وتوجه الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة عيد الاستقلال 30 نوفمبر، بالتهاني والتبريكات لقائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن وكل الأحرار من أبناء وبنات اليمن في الداخل والخارج، بحلولِ الذكرى السادسة والخمسين لرحيلِ آخر جنديٍ من جنودِ الاستعمار البغيضِ عن أرضِ الباسمةِ عدن.

وأشار إلى أن هذا اليوم يعكسُ مشهداً متكرراً بين فِئَتَيْنِ من البشرِ إحداهُما سقطتْ في وحلِ الاطماعِ والافتئات على حقوقِ الآخر، ودَأبَتْ على الغزوِ والسطوِ لِيَصْبِغْها الدهرُ بسوادِ الانحسارِ القيمي والأخلاقي، وبمهانةِ الطردِ وخزيِ الرحيل، والأخرى فئةٌ من الرجالِ الكرامِ الذين عادةً ما يحملونَ على عواتِقَهُم أمانةَ الحريةِ وشرف النفيرِ في سبيلِ الله واجتراح التضحياتِ في دحرِ الغازي ومواجهةِ الطامعين، صوناً للمبادئ وانتصارً للكرامةِ الإنسانية، لِيُصْبحوا بعد ذلك عنوانُ مجدٍ، ومصابيح حريةٍ، وصناعُ تاريخ.

 

وقال:" وما بينَ الفئتينِ فئةٌ ثالثةٌ من أبناءِ الأرضِ قسَّمت نفسها ما بين محايدٍ فاتهُ شرفَ المشاركةِ والنهوضِ بالواجب، وما بين خائنٍ فرطَ في كلِ معاني الشرف ورضِيَ لِنفسهِ أن يكونَ حذاءً في قدمِ الغازي يطأُ بها أرضه، وطلقةً في محْزمِ الأجنبيِ ضِدَ أهلِهِ وبلدِه، وهؤلاءِ في العادةِ يبوؤونَ بِسخطِ الله، ويصْبِغَهُم الزمانُ بعارُ الارتزاقِ والخيانةِ، وترميهمُ النهاياتِ في مزابلِ التاريخ".. مؤكدا أن هذا هو الدرسُ السنويِ الكبيرِ من هذه الذكرى الخالدة، وهذه هي العبرةُ المتجددةِ التي يجبُ على البعضِ التقاطها قبلَ فواتِ الأوان.

ودعا الرئيس المشاط، الجميع إلى تحكيمِ الثلاثينَ مِن نوفمبر والتعاطي معه كمحطةٍ مهمةٍ ومرجعيةٍ فاعلةٍ في قراءةِ وتقييمِ مواقف الفرقاءِ من العدوانِ الخارجيِ القائم على الشعب اليمني، ومن تواجد القوات الأجنبية في أجزاءٍ مِن مِياهِ اليمن وأراضيه، وفي تمييزِ المواقفِ أيضاً من كلِ الأطماعِ والمخاطرِ المحدقةِ بالبلاد.

ولفت إلى أهمية النظر إلى دلالات ومقتضيات هذا اليومِ الخالدِ والفرز بين الحقِ والباطلِ، والموقفِ الصحيحِ والموقفِ الخاطئ، كون ذلك فرصةٌ ذهبيةٌ للمراجعةِ والتصحيحِ ومحاسبةِ الذاتِ وخاصةٍ ممن هُمُ اليومَ في حالةٍ واضحةٍ من التناقُضِ الصارخِ مع يومِ الثلاثينَ مِن نوفمبر، حيثُ يُمكنُ لِلمُخْطِئينَ أن يعودوا، وللمقصرينَ أن يجُودوا، مِثلما يُمكن لكلِ المنحازينَ لِبلدهِم وشعبِهم أن يَشكُروا الله على نعمةِ الموقفِ الحق، والقضيةِ العادلة.

كما دعا فخامة الرئيس، كُل أبناءِ اليمنِ إلى "الاقتصار في هذه المناسبة الوطنية الكبيرة على التقاط العبرِ والدروسِ فقط مع الامْتِناعِ التامِ عن أيَّةِ مظاهرِ احتفاليةٍ احتراماً لأوجاعِ وأحزانِ أهلِنا في فَلسْطِين الشقيقةِ، وإجلالاً وتعظيماً لتلكَ الأرواح الطاهرةِ التي صعدتْ الى بارِئَها والدماءِ الزكيةِ التي قدَّمَتْها غزةَ هاشم بالنيابةِ عن أُمَّتنا العربيةِ والإسلاميةِ جَمْعاء".

وأضاف" وفي هذا السياقِ أُبارِك بطولات المقاومة الفلسطينية وشعبها الصامد المجاهد، وأُحيي كُل جماهِير وشُعوبَ أمَّتنا المُسلِمة وكُل شُعوبِ العالمِ التي ساندت وتضامنت، كما أُحيي الموقف الرائد لبلادنا في مساندةِ أهلنا الكرام في غزةِ كأقلَّ ما يُمليهِ علينا واجِبنا الدينيِ والأخوِي والإنساني مؤكِداً أنَّ هذا الموقف إن شاء الله سيستمر ويتعاظم حتى يتوقفَ العُدوان الصهيوني بحقِ الأطفالَ والمدنيين العزلِ في غزة المظلومة".

