بوابة الوفد:
2025-03-13@00:47:30 GMT

نسبية معنى ومفهوم النصر

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

رغم أن غبار المعارك على جبهة الحرب الدائرة فى غزة لم يهدأ بعد، إلا أن هناك معركة من نوع آخر تدور ليس بين طرفى المواجهة وإنما داخل كل طرف من أطرافها. معركة تحاول أن تستبق النتائج لتحدد من هو المنتصر ومن هو المهزوم؟

فعلى الصعيد الأمريكى الإسرائيلى كان من رأى مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق جون بولتون أن حماس، حسبما يرى، حققت انتصارا كبيرا على إسرائيل على خلفية صفقة تبادل الأسرى، وأنها جنت أغلب المكاسب.

فى نفس المسار كان رأى وزير الأمن القومى لحكومة الاحتلال إيتمار بن غفير والذى رأى أيضاً أن حماس حصلت على ما تريد بوقف العمليات العسكرية وإلغاء وقف التزويد بالوقود وغير ذلك.

أما على صعيدنا نحن العرب، فهناك من يرى أن إسرائيل حققت نصرا كبيرا وحسّنت موقفها بعد عملية طوفان الأقصى، فغزة أصبحت محتلة، وخسر الفلسطينيون أكثر من 15 ألف شهيد، ودمرت البنية التحتية للقطاع بأكمله تقريبا. وبعد أن كان البعض يرى أن العملية حرب بلا فائدة أصبح آخرون يرونها أكبر ضرر على القضية الفلسطينية بشكل يهدد بتصفيتها.

غير أن التأمل فى المشهد على وقع أيام الهدنة، مع ضرورة الأخذ فى الاعتبار أن الأوضاع مفتوحة على كافة الاحتمالات، يكشف عن قصور النظر فى هذه التصورات، ولعل تحليل حسابات الربح والخسارة على مستوى الطرفين بحيادية ونزاهة يعزز هذا الطرح.

بعيدا عن أى تحيزات شخصية لدى المراقب أو المحلل، فإن القاعدة الأساسية التى ينبغى التعامل على أساسها أن أى معركة حربية أو حتى غير حربية ليس لها من نتائج سوى اثنتين أساسيتين إما النصر الحاسم لطرف والذى يعنى الهزيمة المنكرة للآخر أو التعادل، بمعنى أنه لا يوجد أحد من طرفى المواجهة حقق نصرا حاسما ولم يوقع بالآخر الهزيمة المنكرة، أى أن المواجهة لم تصل لحد ما يوصف بالمباراة الصفرية التى يحصل فيها طرف على كل شىء فيما لا يحصل الآخر على أى شىء. 

فى الحرب على غزة لم ينتصر طرف ولم يهزم الآخر. طبيعى أن يخرج نتنياهو ليحاول تعزيز مركزه ويوحى بأنه ألحق هزيمة ساحقة ماحقة بحماس، وطبيعى أن يخرج علينا أبو عبيدة ليحاول أن يبث فينا روح النصر بأن العدو ناله ما لم يكن ينتظره من هزيمة! وطبيعى أن متطرفا كبن غفير لا يتمنى سوى رؤية حماس وقد أطيح بها وأى بديل غير ذلك لا يعد نصرا. وطبيعى أن كارهى حماس فى عالمنا العربى ومن لديهم مرض فى قلوبهم يرون أن إسرائيل مسحت بحماس الأرض!

الواقع يقرر – وأعتذر عن هذا المستوى من البرود فى الحديث عن قضية ساخنة – أن المقاومة أبعد ما تكون عن أهدافها، سواء التكتيكية أو الإستراتيجية، وأن الكفة قد تميل بين لحظة وأخرى لما هو أسوأ لحد ندم البعض من أصحاب الإرادات الضعيفة بين ظهرانينا، على مبادرة المقاومة بشن طوفان الأقصى من الأصل.. وهذا وارد وبشدة، دون أن يعنى ذلك بأى حال من الأحوال أننا نوجه أى لوم على بدء العملية.

والواقع أيضاً يقرر أن إسرائيل ربما لم تتلق ضربة فى الصميم تمس شغاف القلب بقدر ما نالت منها عملية طوفان الأقصى، وأنها حتى فى عملية الرد اتسع نطاق خسائرها. لكن بمعايير ميزان القوى، دولة فى مواجهة جماعة، أعتى الأسلحة فى مواجهة أخرى تصنع فى ورش حدادة، فإن المقاومة نجحت بشكل ربما يتطلب خيالا ملحميا عربيا لتخليد ما جرى!

