بوابة الوفد:
2024-10-03@20:56:57 GMT

سيناريوهات ما بعد الهدنة

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

ما بعد الهدنة، ربما كان اليوم الخميس، هو ما نقصده، وربما كنا قد دخلنا هدنة جديدة فى الحرب على غزة، حتى كتابة هذه السطور لم يكن هناك إعلان لمد ثالث للهدنة الإنسانية «4+2»، وعلى كل حال فحديثنا اليوم عما بعد الهدنة، سيناريوهات محتملة ربما وضع بعضها المنطقة بأسرها على فوهة بركان.

بداية نشير إلى تصريحات قادة الاحتلال خلال 48 ساعة قبل سريان الهدنة، حيث هدد وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف إيتمار بن عفير، بأنه سوف يقدم استقالته فورا من الحكومة إذا لم تستأنف الحرب على قطاع غزة مباشرة فور انتهاء الهدنة، وشدد خلال مقابلة مع القناة 14 التابعة لليمين الإسرائيلى قبل دخول صفقة تبادل الأسرى حيز التنفيذ، قائلا: القتال سيستأنف.

ولم يكن نتنياهو فى معزل عن تلك التصريحات العنترية، فقد تعهد بالاستمرار فى الحرب فور انتهاء الهدنة حتى تحقق أهدافها كاملة، وبالطبع وفقا لهذه الأهداف من قبل دراكولا العصر فالأمر يعنى أن قوة الحرب قبل الهدنة شىء وبعدها شىء آخر تماما.

الأمر هنا يدفعنا للتذكرة وحتى لا ننسى فى عجالة سوف نترك الأرقام تتحدث عن الفاتورة الباهظة التى دفعتها غزة قبل الهدنة خلال 48 يوما لم يذق فيها أشقاؤنا الفلسطينيون طعم الراحة ولم يعرف النوم طريقه لجفونهم إلا من رحم ربى وارتقى إلى المولى عز وجل شهيدا.

الأرقام تكشف أكثر من 15 ألف شهيد بينهم 6150 طفلا و4000 امرأة، وأكثر من 36 ألف مصاب بالإضافة إلى 7 آلاف مفقود مصيرهم مجهول حتى الآن، بينهم 4700 امرأة وطفل.

ووفقا للإعلام الحكومى فى غزة بلغ عدد ضحايا الكوادر الطبية 207 شهداء وطواقم الدفاع المدنى 26 شهيدا، فيما بلغ عدد الشهداء من الصحفيين 70 شهيدا.

ولم تكن المنشآت بمنأى عن الاستهداف فقد دمر جيش الاحتلال 103 مقرات حكومية، و266 مدرسة منها 67 مدرسة دمرت بالكامل وخرجت من الخدمة، وتدمير 88 مسجدا بصورة كلية، و174 أخرى تدميرا جزئيا، بالإضافة إلى استهداف 7 كنائس.. وبالنسبة للمبانى السكنية فقد تعرضت 50 ألف وحدة لهدم كلى و240 ألف وحدة لهدم جزئى، وخرج 26 مستشفى و55 مركزا صحيا عن الخدمة ودمرت 56 سيارة إسعاف.

ما سبق أهم ملامح الدمار الذى تعرضت له غزة قبل الهدنة، أما بعدها فهناك أكثر من سيناريو، الأول أن تتجدد الهدنة لأكثر من مرة، لأن إحصاء الخسائر للطرفين يتطلب العقل والحكمة فى وضع حد للحرب فى أسرع وقت، والأمر يتعلق بمدى قوة أوراق الضغط التى يملكها الرعاة مصر وأمريكا وقطر على طرفى الصراع فى محاولات جادة لتكون هذه الهدنة بوابة للجلوس على طاولة المفاوضات ووضع حلول جذرية للصراع وأهمها بالطبع حل الدولتين، والذى يعد بمثابة الحلم الذى طال انتظاره.

السيناريو الثانى هو العودة إلى الحرب، وهذا الأمر فى غاية الخطورة لأنه سوف يؤدى إلى تعدد الجبهات واتساع رقعة حدود الصراع بين المحتل وبعض دول الجوار، الأمر الذى يعنى أن إسرائيل ستعود لاحتلال قطاع غزة ولكن هذه المرة سيتم التصدى لها بقوة من قبل المقاومة الأمر الذى سيكبد الطرفين خسائر لا طاقة لهما بها.

السيناريو الثالث هو نشر قوات دولية للفصل بين طرفى الصراع مثلما حدث بعد حربى 48، و67، إلا أن الأمر مختلف الآن، فسابقا كان الاحتلال هو القوة الوحيدة، وقوات حفظ السلام تمنعه عن الفلسطينيين العزل، أما الآن فالأمر مختلف، فرجال المقاومة أشداء أولو بأس، ورغم تفوق الاحتلال عسكريا إلا أن الحقيقة على أرض المعركة وخاصة من النقطة صفر أثبتت أن رجال المقاومة أشداء مؤيدون بنصر الله وعزته.

