بوابة الوفد:
2024-10-06@15:11:24 GMT

نسبية معنى ومفهوم النصر

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

رغم أن غبار المعارك على جبهة الحرب الدائرة فى غزة لم يهدأ بعد، إلا أن هناك معركة من نوع آخر تدور ليس بين طرفى المواجهة وإنما داخل كل طرف من أطرافها. معركة تحاول أن تستبق النتائج لتحدد من هو المنتصر ومن هو المهزوم؟

فعلى الصعيد الأمريكى الإسرائيلى كان من رأى مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق جون بولتون أن حماس، حسبما يرى، حققت انتصارا كبيرا على إسرائيل على خلفية صفقة تبادل الأسرى، وأنها جنت أغلب المكاسب.

فى نفس المسار كان رأى وزير الأمن القومى لحكومة الاحتلال إيتمار بن غفير والذى رأى أيضاً أن حماس حصلت على ما تريد بوقف العمليات العسكرية وإلغاء وقف التزويد بالوقود وغير ذلك.

أما على صعيدنا نحن العرب، فهناك من يرى أن إسرائيل حققت نصرا كبيرا وحسّنت موقفها بعد عملية طوفان الأقصى، فغزة أصبحت محتلة، وخسر الفلسطينيون أكثر من 15 ألف شهيد، ودمرت البنية التحتية للقطاع بأكمله تقريبا. وبعد أن كان البعض يرى أن العملية حرب بلا فائدة أصبح آخرون يرونها أكبر ضرر على القضية الفلسطينية بشكل يهدد بتصفيتها.

غير أن التأمل فى المشهد على وقع أيام الهدنة، مع ضرورة الأخذ فى الاعتبار أن الأوضاع مفتوحة على كافة الاحتمالات، يكشف عن قصور النظر فى هذه التصورات، ولعل تحليل حسابات الربح والخسارة على مستوى الطرفين بحيادية ونزاهة يعزز هذا الطرح.

بعيدا عن أى تحيزات شخصية لدى المراقب أو المحلل، فإن القاعدة الأساسية التى ينبغى التعامل على أساسها أن أى معركة حربية أو حتى غير حربية ليس لها من نتائج سوى اثنتين أساسيتين إما النصر الحاسم لطرف والذى يعنى الهزيمة المنكرة للآخر أو التعادل، بمعنى أنه لا يوجد أحد من طرفى المواجهة حقق نصرا حاسما ولم يوقع بالآخر الهزيمة المنكرة، أى أن المواجهة لم تصل لحد ما يوصف بالمباراة الصفرية التى يحصل فيها طرف على كل شىء فيما لا يحصل الآخر على أى شىء. 

فى الحرب على غزة لم ينتصر طرف ولم يهزم الآخر. طبيعى أن يخرج نتنياهو ليحاول تعزيز مركزه ويوحى بأنه ألحق هزيمة ساحقة ماحقة بحماس، وطبيعى أن يخرج علينا أبو عبيدة ليحاول أن يبث فينا روح النصر بأن العدو ناله ما لم يكن ينتظره من هزيمة! وطبيعى أن متطرفا كبن غفير لا يتمنى سوى رؤية حماس وقد أطيح بها وأى بديل غير ذلك لا يعد نصرا. وطبيعى أن كارهى حماس فى عالمنا العربى ومن لديهم مرض فى قلوبهم يرون أن إسرائيل مسحت بحماس الأرض!

الواقع يقرر – وأعتذر عن هذا المستوى من البرود فى الحديث عن قضية ساخنة – أن المقاومة أبعد ما تكون عن أهدافها، سواء التكتيكية أو الإستراتيجية، وأن الكفة قد تميل بين لحظة وأخرى لما هو أسوأ لحد ندم البعض من أصحاب الإرادات الضعيفة بين ظهرانينا، على مبادرة المقاومة بشن طوفان الأقصى من الأصل.. وهذا وارد وبشدة، دون أن يعنى ذلك بأى حال من الأحوال أننا نوجه أى لوم على بدء العملية.

والواقع أيضاً يقرر أن إسرائيل ربما لم تتلق ضربة فى الصميم تمس شغاف القلب بقدر ما نالت منها عملية طوفان الأقصى، وأنها حتى فى عملية الرد اتسع نطاق خسائرها. لكن بمعايير ميزان القوى، دولة فى مواجهة جماعة، أعتى الأسلحة فى مواجهة أخرى تصنع فى ورش حدادة، فإن المقاومة نجحت بشكل ربما يتطلب خيالا ملحميا عربيا لتخليد ما جرى!

اللهم انصر إخواننا فى فلسطين.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات غبار المعارك و المهزوم العسكرية الوقود

إقرأ أيضاً:

كلمة مرتقبة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة عملية طوفان الأقصى

الثورة نت/..
يلقي قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عصر اليوم، كلمة بمناسبة الذكرى الأولى لعملية طوفان الاقصى.

مقالات مشابهة

  • حماس: عملية بئر السبع رد طبيعي على جرائم الاحتلال
  • فك الشفرات.. كيف مهدت تصريحات قادة حماس لعملية “طوفان الأقصى”؟ / شاهد
  • كلمة مرتقبة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة عملية طوفان الأقصى
  • قيادي في “حماس” يحدد من يعرقل استئناف مفاوضات وقف إطلاق في غزة
  • فك الشفرات.. كيف مهدت تصريحات قادة حماس لعملية طوفان الأقصى؟
  • حماس بعد عام من طوفان الأقصى
  • خامنئي: إسرائيل لن تنتصر أبدا على حماس وحزب الله ولا تراجع للمقاومة مهما اغتالوا من رجالاتها
  • شواظ والغول والياسين أدوات للمقاومة والسهم الأحمر دليل دقتها
  • خامنئي: الأعداء لن يحققوا النصر أبدا على حماس وحزب الله
  • عملية “الوعد الصادق” الثانية: الانهيار الكبير لأمن “إسرائيل”