جاء تأهل فريق كرة القدم بنادي النهضة لنصف نهائي غرب آسيا في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تأكيدا للنجاحات التي حققتها كرة القدم العمانية بعد أن أحرز نادي السيب الموسم المنصرم كأس هذه المسابقة.
وبكل تأكيد لم تأت هذه النجاحات من فراغ إنما بجهود مخلصة بذلها مجلس إدارة نادي النهضة وقبلها مجلس إدارة نادي السيب، لكن الملاحظ أن ما تقوم به الأندية هو عمل فردي دون مساندة من القطاعات الأخرى ومنها القطاع الذي ما زال بعيدا عن الواقع الرياضي الذي نعيشه.
بكل تأكيد لن تكون للرياضة قائمة إلا بمعاونة صادقة ومخلصة من الأهالي والقطاع الخاص، ومن دون هذه المشاركة الأهلية لا تستطيع الأندية مواصلة نشاطها بصورة منتظمة وإنما ستتعثر وتصاب بالجمود وستجد دورها يتقلص؛ لأنها تفتقد إلى الدعم الذي يسيرها، ولعل ما حدث مع السويق والمصنعة وغيرها من الأندية هذا الموسم بعد أن جمدت أنشطتها الكروية مثال حي على الواقع الذي نعيشه.
سعت الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب لتوفير المتطلبات الأساسية وهي تسعى جاهدة إلى دعم هذا القطاع الذي لا يقتصر على كونه مجموعة أندية إنما الواقع أكبر من ذلك بكثير؛ لأن الشباب ليس من يمارس كرة القدم فقط إنما الشباب ينتشر في كل أرجاء المؤسسات والهيئات، وبالتالي تصبح المهمة جماعية، وينبغي أن يشارك فيها كل من هو قادر على تقديم الدعم الذي يسهم في تطوير هذا القطاع.
في السابق كانت الأندية تعتمد على مساندات فردية من بعض الشخصيات، لكنها لم تستمر؛ لأن لكل شيء حدود ولا يجب أن يكون الاعتماد والتركيز على أفراد هم في الواقع لهم إمكانيات غير مطلقة، لهذا فإن المؤسسات والشركات لها دور أكبر في المساهمة في دعم الأندية، ومكاسبها ستكون كبيرة اجتماعيا وأدبيا.
الرياضة ليست مسؤولية فردية وإنما هي عمل وطني مشترك ولهذا فإنه من المهم دعم كل الجهود التي تسهم في الارتقاء بالرياضة العمانية، والوقوف مع الأندية في تأدية رسالتها الوطنية لخدمة الشباب واجب مجتمعي يجب أن يلعبه القطاع الخاص حتى معنويا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
هذا هو المطلوب من حزب الله
نتيجة واحدة يمكن استخلاصها من الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة ولبنان بجنوبه وبقاعه وضاحيته الجنوبية بالتزامن مع سقوط نظام البعث في سوريا. وقد لا تكون هذه النتيجة هي الوحيدة من بين نتائج كثيرة ربما ستبدأ بالظهور تدريجيًا. وقد يُفاجأ المرء عندما ينظر إلى مفاعيل هذه النتيجة بموضوعية وبانتفاء حاجة اللجوء إلى البصارين والعرافين والضاربين بالرمل وقارئي الكفّ ليدرك حقيقة واحدة مجردة، وهي أن تكرار "عملية 7 أكتوبر" لم تعد متاحة بعدما تمّ تدفيع فلسطينيي القطاع ثمنًا باهظًا، وبعدما قبل "حزب الله" بالتسليم باتفاق وقف النار، الذي لم تأتِ بنوده، وبالأخص ما جاء في البندين السادس والسابع منه بالنسبة إلى تخّليه عن سلاحه بهذه البساطة، التي فصّلها اتفاق وقف النار، الذي سينسحب أيضًا على القطاع بعدما بلغت المفاوضات بين الإسرائيليين وحركة "حماس" مرحلة متقدمة.
ولو لم يسقط نظام بشار الأسد بهذه السهولة والسرعة غير المتوقعين لكان أمكن القول إن ما تلقته كل من حركة "حماس" و"حزب الله" من ضربات موجعة لم تضعفهما بالقدر الذي أدّعت تل أبيب بأنها قد وصلت إلى مبتغاها وأهدافها. إلاّ أن هذا السقوط المفاجئ قد أفقد "الحركة" و"الحزب" سندًا أساسيًا أقله بالنسبة إلى ما يؤمنّه هذا النظام من جسر تواصل وعبور السلاح من إيران عبر العراق وسوريا وصولًا إلى لبنان، ومنه إلى قطاع غزة بطرق لا تزال حتى هذه اللحظة مجهولة.
وحيال هذا الواقع الجديد في منطقة الساحات الموحدّة يرى كثيرون في لبنان وخارجه أنه لا بدّ للقيادة الجديدة في "حزب الله" التعامل مع هذا الواقع بطريقة تضمن لها حضورًا سياسيًا فاعلًا بعد أن يتخّلوا عن منطق "فائض القوة". وفي اعتقاد أكثر من طرف على علاقة جيدة مع "الضاحية الجنوبية" أن هذا الانتقال من حالة إلى أخرى تتطلب بعض الوقت. إلاّ أن ما حصل مؤخرًا أمام قصر العدل في بيروت لا يوحي بأن "الحزب" مقبل على التعاطي مع الواقع الجديد بخلفيات سياسية بعيدًا عن تأثير السلاح.
فهذا السلاح، كما يعتقد كثيرون من اللبنانيين، لم يستطع أن يردع إسرائيل في تدمير أجزاء كبيرة من لبنان، ولم تكن لديه القدرة على رفض الشروط الإسرائيلية الواردة في اتفاق وقف النار. وإذا لم يتخلَ "حزب الله" عما تبقّى لديه من سلاح بموجب موافقته على اتفاق وقف النار بكل فاصلة واردة فيه فإن تكرار تجربة "حرب الاسناد" تبقى واردة في الحسابات المشتركة لوحدة الساحات في أي وقت.
فالمطلوب من "حزب الله" اولًا وأخيرًا، وفق ما تلقاه من نصائح، التأقلم مع هذا الواقع الجديد في المنطقة، ومحاولة "هضمه" بإعادة قراءة المشهد السياسي الجديد، قليل من التواضع، وذلك لكي يتمكّن من الانخراط في الحياة السياسية من بوابتها الرئيسية وفي شكل طبيعي ومن دون حاجته إلى السلاح مثله مثل أغلبية اللبنانيين.
وقد يكون المطلوب من "حزب الله" كبداية تلقائية لانخراطه بالعمل السياسي الطبيعي مثله مثل حركة "أمل" ألاّ يستمر في تعطيل نصاب الجلسات الانتخابية، خصوصًا إذا لم يكن متيقنًا بأن المرشح الأوفر حظًّا للوصول إلى بعبدا بعد طول انتظار ومعاناة لن يطعن "المقاومة" في ظهرها.
وما هو مطلوب من "حزب الله" بالتحديد مطلوب من جميع القوى السياسية لكي تقبل برئيس للجمهورية لا يكون طرفًا منحازًا لأي جهة سياسية معينة، وتكون لديه الخبرة الكافية في لتعاطي مع القضايا الحسّاسة. وقد يكون قائد الجيش العماد جوزاف عون من بين عدد من المرشحين الأوفر حظًا للوصول قبل غيره إلى نقطة نهاية السباق الرئاسي، خصوصًا إذا اعتبره "حزب الله" أحد أبرز المرشحين المحتملين، الذين لن يطعنوا أي مكون من المكونات اللبنانية في الظهر.
المصدر: خاص لبنان24