بوابة الوفد:
2025-04-17@07:54:41 GMT

سيناريوهات هُدنة الخوف

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

يضع ملايين من الفلسطينيين أياديهم على قلوبهم؛ تخوفاً مما سيحدث من سيناريوهات عسكرية إسرائيلية مرتقبة بعد الانتهاء من الهدنة وتمديداتها المرتقبة، وهو تخوف مشروع ناتج عما عاشوه من دمار، منذ أن باغتت حماس وكتائب القسام إسرائيل فى السابع من أكتوبر 2023 بهجوم نوعى زلزل الكيان المحتل.

الكل يسأل: هل ستنتهى الهدنة وأخواتها إلى وقف نهائى لإطلاق النار، والجلوس على مائدة مفاوضات المسارالسياسى والوصول إلى اتفاق حل الدولتين؟ أم سيواصل الاحتلال حربه الشرسة والضغط باتجاه ترحيل أصحاب الأرض من بيوتهم قسرياً؟ وماذا لدى المقاومة؟ هل ستستمر فى الصمود لحين تحقيق أهدافها السياسية من هجوم أفقد تل أبيب توازنها وقلب الطاولة على «نتنياهو» وحكومته؟

استراتيجياً، لا تندلع حرب من أجل الحرب وإنما بهدف تحقيق نتائج سياسية تمنح الطرف المبادر بالهجوم مكاسب تجعله يفاوض بقوة، وهذا هو الهدف الأول الذى حققته المقاومة، وتجلى بوضوح فى أزمة الرهائن، إضافة إلى ما خططت إليه حماس بالتنسيق مع إيران وحلفائها فى لبنان، اليمن، حزب الله، وفى العراق «حركة حشد» وفى اليمن «أنصار الله الحوثيين» فى إشغال إسرائيل بمناوشات عسكرية، تحركت من أجلها حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية والأوروبية لحماية ودعم إسرائيل، وهذا هو الهدف الثانى من حرب حماس بإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كاد ينساها العرب والمجتمع الدولى فى خضم الأحداث والأزمات العالمية المتسارعة.

 

المتشائمون وأنا منهم، يتوقعون حرباً أشرس من إسرائيل، فى محاولة يائسة لإعادة ثقة الإسرائيليين فى الحكومة، بعد أن عمقت عملية تبادل الأسرى من جراح وآلام قادة جيش الاحتلال، وقذفت بهم مسافة أخرى للخلف؛ ربما تقودهم إلى تقديم استقالاتهم، وعندئذ سيدفع نتنياهو وحزب الليكود الثمن، ولا سيما فى ظل الخوف الشديد من أن تعيد حماس والفصائل ترتيب أوضاعها العسكرية، فضلا عن الرفض التام من قبل القاهرة وعمّان لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن. 

أما المتفائلون بوقف إطلاق النار واتجاه الطرفين للمسار السياسى، فهم لا يستبعدون أيضاً استمرار الهجمات الإسرائيلية، تطبيقاً لخطة سابقة تقوم على قبول التفاوض تحت صوت القنابل والرصاص، وتستهدف تطهيراً عرقياً ناعماً بإفراغ تدريجى لكل قطاع غزة من سكانه إلى دول الجيران، للسيطرة على الغاز وإنقاذ الاقتصاد الإسرائيلى الذى كلفته الحرب أكثر من 60 مليار دولار. 

ويبدأ هذا التطهير العرقى الناعم بإخراج عائلات كثيرة بعينها من القطاع بعد هدم منازلهم وتسويتها بالأرض، مع الاستمرار فى توسيع المستوطنات، بحيث لا يكون أمام الفلسطينى سوى التعايش مع اليهودى، ويصبح من الأقليات أو يجبر على الرحيل تحت وطأة عمليات التهويد وهجمات الحقد والكراهية والتمييز العنصرى، ولا سيما بعد أن سقط فى الحرب الدائرة الآن نحوى 2000 قتيل ومصاب ومعاق من ضباط وجنود الاحتلال وهو الرقم الأعلى منذ حرب أكتوبر 1973.

وهناك سيناريو آخر متوقع وهو الاتجاه إلى تصفية قادة حماس والصف الثانى، مع البحث عن سلطة فلسطينية متعاونة بعيداً عن حماس تمهيداً لمفاوضات ربما تحقق نصراً معنوياً لقادة بنى صهيون؛ وهو ما تسعى إليه أمريكا حتى لا تستمر فى معركة تذكرها بحرب فيتنام. 

وهذا السيناريو الأخير، لن يكتب له النجاح، لأنه من المستحيل القضاء على قادة حماس واستبعادهم من الحوار والمفاوضات وإطفاء جذوة المقاومة التى ولدت لتبقى حتى تقوم دولة فلسطين.

