بوابة الوفد:
2025-03-17@16:10:54 GMT

سيناريوهات هُدنة الخوف

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

يضع ملايين من الفلسطينيين أياديهم على قلوبهم؛ تخوفاً مما سيحدث من سيناريوهات عسكرية إسرائيلية مرتقبة بعد الانتهاء من الهدنة وتمديداتها المرتقبة، وهو تخوف مشروع ناتج عما عاشوه من دمار، منذ أن باغتت حماس وكتائب القسام إسرائيل فى السابع من أكتوبر 2023 بهجوم نوعى زلزل الكيان المحتل.

الكل يسأل: هل ستنتهى الهدنة وأخواتها إلى وقف نهائى لإطلاق النار، والجلوس على مائدة مفاوضات المسارالسياسى والوصول إلى اتفاق حل الدولتين؟ أم سيواصل الاحتلال حربه الشرسة والضغط باتجاه ترحيل أصحاب الأرض من بيوتهم قسرياً؟ وماذا لدى المقاومة؟ هل ستستمر فى الصمود لحين تحقيق أهدافها السياسية من هجوم أفقد تل أبيب توازنها وقلب الطاولة على «نتنياهو» وحكومته؟

استراتيجياً، لا تندلع حرب من أجل الحرب وإنما بهدف تحقيق نتائج سياسية تمنح الطرف المبادر بالهجوم مكاسب تجعله يفاوض بقوة، وهذا هو الهدف الأول الذى حققته المقاومة، وتجلى بوضوح فى أزمة الرهائن، إضافة إلى ما خططت إليه حماس بالتنسيق مع إيران وحلفائها فى لبنان، اليمن، حزب الله، وفى العراق «حركة حشد» وفى اليمن «أنصار الله الحوثيين» فى إشغال إسرائيل بمناوشات عسكرية، تحركت من أجلها حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية والأوروبية لحماية ودعم إسرائيل، وهذا هو الهدف الثانى من حرب حماس بإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كاد ينساها العرب والمجتمع الدولى فى خضم الأحداث والأزمات العالمية المتسارعة.

 

المتشائمون وأنا منهم، يتوقعون حرباً أشرس من إسرائيل، فى محاولة يائسة لإعادة ثقة الإسرائيليين فى الحكومة، بعد أن عمقت عملية تبادل الأسرى من جراح وآلام قادة جيش الاحتلال، وقذفت بهم مسافة أخرى للخلف؛ ربما تقودهم إلى تقديم استقالاتهم، وعندئذ سيدفع نتنياهو وحزب الليكود الثمن، ولا سيما فى ظل الخوف الشديد من أن تعيد حماس والفصائل ترتيب أوضاعها العسكرية، فضلا عن الرفض التام من قبل القاهرة وعمّان لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن. 

أما المتفائلون بوقف إطلاق النار واتجاه الطرفين للمسار السياسى، فهم لا يستبعدون أيضاً استمرار الهجمات الإسرائيلية، تطبيقاً لخطة سابقة تقوم على قبول التفاوض تحت صوت القنابل والرصاص، وتستهدف تطهيراً عرقياً ناعماً بإفراغ تدريجى لكل قطاع غزة من سكانه إلى دول الجيران، للسيطرة على الغاز وإنقاذ الاقتصاد الإسرائيلى الذى كلفته الحرب أكثر من 60 مليار دولار. 

ويبدأ هذا التطهير العرقى الناعم بإخراج عائلات كثيرة بعينها من القطاع بعد هدم منازلهم وتسويتها بالأرض، مع الاستمرار فى توسيع المستوطنات، بحيث لا يكون أمام الفلسطينى سوى التعايش مع اليهودى، ويصبح من الأقليات أو يجبر على الرحيل تحت وطأة عمليات التهويد وهجمات الحقد والكراهية والتمييز العنصرى، ولا سيما بعد أن سقط فى الحرب الدائرة الآن نحوى 2000 قتيل ومصاب ومعاق من ضباط وجنود الاحتلال وهو الرقم الأعلى منذ حرب أكتوبر 1973.

وهناك سيناريو آخر متوقع وهو الاتجاه إلى تصفية قادة حماس والصف الثانى، مع البحث عن سلطة فلسطينية متعاونة بعيداً عن حماس تمهيداً لمفاوضات ربما تحقق نصراً معنوياً لقادة بنى صهيون؛ وهو ما تسعى إليه أمريكا حتى لا تستمر فى معركة تذكرها بحرب فيتنام. 

