خبراء إيرانيون للجزيرة نت: إسرائيل تريد الهروب من مستنقع غزة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
طهران- مع تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ليومين آخرين، يجمع الإيرانيون على أن استمرارها يصب في صالح الجانب الفلسطيني، ويكرّس هزيمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سبق ورفع سقف أهداف عدوانه عاليا، ولم يحقق أيا منها.
وعلاوة على إخفاق الأجهزة الاستخبارية والأمنية الإسرائيلية في التنبؤ بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن تطورات الهدنة جاءت لتكمل المفاجئات الأمنية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي أصرّت على تسليم المحتجزين للصليب الأحمر شمالي القطاع، حيث كانت القوات الإسرائيلية قبيل الهدنة هناك.
وطالما انقسمت الأوساط الإيرانية إزاء سياسة البلاد الخارجية خلال العقود الماضية، لكنها تكاد تجمع هذه الأيام على صوابية ما راهنت عليه الجمهورية الإسلامية في دعم المقاومة، باعتبارها الجبهة الأمامية لطهران في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
تمديد الهدنةاعتبر أستاذ العلوم السياسية صادق زيبا كلام، تراجع تل أبيب عن شروطها لبحث الهدنة، انتصارا للمقاومة الفلسطينية "التي كسرت شوكة الغرور الإسرائيلي".
وفي مقال تحت عنوان "اتفاق الهدنة، أي طرف فاز في معركة غزة؟" نشره في صحيفة "آرمان ملي"، قال زيبا كلام، إن "الهدنة خطوة مهمة لحسم الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل"، موضحا أن "معركة غزة الأخيرة أثبتت أن التطرف والتعنت لن يجلبا سلاما".
وبينما يعبّر الأكاديمي الإيراني عن أمله في أن تفضي الهدنة المؤقتة إلى "القبول بحقائق الملف الفلسطيني، والتوصل إلى حل دائم للصراع في الأراضي المحتلة"، يتساءل مراقبون إيرانيون عن ملامح مرحلة ما بعد معركة طوفان الأقصى، وتداعياتها على طرفي النزاع، لا سيما القضية الفلسطينية.
ورأى الباحث في الشؤون العسكرية محمد مهدي ملكي، موافقة الجانب الإسرائيلي على تمديد الهدنة، مؤشرا على رغبته الحقيقية بالهروب من مستنقع غزة، موضحا أن "المحور الغربي العبري يسعى لإضفاء صبغة إنسانية على الهدنة المؤقتة، للتغطية على الهزيمة التي منيت بها تل أبيب".
وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر ملكي أن "الهدنة الجارية لن تدوم طويلا"، وتوقع أن يستأنف الاحتلال خلال الفترة المقبلة قصفه على القطاع "سعيا منه لتسجيل إنجاز عسكري على الأرض، بعد أن فشل في تحقيق أي هدف سياسي عبر مفاوضات الهدنة".
وتوقع الباحث الإيراني أن تُماطِل حكومة اليمين الإسرائيلي المساعي الدولية، الرامية لوقف كامل للعمليات العسكرية في غزة "لأن ذلك سيكون بمثابة هزيمة مدوية لكيان مدجج بالسلاح، ويحظى بشتى أنواع الدعم الدولي، أمام حركة مقاومة، وليس جيشا كلاسيكيا"، حسب تعبيره.
آلام المخاضويرى السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا وهنغاريا، عبد الرضا فرجي راد، أن في تمديد الهدنة "مؤشرا على احتمال تحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار"، موضحا أنه "كلما استمرت الهدنة الإنسانية فترة أطول، سوف تتضاعف ضغوط الأوساط الدولية والرأي العام العالمي على الطرف الذي يخترقها، وتُحمّله مسؤولية استئناف الحرب".
وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق أن "طوفان الأقصى قرّبت موعد استقلال الشعب الفلسطيني"، مشبها العنف بحق أهالي غزة بـ"آلام المخاض لولادة الدولة الفلسطينية".
ويعتقد فرجي راد أنه "في حال تقديم الأطراف الوازنة إقليميا ودوليا مبادرة لإنهاء الصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن الهدنة الجارية مرشحة لأن تتحوّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأن تضع حدا للصراع المتواصل منذ عقود في الشرق الأوسط".