باختصار.. الاحتلال الإسرائيلى الغاشم بات لديه قناعة كبرى أن حكاية تحقيق الحرب وهدفها أمر بات مستحيلًا، لأنه تيقن أن العمليات العسكرية لن تعيد له الأسرى ولن تقضى على حماس، فلجأ للهدنة وتبادل الأسرى رضوخا لضغوط الجبهة الداخلية.

والأهم من ذلك فى قضية الصراع، حيث كان يأمل أبالسة العصر اليهود ومعاونوهم أن حرب الإبادة التى استهدفوا بها أهل غزة سوف تسفر عن تهجير الأشقاء إلى الأردن ومصر بهدف تصفية القضية، لكنهم وجدوا كتلة صلبة تحطمت عليها أحلامهم، فالفلسطينيون متمسكون بأرضهم ويواجهون العدو بصدورهم، ولن يبرحوا أرضهم إلا إذا ارتقوا إلى السماء.

ومصر والأردن مواقفهما ثابتة منذ اللحظة الأولى للصراع، بل على امتداد عقود طالت أنه لا تهجير على حساب تصفية القضية الفلسطينية ولا بديل عن الدولة المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. عاشت فلسطين عربية ومهما كانت سيناريوهات بعد الهدنة ستبقى عربية وقلب العروبة النابض على أرض مهبط الأنبياء.

 

[email protected]

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار ما بعد الهدنة الحرب على غزة وزير الأمن القومي الإسرائيلي نتنياهو بعد الهدنة ما بعد

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يعلن العثور على عدد من الجثث المجهولة في قطاع غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه تمكن من العثور على عدد من "الجثث المجهولة" في قطاع غزة، ويعمل على استخراجها وتحديد هوية أصحابها، ضمن عملياته للبحث عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.

وذكر جيش الاحتلال أنه يقوم بعملية استخراج الجثث المجهولة وتحديد هويتها، مشيرا إلى أن هذه العملية ستستغرق عدة ساعات، وينبغي عدم نشر الشائعات حول هوية الجثث.

ولم يذكر جيش الاحتلال المكان الذي عثر فيه على الجثث، فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن "موظفيه على اتصال بالإسرائيليين، وأكدوا أنهم عثروا على جثث في غزة، لكنه غير متأكد من عددها الدقيق".

وتابع بايدن قائلا: "لا يستطيع الجيش الإسرائيلي تحديد هوية الجثث في الوقت الحالي"، معربا عن تمسكه بالتفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب.

وأردف قائلا: "أعتقد أننا على وشك التوصل إلى اتفاق. حان الوقت لإنهاء هذه الحرب"، مضيفا أننا "قادرون على إتمام الاتفاق، لقد قالوا جميعا إنهم متفقون على المبادئ".



يشار إلى أن جيش الاحتلال يرتكب جرائم متكررة في قطاع غزة، منها تجريف المقابر والتنبيش فيها على جثث الموتى والشهداء، في محاولة للعثور على جثث جنوده ومستوطنيه المختطفين في غزة.

وسبق أن جلب جيش الاحتلال عددا من الجثث بعد الاشتباه أن أحدها تعود لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، لكن بعد إجراء فحص الحمض النووي تبين أنها ليست له.

وفشل الاحتلال على مدار 11 شهرا من الحرب الوحشية على قطاع غزة، في استعادة أسراه وجثامين القتلى منهم، سوى في مرات قليلة ومحدودة.

وبحسب مراقبين، يتعنت رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على قطاع غزة، ويتضمن صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، ويضع في كل جولة مفاوضات شروطا جديدة تؤدي لإفشال المحادثات.

واستشهد في قطاع غزة خلال العدوان المستمر أكثر من 41 ألف شهيد، إلى جانب ما يزيد على 10 آلاف مفقود، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة والمكتب الإعلامي بغزة.

مقالات مشابهة

  • عاجل | "الشيكل يصل القاع".. سيناريوهات تأثير استمرار الحرب على اقتصاد إسرائيل
  • الاجتياح البري لجنوب لبنان.. سيناريوهات الماضي تؤرق قادة إسرائيل
  • السفير حسام زكي: سيناريوهات الاحتلال الإسرائيلي مكشوفة وأغراضه معروفة
  • الخارجية اللبنانية: نصر الله وافق على الهدنة المؤقتة قبل اغتياله
  • ما هي سيناريوهات الردّ الإسرائيلي على إيران؟
  • نبارك الرد الإيراني الذي طال بضربة قاصِمة على رؤوس الاحتلال المُجرم
  • "فتح الانتفاضة": الرد الإيراني منعطف تاريخي في سياق الصراع مع الاحتلال
  • أبو عبيدة: يوم استثنائي في تاريخ الصراع تقاطعت فيه نيران مقاومي الأمة بسماء فلسطين
  • 4 سيناريوهات محتملة بشأن الغزو الإسرائيلي في لبنان
  • جيش الاحتلال يعلن العثور على عدد من الجثث المجهولة في قطاع غزة