حصاد مؤتمر شرم الشيخ «COP27»: إدراج بند «التمويل» لتعويض الدول المتضررة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
حققت استضافة مصر لمؤتمر الأطراف الـ27 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ تحت مسمى «COP27»، والذى عقد بمدينة السلام شرم الشيخ تحت شعار «معاً للتنفيذ» خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر العام الماضى، نجاحاً كبيراً على مختلف النواحى اللوجيستية والفنية ومخرجات المنطقة الخضراء، ومكاسب على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وحشد المشاركات المختلفة من أنحاء العالم من مختلف الفئات، حيث شارك به أكثر من 50 ألفاً من الأفراد والكيانات المختلفة الرسمية وغير الرسمية، منهم 120 من رؤساء الدول والحكومات ونواب الرؤساء والممثلين رفيعى المستوى المشاركين فى الشق الرئاسى، بزيادة عن نظيره السابق COP26 حوالى 14 ألف مشارك.
وافتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى قمة القادة للمؤتمر، معلناً الهدف الأساسى للقمة وهو وضع خارطة طريق لتنفيذ الإجراءات المتفق عليها باتفاق باريس، حيث قال: «إن الوقت يداهم العالم ولا مجال للتراجع عن تنفيذ الالتزامات المناخية، حيث تسهم نتائج مؤتمر المناخ فى تحول حياة ملايين البشر نحو الأفضل»، فى حين قالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزارى ومبعوث مؤتمر المناخ COP27 عن المؤتمر «هذا مؤتمر شمولى للتنفيذ، الهدف منه تقييم التقدم المحرز منذ مؤتمر المناخ COP26 من أجل الدعوة إلى انتقال عادل إلى اقتصاد خالٍ من الكربون من أجل تحقيق الطموح العالمى للعمل المناخى».
وتضمن المؤتمر منطقتين رئيسيتين؛ منطقة زرقاء وأخرى خضراء، وهما اللتان شهدتا فعاليات المؤتمر طوال فترة انعقاده، ومن أهم المكاسب التى تحققت خلال المؤتمر، أن الدولة المصرية أثبتت على المستوى الدولى قدرتها على تنظيم حدث دولى بهذا الحجم عكس التنسيق والتناغم بين كافة الوزارات والجهات المعنية بالدولة، وتسليط الضوء من الإعلام الدولى على مصر، وخاصة فى التعامل مع ملف تغير المناخ دولياً، والقدرة التنظيمية والجدية فى تنفيذ التزاماتها وطنياً.
جذب استثمارات خضراء إلى مصر.. وتخصيص 150 مليون دولار دعماً أمريكياً لتفعيل المبادرة الأفريقية للتكيفوعلى المستوى الأفريقى، أبرز المؤتمر دور مصر الريادى فى القارة من خلال تفعيل المبادرة الأفريقية للتكيف التى أطلقها الرئيس السيسى، وذلك بعد النجاح فى الحصول على دعم مالى تم تقديمه من الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتقدمة بقيمة 150 مليون دولار واستضافة وحدة إدارة المبادرة بالقاهرة، وشحذ 100 مليون دولار للدول الأقل نمواً.
وعلى المستوى التفاوضى لأول مرة يتم إدراج بند الخسائر والأضرار فى أجندة المؤتمر بعد رفض إدراج هذا البند لسنوات عديدة من قبل الدول المتقدمة، وتم الانتهاء من التفاوض على بند 6 الخاص بسوق الكربون، وكذلك برنامج عمل التخفيف، والمضى قدماً فى كل من الهدف العالمى للتكيف والتمويل لمناقشته فى الإمارات، وإعلان صندوق تمويل الخسائر والأضرار، وهى نقاط مهمة لدعم الإنسانية لتستطيع مواجهة آثار تغير المناخ.
كما حققت مصر على المستوى الوطنى عدداً من المكاسب، حيث نجحت فى حشد التمويل لبرنامج نوفى «ربط الطاقة والغذاء والمياه» كتنفيذ جزئى لخطة المساهمات الوطنية المحدثة، وذلك من خلال رصد منظمات التمويل الدولية مبلغاً يتجاوز 10 مليارات دولار للبرنامج فى مجالات الطاقة والزراعة والمياه، متضمناً مشروعات لقطاع النقل، وتوقيع اتفاقيات بقيمة 83 مليار دولار، كذلك تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء مما يسهم فى تشجيع حركة السياحة العالمية للمدينة.
ومن المكتسبات الوطنية، فتح شراكات واستثمارات جديدة على المستوى الوطنى مع شركاء التنمية والقطاع الخاص فى مشروعات تغير المناخ وبالأخص فى قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر، مما سلط الضوء على مصر لتكون مركزاً إقليمياً للطاقة الجديدة والمتجددة وفتح المجال أمام القطاع الخاص للسوق الطوعى للكربون وهى نقطة تتيح للقطاع الخاص العمل فى ملف تغير المناخ وبيع شهادات الكربون، كذلك رفع الوعى الجماهيرى لموضوعات تغير المناخ وخاصة فئة الشباب، وإطلاق الخطة الاستثمارية للاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، كذلك إطلاق أول سوق مصرى وأفريقى طوعى لإصدار وتداول شهادات الكربون.
