لوموند الفرنسية: السنوار سيد اللعبة في غزة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
اعتبرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن فشل الاحتلال الإسرائيلي في إرغام زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بغزة يحيى السنوار على القبول بشروطه بالقوّة عبر ممارسته حرب أعصاب شديدة عليه، جعلته أكبر المستفيدين مما حدث حتّى الآن، وأن ذلك راجع بالأساس إلى صمود حركته في مواجهة القصف المروع لقطاع غزة طيلة شهر ونصف الشهر، وفق تقديرها.
وتقول الصحيفة إن عنف القصف الإسرائيلي الذي خلف حوالي 15 ألف شهيد منذ بدء الحرب، والضغوط التي مارسها أهالي الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أجبرا إسرائيل على قبول التفاوض.
وذكرت الصحيفة، في تقرير مشترك لمراسلها في إسرائيل جان فيليب ريمي ومراسلتها في لبنان هيلين سالون، أن السنوار هو من تولّى التفاوض وهو من يناقش تفاصيل كل نقطة من اتفاقية الهدنة، بدءًا من إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وحتى إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
وأضافت أن هذا الزعيم هو من يملي إيقاع تطوّر الأمور منذ دخول هذه “الهدنة” حيز التنفيذ يوم الجمعة 24 نوفمبر الجاري، كما أنه على استعداد لكبح إسرائيل إن لاحظ أنها تنتهك شروط التفاوض.
وبذلك يكون هذا الزعيم الفلسطيني، البالغ من العمر 61 عاما، قد تحدى -وفق الصحيفة- كل أولئك الذين قدموه في إسرائيل على أنه “رجل ميت” بالفعل، لكن على النقيض من ذلك لم يبق السنوار على قيد الحياة بعد مرور 50 يوما على بدء الحرب فحسب، بل حقق انتصارا سياسيا جديدا.
ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن المستشار السابق لعدد من رؤساء جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي (شين بيت) ماتي شتاينبرغ، قوله: “شخص مثل السنوار يعرف كيف يفك رموز الإسرائيليين بشكل جيد للغاية.
لقد فهم قادة حماس بشكل أساسي تمامًا الانقسامات في البلاد، وبالتالي ضعفها، لكنهم أيضًا يفهمون حقيقة أنه لمحاربة جيش أقوى بكثير من حيث الوسائل والرجال، من الضروري اللجوء إلى أسلحة مختلفة، بما في ذلك الرهائن، وكل عملية إطلاق سراح للرهائن هي بمثابة تذكير بهذا النصر في نظر الرأي العام الفلسطيني”، وفق شتاينبرغ.
وقالت لوموند إن السنوار، الذي اعتقلته إسرائيل عام 1989 وحكمت عليه بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهمة اختطاف جنديين إسرائيليين وقتلهم، ومن يتهمهم بأنهم عملاء فلسطينيون لإسرائيل، أُطلق سراحه في ما باتت تعرف بصفقة “شاليط”، ورفض التوقيع على وثيقة يتعهد فيها بعدم رفع السلاح في وجه إسرائيل، قائلا إنه مستعد للبقاء في السجن إذا كان ذلك هو الثمن الذي عليه أن يدفعه.
وأبرزت لوموند أن السنوار هو الهدف الأول لإسرائيل في حملتها العسكرية الحالية في غزة، وقد تعهد وزير دفاعها بداية الشهر الحالي أنه لن يجعل حدا للعمليات ما لم تتم تصفية السنوار بالذات وقادة آخرين، وهو ما علقت عليه الصحيفة بقولها إن موته لن يحسم المصير السياسي لحماس.
وأضافت أن لهذه الحركة الفلسطينية منتقديها، خاصة في قطاع غزة الذي جرّته معها إلى هذا القصف الإسرائيلي، لكنها اكتسبت أيضا الكثير من المؤيدين، الذين يرحبون بالضربة التي يتلقاها العدو، في الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية.
وختمت لوموند بالقول إن حماس من خلال إبرام اتفاق مع إسرائيل تثبت نفسها باعتبارها محاورا لا يمكن تجاوزه: اليوم هدنة، وربما غدا “اليوم التالي”، وفضلا عن ذلك يرى مسؤولو فتح (حركة التحرير الوطني الفلسطيني) الآن أنه من الضروري التصالح مع الحركة، التي تشكل جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي الفلسطيني، لكن إيقاع الأحداث ما زال يمليه، من غزة، يحيى السنوار.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
رسائل سرية بين السنوار وإيران.. وطلب بـ500 مليون دولار
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الإثنين، عن ما وصفه بـ "دليل قاطع" على الدعم الإيراني لخطة حركة حماس في هجوم 7 أكتوبر 2023.
وقال الوزير في فيديو مسجل، إن المرسلات التي تم الكشف عنها بين القيادي في حماس يحيى السنوار ومحمد الضيف ومسؤولين إيرانيين أظهرت أن حماس طلبت مبلغا قدره 500 مليون دولار من إيران لتنفيذ عمليات تهدف إلى تدمير إسرائيل ومواجهة الولايات المتحدة، وأنهم قد حصلوا على هذا المبلغ.
وأشار وزير الدفاع إلى أن هذه الوثائق تكشف عن العلاقة الوثيقة بين إيران وحماس في مساعيها لتحقيق أهدافها الرامية إلى تدمير إسرائيل.
وجاء في المراسلة السرية التي كشف عنها كاتس وقال إنها وجهت من قادة حماس إلى إيران: "إننا في هذه المرحلة في أمس الحاجة لوقوفكم معنا بكل قوة وعزم ودعم وإسناد أولا لترميم قوتنا وما تم استنفاذه في هذه المواجهة أو ما تم استهدافه، وتطوير قدراتنا أضعافا مضاعفة".
وأضاف القادة في الرسالة: "من أجل تحقيق هذه الأهداف الكبيرة والتي سنغير بها وجه الكون بإذن الله فنحن في أمس الحاجة لدعم مالي مقداره 20 مليون شهريا ولمدة عامين، أي ما يعادل 500 مليون دولار في العامين، ونحن نثق أننا وإياكم من نهاية هذين العامين أو خلالهما إذا قدر الله سنجتث هذا الكيان المسخ، وسنغير وإياكم وجه المنطقة وننهي بحول الله هذه الحقبة السوداء".
وقد حملت الرسالة السرية توقيع محمد الضيف ويحيى السنوار ومروان عيسى.