سارة الأميري: الإمارات تطور قطاع فضاء قادراً على منافسة الدول الرائدة عالمياً
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
دبي: «الخليج»
أكدت سارة الأميري، وزيرة الدولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، أن دولة الإمارات تعمل على تطوير قطاع فضاء متقدم يمتلك القدرة على منافسة الدول الرائدة في الصناعات الفضائية، والمساهمة بقوة في بناء اقتصاد وطني متنوع قائم على المعرفة والابتكار، منوهة في الوقت نفسه بمساعي الدولة لتعزيز قدراتها في مجالات البحث وتصنيع تكنولوجيا الفضاء.
جاء ذلك خلال جلسة جمعتها مع منتسبي «البرنامج الدولي للمديرين الحكوميين»، الذي دشنه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يوليو الماضي، في إطار زيارة منتسبي البرنامج من الوزراء ومساعدي الوزراء والمديرين العامين ومساعديهم من 29 دولة، إلى وكالة الإمارات للفضاء.
واستعرضت خلال جلسة «حلم دولة الإمارات باستكشاف الفضاء»، الإنجازات النوعية التي حققتها الإمارات في استكشاف الفضاء، ومبادراتها لبناء رأس المال البشري.
وقالت «إن استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء تركز على محاور عدة أبرزها الشراكة الوثيقة مع القطاع الخاص، وبناء القدرات والإمكانيات، ودعم النهج الشمولي لتطوير صناعات الفضاء».
مشاريع فضائية متطورة
واستعرضت مراحل تطور قطاع الفضاء في الدولة، مشيرة إلى أنه يضم حالياً 80 شركة وهيئة يعمل فيها عدد كبير من خبراء الفضاء ومهندسيه وعلمائه. لافتة إلى أن التركيز ينصب حالياً على تصميم مشاريع فضائية متطورة تمكن الدولة من منافسة الدول الرائدة في صناعة الفضاء، مع مواصلة التركيز في الوقت نفسه على تطوير الإمكانات وبناء القدرات في مختلف جوانب علوم الفضاء.
ولفتت الأميري، إلى أن دولة الإمارات تخطط لإطلاق مشروع استكشاف حزام الكويكبات عام 2028، حيث تركز على بناء القدرات في التصميم والتطوير والتصنيع بما في ذلك الأجهزة والمعدّات والبرامج الهندسية اللازمة. منوهة بأهمية التعاون مع شركات القطاع الخاص في هذا الإطار، من أجل تطوير تقنيات متقدمة تخدم هذا المشروع والمشاريع الفضائية المقبلة.
دور حيوي
واستعرضت مجموعة من مشاريع الوكالة وبرامجها، ومنها مجمع البيانات الفضائية، وأكاديمية الفضاء الوطنية وبرنامج تطوير الأقمار الصناعية الرادارية «سرب»، مؤكدة الدور الحيوي لهذه البرامج في تعزيز المعرفة في قطاع الفضاء وتوظيفها لتوسيع جهود الدولة في استكشاف الفضاء، وكذلك تطوير مسارات مهنية في هذا القطاع.
جذب الاستثمارات
وأجابت سارة الأميري، عن أسئلة منتسبي البرنامج التي تناولت جوانب مرتبطة بمسيرة دولة الإمارات في قطاع استكشاف الفضاء، ورؤية الدولة وطموحاتها المستقبلية، حيث أكدت في إجابتها عن سؤال عن دور الوكالة في تشجيع مشاركة القطاع الخاص في صناعة الفضاء، أن الوكالة تنتهج آلية رئيسية لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في تطوير قطاع استكشاف الفضاء، تتمثل في فتح المجال أمام شركات القطاع الخاص للعمل مع الوكالة في المشاريع الكبرى مثل مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، حيث تعهد إلى الشركات الخاصة عملية إتمام دراسات الجدوى فيما تقوم الوكالة من جانبها بتوفير الخبرة الفنية المتخصصة.
ولفتت إلى أن الوكالة تمنح شركات القطاع الخاص عدداً من المزايا أهمها تقليل احتمال المخاطر المرتبطة بإطلاق مشاريع الفضاء، حيث تعمل جنباً إلى جنب مع القطاع الخاص ليستفيد من خبرات الوكالة العلمية والتقنية المتراكمة من المشاريع الفضائية التي نفّذت خلال السنوات الماضية، وبما يضمن إنشاء إطار تنظيمي قوي في الوقت نفسه يعزز بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة والابتكار. منوهة بمساعي دولة الإمارات لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية المباشرة في هذا القطاع، وتمكين المواهب، وتطوير التقنيات المتقدمة المتخصصة لتعزيز الاقتصاد القائم على الابتكار في الدولة.
إنجازات كبيرة
وعن سؤال عن هدف دولة الإمارات من تطوير قطاع فضائي متقدم، قدمت الأميري، عدداً من الأسباب التي دفعت الدولة لتعزيز جهودها في قطاع الفضاء واستكشافه وتعزيز مكانتها بين الدول الرائدة في هذا القطاع ومن أهمها دعم بحوث الفضاء عالمياً، وترسيخ توظيف علوم الفضاء في التطبيقات العملية سواء في الفضاء أو على الأرض، ومنها الزراعة واستكشاف آبار المياه وتعزيز وبناء إمكانيات القطاع الصناعي في الدولة، بتطوير صناعات الفضاء. لافتة إلى أن دولة الإمارات حققت إنجازات كبيرة في قطاع الفضاء. مستشهدة بالمكانة العالمية التي وصلت إليها شركة «الياه سات» التي تعدّ واحدة من أفضل 10 شركات للاتصالات الفضائية في العالم.
