بوابة الوفد:
2024-10-05@01:39:14 GMT

سيناريوهات هُدنة الخوف

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

يضع ملايين من الفلسطينيين أياديهم على قلوبهم؛ تخوفاً مما سيحدث من سيناريوهات عسكرية إسرائيلية مرتقبة بعد الانتهاء من الهدنة وتمديداتها المرتقبة، وهو تخوف مشروع ناتج عما عاشوه من دمار، منذ أن باغتت حماس وكتائب القسام إسرائيل فى السابع من أكتوبر 2023 بهجوم نوعى زلزل الكيان المحتل.

الكل يسأل: هل ستنتهى الهدنة وأخواتها إلى وقف نهائى لإطلاق النار، والجلوس على مائدة مفاوضات المسارالسياسى والوصول إلى اتفاق حل الدولتين؟ أم سيواصل الاحتلال حربه الشرسة والضغط باتجاه ترحيل أصحاب الأرض من بيوتهم قسرياً؟ وماذا لدى المقاومة؟ هل ستستمر فى الصمود لحين تحقيق أهدافها السياسية من هجوم أفقد تل أبيب توازنها وقلب الطاولة على «نتنياهو» وحكومته؟

استراتيجياً، لا تندلع حرب من أجل الحرب وإنما بهدف تحقيق نتائج سياسية تمنح الطرف المبادر بالهجوم مكاسب تجعله يفاوض بقوة، وهذا هو الهدف الأول الذى حققته المقاومة، وتجلى بوضوح فى أزمة الرهائن، إضافة إلى ما خططت إليه حماس بالتنسيق مع إيران وحلفائها فى لبنان، اليمن، حزب الله، وفى العراق «حركة حشد» وفى اليمن «أنصار الله الحوثيين» فى إشغال إسرائيل بمناوشات عسكرية، تحركت من أجلها حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية والأوروبية لحماية ودعم إسرائيل، وهذا هو الهدف الثانى من حرب حماس بإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كاد ينساها العرب والمجتمع الدولى فى خضم الأحداث والأزمات العالمية المتسارعة.

 

المتشائمون وأنا منهم، يتوقعون حرباً أشرس من إسرائيل، فى محاولة يائسة لإعادة ثقة الإسرائيليين فى الحكومة، بعد أن عمقت عملية تبادل الأسرى من جراح وآلام قادة جيش الاحتلال، وقذفت بهم مسافة أخرى للخلف؛ ربما تقودهم إلى تقديم استقالاتهم، وعندئذ سيدفع نتنياهو وحزب الليكود الثمن، ولا سيما فى ظل الخوف الشديد من أن تعيد حماس والفصائل ترتيب أوضاعها العسكرية، فضلا عن الرفض التام من قبل القاهرة وعمّان لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن. 

أما المتفائلون بوقف إطلاق النار واتجاه الطرفين للمسار السياسى، فهم لا يستبعدون أيضاً استمرار الهجمات الإسرائيلية، تطبيقاً لخطة سابقة تقوم على قبول التفاوض تحت صوت القنابل والرصاص، وتستهدف تطهيراً عرقياً ناعماً بإفراغ تدريجى لكل قطاع غزة من سكانه إلى دول الجيران، للسيطرة على الغاز وإنقاذ الاقتصاد الإسرائيلى الذى كلفته الحرب أكثر من 60 مليار دولار. 

ويبدأ هذا التطهير العرقى الناعم بإخراج عائلات كثيرة بعينها من القطاع بعد هدم منازلهم وتسويتها بالأرض، مع الاستمرار فى توسيع المستوطنات، بحيث لا يكون أمام الفلسطينى سوى التعايش مع اليهودى، ويصبح من الأقليات أو يجبر على الرحيل تحت وطأة عمليات التهويد وهجمات الحقد والكراهية والتمييز العنصرى، ولا سيما بعد أن سقط فى الحرب الدائرة الآن نحوى 2000 قتيل ومصاب ومعاق من ضباط وجنود الاحتلال وهو الرقم الأعلى منذ حرب أكتوبر 1973.

وهناك سيناريو آخر متوقع وهو الاتجاه إلى تصفية قادة حماس والصف الثانى، مع البحث عن سلطة فلسطينية متعاونة بعيداً عن حماس تمهيداً لمفاوضات ربما تحقق نصراً معنوياً لقادة بنى صهيون؛ وهو ما تسعى إليه أمريكا حتى لا تستمر فى معركة تذكرها بحرب فيتنام. 

وهذا السيناريو الأخير، لن يكتب له النجاح، لأنه من المستحيل القضاء على قادة حماس واستبعادهم من الحوار والمفاوضات وإطفاء جذوة المقاومة التى ولدت لتبقى حتى تقوم دولة فلسطين.