وفي ما يتعلق بجبهة جنوب لبنان، توقع السفير فرجي راد استمرار التهدئة غير المعلنة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي إذا توقف القتال في غزة، مضيفا أنه "بعد استنزاف طاقات الكيان الإسرائيلي في معركة طوفان الأقصى، وتداعياتها على الداخل الإسرائيلي، فإن الأخير سيتراجع عن تهديده بشن هجوم على حزب الله، وسوف يخرج خيار الحرب في جبهته الشمالية من حساباته، لأن تجربة الحزب وقدراته العسكرية تفوق ما تتمتع به حركة حماس".
ويرى الدبلوماسي الإيراني أن معركة طوفان الأقصى قد "أفرزت ترويكا إسلامية بمشاركة إيران وقطر ومصر، ولعبت دورا بناء في مسار المعركة"، مشيرا إلى أن "مكانة طهران الجيوسياسية ستتعزز بعد معركة غزة، وسوف يحسب الجانب الغربي ألف حساب للتعامل مع الملفات المرتبطة بالجمهورية الإسلامية".
وأشاد بالتنسيق بين حلقات محور المقاومة وتقسيم الأدوار بينها خلال معركة طوفان الأقصى، ورأى أن "المعركة الأخيرة ستضع حدا لاتهام طهران بالتدخل في الشؤون العربية، والتحديات التي كانت ماثلة أمام الجمهورية الإسلامية في ملف الاحتجاجات الشعبية، والتهديد الناجم عن التوتر بين أذربيجان وأرمينيا، والضغوط الغربية المتواصلة بحقها".
فرجي راد شبّه العنف الإسرائيلي بحق أهالي غزة بآلام المخاض لولادة الدولة الفلسطينية (الصحافة الإيرانية) ما بعد الهدنة"لن تكون مرحلة ما بعد طوفان الأقصى كما قبلها"، وفق فرجي راد، الذي يرى أن الإطاحة بحكومة نتنياهو ستكون أولى تداعيات معركة طوفان الأقصى، مضيفا أن "الحرب الأخيرة كشفت عن ضعف الاحتلال على شتى المستويات، لا سيما عسكريا وأمنيا، وأن شوكة الكيان لن تعود كما كانت عليه".
وعدّد فرجي راد ملامح المرحلة المقبلة وفق التالي:
عودة القضية الفلسطينية إلى سلم أولويات العالم. اهتمام أميركي وإسلامي أكبر بالقضية الفلسطينية وتطورات الشرق الأوسط. تراجع الدور الأميركي أمام قوة الصين الصاعدة. تعثر وتيرة تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. تعزيز مكانة إيران وقطر على المستويين الإقليمي والدولي.أما الباحث السياسي قاسم ذاكري فيضيف إلى هذه المحاور "احتمالية اتساع الهوة بين حماة إسرائيل الغربيين والدول الأخرى"، موضحا أنه "بعد معركة طوفان الأقصى سوف تدير العديد من الدول المستقلة ظهرها للرواية الغربية، بسبب سياسة الغرب المزدوجة إزاء الحروب وحقوق الإنسان".
وفي مقال تحت عنوان "التداعيات المحتملة لعملية طوفان الأقصى" كتب ذاكري في صحيفة اعتماد الناطقة بالفارسية، أن "حماس وسائر حركات المقاومة الإسلامية في اليمن والعراق سوف تعزز قدراتها العسكرية"، وتوقّع "ارتفاع التوتر في الضفة الغربية وتكرار معارك مشابهة لطوفان الأقصى، قد تستدعي تدخلا أميركا وفتح جبهات جديدة في مواجهة إسرائيل".
ورأى أن إسرائيل وحماتها الغربيين سوف يعملون على "زعزعة أمن دول الطوق، لا سيما سوريا، بعد معركة طوفان الأقصى، تمهيدا للضغط على حزب الله اللبناني"، مؤكدا أنه لا يستبعد ظهور حركات متطرفة على غرار القاعدة، للانتقام من إسرائيل والولايات المتحدة، حسب تعبيره.
وخلص الباحث، إلى أن "الدعم الأميركي المطلق للكيان الصهيوني خلال معركة طوفان الأقصى، قد يؤدي إلى انتكاسة للديمقراطيين في رئاسيات 2024، إلى جانب خروج أوكرانيا من سلم أولويات الإدارة الأميركية بشكل تدريجي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: معرکة طوفان الأقصى تمدید الهدنة بعد معرکة
إقرأ أيضاً:
ضباط إسرائيليون سابقون: الوحدة 8200 تشهد أسوأ أزمة في تاريخها بعد الفشل في إحباط “طوفان الأقصى”
سرايا - نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن ضباط استخبارات إسرائيليين سابقين أن الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي تشهد “أسوأ أزمة في تاريخها بعد فشل أكتوبر”، في إشارة إلى هجوم طوفان الأقصى الذي شنته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وبحسب 3 ضباط كبار سابقين في الوحدة، فإن الوحدة تحتاج إلى العمل الاستخباراتي الأساسي الذي لا يعرف الكثير من العاملين فيها اليوم كيفية القيام به، وبدون ذلك فإن الفشل سوف يكرر نفسه.
وأضاف هؤلاء بأن تعيين أوري ستاف قائدا للوحدة 8200 هو “إحياء لذكرى الفشل الذي أدى إلى تخلف 7 أكتوبر”، مؤكدا أنها خطوة غير كافية لإصلاحها وترميمها.
وقال أحد كبار المسؤولين السابقين، إن القائد الجديد للوحدة أوري ستاف فشل في التأثير على قائد الوحدة السابق يوسي شارييل، “ولم يوقف الغباء الذي أدى إلى الكارثة”.
وذكر الموقع أن الضباط السابقين الثلاثة اتفقوا على أنه رغم أن ستاف تدرج في المناصب التقنية داخل الوحدة، إلا أنه ليس رجل استخبارات، وهو ما تحتاجه الوحدة في الوقت الحالي، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنه ظل نائبا لرئيس الوحدة السابق على مدى 3 سنوات، ومن ثم فهو مشارك في اتخاذ القرار والإخفاقات التي أدت إلى الفشل.
وقال المسؤولون الثلاثة السابقون إنه من أجل التغلب على الفجوة في مجال الاستخبارات، سيكون من الضروري تعيين نائب قائد يأتي من مجال الاستخبارات، خصوصا أن هناك حاجة لإعادة بناء الوحدة من الصفر تقريبا.
ويعتقد المسؤولون السابقون أنه سيكون من الضروري تشكيل فريق استشاري من جنود الاحتياط ذوي الخبرة في مجال الاستخبارات الذين سيعملون بشكل وثيق مع قائد الوحدة ونائبه وقائد مركز المخابرات في عملية إعادة التأهيل.
وفي 12 سبتمبر/أيلول الماضي، أبلغ يوسي شاريئيل رئيس الأركان هرتسي هاليفي، استقالته من منصبه بعد مسؤوليته عن الإخفاقات الاستخباراتية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وما قبلها.
وتداولت منصات عبرية خطابا منسوبا لقائد الوحدة 8200، يؤكد فيه استقالته قائلا: “في 7 أكتوبر فشلت في مهمتي.. اليوم بعد الانتهاء من التحقيقات الأولية، أود أن أمارس مسؤوليتي الشخصية وأسلم القيادة إلى من بعدي”.
وتُعد الوحدة 8200 كبرى الوحدات في مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتأخذ على عاتقها مهمة جمع المعلومات الرئيسة، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات للجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.
إقرأ أيضاً : صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين "إسرائيل" ولبنان لوقف إطلاق النار .. هدنة لـ60 يومًا وانسحاب تدريجيإقرأ أيضاً : بوتين: روسيا تواجه تهديدات ولا توجد وسيلة في العالم يمكنها منع صاروخ “أوريشنيك” وسنواصل اختبار أنظمة أسلحة جديدةإقرأ أيضاً : بعد الغارات "الإسرائيلية" على العاصمة اللبنانية .. وسم "بيروت" يعتلي منصات التواصل الاجتماعي
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#العالم#اليوم#العمل#بوتين#رئيس#الوحدات
طباعة المشاهدات: 1609
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-11-2024 12:53 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...