وعن سؤال عن رؤية دولة الإمارات المستقبلية في استكشاف الفضاء، أكدت أن تطوير قطاع فضاء متقدم يتصدر أولويات دولة الإمارات، لأن قطاع الفضاء الوطني محرك رئيسي للنمو الاقتصادي والازدهار على مدار الأعوام المقبلة.
ولفتت إلى أن دولة الإمارات تعدّ قطاع الفضاء واحداً من مجالات متعددة تسهم في تعزيز مكانتها وبناء قدراتها المستقبلية، وتسعى في هذا السياق إلى تطوير التقنيات وتوظيف الأدوات بما يتيح تطوير مختلف القطاعات، لافتة إلى أن هناك عدداً من المشاريع المستقبلية التي تعمل دولة الإمارات على إطلاقها، ومنها برنامج تطوير الأقمار الاصطناعية الرادارية «سرب»، ومهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.
بيئة فريدة
وعن خطط دولة الإمارات لتمكين الأجيال الجديدة من تكنولوجيا الفضاء المتقدمة قالت سارة الأميري: تسعى دولة الإمارات إلى إثراء المعرفة المتعلقة بالفضاء بين الأجيال الجديدة، عبر خطط تجمع بين الممارسات الأكاديمية البحثية المتطورة والتطبيقية العملية في ظل بيئة فريدة تشجع وترعى ثقافة الابتكار، وتعرفهم بجهود الدولة في استكشاف الفضاء، وهو ما يظهر واضحاً في المناهج التعليمية التي تتضمن فصولاً تتناول إنجازات الدولة وطموحاتها المستقبلية، حيث أصبحت علوم الفضاء جزءاً من مناهج الدولة للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، وهو ما يسهم في إلهام طموحاتهم المستقبلية بناءً على واقع ملموس يمكنهم رؤيته.
ونوهت بمساعي دولة الإمارات لتطوير مناهج الدراسات العليا والمسارات المهنية في الفضاء، بحيث تصبح علوم الفضاء جزءاً من البرامج التي تطرحها الجامعات، وهو ما يشجع جيل الشباب على اختيار الدراسة في هذا المجال. وفي هذا الإطار أطلقت الوكالة، أكاديمية الفضاء الوطنية التي تستهدف تطوير مهارات الكوادر الإماراتية الشابة في علوم وتكنولوجيا الفضاء بتزويدهم بمهارات ومعارف وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية، ليكونوا مساهمين مؤثرين في تعزيز النجاح الكبير لبرنامج الفضاء الإماراتي.
مواكبة المتغيرات
ويطلع منتسبو البرنامج خلال زياراتهم الميدانية لعدد من الجهات الحكومية على أفضل الممارسات الإماراتية في القطاعات الاستراتيجية سواء في الطاقة المستدامة، وأسواق المال، والبنية التحتية، والصناعة الوطنية، والفضاء والخدمات اللوجستية، والاقتصاد، والتحول الرقمي، وغيرها.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات سارة الأميري وكالة الإمارات للفضاء فی استکشاف الفضاء أن دولة الإمارات الدول الرائدة سارة الأمیری القطاع الخاص قطاع الفضاء علوم الفضاء تطویر قطاع فی قطاع فی هذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تثني على جهود الإمارات خلال رئاستها "COP28"
وجه سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأطراف "COP29" الذي انطلقت فعالياته اليوم في العاصمة الأذربيجانية باكو، الشكر إلى دولة الإمارات على ما بذلته من جهود دؤوبة خلال رئاستها "COP28".
وأضاف أنه يجب الاتفاق في باكو على هدف عالمي جديد لتمويل العمل المناخي، مشيرا إلى أنه إذا لم تستطع ثلثا دول العالم على الأقل تحمل خفض الانبعاثات بسرعة، فإن كل دولة ستدفع ثمناً باهظاً، وإذا لم تتمكن الدول من بناء القدرة على الصمود في سلاسل التوريد، فسينهار الاقتصاد العالمي بأكمله ولا يوجد بلد محصن.
وقال إنه يجب الاستغناء عن أي فكرة تعتبر التمويل المناخي عملا خيرياً، موضحا أن الهدف العالمي الطموح الجديد للتمويل المناخي يصب في مصلحة كل دولة، بما في ذلك أكبر الدول وأغناها، مؤكدا أن مجرد الاتفاق على هدف لا يكفي، بل يجب العمل بجد لإصلاح النظام المالي العالمي من خلال منح الدول المساحة المالية التي تحتاج إليها.
وأشار إلى أنه يجب خلال COP29 البدء في تشغيل أسواق الكربون الدولية من خلال وضع اللمسات النهائية على المادة 6، بجانب الحاجة إلى المضي قدمًا في مجال التخفيف من آثار تغير المناخ، حتى تتحقق الأهداف التي تم تحديدها خلال "COP28" في دبي.
وأضاف: "يجب ألا ندع هدف الوصول لـ 1.5 درجة مئوية أن يفلت من أيدينا"، مشيرا إلى أن استثمارات الطاقة النظيفة والبنية التحتية ستصل إلى تريليوني دولار في عام 2024 ، أي ما يقرب من ضعف استثمارات الوقود الأحفوري.