بوابة الوفد:
2024-09-19@17:23:59 GMT

حجم وقوة مصر

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

فى العلوم الاستراتيجية مثلما تقاس قدرة الدولة بما تمتلكه من قدرات بشرية ومادية فإنها تقاس أيضا بثقلها السياسى وعلاقاتها الخارجية وتعاملها مع الأزمات، وعندما نتابع تعامل الدولة المصرية مع واحدة من أخطر وأصعب الأزمات الاقليمية، الحرب على غزة، سندرك سريعا حجم وقوة مصر، ومدى نفوذها وكيف ينظر اليها العالم.

المتخصصون فى ملف الصراع الفلسطينى الاسرائيلى يدركون جيدا ان «طوفان الاقصى» جعلنا جميعا امام مرحلة جديدة من الصراع، وليس من السهل على أى دولة ان تتدخل وتفرض رؤيتها، خاصة وأن العالم الغربى والقوى المهيمنة دعمت منذ اللحظة الأولى الرواية الاسرائيلية ودعمتها، وأصبح الفلسطينيون أمام تحد كبير. 

والأخطر ان مخطط تصفية القضية بدأ فعليا تنفيذه تحت غطاء رد الفعل على اعتداءات حماس، وكان خط التهجير مرسوم مسبقا ومتجها الى سيناء، مثلما كان القرار محسوما بحصار غزة وتدميرها، وتغيير تركيبتها لكن قوة الدولة المصرية فرضت نفسها واستطاعت ان تضع ثوابت تلزم بها الجميع، مثل رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، ووضع سيناء كخط أحمر ملزم حتى للولايات المتحدة الامريكية والقوى الغربية التى كانت تؤيد المخطط الاسرائيلى، ولم تقف مصر عند ذلك بل فرضت رؤيتها وقرارها بإجبار اسرائيل على قبول دخول المساعدات الإنسانية، وكان القرار المصرى بربط خروج الجنسيات الاجنبية من معبر رفح بدخول المساعدات، نقطة فاصلة فى هذا الاتجاه ثم كان انجاز الهدنة الانسانية بمرحلتيها من خلال الجهود المصرية بالتنسيق مع قطر وبدعم من الولايات المتحدة، كل هذه الخطوات لم تكن ممكنة إلا إذا كانت مصر دولة قوية وتمتلك القدرة، ولديها رؤية واضحة وقيادة مؤثرة ومؤسسات تجيد التحرك باحترافية وتحقيق رؤية الدولة، بما يحافظ على الامن القومى المصرى ويوقف نزيف الدم الفلسطينى. 

الأهم أنه مثلما تعاملت اسرائيل مع طوفان الاقصى باعتباره فرصة لتنفيذ مخططها فى تهجير الفلسطينيين، تعاملت مصر مع جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى باعتباره فرصة لإعادة احياء ملف الدولة الفلسطينية كاملة الاركان على حدود ٦٧ ونجحت مصر بالفعل بثقلها السياسى وقدرتها الدبلوماسية ان تجعل حل الدولتين هو الطرح السائد دوليا الآن، والجميع يتحدثون عنه، ويعتبرونه الطريق الى ايقاف الصراع وتحقيق الاستقرار فى المنطقة.

بل ونجحت القاهرة فى الربط بين مصالح الغرب وبين ايقاف الحرب والبدء فى حل الدولتين وهذا يحسب للقيادة السياسية التى لم تدخر جهدا فى اظهار خطر ما تفعله اسرائيل على العالم كله وليس المنطقة فقط.

الأكيد أننا امام دولة فرضت نفسها وارادتها وجعلت العالم ينظر إليها كما قال وزير الخارجية الروسى كقوة عالمية وليست إقليمية، وهذا هو الفارق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العلوم الاستراتيجية الأزمات الإقليمية طوفان الأقصى العالم الغربى

إقرأ أيضاً:

“اصنع مستحيلك في الإمارات”

 