وإذا كان الصهاينة يعيدون الآن النظر فى مشروعهم الكبير، فإن العرب مطالبون بتحرك أقوى واستثمار أسرع لتراجع التعاطف العالمى مع المغتصبين لنحو 80% من أراضى فلسطين، لإطلاق مؤتمر دولى تشارك فيه كل القوى الكبرى المؤثرة، بالإضافة إلى تركيا وإيران، لإقناع تل أبيب بأنه لا فرار من قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل حماية أمن إسرائيل وضمان استمرار المنطقة.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ملايين من الفلسطينيين عسكرية إسرائيلية نتنياهو

إقرأ أيضاً:

آخر التطورات في غزة.. اتفاق مرتقب واسرائيل تغتال ثلاث قادة لـ «حماس»

في اليوم 363 من الحرب الإسرائيلية على غزة، قتل وأصيب عدد من الفلسطينيين، بقصف إسرائيلي لعدة مناطق في القطاع، بالتزامن مع إعلان إسرائيل اغتيال ثلاث قادة من “حماس”.

وذكرت وكالة “وفا”، “أن 5 فلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون بجروح جراء قصف إسرائيلي لمنزل يعود لعائلة درويس في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وفي مخيم النصيرات، قتل فلسطينيان ، بينهما طفل، وأصيب آخرون بجروح إثر قصف طائرات إسرائيلية منزلاً في أرض أبو مهادي، ومنزلا لعائلة أبو خوصة غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.

ووفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإنه “وصل العدد الإجمالي للقتلى إلى 41,689، بينهم أكثر من 11355 طفلا، فيما وصل عدد المفقودين إلى نحو 10 آلاف، وأصيب حوالي 96,625 فلسطينيا”.

في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، مقتل ثلاثة من أبرز قيادات حماس في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، قتل “روحي مشتهى” رئيس حكومة حماس في قطاع غزة، الذي يعد أيضا اليد اليمنى لزعيم حماس “يحيى السنوار”، كما قتل أيضا وزير الأمن في المكتب السياسي للحركة “سامح السراج” وقائد جهاز الأمن العام للحركة “سامي عودة”.

إلى ذلك، انطلقت طائرات مسيرة من اليمن وانفجرت في تل أبيب فجر اليوم الخميس.

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية “إن تل أبيب تتعرض لهجوم، ودوت صفارات إنذار في بات يام جنوب تل أبيب للتحذير من هجوم جديد بالطائرات المسيرة. بعد هجوم سبقه بدقائق على منطقة ساحل تل أبيب”. 

في الجانب السياسي، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال زيارته العاصمة القطرية الدوحة، القيادي في حركة حماس وعضو مكتبها السياسي، خليل الحية، وعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس.

واتفق الطرفان على “دعم جهود المصالحة وتطبيق مخرجات حوار بكين”، وقال مصدر في الارة، “إن أجواء إيجابية سادت اللقاء وشهد اللقاء تقاربا كبيرا في وجهات النظر حول إدارة غزة”. 

وأضاف المصدر لناة “سكاي نيوز”، أن “لقاء القاهرة بين وفدي حركتي “فتح” و”حماس” برعاية مصرية قد تأجل إلى يوم الأربعاء المقبل، وسيناقش اللقاء عدة نقاط أهمها إدارة عملية الإغاثة في قطاع غزة، وقطع الطريق أمام مخططات الجيش الإسرائيلي لتولي هذه المهمة، كما سيناقش التوافق على تشكيل لجنة وطنية بمرسوم رئاسي من أعضاء وفعاليات وطنية ومجتمع مدني لإدارة قطاع غزة”.

وأكد المصدر أن “لا صحة للأخبار التي تحدثت عن إنشاء معبر جديد بين غزة ومصر، وأن الجانب الفلسطيني لا يزال يصر على فتح معبر رفح بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه، وأن ذلك يتولاه الأمن الفلسطيني من خلال تطبيق اتفاق المعابر للعام 2005”.

إلى ذلك، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة القطرية الدوحة، عبد السلام وهمام، نجلي الرئيس الراحل للمكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية الذي اغتيل نهاية يوليو الماضي في إيران.

وقدم عباس التعازي لنجلي “هنية” خلال استقبالهما في مقر إقامته بالعاصمة القطرية الدوحة، مستذكرا مناقبه في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني.

هذا واغتالت إسرائيل “هنية” في قصف لمقر إقامته خلال زيارة لطهران نهاية يوليو الماضي.

مقالات مشابهة

  • بعد عام على الحرب.. ماذا حققت إسرائيل في غزة؟
  • الحرب هي مع المجرمين وقادتهم الذين أضروا بالسودان وليست مع مجتمعات معينة
  • الرشق يعقب على أنباء إبعاد قيادات حماس عن غزة
  • هل تخفف الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله من حدة الحرب في غزة؟
  • عاجل | "الشيكل يصل القاع".. سيناريوهات تأثير استمرار الحرب على اقتصاد إسرائيل
  • إسرائيل تعلن مقتل 3 قادة من حماس بينهم روحي مشتهى يد السنوار اليمنى.. ماذا نعرف حتى الآن؟
  • الاجتياح البري لجنوب لبنان.. سيناريوهات الماضي تؤرق قادة إسرائيل
  • آخر التطورات في غزة.. اتفاق مرتقب واسرائيل تغتال ثلاث قادة لـ «حماس»
  • من هو روحي مشتهى الذي أعلنت إسرائيل مقتله واثنين آخرين من قادة حماس ؟
  • فلسطيني من غزة.. القتيل الوحيد بالهجوم الإيراني على إسرائيل يوارى الثرى