لجريدة عمان:
2025-02-06@20:45:57 GMT

هوامش ومتون :المقالح وأشجار أسئلته المعمّرة

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

حين أراد د.عبدالعزيز المقالح أن يكتب في منتصف عام 2021 عن صمود أهل غزّة في وجه آلة القتل والدمار، بعد الأحداث العنيفة التي وقعت صباح يوم 10 مايو2021م، عندما اقتحم أفراد الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى تساءل مع نفسه:

ماذا أكتُبُ؟!

صار الحِبرُ دَما

والماءُ دَما

والكلماتُ دَما

والعالَمُ غابَةَ قَتلٍ ومقابر.

.!

أين أوَاري وَجهِي

أدفِنُ كلماتي

خَجَلا مِن أطفالكِ يا غزَّة

يا أمَّ الأبطالِ المَنذورين لِتَحريرِ الأرضِ

وقَتلِ الوَحشِ الصّهيونيِّ

الغادر؟

لكنّ الشاعر اليمني الراحل الذي مرّت بنا سنويته الأولى يوم 28 نوفمبر الجاري، لم يستسلم لحيرته، فكيف يعجز قلم شاعرنا الكبير عن التعبير عن حالة الألم التي يعيشها، و(غزّة) تكتب في كلّ يوم (قصائدَ الدّم والانتصار)؟ كيف يستطيع أن يصمت ونوافير الدم في كلّ بيت من بيوت (غزّة)؟ تلك النوافير تتدفّق غزيرة وتتحوّل في دفاتر الشاعر إلى صرخة احتجاج على القتل والصمت، فكانت قصيدته (غَزَّةُ تكتب قصائدَ الدّم والانتصار) ففي حضرة الدم في غزّة يستردّ وجوده:

أيّها الحُزنُ خُذني إليها

إلى غزّةَ الدَّمِ والجُوعِ

كي أستَردَّ وُجُودي

وأخرجَ مكتملا صامدا مثلها

ويُطَهّرُني لهبُ الاشتعالْ.

أيّها الحُزنُ خُذني بعيدا

عن اليأسِ»

وكأنه في المقطع الأخير يحاول الفكاك من أسر اليأس الذي تلبّسه عندما كتب قصيدته الشهيرة (أعلنت اليأس) في أبريل 2018م حزنا على ما آلت إليه الأوضاع في اليمن، وقد رفض فكرة مغادرتها للخارج للعلاج، حين تفاقمت عليه الأمراض، ودبّ التعب في جسده، فقد توحّد مع اليمن، بعرى خفية لم يشأ أن يفصمها إلّا الموت، يقول د. علوي الهاشمي «لم يساورني الخوف على عبدالعزيز المقالح الصديق القديم وعلى باقي الأصدقاء الذين عرفتهم من شعراء اليمن وأدبائه، إلا حين ابتدأت الحرب تستعر وتزيد في اليمن السعيد عام 2016م وما بعده خلال السنوات الخمس المنصرمة، وزاد خوفي وقلقي على المقالح وجميع الشعراء الذين عرفتهم لما أعرف عنهم ارتباطهم الشديد باليمن الذي لا يفكر أحدهم في الابتعاد عنه ولا يستطيعون ذلك وبخاصة عبدالعزيز المقالح!»

في قصيدته (أعلنتُ اليأس) التي عدّها الدارسون والمتتبّعون لنتاج المقالح مرثية مبكّرة، لنفسه شأن مالك بن الريب في قصيدته:

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً

بوادي الغضا أزجي القلاص النواجيا

لكنّ المقالح كان ينظر إلى الأبعد من ذلك فرثى الأمّة التي شاخت عزيمتها واستسلمت للهلاك:

أنا هالكٌ حتما

فما الداعي إلى تأجيل موتي

جسدي يشيخُ

ومثله لغتي وصوتي

ذهبَ الذين أحبهم

وفقدتُ أسئلتي ووقتي»

فهل حقّا فقد المقالح أسئلته، وهو الذي زرع فينا أشجار الأسئلة المعمّرة؟ وفتّح أذهاننا على الكثير من القضايا، فهو في صنعاء كما وصفه د. الناقد جابر عصفور، (طه حسين اليمن)، في محاضرة ألقاها في كلية الآداب في جامعة صنعاء كما يقول د. علي جعفر العلّاق واصفا شعوره «أحسست بالقاعة كلها وقد هزتها نشوة الامتنان. فقد قال الرجل بالنيابة عنا ما هممنا، أو عجزنا عن قوله، في لحظة صدق طالما مررنا بها دون أن ننتبه، أو نفطن، أونحس. لا بفعل الغفلة، أوالنسيان، بل لأن عظمة الرجل البسيط، أو بساطته العظيمة، إن شئتم، كانت تشدهنا عن أنفسنا كل لحظة»

لقد أمطرنا بأسئلته المفتوحة كالسؤال الذي طرحه على روح صديقه الشاعر صلاح عبد الصبور، في ديوانه (كتاب الأصدقاء):

«يا صديقي:

لماذا تعجّلت موتك

واخترت أن تشرب الكأس

منفردا؟

أنت من كان يؤثر أصحابه

ويقاسمهم -في المودّة-

ورد الحياة»

وكما يقول أبو فراس الحمداني «وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر» نتذكّر اليوم المقالح الذي أحب فلسطين ورأى في مقال له أنها «ستحررنا وتوحد مساراتنا الوطنية والقومية» بل إن أول قصيدة نشرها في 1956 باسمه الصريح، وكان ينشر محاولاته الأولى باسم (ابن الشاطئ) حملت عنوان (من أجل فلسطين)، وألقاها من إذاعة صنعاء في العام الأول لافتتاحها ونقول: كم نحن بحاجة اليوم لشعراء كبار بحجم المقالح يرفعون أصوات احتجاج على ما يجري من جرائم في الجزء الغالي من وطننا الكبير!

ولو كان حيّا بيننا، ماذا سيكتب اليوم عن (غزّة)؟

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رفض حضورها جنازته.. شقيق ياسمين عبدالعزيز يترك وصية مؤثرة

شهدت الساعات الماضية تصدر اسم الفنان وائل عبدالعزيز محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن كشف عن معاناته من أزمة نفسية حادة استمرت لسنوات.

وأعرب "وائل" عن شعوره باقتراب نهايته، وترك وصية مؤثرة تضمنت طلباً صريحاً بعدم حضور شقيقته الفنانة ياسمين عبدالعزيز جنازته، كما استبعد حضور أي فرد آخر من العائلة، باستثناء شقيقه وابنه فقط.

وفي منشور عبر حسابه الرسمي على موقع فيس بوك، كتب وائل: "أعاني من أزمة نفسية منذ سنوات، وأشعر يقيناً أنني لن أستمر طويلًا، لقد تعبت وأريد أن أرتاح. لذا، أترك وصيتي هنا: لا أريد عزاءً، ولا أريد أن يتلقى أحد العزاء في وفاتي".

بسبب ما فعلته بعد وفاة والدتها.. مي عز الدين توجه رسالة لياسمين عبدالعزيز - موقع 24وجهت الفنانة المصرية مي عز الدين رسالة لزميلتها الفنانة ياسمين عبدالعزيز، كشفت فيه ما فعلته معها بعد وفاة والدتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأضاف: "أتمنى أن تتم دفنتي دون إعلان، ولا يحضرها أحد سوى ابني وأخي فقط. وأرغب أن أُدفن في مقابر عائلة والدتي.. أعلم أن الجميع سيدعون لي بالرحمة، وهذا كل ما أطلبه. كما أنني أسامح كل من كان بيني وبينهم خلافات، باستثناء خمسة أشخاص فقط، حيث أترك أمري وأمرهم لله، فهو العدل المطلق. وأخيراً، أسأل الله حسن الخاتمة، فلا شك أن الحياة الآخرة أرحم من الحقد والضغينة والعداوات النفسية التي نعيشها في هذه الدنيا".




يذكر أن العلاقة المتوترة بين ياسمين عبدالعزيز وشقيقها وائل بدأت في عام 2020، عندما أثيرت شائعات حول ارتباطها بالفنان أحمد العوضي.

آنذاك، عبّر وائل عن رفضه لهذا الارتباط بشدة من خلال منشور لاذع عبر حساباته الرسمية، أشار فيه إلى أن هذه العلاقة أثرت على الأسرة بأكملها، إلا أنه بعد فترة من التوتر والتصعيد، حاول وائل تهدئة الموقف، ووجّه رسالة إلى شقيقته أعرب فيها عن تمنياته لها بالسعادة والنجاح في حياتها.

نجاح ومرض وأزمات.. محطات في حياة "النجمة الشقية" ياسمين عبدالعزيز - موقع 24تحتفل النجمة المصرية ياسمين عبدالعزيز، اليوم 16 يناير (كانون الثاني)، بعيد ميلادها الخامس والأربعين، بعد مسيرة فنية مميزة جعلتها من أبرز نجمات الصف الأول في السينما المصرية. ووُصفت ياسمين بـ"البنت الشقية"، وهي صفة رافقتها منذ بداياتها وكانت السبب في حب الجمهور لها، خاصة من خلال أدوارها ...

وعلى الرغم من محاولات الصلح، استمرت الخلافات بينهما، إذ شهد شهر يونيو (حزيران) الماضي تصعيداً جديداً بعد إصدار ياسمين عبدالعزيز بياناً رسمياً عبر محاميها أشرف عبدالعزيز، حذّرت فيه شقيقها من التحدث عنها عبر وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد شدد البيان على رفضها التام لإقحام اسمها في أي تصريحات أو منشورات، مهددة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حال استمرار الأمر.


مقالات مشابهة

  • إسكوبار الصحراء... رئيس جماعة سابق يقول إن تهريب المخدرات عبر الحدود المغربية الجزائرية ليس بالأمر الهين
  • لكل مصري دور فيها.. ماذا يقول المصريون عن أفضل طرق مواجهة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين ؟
  • رفض حضورها جنازته.. شقيق ياسمين عبدالعزيز يترك وصية مؤثرة
  • الاتحاد المغربي للشغل يقول إن نسبة المشاركة في الإضراب العام بلغت 84,9 في المائة
  • رئيس وزراء قطر يقول إن بلاده ستكون "حاضرة" في دعم إعادة الإعمار في لبنان  
  • الجيش الوطني يقول إنه أحبط 18 هجوما ومحاولة تسلل للحوثيين في يناير
  • اليمن.. يوسفُ العرب الذي سيُعيد المجد من رُكام الخيانة
  • ترامب يقول أن صندوق الثروة السيادية الأمريكي قد يشتري تيك توك
  • تعليق صادم من عبدالعزيز مخيون على حادث دهس نجله 3 أشخاص
  • تحقيق إسرائيلي يقول إنه كشف شبكة تضليل واسعة على منصة "بلوسكاي" لدعم روسيا والصين