القيادة الرشيدة ومنذ تأسيس دولة الإمارات رسخت ثوابت استثنائية في نهجها، إذ جعلت من قهر التحديات وعدم الاعتراف بالمستحيل ركيزة رئيسية في نهضة الإمارات الشاملة وهدفاً دائماً ضمن طموحاتها التي لا تقبل إلا بالمركز الأول، وخلال مسيرتها تحرص دائماً على احتضان ودعم كل من يقصدها لتكون وطناً ووجهة لتحقيق الأحلام، وذلك عبر تأمين كافة المقومات اللازمة لترى الأفكار الخلاقة النور وتتحول إلى مشاريع ونجاحات على أرض الواقع لكون الدولة الوجهة المثالية لصناعة المستحيل، وهو ما جدد تأكيده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، عبر مقطع نشره سموه على منصة “إكس”، في تأكيد لمكانة الإمارات العالمية الرائدة بعنوان “اصنع مستحيلك في الإمارات”، إذ لا وجود للمستحيل في قاموس الدولة ولم يكن يوماً حاجزاً أو عائقاً أمام تنميتها وجهودها وتفكيرها المستقبلي، بدليل إنجازاتها التي لا مثيل لها في أي مكان آخر، وعبر ما تحققه من نجاحات نوعية لا تزال أغلب دول العالم تعتبرها من المستحيلات أو الأحلام المؤجلة، في الوقت الذي تعكس عبقرية الفكر القيادي قوة العزيمة الوطنية من خلال تحويل التحديات إلى فرص وجعل كل مرحلة منطلقاً لما سيليها من أحلام ستتحقق ضمن معجزة الإمارات ومكانتها الأكثر تميزاً بين الأمم.
في ظل رؤية استشرافية مستقبلية ودعم غير محدود من القيادة الرشيدة لمضاعفة التميز والتفوق الحضاري.. فإن الإمارات أصبحت بكل جدارة وطناً لجميع المجتهدين والطموحين والمبدعين ومحور اهتمام ومتابعة جميع الشعوب، والوجهة الحلم لتجاوز المستحيلات عبر ما تقدمه من دعم وتوفره بيئتها من مقومات وفرص وتسهيلات تجعل النجاح خياراً وحيداً ومؤكداً، ولأخذ الدروس من إنجازاتها التي تسابق الزمن في تأكيد لقوة تأثيرها وأهمية موقعها، فحيث توجد أعلى القمم ويتهيب الآخرون التحدي تكون الإمارات سباقة وفي الصدارة لتعزز فصول قصة نجاحها غير المسبوقة ونموذجها الفريد بكل ما فيه “الطموحات.. التطلعات غير المحدودة.. التنافسية التي تصعب مجاراتها.. نموذجها الذي أصبح قدوة الساعين للأفضل.. تنميتها الشاملة والمتكاملة.. إنسانها بقيمه وعزيمته وتمكنه.. رسالتها التي يجمع العالم عليها.. خصالها وأصالة شعبها.. الفرص التي توفرها.. التسهيلات المقدمة لأصحاب الطموحات.. البنية التحتية المتطورة.. مقومات التحفيز الإبداعي.. تسخير أحدث أنواع التكنولوجيا”، وغير ذلك مما تعمل على التعريف به من خلال حملات كبرى مثل الحملة الإعلامية العالمية التي أطلقتها الدولة تحت شعار “استثمر في الإمارات” وتتضمن دعوة المبتكرين والمستثمرين للاستفادة من البيئة الاقتصادية المتكاملة والإمكانات القوية التي تحظى بها .. فهي الوجهة الأولى لكل من يمتلك رغبة حقيقية في التميز وتحقيق الأحلام والانطلاق بثقة نحو المستقبل.


مقالات مشابهة

  • بايتاس: لا يوجد بلد في القارة الأفريقية يصرف الدعم لمواطنيه مثلما يفعل المغرب
  • خبير: التعليم التكنولوجي هو ما يمكن أي دولة من تحقيق النمو في جميع مجالاتها
  • «الصحة العالمية» تعلن خلو الأردن من مرض الجذام كأول دولة في العالم
  • رجال أعمال: "استثمر في الإمارات" تعكس قدرات الدولة على المنافسة العالمية
  • في أعقاب زيارة البرهان لجوبا: هل يتدفق نفط جنوب السودان من جديد؟
  • استثمر في الإمارات تطلق سلسلة من الأفلام القصيرة
  • إطلاق الدليل الإرشادي لإعادة تأهيل أشجار القرم في دولة الإمارات
  • تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم
  • “إي آند الإمارات” تقدم شريحة إلكترونية فورية مع 10 جيجابايت بيانات مجاناً للزوار
  • “اصنع مستحيلك في الإمارات”