وهذا السيناريو الأخير، لن يكتب له النجاح، لأنه من المستحيل القضاء على قادة حماس واستبعادهم من الحوار والمفاوضات وإطفاء جذوة المقاومة التى ولدت لتبقى حتى تقوم دولة فلسطين.

وإذا كان الصهاينة يعيدون الآن النظر فى مشروعهم الكبير، فإن العرب مطالبون بتحرك أقوى واستثمار أسرع لتراجع التعاطف العالمى مع المغتصبين لنحو 80% من أراضى فلسطين، لإطلاق مؤتمر دولى تشارك فيه كل القوى الكبرى المؤثرة، بالإضافة إلى تركيا وإيران، لإقناع تل أبيب بأنه لا فرار من قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل حماية أمن إسرائيل وضمان استمرار المنطقة.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ملايين من الفلسطينيين عسكرية إسرائيلية نتنياهو

إقرأ أيضاً:

حماس :الكرة في ملعب إسرائيل بعد عرض الإفراج عن رهائن

قالت حركة حماس السبت إن "الكرة أصبحت في ملعب إسرائيل" بعد أن عرضت إطلاق سراح رهينة إسرائيلي-أمريكي وإعادة جثث أربعة آخرين كجزء من محادثات التهدئة في غزة.

وفي أعقاب العرض الذي قدمته، قالت إسرائيل إن النشطاء الفلسطينيين "لم يتزحزحوا قيد أنملة" عن موقفهم بعد اقتراح من مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.

انتهت المرحلة الأولى من الهدنة، التي بدأت في يناير في الأول من مارس دون اتفاق على الخطوات التالية.

 وصرح مسؤول في حماس بأن المفاوضات بدأت في الدوحة يوم الثلاثاء.

وقال متحدث باسم حماس إن "الكرة الآن في ملعب إسرائيل".

وقال عبد اللطيف القانوع لوكالة فرانس برس "نريد تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإجبار (إسرائيل) على تنفيذ بنوده"، مشيرًا إلى إن إسرائيل تقوم بـ"المماطلة" في تطبيقه.

وأشار إلى استمرار منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ الثاني من مارس .

مصر تصدر بيانا بشأن مشاورات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانيةمظاهرات حاشدة في أنحاء كوريا الجنوبية قبل صدور حكم مهم بشأن عزل الرئيسبريطانيا تعلن عن اجتماع عسكري لقادة جيوش الدول الداعمة لأوكرانياغضب عارم داخل الكونجرس بسبب هجمة ترامب على قطاع الصحة والضمان الاجتماعيتقرير عبري يكشف انتهاكات الاحتلال في الضفة.. 261 شهيدًا في غارات جوية

وقال عضو في المكتب السياسي لحركة حماس، إن الاقتراح بإطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر البالغ من العمر 21 عاما - والذي اختطف خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر2023 - وإعادة جثث أربعة رهائن إسرائيليين أمريكيين آخرين كان جزءا من "اتفاق جيد".

وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، على أن يظل عددهم قيد التفاوض، بحسب المسؤول.

وقال المسؤول إن التبادل المقترح مشروط بالبدء في الوقت نفسه في مفاوضات تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة، على أن تنتهي المحادثات خلال فترة 50 يوما، حسب قوله.

وأضاف أن الاقتراح يتضمن أيضا فتح كافة المعابر الحدودية فورا للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي.

اتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، حركة حماس باللجوء إلى "التلاعب والحرب النفسية".

وقال مكتب نتنياهو إنه سيجتمع في وقت متأخر من يوم السبت مع عدد من الوزراء "لتلقي تقرير مفصل من فريق التفاوض وتحديد الخطوات التالية نحو تحرير الرهائن".

ولا يزال هناك 58 رهينة محتجزين في غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 34 منهم.

مقالات مشابهة

  • حماس: الإدارة الأمريكية طرحت إطارا للاتفاق وهذا هو المطلوب الآن
  • عودة الحرب "على مراحل".. خيار إسرائيل البديل إن فشلت المفاوضات
  • أغلبية في إسرائيل تفضل إعادة الأسرى على القضاء على حماس
  • صحيفة: حماس فاجأت إسرائيل والوسطاء بشرط جديد في مفاوضات غزة
  • حماس تعتبر أن "الكرة في ملعب إسرائيل" بشأن الهدنة في غزة
  • حماس :الكرة في ملعب إسرائيل بعد عرض الإفراج عن رهائن
  • “حماس” تؤكد مرونتها في المفاوضات وتدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • حماس تدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • تستعد للقتال - إسرائيل: حماس تعزز نفوذها وقبضتها على غزة وهذا ما طرحته
  • محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل