موسكو .كييف.وكالات":أعلنت روسيا اليوم ان قواتها المسلحة سيطرت على بلدة كروموف الصغيرة قرب باخموت في منطقة دونيتسك شرق اوكرانيا.فيما قالت وزارة الدفاع الاوكرانية في التصريح الصحافي اليومي إن "قوات مدعومة بالطيران والمدفعية حسنت مواقعها على طول خط الجبهة وحررت قرية ارتيموفسكوي" مستخدمة التسمية الروسية لبلدة كروموف.

واعلن سلاح الجو الأوكراني اليوم إسقاط 21 طائرة مسيّرة خلال هجمات ليلية روسية.

وأوضح سلاح الجو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "21 مسيّرة من طراز شاهد-136/131 وثلاثة صواريخ Kh-59 شاركت في الضربات" مؤكدا إسقاط كل المسيّرات واثنين من الصواريخ.

وتتهم السلطات الأوكرانية القوات الروسية بشن حملة ضربات تستهدف بصورة منهجية منشآت الطاقة في البلاد مع اقتراب موسم الشتاء.

وذكر سلاح الجو الأوكراني أنه استخدم طائرات حربية ووحدات دفاع جوي ووحدات متحركة للدفاع الجوي للتصدي لهذه الهجمات في مناطق جنوب أوكرانيا ووسطها.وأشار إلى أن الصاروخ الثالث الذي لم يتم إسقاطه لم يبلغ هدفه.

في الجانب الروسي اعلنت بلدية موسكو أن مسيرة اوكرانية اسقطت اليوم فوق العاصمة دون وقوع اصابات او اضرار.

واعلن وزير الخارجية الاوكراني دميترو كوليبا اليوم في حلف شمال الاطلسي ان اوكرانيا "لن تستسلم" لضمان امنها وامن اعضاء الناتو.

وصرح للصحافة في مقر الحلف في بروكسل قبل اجتماع مجلس أوكرانيا والناتو "علينا أن نواصل القتال، أوكرانيا لن تستسلم". وأضاف أن "هدفنا الاستراتيجي" هو أوكرانيا ضمن حدودها عام 1991 مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، "لم يتغير".

وشدد على أن أمن أوكرانيا على المحك وأيضا "أمن المنطقة الأوروبية الأطلسية بأكملها".

وأشار دميترو كوليبا الى ان اوكرانيا لا تطلب التزاما من الأميركيين أو الاوروبيين في ساحة المعركة، بل مساعدتهم لهزيمة روسيا.وقال "اتفاقنا بسيط للغاية، أنتم تقدمون لنا ما نحتاج إليه، ونحن نتولى القتال. لا نطلب منكم التضحية بارواحكم".

وتطالب اوكرانيا بمزيد من الأسلحة والذخيرة لتتمكن من الانتصار في ساحة المعركة حيث لم تتحرك خطوط الجبهة منذ أسابيع.

لكن مساعدة اميركية اضافية مجمدة في الكونغرس بسبب تحفظ اعضاء جمهوريين، كما يتردد الاوروبيون في صرف مساعدة اضافية لكييف.

واعرب كوليبا عن ثقته في الحصول على الضوء الأخضر من الكونغرس، مذكرا بالتزام الحلفاء لمساعدة اوكرانيا. وردا على سؤال حول العقبات في اوروبا أو الولايات المتحدة، قال "ليس لدي أي سبب للاعتقاد بأن الغرب يفتقر إلى الإرادة السياسية" لمساعدة اوكرانيا.

كما حذر الوزير الاوكراني من ان الدفاع عن اوروبا دون ضم اوكرانيا سيكون "مهمة عقيمة" داعيا إلى انضمام بلاده إلى الاطلسي.

وأوضح أنه بدون اوكرانيا، سيحرم الناتو نفسه من "الجيش الأقوى والأكثر خبرة في ساحة المعركة".

ولأولئك الذين يقترحون ان تتخلى اوكرانيا عن أراض للانضمام إلى حلف شمال الاطلسي وضمان امنها، رفض الوزير الاوكراني ذلك.

وردا على سؤال حول هذه الفكرة التي طرحها البعض بسبب الصعوبات الميدانية وفي الدعم العسكري لكييف، رفض كوليبا بشدة هذه الفرضية.