وشددت توصيات مؤتمر المناخ على الحاجة الملحة لخفض فورى وعميق وسريع ومستدام للانبعاثات العالمية من «غازات الدفيئة» المسئولة عن الاحترار المناخى، كذلك أقر مؤتمر الأطراف حول المناخ «COP27» نصين رئيسيين هما الإعلان الختامى وقرار حول تمويل الأضرار المناخية التى تتكبدها الدول الفقيرة، كذلك أعادت الوثيقة تأكيد هدف اتفاق باريس باحتواء ارتفاع متوسط الحرارة دون الدرجتين المئويتين بكثير مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية ومواصلة الجهود لحصر الاحترار بـ 1٫5 درجة مئوية».
وأشارت نتائج المؤتمر إلى أن تداعيات التغيّر المناخى ستكون أقل بكثير مع احترار قدره 1٫5 درجة مئوية مقارنة بدرجتين مئويتين وقرر مواصلة الجهود لحصر ارتفاع الحرارة بـ 1٫5 درجة مئوية. كذلك دعا المؤتمر إلى تسريع الانتقال النظيف والعادل إلى الطاقة المتجددة.
وتحاول مصر الارتقاء بالأداء الوطنى فى مجال التكيف مع تغيرات المناخ فى إطار الخطط الوطنية للقطاعات المختلفة وبالتنسيق مع دول العالم خاصة بعد نجاح مصر فى ترتيبات قمة المناخ التى عُقدت فى شرم الشيخ فى نوفمبر عام 2022 وأهمها المساهمة فى انتهاج استراتيجية تنموية منخفضة الكربون لتحقيق التنمية المستدامة، وزيادة القدرة الوطنية على اجتذاب الدعم الدولى والاستفادة منه، كذلك التنسيق مع الجهات الدولية والدول النامية لتجنب فرض أية التزامات لخفض الانبعاثات على الدول النامية والتى تتعارض مع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ورفع الوعى بقضية تغير المناخ على جميع المستويات والتوسع فى إنتاج الهيدروجين الأخضر باستثمارات مشتركة تقدر بنحو 7 مليارات دولار وأيضاً التوسع فى إنتاج الطاقة من مصادر متجددة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السيسي ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مؤتمر المناخ على المستوى تغیر المناخ شرم الشیخ
إقرأ أيضاً:
جامعة مصر للمعلوماتية تستضيف مؤتمر علوم البيانات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستضيف جامعة مصر للمعلوماتية،للعام الثاني علي التوالي، مؤتمر علوم البيانات والذكاء الاصطناعي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025 والذي يعقد في الفترة من 10 إلى 12 أبريل المقبل، تحت شعار "تمكين مجتمع الذكاء الاصطناعي".
وصرحت الدكتورة ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية بان تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات الكبيرة أصبحت من اهم القضايا التي تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي ومراكز ارتكازه عالميا فبفضل هذه التقنيات وتطبيقاتها الصناعية نشهد حاليا ثورة في أساليب الإنتاج الصناعي وسلاسل الامداد للسلع المختلفة علي مستوي العالم، واتساقا مع تلك الأهمية المتزايدة نحرص علي استضافة هذا المؤتمر الإقليمي المهم الذي يُعد من أبرز الأحداث التكنولوجية في المنطقة، فهو يجمع ممثلي مجتمع الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات بهدف تعزيز الابتكار والتعاون. مؤكدة ان دورة العام الحالي ستوفر منصة للمتخصصين والأوساط الأكاديمية وصناع القرار ونخبة من قادة الصناعة والباحثين والمبتكرين للمشاركة في سلسلة من النقاشات العميقة وفرص التشبيك والتعاون واستكشاف أحدث الاتجاهات والابتكارات في مجالي الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات بالإضافة إلى المساهمة في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وقالت إنه سيشارك في المؤتمر هذا العام أكثر من 1500 شخص، و90 متحدثًا يناقشون 25 ملف تتعلق بتقنية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها المختلفة، ومن المنتظر ان تنطلق فعاليات المؤتمر يومي 10 و11 ابريل بتدريب تفاعلي ومحاضرات عبر الإنترنت، بينما يُختتم المؤتمر يوم 12 أبريل في مقر جامعة مصر للمعلوماتية في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأضافت ان المؤتمر سيركز على مجموعة من القضايا سيبحثها المشاركون عبر عدة مسارات، حيث يستعرض المسار التقني أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة، والتحليلات المعززة، ومعالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والهندسة الاستجابة الفورية، وتصور البيانات، ونشر نماذج تعلم الآلة، وهندسة البيانات، ورؤية الحاسب، والروبوتات. كما يركز مسار السياسة العامة والمجتمع على الأُطر اللازمة للحوكمة المسئولة والتأثيرات المجتمعية للذكاء الاصطناعي، في حين يكشف المسار التجاري عن كيفية تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحويل الصناعات والشركات.
والجدير بالذكر أن جامعة مصر للمعلوماتية تعد أول جامعة متخصصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأسستها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتقدم الجامعة برامج تعليمية متخصصة في علوم الحاسب وهندسة الاتصالات والفنون الرقمية والتصميم وتكنولوجيا الاعمال؛ لإعداد قاعدة من المتخصصين في أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.