يحيى السنوار مهندس الهجوم البطولي
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية)"أ ف ب": خرج يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، من ظلّ المعتقلات الإسرائيلية الى المراكز القيادية في حماس حتى أصبح "الرجل الحي الميت" بالنسبة لإسرائيل التي تتهمه بأنه مهندس هجوم السابع من أكتوبر.
أمضى السنوار (61 عاما) 23 عاما في السجون الإسرائيلية، ثم تولى مسؤوليات أمنية داخل حماس.
تقول ليلى سورات من المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية في باريس إن التخطيط للهجوم استغرق ربما ما بين عام أو عامين، مضيفة "هذه استراتيجيته، هو من خطط له" قبل أن "يفاجىء الجميع" ويحاول "تغيير ميزان القوى على الأرض".
وشنت إسرائيل عدوانا وحشيا على قطاع غزة استشهد خلاله زهاء 15 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء.
وبالنسبة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت، فإن السنوار يمثّل "وجه الرعب ". وأضاف أنه "رجل حي ميت".
في العام 2017، وبعد انتخابه زعيما للحركة في قطاع غزة، التقت وكالة فرانس برس أبو عبد الله المنتمي الى حماس والذي أمضى بضع سنوات مع السنوار في المعتقلات الإسرائيلية. وقال إن السنوار معروف بتكتمه خاصة لا سيما أنه رجل أمني "بامتياز".
وأضاف أن السنوار "يتخذ قراراته بهدوء تام لكنه صعب المراس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالح حماس".
- معاقبة الخونة -
ولد يحيى السنوار في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة وانضم لحركة حماس التي أسسها الشيخ أحمد ياسين قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1987.
أنشأ السنوار الجهاز الأمني للحركة في العام 1988، وهو المسؤول عن ملاحقة المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل ومعاقبتهم وأحيانا إعدامهم.
وبحسب محضر التحقيق الذي خضع له في إسرائيل ونشر في وسائل إعلام اسرائيلية، اعترف السنوار بخنقه خائنا متعاونا مع إسرائيل بالكوفية حتى الموت في مقبرة في خانيونس.
تخرّج السنوار من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة وتعلّم اللغة العبرية التي يتحدثها بمستوى جيد خلال 23 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية. ويقال إن لديه فهما عميقا للثقافة والمجتمع الإسرائيليين.
حكم على السنوار بالمؤبد أربع مرات لقتله جنديين إسرائيليين. وكان من بين 1027 فلسطينيا أطلق سراحهم في صفقة أبرمت في العام 2011 مقابل إطلاق سراح الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
لاحقا، أصبح السنوار قائدا بارزا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قبل أن يصبح زعيم الحركة في القطاع.
- "راديكالي وعملي" -
يحلم السنوار بدولة فلسطينية واحدة تجمع بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة من إسرائيل إلى جانب القدس الشرقية منذ العام 1967.
ووفقا لمجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة الأميركية (مركز أبحاث)، تعهّد السنوار بمعاقبة أي شخص يعرقل المصالحة مع حركة فتح.
وخاضت الحركتان في العام 2006 نزاعا داميا أفضى إلى سيطرة حماس عل على قطاع غزة.
وبعد الحرب الحالية واتفاق الهدنة السائد منذ الجمعة بين حماس وإسرائيل والذي أطلق بموجبه معتقلون فلسطينيون من سجون إسرائيل، ارتفعت شعبية الحركة الإسلامية في الضفة الغربية وشعبية السنوار نفسه.
وتقول سورات إن السنوار اعتمد مسارا "راديكاليا في التخطيط العسكري وآخر براغماتيا في السياسة".
وتضيف "إنه لا يدعو إلى القوة من أجل القوة بل من أجل إجراء مفاوضات" مع إسرائيل.
في العام 2015، أضيف اسم السنوار إلى قائمة الولايات المتحدة لأكثر "الإرهابيين الدوليين" المطلوبين لديها ، إلى جانب محمد الضيف، القائد الحالي لكتائب عز الدين القسام والعقل المدبر الثاني لهجوم السابع من أكتوبر، وفق إسرائيل.
وتقول مصادر أمنية خارج غزة إن السنوار والضيف موجودان في شبكة الأنفاق التي بنتها حماس تحت القطاع.
وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق هذا الشهر بـ "العثور على السنوار والقضاء عليه"، وحاول اغراء سكان قطاع غزة على تسليمه قائلا "إذا وصلتم إليه قبلنا فسيؤدي ذلك إلى تقصير مدة الحرب".لكنه لم يفلح وباءت جميع مخططاته بالفشل حيث يبقى القائد السنوار عصيا على محاولات العدوان البائسة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قطاع غزة فی العام
إقرأ أيضاً:
سموتريتش مُعقّبا على صفقة التبادل: "سيئة ولا تخدم مصالح إسرائيل"
عقّب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأربعاء، مجددا على صفقة التبادل بين حماس ، وإسرائيل، والتي تتحدث وسائل إعلام عبرية عن قُرب توقيعها خلال الفترة القريبة المقبلة.
وقال سموتريتش: "هذه الصفقة سيئة ولا تخدم أهداف ومصالح دولة إسرائيل في الحرب ولا حتى في استعادة الأسرى، لأنها في النهاية صفقة جزئية".
وأضاف، "حماس في أضعف حالاتها منذ بداية الحرب، وهذا ليس الوقت لمنحها طوق نجاة، بل الوقت لمواصلة سحقها والضغط عليها حتى تُعيد الأسرى، ولكن في صفقة استسلام من جانبها وليس من جانبنا".
وتابع سموتريتش، "الصفقات التي نقوم فيها بالإفراج عن مئات القتلة الذين يعودون لقتل اليهود، والصفقات التي نخرج فيها من شمال القطاع ونعيد مليون غزي إلى هناك ونضيع إنجازات تحققت بدماء غالية - هذه أخطاء جسيمة، لو أننا لم نتفاوض مع حماس وتعاملنا معها فقط من خلال فوهات دباباتنا، وطائراتنا، ومقاتلينا لكان الأسرى هنا منذ زمن".
المصدر : وكالة سوا