا ما تصطدم إسرائيل مع الجماعات المسلحة في نابلس وطولكرم، وهما مدينتان أخريان في شمال الضفة الغربية.

يتضح من هذا أنه حتى لو منيت حماس بالهزيمة في غزة، فلا أحد يعرف إن كانت السلطة الفلسطينية قادرة على فرض سيطرتها على غزة. وفي كل الأحوال، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فكرة أن تتولى القيادة الحالية للسلطة الفلسطينية حكم غزة بعد حماس، وليس من المرجح أن يتمكن محمود عباس من السيطرة على غزة. كما أظهر أعضاء حركة فتح التي يتزعمها عباس أنهم غير قادرين على الانسجام مع إسرائيل في إطار يمكن أن ينجح في غزة. فعلى سبيل المثال، برَّر جبريل الرجوب ـ المسؤول في فتح ـ هجوم حماس في السابع من أكتوبر. وإسرائيل لن تقبل أن يدير غزة مسؤولون يدعمون الهجوم الذي أودى بحياة 1200 شخص.

لا تريد إسرائيل أن تدير السلطة الفلسطينية قطاع غزة، وقالت السلطات الإسرائيلية أيضا إنها تريد إلحاق الهزيمة بحماس في غزة، ويعني هذا أن مليوني فلسطيني سوف يحتاجون عما قريب إلى حكومة قادرة. وترفض الدول العربية في المنطقة أن يكون لها دور في غزة ما بعد الحرب، وقالت المملكة الأردنية، التي سبق أن حكمت الضفة الغربية، إن الجيوش العربية لن تنتشر في غزة في أي وقت قريب.

تدعم السياسة الأمريكية حل الدولتين: دولة فلسطينية تسيطر على الضفة الغربية وغزة، وإسرائيل. وقد قال جو بايدن أخيرا «إننا بحاجة إلى تجديد عزمنا على متابعة حل الدولتين، حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين يوما ما أن يعيشوا جنبا إلى جنب في حل الدولتين متساوين في الحرية والكرامة».

ومن هنا اللغز، إسرائيل لا تريد حماس في غزة ولا تريد أيضا أن تدير السلطة الفلسطينية قطاع غزة، والدول العربية لا تريد إدارة غزة، وتريد الولايات المتحدة والغرب أن تنشأ دولة فلسطينية من هذا الصراع. فكيف يمكن التوفيق بين هذه المطالب المتنافسة؟ خاصة وأنها في ما يبدو تناقض بعضها بعضا.

علاوة على ذلك، لا يبدو أن أنصار حماس، ومنها إيران وتركيا وبعض الدول والجماعات الأخرى، تمانع وصول حماس إلى السلطة في الضفة الغربية وحماس تستغل الصراع الحالي في غزة لإطلاق سراح الرهائن ببطء وكسب الاستحسان والنفوذ في الضفة الغربية. وإسرائيل ،التي لا تقبل سلطة حماس في غزة، لن ترغب في أن تكون لحماس مخالب في الضفة الغربية. لكن قدرات السلطة الفلسطينية تتآكل إذ تفقد السيطرة على بعض المدن والحرب الحالية في غزة لا تقوي السلطة الفلسطينية، فقد يتزعزع استقرارها، ويأتي هذا في وقت لم تعد فيه الدول الغربية راغبة في اتباع سياسات بناء الدول.

فالولايات المتحدة، على سبيل المثال، لم تكن مستعدة للاستثمار في شرق سوريا لضمان الاستقرار ومع أن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة قد ساعدت في هزيمة داعش عام 2019، فلا تبدو في واشنطن أو الغرب رغبة في زيادة الدعم لها، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تعمل مع القيادة المركزية «بواسطة ومع ومن خلال» مجموعات مثل قوات سوريا الديمقراطية في سوريا. ومع ذلك، لا يوجد هدف سياسي أوسع وفي الوقت نفسه لا تزال سوريا منقسمة. فتحتل تركيا ،العضو في حلف شمال الأطلسي، أجزاء من شمال سوريا. ويسيطر النظام السوري، المدعوم من روسيا وإيران، على وسط سوريا. وسوريا ،شأن صراع غزة والصراع المحتدم في الضفة الغربية، لا تمضي في الطريق إلى نتيجة مباشرة.

