إعفاء حكم لاحتساب ضربة جزاء على نيوكاسل.. وماذا عن عرقلة حكيمي نجم سان جيرمان؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
قالت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) إنه تقرر إعفاء حكم تقنية الفيديو (فار) المسؤول عن احتساب ضربة جزاء لباريس سان جيرمان الفرنسي في مواجهة نيوكاسل الإنجليزي بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم في الدقائق الأخيرة من المباراة التي أقيمت أمس الثلاثاء.
وذكرت الوكالة أن توماس كفايتكوسكي، حكم تقنية الفيديو المساعد، تم استبعاده من قائمة حكام مباراة ريال سوسيداد الإسباني وريد بول سالزبورغ النمساوي في ملعب "أنويتا" اليوم الأربعاء.
وكان نيوكاسل قريبا من تحقيق الفوز على بعد دقائق قليلة من نهاية المباراة في ملعب حديقة الأمراء أمس الثلاثاء، حينما احتسب الحكم ضربة جزاء بعدما لمست الكرة ذراع تيمو ليفرامنتو مدافع نيوكاسل داخل منطقة جزائه، ليتمكن كليان مبابي من تسجيل هدف التعادل ويخطف نقطة مهمة لفريقه.
مبابي يمنح التعادل من ركلة جزاء بعد الرجوع لل"VAR"#دوري_أبطال_أوروبا | #باريس_نيوكاسل #beINUCL #UCL pic.twitter.com/axexOrf4Qz
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) November 28, 2023
وحينما سئل إيدي هاو مدرب نيوكاسل عما إذا ما كان يشعر بالظلم، قال "نعم بالفعل لم يكن القرار الصحيح في رأيي".
وأضاف "هناك العديد من الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار في تلك اللحظة، السرعة أولا، لقد كانت عملية الارتداد مختلفة تماما عما يظهر في الإعادة البطيئة، وتكون مختلفة للغاية في البث المباشر".
Still absolutely fuming about this decision.
Szymon Marciniak had been having a good game until this moment.
He was hounded by PSG players and caved in to pressure.
Shame on him and shame on VAR.#NUFC #PSGNEW pic.twitter.com/wlXLnmGDbc
— Dean Leybourne (@DeanLeybourne) November 29, 2023
ولكن هناك بعض آراء خبراء التحكيم أكدوا أن قرار احتساب ضربة جزاء كان صحيحا لأن المدافع كانت يده مرفوعة وغير ملتصقة بجسده.
وهو ما أشار إليه مدرب نيوكاسل دون قصد بقوله "الكرة اصطدمت بصدره أولا، قبل أن تصطدم بيده، لكن يده لم تكن في وضع غير طبيعي، وكانت يداه في جانبه، لكنه كان يجري".
ضربة جزاء غير محتسبةوإذا كان هناك شك في مدى صحة قرار حكم الفيديو المساعد، فإن هناك ضربة جزاء مؤكدة لم يحتسبها الحكم سيمون مارسينياك ولا حكم الفيديو لصالح سان جيرمان.
Well done to referee Szymon Marciniak who did not bow to pressure and spotted this was not a penalty!
A huge call!#beINUCL #NUFC #PSG pic.twitter.com/gTXeGynvPt
— beIN SPORTS (@beINSPORTS_EN) November 28, 2023
وكانت الضربة عندما قاد أشرف حكيمي هجمة من الجهة اليسرى ودخل منطقة الجزاء ومرر الكرة لنفسه لكن مدافع نيوكاسل أنتوني غوردون عرقله بشكل واضح -دون أن يلمس الكرة مطلقا- وهو أهم اعتبار في احتساب المخالفات، إذ إن المدافع لو نجح في لعب الكرة ثم حدث الالتحام فلا توجد مخالفة أما إذا لم ينجح وحدث التحام قد يعتبره الحكم إهمالا أو تهورا أو باستخدام قوة زائدة، فيجب احتساب مخالفة أو ضربة جزاء إذا كانت داخل منطقة الجزاء.
مدافع نيوكاسل الذي لم يلمس الكرة مطلقا أثناء عرقلة حكيمي (رويترز)وفي حالة التهور يمكن للحكم منح اللاعب المخالف بطاقة صفراء أو حمراء في حال استخدم قوة زائدة كما تنص المادة 12 من قانون كرة القدم (الأخطاء وسوء السلوك).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ضربة جزاء
إقرأ أيضاً:
وماذا بعد؟!
