بوابة الوفد:
2025-02-05@17:37:46 GMT

حجم وقوة مصر

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

فى العلوم الاستراتيجية مثلما تقاس قدرة الدولة بما تمتلكه من قدرات بشرية ومادية فإنها تقاس أيضا بثقلها السياسى وعلاقاتها الخارجية وتعاملها مع الأزمات، وعندما نتابع تعامل الدولة المصرية مع واحدة من أخطر وأصعب الأزمات الاقليمية، الحرب على غزة، سندرك سريعا حجم وقوة مصر، ومدى نفوذها وكيف ينظر اليها العالم.

المتخصصون فى ملف الصراع الفلسطينى الاسرائيلى يدركون جيدا ان «طوفان الاقصى» جعلنا جميعا امام مرحلة جديدة من الصراع، وليس من السهل على أى دولة ان تتدخل وتفرض رؤيتها، خاصة وأن العالم الغربى والقوى المهيمنة دعمت منذ اللحظة الأولى الرواية الاسرائيلية ودعمتها، وأصبح الفلسطينيون أمام تحد كبير. 

والأخطر ان مخطط تصفية القضية بدأ فعليا تنفيذه تحت غطاء رد الفعل على اعتداءات حماس، وكان خط التهجير مرسوم مسبقا ومتجها الى سيناء، مثلما كان القرار محسوما بحصار غزة وتدميرها، وتغيير تركيبتها لكن قوة الدولة المصرية فرضت نفسها واستطاعت ان تضع ثوابت تلزم بها الجميع، مثل رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، ووضع سيناء كخط أحمر ملزم حتى للولايات المتحدة الامريكية والقوى الغربية التى كانت تؤيد المخطط الاسرائيلى، ولم تقف مصر عند ذلك بل فرضت رؤيتها وقرارها بإجبار اسرائيل على قبول دخول المساعدات الإنسانية، وكان القرار المصرى بربط خروج الجنسيات الاجنبية من معبر رفح بدخول المساعدات، نقطة فاصلة فى هذا الاتجاه ثم كان انجاز الهدنة الانسانية بمرحلتيها من خلال الجهود المصرية بالتنسيق مع قطر وبدعم من الولايات المتحدة، كل هذه الخطوات لم تكن ممكنة إلا إذا كانت مصر دولة قوية وتمتلك القدرة، ولديها رؤية واضحة وقيادة مؤثرة ومؤسسات تجيد التحرك باحترافية وتحقيق رؤية الدولة، بما يحافظ على الامن القومى المصرى ويوقف نزيف الدم الفلسطينى. 

الأهم أنه مثلما تعاملت اسرائيل مع طوفان الاقصى باعتباره فرصة لتنفيذ مخططها فى تهجير الفلسطينيين، تعاملت مصر مع جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى باعتباره فرصة لإعادة احياء ملف الدولة الفلسطينية كاملة الاركان على حدود ٦٧ ونجحت مصر بالفعل بثقلها السياسى وقدرتها الدبلوماسية ان تجعل حل الدولتين هو الطرح السائد دوليا الآن، والجميع يتحدثون عنه، ويعتبرونه الطريق الى ايقاف الصراع وتحقيق الاستقرار فى المنطقة.

بل ونجحت القاهرة فى الربط بين مصالح الغرب وبين ايقاف الحرب والبدء فى حل الدولتين وهذا يحسب للقيادة السياسية التى لم تدخر جهدا فى اظهار خطر ما تفعله اسرائيل على العالم كله وليس المنطقة فقط.

الأكيد أننا امام دولة فرضت نفسها وارادتها وجعلت العالم ينظر إليها كما قال وزير الخارجية الروسى كقوة عالمية وليست إقليمية، وهذا هو الفارق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العلوم الاستراتيجية الأزمات الإقليمية طوفان الأقصى العالم الغربى

إقرأ أيضاً:

عاجل.. حماس ردا على ترامب: لن نسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضنا

أعلنت حركة حماس، رفضها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرامية لاحتلال الولايات المتحدة قطاع غزة، وتهجير الشعب الفلسطيني منه، وفق ما أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل لها.

وأضافت حركة حماس، أن تصريحات ترامب عدائية للشعب الفلسطيني ولقضيته ولن تخدم الاستقرار في المنطقة، ولن نسمح لأي دولة في العالم احتلال أرضنا أو فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني.

ودعت «حماس»، الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب إلى التراجع عن تلك التصريحات غير المسؤولة، والمتناقضة مع القوانين الدولية، والحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني في أرضه، كما دعت جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، إلى الانعقاد العاجل لمتابعة تصريحات ترامب واتخاذ موقف حازم يحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه.  

مقالات مشابهة

  • الإمارات تؤكد رفضها المساس بحقوق الفلسطينيين ومحاولة تهجيرهم
  • الإمارات تؤكد رفضها القاطع للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره
  • الإمارات تؤكد موقفها الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني
  • التاريخ المغيب
  • عاجل.. حماس ردا على ترامب: لن نسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضنا
  • السعودية: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة
  • السيسي وملك البحرين يؤكدان عمق وقوةً علاقات البلدين وتعزيزها في كافة المجالات
  • 800 عارض من 40 دولة في «ميدلاب الشرق الأوسط»
  • الرئيس الشرع: سوريا في قلب العالم وهي دولة مهمة ولها مصالح متبادلة مع كل دول العالم
  • عبد العاطي يؤكد ضرورة بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه