بوابة الوفد:
2025-02-09@23:05:13 GMT

المسئولية الجماعية والمصير المشترك

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

تمر على مصر والشعب المصرى ظروف اقتصادية، كاقتصاد الحروب، لم نشهدها منذ سبعينيات القرن الماضى، التعايش معها أصبح من الأمور العضال.. ومن أسف أنها جاءت وواكبت عقودًا ثلاثة اتسمت، أو قل إن شئت طغت على آخر عقدين منها المادة، وكانت المادة هذه ميزان الحياة فيهما، رأيناها تفصل بين القريب والبعيد، الأخ وأخيه، الصاحب وصاحبه، الغنى والفقير، الصغير والكبير، حتى أضحت القيم والأخلاق الحميدة من نوادر القوم، يتعجب ابن الأربعين على بقائها، ويترحم ابن الخمسين على التعامل بها، ويحكى عنها ابن الستين وأتباعها، حتى أصبح المواطن المصرى بين حجرى الرحى: المادية وصعوبة الحياة الاقتصادية.

. لذلك لا مناص من أن ننفض عن شخصيتنا غبار المادة والأنانية، ونرجع إلى السفينة النبوية، ونعى كلمات نبينا، التى حذرتنا من الطمع والأنانية، والمصلحة مقابل المصلحة الشخصية، غير عابئ بأخيه وغيره الفقير الذى يعيش فى حالة من الانعدامية. يأتى هذا بعد أن تطابق ما نحن فيه من جشع التجار، ومن أسلوب الشيطنة والاحتكار، حتى صارت المنتجات من فاكهة وحبوب وقطع غيار، حتى رغيف العيش الذى أصبح سعره أكوى من النار، كله لا يباع إلا للسائح وعلية القوم بالدولار وأعلى الأسعار.. نعم تطابقت أحوالنا مع حديث السفينة الأشهر الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن المقال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا. فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا»، والذى ضرب به رسول الله مثالًا على حب النفس والأنانية، والمادة الطاغية، والإنسان الذى يعيش بمفرده فى البادية.. فمن وعاه نجا ونجا معه القوم، ومن سهاه وعاداه، غرق وغرق معه القوم.. إنه حديث أو قانون للإنسانية، نتعلم منه فى مدرسة النبوة، من كلية الحقوق الربانية، حق الأخ المشترك، والتعاون فى الشدائد أيام القحط والاقتصاد المضطرب، نتعلم المسئولية الجماعية والمصير المشترك.. فلن نخرج من عنق الزجاجة إلا بعودة الضمير للمواطن والمسئول حتى الخفير.. والقضاء على سلوكيات الجشع والاحتكار بين الناس.

اللهم احفظ مصر، وارفع قدرها.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الدرقاش: خرجنا من تجربة الربيع العربي بدرس عظيم ينبغي أن يُدرّس لأبنائنا

قال مروان الدرقاش، الناشط المقرب من المفتي المعزول الصادق الغرياني، إن تجربة الربيع العربي خرجنا منها بدرس عظيم ينبغي أن يُدرّس لأبنائنا في المدارس.

أضاف في تدوينة بفيسبوك قائلًا “لم يبق من الثوار الذين ثاروا في 2011 إلا من ظل ممسكاً بسلاحه أما من ثار بدون سلاح أو أسلم سلاحه بعد أن ضحكوا عليه بكذبة الديمقراطية والتصالح وبناء الدولة فقد أصبح طعاماً للكلاب”.

وتابع قائلًا “إذا أردت مثالاً فانظر ماذا حدث لمرسي والغنوشي، وأين أصبح أحمد الشرع، نحن في عالم لا يحترم إلا من يفرض نفسه بالقوة أما الأخلاق والقيم والانسانية فقد رأينا حقيقتها في غزة” وفق تعبيره.

مقالات مشابهة

  • انهيار المسافة الحرجة: كيف تم ترويض المثقف؟
  • مران الزمالك.. عمر جابر يعود للانتظام فى التدريبات الجماعية
  • الدرقاش: خرجنا من تجربة الربيع العربي بدرس عظيم ينبغي أن يُدرّس لأبنائنا
  • بن شرقي يشارك في التدريبات الجماعية للأهلي
  • أشرف داري يبدأ المشاركة في التدريبات الجماعية للأهلي
  • البعريني : ‏اليوم قبل الغد يجب افتتاح مطار القليعات
  • بعد تعافيه تماما .. أشرف بن شرقي يشارك في التدريبات الجماعية
  • الوفد لكل المصريين
  • الأورومتوسطي .. الاحتلال يواصل ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة رغم وقف إطلاق النار
  • غزة: 85% من المدارس خارجة عن الخدمة بسبب حرب الإبادة الجماعية