طالب عدد من وزراء خارجية دول العالم أمام مجلس الأمن، بتحول هدنة غزة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وعقدت الأربعاء، جلسة إحاطة على المستوى الوزاري حول "الحالة في الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية" بمشاركة عدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور فينيسلاند.

وقال غوتيريش في كلمته بالجلسة إن الظروف الصحية في ملاجئ غزة مفزعة، وإن أكثر من 14 ألف شخص قتلوا في القطاع منذ بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وأضاف أنه في أسابيع قتل عدد من الأطفال بغزة أكثر من أي نزاع آخر منذ عينت أمينا عاما.

وأكد غوتيريش أن سكان قطاع غزة يعيشون "كارثة إنسانية هائلة على مرأى من العالم، رغم "بارقة الأمل" التي شكلتها الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، مطالبا بوقف دائم لإطلاق النار.

وشدد على أن استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة المدمرة في المناطق المأهولة أثر بشكل كبير على المدنيين في غزة، مؤكدا أن 80% من سكان القطاع طردوا من منازلهم ويتم الدفع بهم نحو الجنوب.

وأشار الأمين العام إلى أن 111 من العاملين في الأمم المتحدة قتلوا في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، لافتا إلى أن هذه أكبر خسارة في تاريخ المنظمة الدولية.

وسبق أن دعا غوتيريش لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.

تهديد وجودي

وطالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بأن تتحول الهدنة الجارية إلى وقف لإطلاق النار، وأن تنتهي المجازر الإسرائيلية في غزة، موجها الشكر لقطر ومصر على الجهود التي أدت إلى الهدنة.

ودعا المالكي مجلس الأمن لوقف الحصار على القطاع والسماح للسكان بالعودة إلى ديارهم.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني يواجه تهديدا وجوديا، ولا حق لإسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام شعب تحتله وتقتله.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة وملحمة تختبر ضمائرنا، وعلى المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حقيقية لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة.

وأضاف "يجب أن تكون الهدنة فاتحة خير لبدء التفاوض بشأن وقف دائم لإطلاق النار، مشددا على أن استئناف القتال في غزة سيؤدي إلى نكبة".

وجدد اعتراض بكين على العقاب الجماعي الذي يطال شعب غزة وعمليات التهجير القسري لسكانها.

من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن الدول العربية تريد وقفا لإطلاق النار في غزة، لافتا إلى أن قرار مجلس الأمن بشأن دخول المساعدات لم يطبق.

وقال إن الهدنة في غزة غير كافية وما نريده هو وقف لإطلاق النار، وعلى المجتمع الدولي وقف القتل والحصار وتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة.

كما وصف وزير الدولة الإماراتي خليفة بن شاهين المر، مشاهد الدمار الكامل في غزة بالمفزعة.

وأضاف أن أبوظبي تدين سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني، مشدد على أن قرار مستقبل غزة يجب أن يبقى بيد الشعب الفلسطيني.

في المقابل، قال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، إن الهدنة في غزة مهمة لكن استمرارها يعني استمرار حماس.

أما المندوبة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد، فأكدت أن الهدنة ما كان لها أن تتحقق لولا جهود قطر ومصر والولايات المتحدة.

وشددت على أنها مكنت من إيصال الغذاء والماء والضروريات إلى جنوب غزة وشمالها، مؤكدة أن واشنطن قامت بحث إسرائيل على اتخاذ التدابير من أجل منع وقوع خسائر بين المدنيين.

وأضافت أن حل الدولتين هو الضامن الوحيد الذي يوقف حلقة العنف بشكل نهائي.

وترأس الجلسة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بمشاركة وزراء خارجية: البرازيل، والإمارات، والمملكة المتحدة، وسويسرا، ونائب وزير خارجية غانا، والممثل الياباني الخاص بعملية السلام بالشرق الأوسط، كما شارك أعضاء المجلس على مستوى السفراء.

وشارك من خارج أعضاء مجلس الأمن، وزراء الخارجية الأردن وتركيا وماليزيا وإندونيسيا وقطر ومصر والسعودية وسلفوفانية، إضافة إلى وزير خارجية السلطة الفلسطينية، والأمين العام للجامعة العربية.

ويشير مصطلح “جلسة إحاطة” في مجلس الأمن الدولي، إلى اجتماع غير رسمي يعقده المجلس لمناقشة موضوع يُحَدَّد مسبقا.

وتختلف جلسات الإحاطة عن جلسات المجلس العادية، في كونها غير ملزمة، مما يعني أن المجلس ليس ملزماً باتخاذ أي قرار بشأن الموضوع المعني.

المصدر | متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل قطر مصر الأمم المتحدة مجلس الأمن وقف دائم لإطلاق النار لإطلاق النار فی غزة وزیر الخارجیة مجلس الأمن على أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكشف تفاصيل مقترح تمديد الهدنة وتخطط للتصعيد

كشفت إسرائيل اليوم الأحد عن تفاصيل المقترح الأميركي بتمديد الهدنة المؤقتة في غزة، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن حكومة بنيامين نتنياهو تدرس خطوات تصعيدية إضافية بعد وقف المساعدات للقطاع.

فقد نقل موقع أكسيوس الإخباري عن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر قوله أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قدم مقترحا يتضمن تمديد الهدنة المؤقتة لمدة 50 يوما إضافيا.

من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مقترح ويتكوف ينص على أن يتم في اليوم الأول من الهدنة الموسعة إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف جثامين المتوفين.

ويشير المقترح إلى أنه خلال فترة التمديد، ستجري مفاوضات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وفي حال تم التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة دائمة، سيتم الإفراج عن بقية المحتجزين الأحياء والجثامين المحتجزة.

وكان يفترض -بحسب اتفاق وقف إطلاق النار– بدء التفاوض على المرحلة الثانية بعد انتهاء المرحلة الأولى أمس السبت.

وكانت مصادر كشفت  للجزيرة تفاصيل ما جرى خلال الساعات الـ48 الماضية بين وفد التفاوض الاسرائيلي والوسطاء خلال محادثات جرت في القاهرة.

وقالت المصادر للجزيرة إن اسرائيل طلبت مقابل تمديد المرحلة الأولى لمدة أسبوع أن تفرج حركة حماس عن أسرى أحياء وجثثٍ للتمهيد للمرحلة الثانية.

إعلان

وطلبت إسرائيل أن تفرج حماس عن 5 أسرى أحياء و10 جثث مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين وزيادة المساعدات.

وذكرت المصادر أن إسرائيل طلبت عبر الوسطاء رد حركة حماس على هذا المقترح قبل منتصف ليل أول أمس الجمعة، لكن الحركة أبلغت الوسطاء رفضها للمقترحات الاسرائيلية واعتبرتها مخالفة لما تم الاتفاق عليه، وأبدت تمسكها بتنفيذ بما اتفق عليه وتوقيعه عبر الوسطاء.

سيدات فلسطينيات يبكين اثنين من أفراد عائلة المصري استشهدا ببنيران إسرائيلية شمالي قطاع غزة (وكالة الأناضول) خطوات تصعيدية

وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن نتنياهو سيواصل وقف إطلاق النار لأسبوع على الأقل حتى وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الخميس المقبل.

كما نقلت عن مقربين لنتنياهو أن رئيس الوزراء لا يعتقد أن تطبيق المرحلة الثانية من الصفقة أمر ممكن.

وقالت المصادر إن خطوات تصعيدية ضد حماس للضغط عليها قد تبدأ الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن وقف إدخال المساعدات لغزة جزء من مرحلة أولى.

وفي السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة في إسرائيل أنه يتم بحث إمكانية وقف إمداد قطاع غزة بالمياه.

وفي الإطار نفسه، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤولين إسرائيليين أنه تم منح حماس بضعة أيام للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح مزيد من "الرهائن".

وقال هؤلاء المسؤولون إنه إذا تبين لهم أن المفاوضات لا تجري بحسن نية فستعود إسرائيل إلى القتال في غزة، وفق تعبيرهم.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر إن إسرائيل مستعدة للتفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار "بناء على مبادئها"، مضيفا أن التفاوض دون تحرير "الرهائن" أمر مرفوض.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في وقت سابق اليوم وقف إدخال المساعدات والإمدادات إلى غزة.

وتزامن ذلك مع اعتداءات إسرائيلية على غزة أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين.

إعلان

وفي حين لقي قرار نتنياهو ترحيبا من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير، دعا وزير الداخلية موشيه أربيل إلى المضي قدما بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفاد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بأن إسرائيل تدخل مرحلة ينعدم فيها مسار واضح لاستعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، مشيرا إلى أن الوقت ليس في صالح إسرائيل لأن حماس تجعل من العودة إلى الحرب أكثر صعوبة.

حمـ.ـاس: "قرار نتنياهو بوقف المساعدات الإنسانية ابتزاز رخيص وجريمة حرب"#الجزيرة #الأخبار pic.twitter.com/Az2Xq2KwWd

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 2, 2025

انقلاب على الاتفاق

في المقابل، قالت حركة حماس إن  قرار وقف المساعدات الإنسانية هو ابتزاز رخيص وجريمة حرب، وانقلاب سافر على الاتفاق.

وأضافت الحركة حماس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول فرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه في إرسائها على مدى 15 شهرا، وأن مزاعم الاحتلال بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار ما هي إلا ادعاءات مضللة ولا أساس لها.

وأشارت إلى أن نتنياهو وحكومته يخالفان البند 14 من الاتفاق الذي ينص على استمرار إجراءات المرحلة الأولى في المرحلة الثانية، وأكدت التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، وأعلنت استعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.

من جانبها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي إغلاق نتنياهو معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية بأنه خرق لاتفاق وقف إطلاق النار وبداية لمرحلة عدوانية جديدة ضد القطاع، كما وصفة هذه الخطوة بأنها جريمة ضد الإنسانية.

مظاهرة لعائلات الأسرى بالقدس المحتلة تطالب بالمضي نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار (الأوروبية) صفقة واحدة

في الأثناء، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إبرام صفقة أفضل لتبادل الأسرى.

إعلان

وقالت العائلات -في بيان- إنها تريد صفقة واحدة لاستعادة كل الأسرى دفعة واحدة، وحذرت من عواقب تأجيل المفاوضات.

وفي وقت سابق اليوم، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن عائلات أسرى لدى حماس إن قرار نتنياهو منع دخول المساعدات لغزة خطير وأنهم اصبحوا يخشون على حياة الأسرى.

واتهم أفراد من عائلات عدد من الأسرى المتبقين في غزة حكومة نتنياهو بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.

وقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن حشودا غفيرة تظاهرت مساء اليوم قبالة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي احتجاجا على عدم التقدم للمرحلة الثانية.

وقبل ذلك، أفادت صحيفة هآرتس بأن محتجين تظاهروا قبالة منازل عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية مطالبين باستمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • عضوة بمجلس نينوى تطالب بوقف منح أراضٍ بمليارات الدنانير لمسؤولين ووزراء في الموصل
  • هدنة غزة بين التمديد والانهيار.. هل يناور نتنياهو لاستئناف القتال؟
  • وزير الخارجية الفرنسي: الهدنة بين روسيا وأوكرانيا قد تظهر مدى استعداد بوتين لمحادثات سلام
  • رمضان في غزة على وقع التنصل الصهيوني.. صيام دائم وحرمانٌ من أبسط متطلبات العيش
  • آلاف الإسرائيليين يطالبون نتنياهو باستمرار وقف إطلاق النار بغزة لإطلاق الرهائن
  • إسرائيل تكشف تفاصيل مقترح تمديد الهدنة وتخطط للتصعيد
  • الصليب الأحمر يؤكد ضرورة الحفاظ على الهدنة في غزة
  • إسرائيل توافق على وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة.. فهل يستمر؟
  • جوتيريش يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة ويؤكد أهمية تجنب التصعيد
  • جوتيريش يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار مع انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة في غزة