المتحف الكبير فرصة لاستعادة السياحة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
أوجعتنا الحرب فى غزة بمشاهدها ومواجعها وآثارها السلبية التى دفعنا ثمنها ومازلنا دون أى خطأ اقترفناه، فجاءت وبالا على الاقتصاد لتزيد من وتيرة أزمة حادة نتعرض لها. ولاشك أن أبرز آثار الحرب على الاقتصاد المصرى هو ما تشير إليه كثير من التقارير الاقتصادية الحديثة بشأن إلغاء حجوزات سياحية خارجية لمصر بنسب وصلت إلى 70 و80 فى المئة، فى موسم كان كثير من الاقتصاديين يستبشرون به خيرا ويعتبرونه مصدرا هاما للعملة الصعبة.
ومادمت أؤمن بلزوم مواجهة الأزمات، وضرورة دراسة وإيجاد الحلول، فإننى أجد فى حدث مهم قادم فرصة طيبة لكسر تدهور السياحة، واستعادة الشغف العالمى بمصر مرة أخرى. فخلال أسابيع قليلة سنشهد جميعا افتتاح المتحف المصرى الكبير، ذلك الصرح العظيم الذى يضع مصر بقوة على خريطة المتاحف العالمية، باعتبارها مهد الحضارات ومنبع الفنون والعلوم.
ومثل هذا الحدث ربما لا يتكرر فى مصر إلا كل مئة عام، وخاصة إذا علمنا أن المتحف المصرى القديم بالتحرير، أقيم مُنذ سنة 1902، وكانت أبرز تعليقات الآثاريين والخبراء والفنيين الأجانب عنه قديما أنه لا يفى باستيعاب كنوز مصر من الآثار ولا يراعى الاكتشافات المستقبلية، وأتذكر أننى قرأت إشارة مهمة لعالم المصريات البريطانى آلان جاردنر كتبها فى نوفمبر سنة 1924 تقول «إن المتحف المصرى هو أغنى متحف فى العالم فى الكنوز، لكنه الأسوأ تنظيما بسبب كثرة القطع الأثرية، وعدم قدرته على استيعابها بالشكل اللائق».
وعلى مدى عقود طويلة ظل إقامة متحف مصرى ضخم يمكنه استيعاب آلاف القطع الأثرية حلما غاليا، وهو ما سعت الحكومات مرارا لتحقيقه، حتى تم مؤخرا تخصيص مساحة 300 ألف متر مربع له واحتشد حول إتمامه مجموعة من العقول الوطنية النابهة والمخلصة، حتى أصبح حقيقة مبهرة.
ففى عام 2016 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصرى الكبير، ثم صدر فى عام 2020 القانون رقم 9 باعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة اقتصادية تتبع الوزير المختص بالآثار، وشكل رئيس الجمهورية مجلس أمناء برئاسته يضم عددا من لا شخصيات البارزة لاقرار السياسة العامة للمتحف.
ورغم التحديات الصعبة والأزمات المتلاحقة نتيجة الجائحة وما بعدها، فقد اكتمل تشييد المتحف تماما، وصار إنجازًا حقيقيًا على الأرض.
لذا فإن من حق الدولة المصرية بمختلف مؤسساتها وكوادرها أن تفخر بهذا الانجاز، وتوظفه بالشكل الأمثل.
وفى رأيى، فإننا نحتاج اعدادا جيدا لهذا الحدث من خلال مجموعة عمل عليا تضع برامج ترويجية تفصيلية مصاحبة للافتتاح، من مشاركة زعماء وقادة العالم، وتنظيم حفلات فنية وثقافية، ودعوة مشاهير الفن والأدب وكبار الشخصيات فى العالم، وتنظيم زيارات مكثفة لطلاب المدارس من مختلف أنحاء العالم.
إن فرصة عظيمة تلوح أمامنا لنحكى للعالم قصة الحضارة الأعظم فى التاريخ من خلال المقتنيات الأثرية المدهشة، ولنجذب أنظار العالم لمصر ونستعيد بعض أمجاد الأجداد فى مصرنا الجديدة.
وسلامٌ على الأمة المصرية..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هاني سري الدين الحرب في غزة المتحف المصرى
إقرأ أيضاً:
فوز مشروع المتحف المصري الكبير بجائزة العام عالميًا لمستخدمي عقود الفيديك
يواصل مشروع المتحف المصري الكبير تحقيق إنجازاته الدولية، حيث حصل على جائزة المشروعات الأفضل للعام على مستوي العالم لمستخدمي نماذج العقود الدولية فيديك (FIDIC) 2024، وذلك خلال الحفل السنوي السادس لتوزيع جوائز مستخدمي عقود الفيديك (FIDIC) الدولية والذي انعقد بالعاصمة البريطانية لندن. وتعد هذه الجائزة هي الأولى من نوعها لمشروع مصري، وتعكس نجاح إدارة وتنفيذ عقود الفيديك (FIDIC) دون أي منازعات بين الأطراف.