وأشاد فخامة الرئيس بمواقفِ الكثيرِ من الدولِ الاسلاميةِ والعربيةِ والتي بدتْ في مُجْملِها مكمِلةً لِمواقفِ اليمن والبلدان العربيةِ المشاركة.. معربا عن الأمل في أن ترتقي هذه المواقف إلى مستوياتٍ أفضل خلال المستقبلِ القريب.

وقال" أُذكِّر جميعَ دولِ أُمتنا بأن العزةَ كلَّ العزةَ والحمايةَ كلَّ الحمايةَ تكمُن في الاِنسجامِ مع مواقف شعوبها ولا ينبغي أبداً التأثُرَ بالموقفِ الأمريكي والغربي المخجل والذي جلبَ لأمريكا وكل دول الغرب الخزيَ والعار وجوبه بالرفض والادانة من كل شعوب العالم بما فيها الشعب الأمريكي نفسه".

كما دعا واشنطن إلى إجراءِ تعديلاتٍ جوهريةٍ في سُلوكِها العدائي تجاهَ اليمنِ باعتبارهِ لا يخدم السلام في المنطقة، محذرا إياها من مغبةِ أيِّ تمادٍ أو ذهابٍ إلى أيِّ تصعيدٍ من أيِّ نوع، مؤكداً أنَّ كلَّ ذلك لن يُثني اليمن عن مواقفه المبدئية تجاه فلسطين، كما أن أي إجراء يضرُ بمصالح الشعب اليمني سيكون بمثابة إعلان حرب وسيتم التعامل معه على هذا الأساس.

وخاطب الرئيس المشاط قيادة التحالف قائلا" أذكِّر قيادةَ التحالف بأننا قد قطعنا مع بعض شوطا مهما على طريق السلام ولم يعد هناك أي مبرر لأيِّ ترددٍ أو تمنعٍ عن الانخراطِ العمليِ في إجراءات بناءِ الثقةِ وخاصةً في ما يتعلق بالجانبين الإنساني والاقتصادي".. محذرا في هذا السياق من مغبةِ الإصغاءِ أو التأثرِ بتجارِ الحروبِ.

وجدد الدعوة إلى جدولةِ الخُطواتِ التنفيذيةِ والبدءُ الفعليِ في معالجةِ ملف الأسرى ورفع القيود عن الموانئْ والمطارات اليمنية وكل القضايا بما في ذلك ترتيبات الانسحاب من الأراضي والمياه اليمنية في أقربِ وقت.. مؤكدا الانفتاح على كلِّ التوجهات التي ترمي لمعالجةِ آثارِ وتداعياتِ الحربِ الظالمةِ بما يخدُم مصالح البلدينِ الجارين والمنطقةِ بشكلٍ عام.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

فتح الانتفاضة: نبارك العملية النوعية والجريئة التي نفذها أبطال اليمن في قلب “يافا”

 

الثورة نت/..

باركت حركة فتح الانتفاضة في فلسطين المحتلة، العملية البطولية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية التي استهدفت عميق كيان العدو الصهيوني في يافا “تل ابيب” المحتلة.

وقالت الحركة في بيان لها اليوم الخميس: “نبارك العملية النوعية والجريئة التي نفذها أبطال اليمن في القوات المسلحة باستهداف قلب “تل أبيب”، نصرة ومساندة للشعب الفلسطيني”.

وأكدت أن العملية الصاروخية اليمنية كشفت زيف المنظومة الأمنية والعسكرية عند الكيان الصهيوني وكشفت أيضا التطور النوعي في أداء الجيش اليمني.

وأشارت إلى أن جبهات الإسناد ترسل رسائل من نار للعدو الصهيوني وحلفائه بأنها لن تترك غزة وحيدة وشعب فلسطين أمام هذه الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني.

وأضافت: إن “مشاركة إخواننا في اليمن الشقيق والعزيز في الدفاع عن إخوانهم في فلسطين يأتي في إطار الرد الطبيعي على دعم إدارة بايدن والحكومات الغربية”.

واختتمت حركة فتح بيانها بالتأكيد على أن اليمن أثبت أن قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة الغطرسة الصهيونية والغربية ضد أمتنا.

مقالات مشابهة

  • فتح الانتفاضة: نبارك العملية النوعية والجريئة التي نفذها أبطال اليمن في قلب “يافا”
  • مجلس النواب يدعو لعقد جلسة رسمية.. فما أبرز القضايا التي ستتم مناقشتها؟
  • أردوغان يدعو من مصر إلى بناء سوريا خالية من الإرهاب
  • انهيار التحالف الحاكم في ألمانيا وحجب الثقة المفقودة عن المستشار الألماني
  • دراسة تكشف عن المحافظة اليمنية التي ستكون منطلقا لإقتلاع المليشيات الحوثية من اليمن
  • اجتماع حاسم للجنة وقف النار اليوم.. البنك الدولي مستعد للانخراط في ورشة إعادة الإعمار
  • محافظ الشرقية يلتقي أهالي "الحسينية" لبحث المشاكل التي تواجههم لإنهاء إجراءات التقنين
  • المجلس المسيحي للتنسيق: نطمح لإعادة بناء الثقة لدى المسيحيين
  • ضربة حاسمة لتجار الأخضر.. الداخلية تضبط 7 ملايين جنيه آخر 24 ساعة
  • القلق الإطاري..السوداني يدعو الاتحاد الأوروبي للتدخل في سوريا لـ” بناء نظامهم”