واضاف ان على اصحاب هذه الافكار "ان يقترحوا على حكوماتهم التخلي عن أراضيهم وعن شعوبهم، واذا فعلوا ذلك فانني مستعد للاصغاء الى حججهم".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بين عناد كييف واشتراط موسكو.. ما موقف روسيا من السلام والحرب؟

موسكو- بدأ موضوع مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، الذي كان قد تراجع إلى الخلف بسبب "الحروب الجمركية"، يعود بسرعة إلى جدول الأعمال.

فمنذ أيام، بدأت الصحافة الغربية تنشر معلومات "من الداخل" حول كيفية سير المفاوضات لإنهاء الأعمال العدائية والشروط التي يطرحها طرفا النزاع.

وأثارت مقالة نشرتها صحيفة فايننشال تايمز، في 22 من أبريل/نيسان الجاري، ضجة كبيرة، حيث زعمت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح على الولايات المتحدة وقف الأعمال العسكرية على طول خطوط المواجهة الحالية.

لكن الكرملين رد بسرعة على هذه المعلومات على لسان المتحدث باسمه، ديمتري بيسكوف، بقوله "هناك الكثير من الأخبار المزيفة التي يجري نشرها الآن ومن مصادر محترمة، لذلك يجب الاستماع فقط إلى المصادر الأصلية".

"العرض الأخير"

يأتي ذلك بينما تجري مناقشات مكثفة لتفاصيل "العرض الأخير" للسلام الذي قدَّمته واشنطن إلى كييف في 17 أبريل/نيسان، وينتظر البيت الأبيض الرد عليه.

وقال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن أميركا قدَّمت لروسيا وأوكرانيا "اقتراحا واضحا للغاية للتوصل لاتفاق سلام، ويجب على الطرفين الآن إما قبوله وإما مواصلة عملية التفاوض دون الولايات المتحدة"، ناصحا طرفي النزاع بـ"وضع أسلحتهما، وتجميد الصراع، والاتجاه نحو بناء بلديهما".

إعلان

وزعمت وسائل الإعلام الغربية أن العرض الروسي جاء خلال اللقاء بين الرئيس الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب في 11 أبريل/ نيسان الجاري واستغرق أكثر من 4 ساعات.

وحسب الكرملين، كان الموضوع الرئيسي للمفاوضات هو تسوية الصراع الأوكراني، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

الكرملين: الصراع في #أوكرانيا سينتهي فورا إذا سحبت كييف قواتها من المناطق الأربع المنصوص عليها في دستورنا pic.twitter.com/wS3OVDgsZ0

— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 23, 2025

مصالح روسيا

ويرى الباحث في النزاعات الدولية فيودور كوزمين، أن الهدنة التي أعلنتها موسكو في عيد الفصح كانت خطوة في سياق البحث عن حل سلمي للصراع الأوكراني لكنها لم تلق الرد "المناسب" من كييف، وبالتالي من غير الممكن اليوم التنبؤ بما إذا كانت المفاوضات التي بدأتها الولايات المتحدة بين موسكو وكييف ستؤتي ثمارها.

ويقول كوزمين للجزيرة نت، إنه في حال واصلت كييف موقف "العناد" ولم تتوصل لإبرام اتفاق مع موسكو، فقد تتوقف واشنطن عن "خدماتها" كوسيط، وتتخذ -ردا على ذلك- مواقف متشددة تجاه أوكرانيا.

ويتابع أن روسيا من خلال إجراء العملية التفاوضية، تعلم مُسبقا أن أوكرانيا غير مستعدة للسلام بأي شكل من الأشكال.

وفي هذه الحالة، يواصل كوزمين، ستكون مهمة المفاوض الروسي هي إدارة المفاوضات لأطول فترة ممكنة، لأن هذه العملية تصب في مصلحتها، فضلا عن أنها مفيدة لكل من روسيا والولايات المتحدة في آن واحد.

وحسب قوله، فإن اقتراح بوتين "بإعادة صياغة" مبادرة دونالد ترامب "المتسرعة" لوقف إطلاق النار غير المشروط في أوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار المصالح الروسية، يسمح لموسكو بمحاولة "الاستيلاء" على المبادرة في عملية التفاوض بشأن أوكرانيا.

ويتابع، أنه لتحقيق هذه الغاية يتعين إقناع واشنطن بعدم الاستماع كثيرا بشأن "الخطوط الحمر" التي وضعتها كييف ومبادرات الدول الأوروبية.