مضى أكثر من عام على الحرب في غزة، عام من الدمار والدماء وترويع الأطفال والموت طوال الوقت، لدرجة أنه أصبح من الصعب في نهاية كل يوم حصر عدد الشهداء والمصابين، لم تعد الأرقام تمثل شيئا فقد اختلطت كل الصور، وأصبحت رائحة الموت هي الصورة التي تفرض نفسها على أرض الواقع، ومقابل المشهد المؤلم راح قادة ميليشيا القتل في إسرائيل يتباهون حينما يخرجون علينا في وسائل الإعلام وهم مصرون على مزيد من القتل، يبدو أن عدوهم الذي استعصى عليهم قد أخافهم في موته، لدرجة أننا نرى البيوت تنهار على ساكنيها وجثث الأطفال والشهداء تتناثر والفلسطينيون يتسابقون في جمع أشلاء شهدائهم، ولا نرى في المشهد صورة المقاتل المنهزم، بل المقاتل الذي يزداد إصرارا على القتال وهو على يقين بأن الحقوق لا يضيَّعها إلا أصحابها، بعد أن ازداد الفلسطينيون معرفة بتجارب آبائهم وأجدادهم، الذين احتفظوا بمفاتيح منازلهم على أمل العودة إليها، لكن الوعود طالت والزمن ينقضي عاما بعد آخر، وما تزال الوعود الواهية والرهان على إنسانية العالم، فقد كانت التجربة هي المعلم الأول لهؤلاء المقاتلين، إلا أن المنهزمين من بني جلدتنا في المقابل يخرجون علينا عبر خطاب بائس، يقولون دائما: وماذا تحقق بعد مرور عام فها هي آلة القتل تحصد الناس في غزة بمدنها وشوارعها، وقد أحالها العدو إلى مدن من الركام والحطام، ولم يلتفت هؤلاء إلى أن الحقوق الكبيرة الخاصة بالأوطان لها أثمان كبيرة أيضا.
لقد راهن العدو على استسلام الفلسطينيين وإملاء شروط مذلة عليهم، لكن دهاء التاريخ وعبقريته قد أتى بنتائج مغايرة لما رهنوا عليه، فلم يتمكن قادة إسرائيل من القضاء على الفلسطينيين، الذين يقاتلون من تحت الأنقاض، ولم يتمكن نتنياهو من الوفاء بوعده بعودة المستوطنين إلى بيوتهم في شمال إسرائيل، بعد أن اعتقد بأن قتل زعماء المقاومة في لبنان وغزة، وقذف جنوب لبنان بالصواريخ الفتاكة سوف يرغم المقاومة على الاستسلام، لكن خاب زعمه فها هي المقاومة اللبنانية تطال تل أبيب وما وراءها، ولم يتمكن نتنياهو من تحرير الأسرى، وقد تضاعفت خسائر إسرائيل في الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، لدرجة أن عدد قتلاهم في يوم واحد قد وصل إلى عشرة من القتلى وأكثر من ٢٥ من المصابين، وتدمير ست دبابات وهو ما لم يحدث في ظل الحرب الشاملة على غزة، وقد وصف جالانت يوم ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٤، بأنه اليوم الأصعب في تاريخ إسرائيل.
أعتقد أن الإسرائيليين قد فقدوا ثقتهم في نتنياهو وجماعته، وهم يشاهدون على التلفاز كل يوم إقامة الجنازات في توديع قتلاهم، في مشهد بائس لا يستقيم وغطرسة إسرائيل، وادعاء قدرتها الفائقة على أنهاء مهمة جيشها في أسبوع أو أسبوعين، وها هي الحرب قد طالت لأكثر من عام، وقد سيطروا على غزة وقتلوا من المقاومين أعدادا يصعب حصرها، ورغم ذلك فلم يتمكنوا من كسر إرادة الفلسطينيين ولا من عودة أسراهم، ولم يتسرب اليأس إلى المقاومين اللبنانيين بقتل قادتهم بل تضاعف حماسهم بعد أن راحوا يستهدفون عدوهم في كل أنحاء إسرائيل، وأصبحت الخسائر رقما صعبا في الحياة الإسرائيلية.
