الشعور بوقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية يتزايد يومًا بعد يوم على خلفية تمديد الهدنة لمدة يومين مؤخرًا، ووجود رغبة من الطرفين فى هدنة دائمة بعد خمسين يوما من القتال الضارى أنهك الجميع، ووضع الجانب الإسرائيلى فى زاوية ضيقة داخليًا وخارجيًا.
ورغم أن قادة إسرائيل وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء يهدد بحملة عسكرية بعد الهدنة تُجهز على حماس نهائيًا، إلا أن الشواهد تؤكد صعوبة تحقيقه لأسباب عدة، فى ظل استياء الرأى العام الإسرائيلى والشعور بخسارة إسرائيل للمعركة وفرض حماس والفصائل شروطها وتحرك قادتها العسكريين داخل غزة على الأرض وتحتها بأريحية بعد خمسين يومًا من رمى قذائف وراجمات تشيب لها النواصى، وإجراءات تبادل الأسرى بيسر ومرونة رغم صعوبة مهامها من حيث التواصل والحركة وضبط المواعيد والرقابة وخلافه دون حدوث أى أزمة للفصائل، وهى دلائل تؤكد على عِظم التخطيط والثقة والقدرة على المناورة مع وجود أقمار صناعية ومسيرات ترصد كل كبيرة وصغيرة لإسرائيل وحليفتها أمريكا، وهو نفس التخطيط والعظمة فى اختيار التوقيت وتحقيق أهداف العملية الخاطفة يوم السابع من أكتوبر باحترافية تكشف ما يدور فى غزة بأيدٍ وأعين وفكر واعٍ يختلف عن سنوات مضت بعد أن وصلت حماس وشركاؤها من الفصائل لمرحلة النضج.
والدهشة زادت مع تحرك قواد حماس بقيادة يحى السنوار فى الأنفاق وجلوسه مع الأسرى بداية المعركة وطمأنتهم وأنهم سيعودون إلى أُسرهم فى سلام.
إسرائيل تعرف تبعات كل ذلك، وآلة الحرب وحدها لا تكفى التى فشلت فيها رغم عدم التكافؤ بين الطرفين ويكفى الفصائل أنها دون طيران حربى يؤلم الطرف الآخر، أو دِفاعات أرضية تقلل الخسائر والضربات فى الأرواح والممتلكات، معتمدة على صواريخ بدائية وتراهن على إيمانها بربها ثم نفسها، وتساءل الكثيرون ماذا كان سيحدث لو واجهت إسرائيل حربا مع جيش منظم يمتلك أساطيل جوية وبحرية وقوات مشاة احترافية؟!.
والضغوط الأكثر إيلامًا شعور الجندى الإسرائيلى بعدم الثقة فى قواده خاصة رئيس الوزراء الذى لا يهمه سوى استمرار المعركة حتى لا توضع رقبته تحت المقصلة ويحاكم بتهم «نكسة» 7 أكتوبر وما خلفته من قتلى وأسرى وفساد،وتصريحات علانية من الكبار والصغار فى المستوطنات والمدن بأن نتنياهو وراء انهيار إسرائيل، والخشية من تمرد بعض فصائل الجيش، وما حدث قبل الهدنة لنصف سرية بضباطها وجنودها بسبب إقالة قائد سرية ونائبه لانسحابهما من الميدان لعدم وجود دعم وغطاء جوى وانحياز اللواء لقائد الكتيبة، بجانب تخلف ألفى جندى احتياط بصفوف الجيش الإسرائيلى عن الخدمة العسكرية خلال الحرب، واستدعاء الكثير من الاحتياطى ما تسبب فى خسائر اقتصادية فادحة.
تحليلات سياسية واقعية تؤكد أن الجيش لن يستطيع الاستمرار أكثر من شهر فى حال العودة للقتال لكل هذه الأسباب، وجُلّ الدول المؤيدة لإسرائيل فى بداية الحرب غيرت وجهتها وآخرها إسبانيا وبلجيكا، وتوحدت الرؤى العالمية باستغلال الهدنة لحل سلمى دائم وإقامة الدولتين وهو تغيير فى مواقف دول عدة كانت بين رافضة أو مترددة حتى إسرائيل باتت تؤمن بداخلها بهذا التوجه قبل التعجيل بانهيارها.!
صبرى حافظ:
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تسلل انهيار إسرائيل إسرائيل والفصائل الفلسطينية إسرائيل للمعركة جيش
إقرأ أيضاً:
تحمل تفاصيل رد حماس.. مسودة مقترح تمديد الهدنة
كشف مصدر مطلع رد حركة حماس على مقترح الوسطاء بإطلاق سراح الجندي "عيدان ألكسندر الجنسية الأميركية" إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يتم الاتفاق على أعدادهم.
اقرأ ايضاً
ووفق ما نشرت "الجزيرة نت" عن مصدر خاص مطلع، فإن الحركة ربطت موافقتها على ذلك، بأن يكون في إطار التجسير لاستكمال الاتفاق واستئناف استحقاقات المرحلة الأولى على أن يتم الشروع فوراً بمفاوضات "غير مباشرة" بين الجانبين في اليوم التالي.
وشدد الحركة على أن يكون ذلك تحت رعاية الوسطاء الضامنين (الولايات المتحدة، مصر، قطر) لتنفيذ شروط المرحلة الثانية، بما في ذلك الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة، إضافة إلى التوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى، على أن يتم استكمال هذه المفاوضات خلال 50 يوما.
وأكدت الحركة ضرورة استمرار الإجراءات المتفق عليها في المرحلة الأولى بما في ذلك دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، ووقف العمليات العسكرية والإيقاف المؤقت للطيران واستمرار عمل مؤسسات الأمم المتحدة ووكلائها والمنظمات الأخرى وإعادة تأهيل البنية التحتية ودخول مستلزمات إيواء النازحين.
وفيما يلي مسودة الاتفاق وفق الوسطاء:
في المقابل، جاء الرد الإسرائيلي بالمطالبة بإطلاق 11 أسيرا إسرائيليا من الأحياء من بينهم عيدان ألكسندر، إضافة إلى رفات 16 أسيرا، وسيكون ذلك مقابل الإفراج عن 120 أسيرا فلسطينيا من المحكومين بالمؤبد و1110 أسرى إضافة إلى رفات 160 أسيرا من غزة.
وتضمن الرد الإسرائيلي القبول بمطالب حركة حماس والشروع مباشرة بعد عملية التبادل بمفاوضات غير مباشرة بين الجانبين تحت رعاية الوسطاء الضامنين واستمرار الترتيبات المتفق عليها في المرحلة الأولى من اتفاق الدوحة والمتعلقة بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
إضافة إلى وقف العمليات العسكرية والإيقاف المؤقت للطيران والبدء بإعادة تأهيل البنية التحتية ودخول مستلزمات ومتطلبات إيواء النازحين، على أن يتم "وضع آلية متفق عليها للتأكيد من أن المساعدات سيتم استلامها من المدنيين فقط".
واشترطت إسرائيل أنه مع الشروع بالمفاوضات غير المباشرة لا بد لها من "الحصول على إشارات حياة وتقارير طبية" عن أسراها في القطاع، على أن يتم مقابلة ذلك بالمثل فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن