بوابة الوفد:
2024-07-08@09:15:04 GMT

الأمن المائى.. ومؤتمر المناخ

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

يعد الأمن المائى قضية حاسمة أصبحت أكثر إلحاحًا فى مواجهة تغير المناخ. ويؤدى تغير المناخ إلى تفاقم أزمة المياه من خلال التسبب فى حالات الجفاف والفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر مما يؤثر بدوره على الأمن الغذائى والصحة والتنمية الاقتصادية. وفى ضوء ذلك يمثل مؤتمر المناخ الذى سيقام الخميس المقبل بدولة الإمارات العربية المتحدة فرصة حاسمة لمعالجة الأمن المائى باعتباره قضية عالمية.

كما تعد المياه مطلبًا أساسيًا لحياة الإنسان والتنمية الاقتصادية، إلا أنها أصبحت نادرة بشكل متزايد بسبب تغير المناخ. ويتسبب فى الجفاف والفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر فى ندرة المياه مما يؤثر بدوره على الأمن الغذائى والصحة والتنمية الاقتصادية. على سبيل المثال، أدت موجات الجفاف فى ولاية كاليفورنيا إلى انخفاض الإنتاج الزراعى الأمر الذى أثر على أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم. وعلى نحو مماثل أدت الفيضانات فى باكستان فى عام 2010 إلى نزوح الملايين من البشر وتسببت فى أضرار اقتصادية كبيرة. ومن هنا نجد أن قضية الأمن المائى فى مواجهة تغير المناخ موضوع نقاش فى مختلف المؤتمرات الدولية. وكان للإجراءات التى يجب العمل بشأنها أهمية بالغة فى تحديد التحديات والفرص لمعالجة هذه القضية.

وسلط تقرير صادر عن برنامج اليونسكو العالمى لتقييم المياه والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية الضوء على الحاجة إلى أدوات واستراتيجيات تقييم لتعزيز التنمية المستدامة فى قطاع المياه من خلال تحليل التأثير التراكمى. والذى يمكن تنفيذه فى إجراءات تنقية الهواء للتخفيف من آثار تغير المناخ على المجتمعات التى تعانى من انعدام أمن الطاقة.

ولتعزيز الأمن المائى فى مواجهة تغير المناخ يجب أيضاً تحديد المدن، التى تساهم بشكل كبير فى انبعاثات غازات الدفيئة باعتبارها لاعبًا رئيسيًا فى معالجة تغير المناخ وتعزيز الأمن المائى. إلى جانب الجهود الدولية بعزل الكربون. والتكيف مع تغير المناخ والتنمية الاقتصادية والحد من مخاطر الكوارث من أجل التخفيف من آثار ظاهرة الاحتباس الحرارى. وفى ظل هذه التحديات حان الوقت للعمل على أرض الواقع من خلال تنفيذ مشروعات للتكيف مع تغير المناخ وتنفيذ التعهدات الدولية فيما يتعلق بقضايا تغير المناخ وزيادة الاهتمام العالمى بقضايا المياه وعلاقتها بالمناخ.

وتعتبر المنطقة العربية من أكثر المناطق جفافًا فى العالم. كما يشكل المناخ الصحراوى عاملًا مؤثرًا، حيث إن 80 % من مساحة المنطقة العربية عبارة عن صحراء. هطول الأمطار منخفض ومعدل التبخر مرتفع. وترجع ندرة المياه فى المنطقة العربية لأسباب طبيعية وزيادة الاستهلاك البشرى فى تهديد توفر المياه. والأسباب الطبيعية تتمثل فى بقاء الزراعة فى العديد من الأماكن ذات أنظمة الرى التقليدية مما يؤدى إلى إهدار المياه. والحل هو تطوير أنظمة الرى خاصةً وأن الزراعة تستهلك 80-90 بالمئة من مياه المنطقة العربية. كما أدى التغير المناخى الناجم عن سوء معاملة الإنسان للبيئة إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض مما يعنى زيادة التبخر. وفى الوقت نفسه زيادة استهلاك الإنسان والنبات للمياه كما سيؤدى ارتفاع درجات الحرارة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر عن طريق ذوبان الأنهار الجليدية. مما يعنى أن مياه البحر المالحة ستطغى على الأراضى الزراعية المحيطة مما يتطلب مياهًا عذبة لغسلها.

تحقيق الأمن المائى يُعَدُّ أحد التحديات الرئيسية التى تواجه المجتمع. وترتبط الاتفاقيات العالمية القائمة، مثل أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس بشأن تغير المناخ وإطار سينادى للحد من مخاطر الكوارث وتعزيز الاستدامة، بقضايا الأمن المائى. وتُعَدُّ الشراكة العالمية للمياه، وهى شبكة عمل دولية، وعينٌ حية على أن المنطقة العربية فى قلب الإعصار بسبب الربط الحاسم بين المياه والعمل والهجرة والمخاطر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية ذات الصلة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمن المائي تغير المناخ الإمارات العربية ه قضية عالمية والتنمیة الاقتصادیة المنطقة العربیة تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

باحث بالموارد المائية يكشف أهم الخطوات للتكيف مع تغيرات المناخ

قال الدكتور محمود  كمال الباحث بوزارة الموارد المائية والري، إن استمرار مصر في مواجهة تحديات تغير المناخ أصبح من المهم بشكل متزايد أن تنفذ البلاد استراتيجيات اقتصادية تعزز التكيف والقدرة على الصمود ومن بين هذه المبادرات مصر تقود العالم في مبادرة AWARe تعزيز التكيف مع تغير المناخ التي تهدف إلى تعزيز قدرة مصر على الاستجابة لتأثيرات أنماط المناخ المتغيرة ولا تأخذ هذه المبادرة في الاعتبار العواقب البيئية لتغير المناخ فقط بل تأخذ أيضًا في الاعتبار التداعيات الاقتصادية المترتبة عليه

مواجهة تحديات المناخ أصبح ضرورة للتك

وأضاف كمال، ـن أحد المكونات الاقتصادية الرئيسية لمبادرة تعزيز التكيف مع تغير المناخ هو تعزيز ممارسات التنمية المستدامة ومن خلال التحول إلى تقنيات وصناعات أكثر ملاءمة للبيئة لا تستطيع مصر فقط الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي بل وأيضاً خلق فرص اقتصادية جديدة ومن الممكن أن يؤدي هذا التحول نحو الاستدامة إلى خلق فرص العمل وزيادة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة واكد كمال  قد نصل لاقتصاد أكثر مرونة ومجهز بشكل أفضل لتحمل آثار تغير المناخ

وأكد أنه من خلال الاستثمار في تدابير التكيف مع المناخ يمكن لمصر أيضًا تقليل التكاليف الاقتصادية المرتبطة بالكوارث الطبيعية والأحداث الجوية المتطرفة ومن خلال تحسين البنية الأساسية وتنفيذ أنظمة الإنذار المبكر وتنفيذ ممارسات استخدام الأراضي المستدامة يمكن للبلاد تقليل الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن الكوارث المرتبطة بالمناخ وعلى المدى الطويل يمكن أن تؤدي هذه الاستثمارات إلى توفير التكاليف وزيادة الإنتاجية وتوفير بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا لكل من الشركات والأفراد في مصر 
واختتم قائلا  ان تنفيذ الاستراتيجيات الاقتصادية لتعزيز التكيف مع المناخ في مصر ليس أمرًا بالغ الأهمية للاستدامة البيئية للبلاد فقط بل وأيضًا لازدهارها الاقتصادي على المدى الطويل

مقالات مشابهة

  • تغير المناخ: 2024 قد يكون العام الأكثر سخونة على الإطلاق في العالم
  • وكالة تغير المناخ في الاتحاد الأوروبي: يونيو 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق
  • 2024 العام الأكثر حرارة على الإطلاق
  • تغير المناخ يدفع 2024 لأن يكون العام الأكثر سخونة في التاريخ
  • "نحن أول المتضررين من تغير المناخ".. لماذا يدعم المزارعون الريفيون في أوروبا السياسات الخضراء؟
  • جامعة طيبة التكنولوجية تُشارك في برنامج "سفراء المناخ"
  • وزير الري يتابع الموقف المائى بمحافظة أسوان خلال فترة أقصى الإحتياجات المائية
  • وزير الري يتابع الموقف المائى في أسوان
  • الإمارات تدلي ببيان مشترك نيابة عن 69 دولة حول تغير المناخ وحقوق الإنسان
  • باحث بالموارد المائية يكشف أهم الخطوات للتكيف مع تغيرات المناخ