لقد اعتقد قادة إسرائيل أن قتل حسن نصر الله ويحيى السنوار وهاشم صفي الدين وغيرهم من قادة المقاومة سوف يفضي إلى القضاء على المقاومة، وهو ما صورته أجهزة الإعلام الإسرائيلية وتابعوها، فالإسرائيليون قد تمكنوا من غزة والمقاومة في لبنان قد فقدت قادتها ودُمرت منازل اللبنانيين في الجنوب بالصواريخ الذكية، ونزح من جنوب لبنان ما يفوق المليون ونصف مليون نازح في وضع اجتماعي وإنساني غاية في الصعوبة، لكن المقاومين في غزة وجنوب لبنان يفاجئون عدوهم كل يوم من تحت الأنقاض صباح مساء، وهو ما أحدث شعورا جمعيا في إسرائيل باليأس، وأصبحت خسائرهم أرقاما يتداولها الإعلام، ورغم ذلك فلم يستوعب قادة إسرائيل الدرس بعد، ولا يستطيع مراقب للأحداث أن يتنبأ بما يحدث غدا أو بعد غد، بينما المعلومات من داخل إسرائيل تقول بأن الإسرائيليين قد أصابهم اليأس بما في ذلك جنودهم الذين راحوا يشتكون بأنهم يواجهون إهمالا من قادتهم، وفي كل مرة يتأكد الشعب الإسرائيلي بأن حكومته تكذب عليه، فلم تنته المقاومة بقتل السنوار وحسن نصر الله، ولم يتسرب اليأس إلى المقاتلين في غزة، ولم تتمكن إسرائيل من تأمين مواطنيها على كل الحدود اللبنانية.
راح الإعلام الإسرائيلي وتابعوه طوال عام كامل يصورون قائد المقاومة في غزة (يحيى السنوار) بأنه يعيش في عالم افتراضي داخل الأنفاق، بينما يستشهد المقاومون كل يوم، وقد ترسخ في ذهن البعض هذه الصورة ، إلا أن استشهاد يحيى السنوار وما أعقبه من معلومات عن طريقة استشهاده جميعها بمثابة دليل قاطع على أن الرجل كان يقاتل وسط جنوده، ولم يتخل عن جبهة المواجهة ولو ليوم واحد، فهو القائد الذي عاش حياة مقاتليه في نومهم ويقظتهم، وهو مشهد ضاعف من شعور الكثيرين بأننا كنا أمام مقاتل لا تسقط بندقيته إلا بالموت، وهي صورة يتمناها كل المقاتلين الشرفاء، وكانت هي الأمنية لقائدهم يحيى السنوار، فقد كان واثقا من استشهاده، ولكنه استشهاد يقدم درسا لكل الفلسطينيين ولكل المناضلين في العالم.
السؤال الذي يطرح نفسه بعد عام كامل من الحرب على غزة: وماذا بعد؟ فقد استشهد من الفلسطينيين عشرات الآلاف ودُمر أكثر من ٨٠٪ من مباني غزة، وكان المشهد في جنوب لبنان صورة مكررة لما يحدث في غزة، ولعل ما حدث يوم ٢٧ أكتوبر الماضي في بلدة (طمرة)، في الجليل الغربي حينما أقدم مواطن فلسطيني على الدخول بشاحنته في محطة للحافلات وقتل أكثر من خمسة إسرائيليين وإصابة أكثر من خمسين، وهو ما يدفعنا إلى طرح السؤال نفسه: وماذا بعد؟ فسيبقى المظلوم مصرا على استعادة حقوقه، وسيبقى المتغطرس المعتدي مصرا على عدوانه. لكن من المؤكد أنه لن ينعم بحياته ولن يجني ثمار عدوانه، فالقضية هنا لا تحسمها الجيوش وإنما تُحسم بعودة الحقوق إلى أصحابها، ولن يظل العالم يشهد هذه المأساة على أنها حرب بين إرهابيين وإسرائيل الديمقراطية المسالمة، بعد أن تكشفت الأمور وأصبح الداعمون للقضية الفلسطينية يزداد عددهم في أوروبا وأمريكا، وخصوصا وسط الشباب، ولن تَسلَم إسرائيل حتى ولو نجحت في فصل جبهة لبنان عن غزة، فستبقى القضية معلقة في رقاب العالم الحر، وسيبقى الفلسطينيون يواصلون نضالاتهم من تحت الأنقاض أو من الحارات الضيقة في مدن غزة، إنها الأرض التي دفع الفلسطينيون ثمنها باهظا من دمائهم، إنها القضية التي لا تسقط أبدا بالتقادم.
د. محمد صابر عرب أكاديمي وكاتب مصري