اللهم انصر إخواننا فى فلسطين.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات غبار المعارك و المهزوم العسكرية الوقود

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقترح تمديد وقف إطلاق النار بغزة 60 يوما

يجري المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط سيتف ويتكوف مباحثات في الدوحة، مع وجود مقترح إسرائيلي لتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة 60 يوما، وفق إعلام عبري رسمي الثلاثاء.

وبنهاية 1 مارس 2025 انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين « حماس » إسرائيل، بدأ في 19 يناير الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.

وقالت هيئة البث العبرية (رسمية)، مساء الثلاثاء، إن « ويتكوف بدأ محادثات في الدوحة لدفع الأطراف للتقدم نحو تفاهمات حول إطلاق سراح المختطفين »، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

الهيئة أفادت « بوجود مقترح إسرائيلي بروح مبادرة ويتكوف، يشمل إطلاق سراح 10 مختطفين (أسرى إسرائيليين) أحياء في اليوم الأول مقابل (تمديد) وقف إطلاق النار 60 يوما ».

لكن الهيئة نقلت عن مصادر إسرائيلية مطلعة لم تسمها إنه « من المشكوك فيه أن توافق حماس على المقترح الإسرائيلي ».

وتتمسك « حماس » ببدء المرحلة الثانية من الاتفاق، وتعتبر قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 8 مارس الجاري « ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق ».

من جانبها ذكرت القناة « 12 » العبرية (خاصة) أن « قطر ومصر والولايات المتحدة تحاول تقديم « بادرة حسن نية » من حماس لإسرائيل، على شكل دفعة إفراج محدودة (عن أسرى) ربما خلال الأيام القريبة ».

وأوضحت أن « هدف الوسطاء هو تنفيذ دفعة إفراج جزئية، لكسب مزيد من الوقت للتوصل إلى تفاهمات أوسع، لكن ثمة تخوف من أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق ستستأنف إسرائيل القتال ».

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

القناة زادت بأن « الوسطاء نقلوا رسالة إلى حماس مفادها: هذه هي فرصتكم الأخيرة لمنع إسرائيل من استئناف القتال، الجميع بحاجة إلى الوقت، بما في ذلك أنتم ».

وأضافت أن « ويتكوف سيحاول الدفع نحو اتفاق سريع يحقق مكاسب للطرفين، بالنسبة لإسرائيل الإفراج عن المزيد من المختطفين، وبالنسبة لحماس وقف إطلاق نار طويل الأمد وإفراج عن أسرى، واستئناف المساعدات الإنسانية، والتحرك نحو إعادة إعمار غزة ».

وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، وسط شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.

وحتى الساعة 19:50 « ت.غ » لم تعقب « حماس » ولا دولتا الوساطة قطر ومصر على تقريري هيئة البث والقناة 12 الإسرائيليتين.

وفي وقت سابق الثلاثاء أعلن القيادي بالحركة عبد الرحمن شديد، في إفادة صحفية، بداية جولة جديدة من المفاوضات.

وأكد أن « حماس » تتعامل « بكل مسؤولية وإيجابية »، وتأمل في إحراز « تقدم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية من المفاوضات لتمهيد الطريق لوقف العدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة ».

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

مقالات مشابهة

  • هيرست: بإمكان إسرائيل حظر كل الأفلام.. الصوت الفلسطيني لن يُخمد
  • محللون: اتفاق غزة خرج عن مساره وترامب يريد وقف الحرب بشروطه
  • الحوثيون يبدؤون حظر سفن إسرائيل وحماس والجهاد ترحبان
  • لماذا أنا هنا؟
  • الناطق باسم حماس: إسرائيل تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار
  • ريهام العادلي تكتب: نصر العاشر من رمضان .. عندما حطم الصائمون أسطورة جيش إسرائيل
  • إسرائيل تقترح تمديد وقف إطلاق النار بغزة 60 يوما
  • عملية اغتيال نوعية.. إسرائيل توجه ضربة لحزب الله
  • وفد إسرائيل إلى الدوحة لن يبحث وقف حرب غزة
  • غضب إسرائيلي من تصريحات المبعوث الأمريكي عن المقاومة الفلسطينية