يشتعل الوضع في سوريا وغزة بسبب الجماعات الوكيلة المدعومة من إيران مثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في الضفة الغربية وميليشيات في سوريا تنفذ هجمات على القوات الأمريكية. ومع ذلك، كما هو الحال في غزة، لا يوجد خيار واضح آخر لأجزاء من سوريا. فواشنطن لا تريد أن تغزو تركيا شرق سوريا أو تزيح النظام السوري. وتركيا لا تريد أن يقوم نظام الأسد بغزو شمال سوريا المحتل أيضا. ولذلك فالدرس المستفاد لغزة هو أن هذا النوع من المواقف الانقسامية يفتقر إلى نهاية يسيرة وما لم تحل الولايات المتحدة وشركاؤها مفارقة حكم غزة، سوف يستمر الخصوم في محاولة استغلال الوضع. وبالمثل، يتعين على إسرائيل أن تعمل على إيجاد استراتيجية للتعامل مع غزة تتجاوز نطاق الهزيمة التكتيكية لحماس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الولایات المتحدة فی الضفة الغربیة المدعومة من لا ترید حماس فی ومع ذلک فی غزة

إقرأ أيضاً:

اقتحامات واعتقالات وإصابات برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

فلسطين – وسعت القوات الإسرائيلية من عمليات الاقتحام والمداهمات في الضفة الغربية، مستهدفة مدنا وقرى ومخيمات وشنت حملة اعتقالات واسعة طالت عددا من الفلسطينيين.

وترافقت هذه الحملة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة على مدينتي جنين وطولكرم والمخيمات المحيطة بهما شمال الضفة الغربية.

وفي مدينة جنين: دخلت العملية العسكرية الإسرائيلي يومها الـ84 على التوالي وسط عمليات تجريف للأراضي وإحراق منازل وتحويل عدد من البيوت إلى نقاط عسكرية.

أما في طولكرم: فتواصل القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية لليوم الـ77، وفرض ضغوط شديدة على السكان لإخلاء منازلهم.

كما اقتحمت القوات الإسرائيلية مناطق متعددة في الضفة وأطلقت الرصاص الحي ما أدى إلى إصابات بين الشبان في مخيم الحلزون شمال رام الله.

مدينة رام الله:

قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الحلزون اليوم الاثنين، وأصابت شابا بالرصاص الحي في البطن، وآخرين في الركبة، واليد.

كما اعتقلت القوات الإسرائيلية شخصا ونجليه، من قرية كفر مالك شرق المدينة واستولت على مركبتهم.

مدينة نابلس:

اعتقلت القوات الإسرائيلية فجر اليوم الاثنين شابا من مخيم عسكر الجديد شرق المدينة، وذكرت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وداهمت عدة منازل واعتقلت الشاب من منزله.

واعتقلت القوات الإسرائيلية فجر اليوم شابين من بلدة سبسطية شمال غرب نابلس قبل الانسحاب من البلدة.

مدينة بيت لحم:

أفاد مصدر أمني بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت شابا من مدينة بيت جالا غرب بيت لحم بعد مداهمة منزل عائلته.

مدينة الخليل:

أفادت مصادر محلية بأن جرافات الجيش الإسرائيلي تنفذ عمليات تجريف في أراض للمواطنين في بلدة البرج جنوب المدينة اليوم الاثنين.

مدينة سلفيت:

اقتلع مستوطنون نحو 50 شجرة زيتون في بلدة دير بلوط، غرب المدينة وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

وقال رئيس بلدية دير بلوط سمير نمر لـ”وفا” بأن مستعمرين من مستعمرة “ليشم” المقامة على أراضي المواطنين، أقدموا على خلع وتكسير نحو 50 شجرة زيتون في منطقة عراق التوتة شرقي البلدة.

المصدر: RT

 

مقالات مشابهة

  • اقتحامات بأنحاء الضفة واشتباكات بين فلسطينيين وأجهزة السلطة في البيرة
  • استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تقتحم مدنا وقرى في الضفة الغربية
  • الاتحاد الأوروبي يعلن تقديم 1.6 مليار يورو للسلطة الفلسطينية لدعم مشروعات في الضفة الغربية وغزة
  • استمرار جرائم الاحتلال.. استشهاد 8 فلسطينيين في الضفة الغربية وغزة
  • شاهد | اقتحام الأقصى وجرائم العدو الصهيوني في الضفة الغربية
  • في اتصال مع عباس... ماكرون يدعو لإصلاح السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حماس
  • إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • اقتحامات واعتقالات وإصابات برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • عاجل| إصابة مجندة إسرائيلية في عملية دهس جنوب الخليل في الضفة الغربية