وإذا كان الصهاينة يعيدون الآن النظر فى مشروعهم الكبير، فإن العرب مطالبون بتحرك أقوى واستثمار أسرع لتراجع التعاطف العالمى مع المغتصبين لنحو 80% من أراضى فلسطين، لإطلاق مؤتمر دولى تشارك فيه كل القوى الكبرى المؤثرة، بالإضافة إلى تركيا وإيران، لإقناع تل أبيب بأنه لا فرار من قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل حماية أمن إسرائيل وضمان استمرار المنطقة.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ملايين من الفلسطينيين عسكرية إسرائيلية نتنياهو

إقرأ أيضاً:

رُهاب الكُتب

يختلف رُهابُ الكتب عن مفهوم الخوف من الكتب في أن الثاني يعني مجرد الخوف من الأفكار التي تتضمنها دون أن يتحول ذلك إلى حالة مرضية هي التي تسمى حينها رُهاب الكتب أو فوبيا الكتب (bibliophobia).
ويتكون هذا المصطلح من شقين؛ الأول (biblio) ويعني كتاب، والثاني (phobia) ويعني الخوف المرضي وغير المنطقي من أمور لا تثير الخوف عادة، كالخوف من الظلام أو الأماكن المرتفعة أو الأماكن الضيقة أو الخوف من بعض الحشرات.
ويأخذ رُهاب الكتب أشكالًا متنوعة؛ منها الخوف من الكتب كأجسام؛ من لمسها أو الاقتراب منها أو حتى من وجودها في مكان ما أو من دخول مكتبة. ورغم غرابة هذا التوصيف بالنسبة للبعض، فإن هذا هو بالضبط ما يجعله يأخذ اسم (رُهاب)، حيث هو (خوف مرضي وغير منطقي). وقد يبرر المصاب به ذلك بخوفه من جراثيم قد تكون عالقة به، أو من غبار ملتصق به يمكن أن يتسبب له بأمراض في الصدر، أو رائحة كريهة تنبعث من الكتب القديمة. وربما يخاف البعض من الكتب القديمة لاعتقاده بتضمنها أسرارًا أو طاقة غريبة أو أرواحًا من الماضي، قد تؤثر في حياته، وقد تكون الأمية أحيانًا أحد أسباب الرهاب.
ومن أشكال رُهاب الكتب الخوف من قراءة الكتب (أو حتى التفكير في ذلك) لا لمسها، فيسمى حينذاك (رهاب قراءة الكتب)، يصاب به البعض إما لتجربة سيئة قديمة في أيام الدراسة، أو لصعوبة في فهم مضامين بعض الكتب مثل الكتب الفلسفية، أو بسبب محتوياتها؛ كما هو في الكتب التي تتحدث عن الرعب والقتل، كما قد يكون هذا الرُّهاب خوفاً من القراءة العلنية فقط.
أما ما يحصل عند مواجهة هذه المشكلة، فيتراوح بين مجرد القلق من ذلك، إلى التعرُّق، إلى تزايد نبضات القلب، إلى ارتعاش اليدين أو الجسم كله، أو الذعر والهروب من مكان وجود الكتب أو المكان الذي تُذكر فيه القراءة.
ولا يُعد هذا النوع من الرُّهاب شائعًا في العالم، لكنّ هناك أعداداً تعاني منه، وقليل منهم يتوجه للعلاج منه في حين يصمت كثيرون عن ذلك.
وهناك بالطبع علاجات مناسبة لهذا المرض، أبرزها اليوغا، والتأمل، والتعرض التدريجي المتكرر للكتب. ويجب أن يعي الجميع أن هذا الرهاب ليس دلالة على ضعف داخلي في المصاب به أو عدم نضج.
ومن أشكال الفوبيا المتعلقة برهاب الكتب (رهاب الورق) (Papyrophobia)، الذي يعني الخوف من لمس الورق أو الكتابة عليه أو الخوف من الإصابة بجروح منه. وهنا يقتصر الخوف على قراءة الكتب الورقية. ولا توجد مشكلة لدى المصابين به في القراءة الرقمية، لكن قد تمتد هذه المشكلة إلى الخوف من الأوراق في الأمور الأخرى مثل الأكياس والمناديل الورقية، وهو ما قد يجعل حياة المصابين به صعبة نتيجة وجود الأوراق في كل مكان من حياتهم.

 

yousefalhasan@

مقالات مشابهة

  • الحرب في عامها الثالث.. ما الثمن الذي دفعه السودان وما سيناريوهات المستقبل؟
  • توتر داخل جيش الاحتلال.. قادة وجنود احتياط يطالبون بوقف الحرب وعودة الأسرى
  • حماس ونتنياهو يصعدان الضغوط المتبادلة وهذا ما يجري داخل إسرائيل
  • رُهاب الكُتب
  • د. علي جمعة: برنامجي الرمضاني لا يغير ثوابت الدين.. وهذا موقفي من الجهاد المسلح ضد إسرائيل (حوار)
  • الحرب في السودان مستمرة.. ما سيناريوهات العام الثالث؟
  • إسرائيل تغتال قياديين في حماس وحزب الله
  • توهموا أنهم أقوياء أمام إسرائيل.. برهامي: قادة حماس لديهم خلل نفسي - فيديو
  • إسرائيل تعلن توسيع «المنطقة العازلة» في غزة
  • "ضمانات وقف الحرب" مفتاح نجاح "مفاوضات غزة".. وهذا ما جرى في اجتماعات القاهرة