وفي هذا الإطار، ثمن شريف فتحي وزير السياحة والآثار، على فوز المتحف بهذه الجائزة، والتي تعد الثانية هذا الشهر، حيث أن المتحف كان قد فاز الأسبوع الماضي، أيضاً، بجائزة فيرساي العالمية ضمن أجمل سبعة متاحف في العالم لعام 2024، معرباً عن شكره وتقديره لكل من قام على إنجاز هذا المتحف الضخم على مدار السنوات السابقة والمجهودات الكبيرة التي قامت بها جميع الجهات والأجهزة المعنية بالدولة لكي يصل المتحف إلى ما نشهده اليوم من مكانة مرموقة في العالم.
وأشار شريف فتحي إلى ما يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي من اهتمام كبير بالمتحف المصري الكبير، إدراكًا منه لأهميته كأحد أعظم المشروعات الثقافية والحضارية في مصر والعالم، حيث كان يحرص دائما على متابعة كل مراحل تنفيذه، وتذليل العقبات لضمان خروجه بأفضل صورة تعكس عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، مؤكداً على إنه لولا هذا الدعم والاهتمام المستمر من فخامة الرئيس، لما تحقق هذا الإنجاز العظيم الذي جعل من المتحف أيقونة ثقافية وسياحية عالمية.
كما أن ترؤس الرئيس لمجلس أمناء هيئة المتحف يعكس اهتمامه بمواصلة متابعة تطوير المتحف وإبراز دوره كمركز عالمي للتراث والحضارة المصرية.
ومن جانبه، أعرب اللواء مهندس عاطف مفتاح، المشرف العام الهندسي على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، عن فخره بهذا الإنجاز، مؤكداً على أن مشروع المتحف يعكس التزام الدولة المصرية بالمعايير الدولية في إدارة المشروعات الكبرى، وشهادة على قدرة الدولة على تحقيق التميز والابتكار مع الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي.
وأشار اللواء عاطف مفتاح إلى أنه في عام 2010، فاز تحالف شركتي هيل-إيهاف كاستشاري إدارة المشروع (عقد فيديك الكتاب الأبيض)، كما فاز تحالف شركتي بيسكس وأوراسكوم في 2012 بعقد التشييد (عقد فيديك الكتاب الأحمر)، كما تم تطوير العقود لتتناسب مع طبيعة المشروع، حيث تمكنت جميع الأطراف من تجاوز كافة التحديات التي واجهت المشروع خلال تشييده ومن بينها جائحة كورونا، وتغير سعر الصرف، وارتفاع أسعار الوقود وغيرها، دون الحاجة إلى اللجوء لفريق فض المنازعات أو التحكيم الدولي، وذلك طوال التسع سنوات الماضية منذ عام 2016، مع بداية تكليف المشرف العام للمشروع من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وقالت فيفيان رامزي (Sir Vivian Ramsay) رئيسة لجنة التحكيم، أن مشروع المتحف المصري الكبير يُظهر تفرداً وتميزاً رائعين، ومن المهم رؤية الاستخدام المتزايد لعقود الفيديك عالمياً ودورها المحوري في تسليم مشاريع البناء الدولية.
وأضافت كاثرين كاراكاتسانيس (Catherine Karakatsanis) رئيسة مؤسسة الفيديك الدولية، أن جوائز مستخدمي عقود الفيديك هي جزء أساسي من تقويم الأحداث العالمية، وتسلط الضوء على أفضل الممارسات في استخدام هذه العقود ودورها في تعزيز الشفافية والتعاون بين الأطراف.
ومن الجدير بالذكر أن المتحف المصري الكبير، يعد أحد أهم المشروعات العملاقة للدولة المصرية ليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالحضارة المصرية العريقة، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ حضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة. كما إنه مؤسسة علمية وثقافية وتعليمية، تحرص على الحفاظ على التراث والحضارة المصرية القديمة، وتعزيز البحث العلمي وتُسلط الضوء عليها وترويج لها، من أجل الإنسانية جمعاء، وذلك من خلال تقديم تجربة سياحية متكاملة فريدة وميسرة لزائريه تعتمد على وسائل العرض التكنولوجية المبتكرة الحديثة والوسائط المتعددة.
ويشهد المتحف حالياً تشغيليا ًتجريبياً لعدد من الأماكن به تضم زيارة المسلة المعلقة، والبهو الرئيسي حيث تمثال الملك رمسيس الثاني، والدرج العظيم الذي يُعرض عليه مجموعة من أفضل القطع الأثرية الضخمة التي تجسد روائع فن النحت في مصر القديمة وينتهي بمشهد بانورامي جميل يبرز أهرامات الجيزة الخالدة، بجانب القاعات الرئيسية التي تضم 12 قاعة تعرض قطع أثرية متميزة من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني. كما يضم التشغيل التجريبي زيارة متحف الطفل والمنطقة التجارية حيث المطاعم والكافيتريات.