إعلان

ويضيف الباحث كوزمين أن الكرملين خرج من "فخ الاختبار" الأميركي لمدى صدق الرغبة في السلام، وفي الوقت ذاته، أبقى بوتين قضية شرعية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على جدول الأعمال، ويعمل على أن يقوم ترامب بحلها قبل إعلان وقف إطلاق النار، بحيث يبقى السؤال فقط حول من سيعطي الأوامر للقوات المسلحة الأوكرانية بوقف إطلاق النار وعن ثمن تلك الأوامر.

ضمانات

من جهته، يرى مدير مركز التنبؤات السياسية، دينيس كركودينوف، أن بوتين يروج لصيغة يتم فيها إجراء مفاوضات السلام بين اللاعبين الرئيسيين، روسيا والولايات المتحدة، في حين يتابع المشاركون الآخرون الأخبار فقط، حسب قوله.

ويقول للجزيرة نت إن موسكو أكدت مرارا وتكرارا على مختلف المستويات أن الضمانات الخارجية للامتثال للاتفاقيات مهمة بالنسبة لها، حتى لا تتكرر تجربة اتفاقية مينسك 2.

وعلى هذا الأساس -يضيف كركودينوف- من المهم لروسيا أن "تستبعد" أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي من المناقشات مع أميركا بشأن العناصر الرئيسية للتسوية المستقبلية، بحيث تؤدي لتشكيل مسار إستراتيجي جديد للعلاقات بين موسكو وواشنطن، وتبقى أوكرانيا مجرد أحد المواضيع في سياق المفاوضات بين الطرفين، مثل البرنامج النووي الإيراني أو مشاريع الغاز في القطب الشمالي.

ويضيف أن صيغة المفاوضات المغلقة مع المبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف، مناسبة "بشكل مثالي" لتحقيق هذا الهدف.

سلاح ليزر جديد من طراز "تريزوب" أوكراني حيث تشترط روسيا نزع أسلحة كييف (مواقع التواصل)

اشتراطات دسمة

ويشير إلى أن روسيا لم تكن راضية عن النسخة الأميركية الأوكرانية، التي تدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في البر والجو والبحر، تليها مفاوضات بشأن شروط السلام.

في حين تتواصل العمليات "السلبية" بالنسبة لموسكو، بل تتكثف، مثل استمرار المساعدات العسكرية الغربية واسعة النطاق لكييف والنقاش حول نشر "قوات الدعم" الأوروبية في شكل ألوية تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية.

إعلان

ويلفت الخبير السياسي كركودينوف، إلى أن الشروط الأولية التي وضعتها روسيا لوقف إطلاق النار، كوقف تسليم الأسلحة الغربية للقوات الأوكرانية، وإلغاء التعبئة القسرية، ووقف تدريب وإعادة تجهيز الوحدات الجديدة، والتحقق من الامتثال لهذه المتطلبات، حددت على الفور الإطار الذي تحتاجه موسكو.

ويختم بأنه في مرحلة الاتفاق على وقف إطلاق النار، يتحرك الكرملين في اتجاه خيارات "نزع السلاح" في أوكرانيا التي نوقشت في وقت سابق في إسطنبول، وتتمثل بوضع "قيود صارمة" على الإمكانات القتالية للقوات الأوكرانية وعدد أفرادها وملف التعبئة، فضلا عن القيود المفروضة على الإمدادات الغربية من الأسلحة وأنواع أخرى من المساعدات العسكرية.

مقالات مشابهة

  • لافروف : موسكو مستعدة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • حكايات المكبرين للأوائل.. الجامع الكبير ساحة المعركة الأولى (الحلقة الثالثة)
  • بين عناد كييف واشتراط موسكو.. ما موقف روسيا من السلام والحرب؟
  • موسكو تسمح لأفغانستان بتعيين سفير في روسيا
  • موسكو تصعد هجماتها وزيلينسكي يتهم صينيين بإنتاج مسيرات في روسيا
  • هذا الأسبوع.. المبعوث الأمريكي قد يزور موسكو لبحث أزمة أوكرانيا
  • حكايات المكبِّرين الأوائل.. الجامع الكبير ساحة المعركة الأولى (الحلقة الثانية)
  • زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لمباحثات مباشرة مع موسكو
  • بوتين: قمة بين روسيا والدول العربية في موسكو العام الجاري
  • بوتين: قمة بين روسيا والدول العربية فى موسكو العام الجاري